رواية بقلم سهام صادق
ركب السيارة ثم أعطاها الذرة فناولته إحداهما قائلة خد واحدة وأنا واحدة
رد عليها بهدوء لا مش عايز خليهم عشانك
ابتسمت له بحب بينما هو ينظر أمامه إلى الطريق حتى وصلوا إلى المنزل الذي يستأجرون به الشقة فقال لها خليكي وأنا هطلع بيزيد وأنزل آخد يزن
ردت عليه أنا هطلع بيزن معاك
وبالفعل صعدت تحمل يزن بجواره حتى وصلوا إلى الشقة فأدخل يزيد إلى غرفتها التي تحوي سريرين ووضع يزيد على أحدهما والټفت حمل يزن ووضعه بجواره فارتمت هي على السرير المقابل تلتقط أنفاسها فقال لها بصوت هادىء أنا هسيب الولدين هنا عشان دخان السجاير ميأذيش حد فيهم
فهز رأسه نافيا ثم غادر الغرفة
بدلت ملابسها وخرجت بعدها من الغرفة تذهب إلى المطبخ لجلب زجاجة ماء وجدته يتناول قطعة من الخبز مع قطعة من
الجبن فاقتربت منه تعاتبه أنا مش قولتلك اعمل تآكل
رد عليها أنا هعمل ساندوتش جبنة وأنام
نظرت له بحيرة وأخذت الماء عائدة إلى غرفتها سمعت
رد عليها دون أن يلتفت لها لا مش هآكل
قالت بحزن وخرج أنا آسفة يادكتور ياسر
الټفت لها بعدما سمع ذلك وسألها بهدوء آسفة على إيه يا غصون
ردت عليه بتوتر آسفة على الحالة اللي انت فيها آسفة على الۏجع اللي أنت حاسه دلوقتي
كلامها وقال بهدوء أنا كويس ومفيش اي حاجة انتي تقصدي إيه
ابتلعت ريقها وقالت بحرج أنت مش كويس أنت حزين
من جواك عشان مراتك ربنا يرحمها بس أنا والله ماكنت أتمنى أكون في يوم سبب حزنك وتعاستك أنا آسفة يا دكتور ياسر
جلست بجواره على الأريكة
القريبة منهما فبدأ حديثه قائلا أنتي ملكيش ذنب ف الحالة اللي أنا عليها حاليا بالعكس أنا اللي طلبت منك ده وأنتي اتنازلتي عن حقوق كتير لكي ووافقتي وأنا ممنون لكي بكده عشان كده متحمليش نفسك ذنب معملتيهوش
ابتسمت له بمجاملة ولم ترد فاستكمل قائلا وكمان بلاش دكتور ياسر دي من هنا ورايح انا ياسر بس زي ما ياسمين اختي ياسمين بس من غير مدام انتي مش أقل من حد يا غصون وزي ما قولتلك قبل كده البيت ده بقى بيتك ودي مملكتك خدي راحتك زي ماتحبي بس أهم شيء ثم هدأت نبرته متغيريش فيه اي حاجة لأن كل ركن فيه له ذكريات معاياوهنا علت نبرته مرة أخرى بس أوضتك لو حبيتي أغيرها وأجبلك أوضة جديدة أنا موافق
هز رأسه موافقا وقال تمام ولو احتجتي أي حاجة أنا موجود مش محتاجة أقولك إن الوضع اختلف عن قبل أما الولاد معنديش كلام اقوله لأني عارف كويس أنك بتهتمي بيهم عني
أطالت النظر في وجهه وهو يتحدث ونسيت خجلها في تلك اللحظة لاحظ ذلك فابتسم أخيرا ابتسامة صغيرة سرعان ما أخفاها وقال أهم حاجة عندي يا غصون عايزك تكوني قوية ومټخافيش من حد وأنا هساعدك تتغيري واعرفي دايما إني موجود ومعاكي وقت ما تحتاجيني
استيقظت بعد ساعات نوم قليلة نامتها بغير إرتياح بعدما حدث ليلة أمس فهي كادت ټموت خجلا بعدما حدث لا تعلم كيف ستواجهه وتنظر في وجهه بعدما حدث لذا وجدت أن أسلم حل أن تمثل النوم حتى يخرج من المنزل وبالفعل غطت وجهها حتى لا يعلم أنها إستيقظت ولكنها فجأة تذكرت وجود يزيد ويزن معهما في المنزل فنهضت جالسة تبحث بعينيها عنهما في الغرفة وجدتها خالية منهما فخرجت من فراشها ومن الغرفة تبحث عنهم وجدتهم يقفان حول آسر في المطبخ يمازحهما وهو يعد الفطور عندما لمحها أخفضت بصرها خجلا ودخلت المطبخ تقول
بحرج صباح الخير
رد عليها يزيد صباح الخير يا طنط
ابتسمت له ومسحت على شعره ثم وجهت حديثها لآسر الذي يرص الأطباق على المنضدة الموجودة داخل المطبخ وقالت مصحتنيش ليه وأنا كنت جهزت الفطار بدل ماتتعب نفسك
انحني يحمل يزن يجلسه على أحد الكراسى حول المنضدة وهو يقول بهدوء لقيتك نايمة مرضتش أقلقك ثم وجه كلامه ليزيد ياللا يابطل اقعد عشان تفطر
وبالفعل جلس يزيد بإبتسامة على الكرسي المجاور لأخيه ثم جلس آسر وقال موجها حديثه لها دون أن ينظر لها اقعدي أنتي كمان افطري معانا
لم ترد عليه وجلست جواره بهدوء وشرود فهو ليس على طبيعته معها تغير بعدما بدأ أن يعاملها كصديقة ورفيقة له وأنسبت ذلك لفعلتها الوقحة ليلة أمس فبالتأكيد قد تأكدت ظنونه فيها بالسوء وبعد ذلك سيقرر إنهاء تلك العلاقة سريعا كيف سيثق فيها وهي بتلك السفاهة
أفكار متضاربة تعصف برأسه طوال الليل ويشكر ربه أنه لم يضعف ويسحبها إلى غرفته حينها كان سيندم ويحتقر نفسه إلى الأبد تمنى لو لم يكن ولدي أخيه
معه اليوم لكان غادر الشقة منذ الصباح الباكر ولم يعد حتى يهدأ من تلك الأفكار وتلك المشاعر
لم يستطع تناول شئ فنهض مغادرا المطبخ فاستوقفته قائلة أنت مأكلتش حاجة
رد عليها دون أن يلتفت لها شبعت الحمد لله
تحدث يزيد أنت مش هتلعب معايا زي ما وعدتني
الټفت ليزيد مبتسما وقال هرتاح في أوضتي شوية وأرجع ألعب معاك
ابتسم له يزيد وبادله آسر الإبتسامة ثم غادر إلى غرفته
انتظرت هي قليلا مع الولدين حتى فرغا من الطعام ثم قالت لهم تعالوا نتفرج على فيلم كرتون جميل أوي على أما أونكل آسر يجي يلعب معاكوا
ابتسم الولدان بسعادة وبالفعل أخذتهما إلى الصالة وأجلستهما أمام التلفاز ثم تركتهما بهدوء دون أن يشعرا واتجهت إلى غرفته طرقت الباب ثم فتحته دون أن تنتظر الرد دخلت وجدته يجلس على فراشه وبيده سېجارة والغرفة
معبأة بالدخان
رفع بصره لها ثم أخفضه نظرت له ثم سارت حتى النافذة وفتحت زجاجها ثم عادت إليه وجلست على طرف الفراش فأصبحت مقابلة له
رد عليها
بجمود عايزة إيه
ابتلعت ريقها وقالت عايزة أرجع شغلي
اعتدل في جلسته ونظر لها متسائلا ترجعي شغلك ليه ناقصك حاجة
نظرت له بإنكسار وقالت لا أبدا أنت مش مخليني محتاجة حاجة بس أنا كده كده رجعاه يبقى أرجعه من دلوقتي أحسن
أطفأ سيجارته وقال بحدة طول ماأنتي ف بيتي مش هترجعيه مش هسمح أكون نايم ف البيت وأنتي بايتة في المستشفي معرفش عنك حاجة ولا مع مين ولا بتعملي إيه أما نتطل
سلطت نظراتها على عينيه تستعطفهما وتستعطف قلبه ألا ينطقها فعلي الرغم من تيقنها أن ذلك سيكون يوما ولكنها الآن غير قادرة على تحمل ذلك فقاطعته وقالت بصوت مخټنق بالدموع عارفة إن عمرك ما هتثق فيا ومش هقدر أجبرك على كده مهما حاولت أثبت
لك إني مش زي ما أنت فاكر ومش بلومك على كده بس أنا بجد محتاجة شغلي دلوقتي أوي محتاجاه أوي
لانت ملامحه بعدما رآها بهذا الضعف والانكسار ورق قلبه لنبرة الرجاء التي
في صوتها فسألها بهدوء خلاص عرفيني عايزة الشغل ليه وأنا هوافق
هنا أخفضت بصرها وتركت لدموعها العنان لتهبط بغزارة وقالت پقهر من بين دموعها عشان مش عايزة أرجع بيت أبويا مش عايزة أرجع لمرات أبويا تذلني في الداخلة والخارجة وأنا عارفة انك مبقتش مستحملني وقريب أوي هتسيبني عشان كده هظبط أموري من دلوقتي عشان أقدر أشوف شقة إيجار أعيش فيها بعد ما تسيبني
كل دمعة من عينيها أحرقت قلبه وذلك القهر الذي هي عليه الآن ېمزق أنياط قلبهحاول أن ويطمئنها ويخفف عنها ولكنه سرعان ما تراجع يتمنى لو يقدر على تخطي كل ما مضى ويبدأ معها من جديد ولكنه عاجز عن ذلك يشعر تجاهها بمشاعر متناقضة يريد قربها ويتمنى ابتعادها يحنو عليها ثم يقسو دون إرادة يفرح بسعادتها ويريد أن يكسرها ويحزنها كما فعلت به يريد الآن التخفيف عنها وطمأنتها وشئ بداخله يحثه أن يتركها تتألم وتذق حصاد جريمتها
جاءها صوته يقول قومي اغسلي وشك واخرجي للولاد
حاولت التوقف عن البكاء ومسحت دموعها بظهر كفها ونهضت تقترب منه ثم وقفت خلفه وسألته بصوت
متقطع من شدة البكاء ب بس أنت مردتش عليا ه هتخليني أرجع شغلي
ا استسلم لسانها لتلك الحالة ونطقت بصوت ضعيف بحبك يا آسر أرجوك متسيبنيش
أومأت رأسها پخوف فاتجه إلى الخزانة ليخرج منها ثيابه وهو يهرتل أنتي فعلا كنتي عقاپ ربنا ليا
نظرت له نظرة حزينة دون رد فتركها وخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بكل عڼف
بعد دقائق كانت
أعدت كل شيء ووضعت الفطور على مائدة الطعام ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة فتعجبت من المفترض استيقاظ ياسر منذ ساعة والآن موعد ذهابه إلى العمل شعرت بالقلق وتمنت لو كانت تمتلك الجرأة وتصعد للإطمئنان عليه فلابد أنه متعب منذ ليلة أمس فقد كان يبدو عليه الحزن والإرهاق
صعدت حتى غرفتها وتناولت دواءها ثم خرجت تتجه بتردد ناحية غرفته وفي النهاية اقتربت من الباب وطرقت الباب بتوتر فجاءها صوته أيوة حاضر وبعد لحظات فتح الباب بهدوء وعندما رآها حدثها بثباته المعتاد فيه حاجة يا غصون
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت له بخجل وردت أنا جهزت الفطار وحضرتك منزلتش عشان شغلك فأنا قلقت بس
أجابها بهدوء تمام أنا نازل حالا
أومأت رأسها ونزلت لتلقي نظرة أخيرة على الطاولة قبل نزوله ولم تمر دقائق إلا هبط هو الآخر ولم يبدل ملابس نومه وملامحه تخبرها أنه لم ينام ليلة أمس
اتجه إلى الطاولة وجلس بهدوء بينما هي سألته بهدوء وهي تقف بعيدا عنه تحب تشرب إيه
مد يده وأخذ قطعة خبز ورد عليها دون أن ينظر لها اقعدي افطري ياغصون
ارتبكت فهي لم تعتد على تناول الطعام برفقته
فابتلعت ريقها بتوتر وقالت أنا أنا
فطرت
رفع بصره لها وقال مفطرتيش ياغصون وبعدين بعد كده تقعدي معانا ف كل وجبة
توترت وقالت طب هستني الولاد آكل معاهم
وضع الخبز ونظر لها بإصرار وقال اقعدي ياغصون مش عارفين الولاد جاية إمتى
اقتربت وجلست بحرج فنظر لها وقال قولتلك خدي راحتك ياغصون البيت بقى بيتك أنتي مش ضيفة هنا وكمان لبسك الحجاب مبقاش له لزوم داخل البيت بلاش تقيدي نفسك ولو لكي أي طلبات خاصة أنا ملزم أجيبهالك وكمان انا هعملك فيزا كارد عشان لو احتجتي أي حاجة
والنهاردة هجيبلك موبايل مكان اللي اتاخد منك
ردت بأدب أنا مش محتاجة حاجة وكتر خيرك كفاية أوي أنك مقعدني في بيت يأويني ويحميني من شړ الناس
رد عليها غصون أنا قولتلك