رواية بقلم سهام صادق
لم تمتلك الجرأة بعد لتظهر أمامه كذلك ولكن بعد تفكير قررت أن تضغط على نفسها حتى تعتاد على ذلك وبالفعل هبطت لتجلس مع الأولاد حتى يخرج من مكتبه ولكنها تفاجأت به يقف في شرفة غرفة الصالون يوليها ظهره ويتحدث في هاتفه بإنفعال قائلا قولتلك يا ماما مكنش ينفع تحضري وانتي رافضة الجوازة من البداية ممكن بقى تنسى الكلام ده خلاص بقى ياأمي مش عايز اسمع الكلام ده تاني لأنها بقت خلاص مراتي وكرامتها من كرامتي خلاص هبقي أعدي عليكي بكرة ان شاء الله سلام وأغلق هاتفه وزفر بإنفعال
الټفت يبرر لها ولكنه وقف مشدوها من هيئتها جميلة لحد الذهول أنثى جميلة بعيون تحمل براءة الأطفال مما جعل
لها سحر خاص يجعلها مختلفة عن بقية نساء الأرض لم يرد عليها ووقف يتأملها قليلا حتى تحدثت مرة أخرى قائلة بس متزعلش
نفسك انا هعمل كل اللي ف وسعي عشان ترضى
شعرت بسعادة بالغة من كلامه فابتلعت ريقها بحرج ثم قالت له بإبتسامة أنا اللي محظوظة إني قابلتك واتعرفت عليك واسمي بقى جمب اسمك وكأن الدنيا بتراضيني بعد ماوجعتني عمري كله
ابتسمت له وقالت بحماس دقايق ويكون جاهز والولاد أن غديتهم وسيبتهم ف أوضة الألعاب
رد عليها يعني انا هآكل لوحدي
أجابته بإبتسامة ما انا متغدتش مع الولاد هتغدي معاك
ابتسم لها ثم قال تمام أنا هقعد معاهم شوية على ما تخلصي
بينما هو ظل يتابعها بعينيه حتى اختفت وذهب لولديه
دخل عليها الغرفة وجدها تجلس مستلقية على الفراش تسند رأسها
أصبحت بخير وأفاقت وعادت تنير الحياة التي ظن أنها ستنتهي إن غادرتها
هي مجرد أن رأته يدخل من باب الغرفة أشاحت بوجهها الناحية الأخرى فدخل وجذب كرسي لجانب السرير وجلس عليه
لم ترد عليه ولم تلتفت له بل مجرد سماع صوته جعل الدموع تفر من عينيها فأكمل قائلا بحنان ممكن تبصيلي عايز اطمن عليكي
لم تلتفت له ولكنها قالت بصوت حزين متعب أنا كويسة
شعر براحة لسماع صوتها ولكن ذلك الحزن الذي فيه أوجع قلبه فسألها طب ممكن اعرف عملتي كده ليه إزاي هانت عليكي نفسك وهانت عليكي حياتك ليه كده ياسدرة
الټفت فرأي وجهها المبتل من كثرة الدموع وقالت بصوت باك أنا محدش بيحبني ولو كنت مت مكنتش هفرق مع حد بالعكس كان الكل هيرتاح مني ومن همي ياريتني متت وارتحت
شعر بالۏجع الذي تتحدث به فحاول التخفيف عنها قائلا متقوليش كدهأنتي تفرقي معانا كلنا أنتي متعرفيش انا حسيت بإيه اما شوفتك بالمنظر المخيف ده يا سدرة مفيش حاجة ف الدنيا تستاهل تخسري حياتك عشانها
ردت عليه بحزن أنا مستاهلش اي تعاطف منك أنا إنسانة وحشة أوي يا آسر أنا طول عمري إنسانة قاسېة ومبحبش غير نفسي أنا بفتكر مواقف كتير مع كل القريبين مني بقول لنفسي بعدها انا إزاي كنت كده إزاي كنت بالقسۏة والجحود ده أنا كنت أنانية يوم ما فكرت اتجوزك عشان يبقى اسمي أدام الناس اتجوزت وخلاص واهرب من خنقة مرات أبويا وتحكمها فيا ومفكرتش فيك وفي اللي اتسببت فيه لك
نظرت له بأسف فوجدته هو الآخر منطفئ وحزين فأكملت أنا والله ما زعلانة منك ولا بلومك على اي حاجة بالعكس انا حاسة ناحيتك بالذنب اللي بېقتلني كل ما عيوننا اتلاقت حزينة اني السبب اني خليت الشاب اللي كان كله بهجة وحيوية ينطفي ويعيش مكسور بسبب ملوش ذنب فيهأنا آسفة ياآسر مش طالبة منك غير تسامحني وياريتني قابلتك وانا إنسانة استحقك واستحق شرف وجودي جمبك بقية عمري بس أنا اللي قليلة الحظ طول عمري
رق قلبه لحديثها فقال لها بحنان انسى كل اللي فات وشيلي الأفكار دي من دماغك وكفاية لحد كده وفوقي عشان ترجعي معايا البيت ونعطي لبعض فرصة تانية ننسى بيها الماضي ونبني بيها حاضر مفيهوش غيرنا وبس
ردت عليه أنت مش مجبر تكمل مع واحدة زيي لا أنت هتنسي اللي أنا عملته فيك ولا أنا هرتاح من العڈاب اللي أنا عايشة فيه
رد عليها بحماس هنحاول وننسي هندعم بعض لحد ما نقدر تتخطى اللي مرينا بيه وأنا واثق إنك هتقدرى تساعديني ف ده
أشاحت بوجهها عنه وقالت بحزن لا أنت هتقدر ولا أنا هقدر الحل الوحيد إنك تطلقني يا آسر
يعني إيه شرطها تعيش في شقة بعيد عن هنا يبقى ابني الوحيد وعنده في بيت أبوه بدل الشقة كام شقة ويعيش بعيد عني عشان إيه إن شاء الله كلمات قالتها أم تميم پغضب
بعدما قصت عليها تغريد ماحدث بينها وبين سدن
ردت عليها تغريد بهدوء ده شرطها ياماما وكمان شارطة محدش فينا يتدخل ف حياتها معاه
ردت عليها أمها بإنفعال دي بتتشرط وتتأمر على إيه الهانم مش تحمد ربنا إن ابني زين الشباب هياخد واحدة محروقة زيها بلا نيلة عليها وعلى اليوم الأسود اللي حطها ف طريقه
تكلمت تغريد پخوف وطي صوتك يا ماما تميم هيسمع وكمان متقوليش الكلام ده تاني دي حياته وهو حر فيها واحنا مش عايزين غير سعادته وبس وإذا كان سعادته معاها يبقى ربنا يهنيهم سوا وخلاص بقي
هدأت الأم قليلا وقالت يابنتي
أنا كده هتحرم من ابني هشوفه زي الضيف مش كفاية غربتك وبعدك عني هيبقى انتي وأخوكي
اقتربت منها ابنتها ومسحت على كتف أمها بحنان وقالت بصراحة ياماما البنت مش وحشة بالعكس دي كويسة جدا وقلبها طيب وبتحب تميم هي كمان يبقى احنا نوافق ونعاملها بما يرضي الله وأنا هحاول أصاحبها ومع الوقت هقدر أقنعها إنها تعيش معاكي في البيت هي وتميم بس
عشان خاطري ياماما بلاش تعملي مشاكل تاني أو تجرحيها بالكلام
ردت الأم بإستسلام خلاص يابنتي اللي تشوفيه أنا مش عايزة غير سعادتكم
ابتسمت تغريد وقالت
وسعادة تميم معاها يبقى خلاص أنا هروح أبشره باللي حصل وهو يتكلم معاها ونحدد ميعاد الخطوبة على طول
الفصل الخامس والعشرون
تقف أمام المرآة تلقى نظرة أخيرة على نفسها قبل أن تخرج للقائه هو وأسرته للمرة الثانية ولكن هذه المرة شعورها مختلف فلقد عادوا هم يطلبونها لإبنهم بكل حرج على ما صدر من أمه من قبل وداخلها تشعر بإنتصار أنهم وافقوا على شروطها دون نقاش
لا تنكر أنها الأخرى تحبه بل أن قلبها لم يدق لرجل قلبه وتحبه حبه وعشقه لها مما جعلها تدعو الله في كل سجدة أن يكتبه الله لها وهاهو قد استجاب واليوم هنا لتحديد ميعاد الخطبة وكتب الكتاب
خرج من غرفتها واتجهت ناحية غرفة الضيوف بكل ثقة ثم ألقت السلام ودخلت نظرت له بحنين فها هي قد ضعفت حينما التقت أعينهما فقد اشتاقت له ولوجوده في محيطها منذ آخر مرة تحدثت معه عبر الهاتف ثم أغلقت كل سبله للوصول إليها ثانية وهي ېقتلها الشوق له
ولكن الآن ابتسامته ونظرة عيناه التي أدفأتها بكل ذلك الحنين التي تحملهما هي الآخري لم تستطع ألا تبادله الإبتسامة ونظرات الشوق
قطع حديث النظرات هذا صوت أبيه يقول أظن ياحاج فتحي إحنا مش محتاجين نتكلم ونعيد إحنا جايين شاريين بنتك وإن
شاء الله هتكون في عنينا
رد عليه فتحي طبعا يا حاج ماهي بنتكم برضه وإحنا مش هنختلف على حاجة
ابتسم له والد تميم وقال اتفقنا يبقى نقرأ الفاتحة
بعد أن قرأ جميع الحاضرين الفاتحة قالت تغريد بإبتسامة مبروك ياسدن مبروك ياتيمو عقبال الفرح
نظرت لها سدن بثبات وردت الله يبارك فيكي
ثم رد تميم الله يبارك فيكي يا حبيبتي
نظرت سدن لأم تميم وجدتها تجلس صامتة تنظر أرضا شعرت بالحزن والخيبة فرغم كل هذا هي مازالت مجبورة على أمه كم حلمت أن تدخل بيتا تنال فيه حب الجميع كم تمنت أن تكون لها أما تعوضها حنان أمها الذي حرمت منه ولكنها الآن فاقت من كل أحلامها على واقع يؤذي داخلها فهم الآن يجلسون أمامها يرسمون الإبتسامة فقط من أجل إرضاء إبنهم وهي الآخري ستسمع لنصيحة سدرة التي نصحتها لها منذ وقت وهي أن الحياة فرص وكل فرصة ستكون لصالحك لا تخسريها لذا نفضت من رأسها كل تلك الأفكار المحبطة والتفتت بنظرها لتميم الذي يجلس أمامها سعيدا وكأنه قد فاز بكنز ثمين
ابتسمت له هي الأخرى بسعادة فتشجع وقال لوالدها بعد إذنك ياعمي إحنا آخر الأسبوع هنعمل الخطوبة ومعاها كتب الكتاب وأول مانجهز الشقة نعمل الفرح على طول
رحب والدها بذلك قائلا تمام يابني اللي تشوفوه
تدخل والده قائلا يبقى على خيرة الله مبروك ياعروسة
ردت عليه بخجل الله يبارك فيك ياعمي
بعدها بقليل دخلت زوجة أبيها بالمشروبات المثلجة وبعض أنواع الحلوى المختلفة وقد تناولها الجميع مع خلق بعض الحوارات حول الحياة العامة وشئون الحياة
ولكن بين كل ذلك قال تميم موجها كلامه لوالد سدن بعد إذنك ياعمي أنا هآخد سدن منك ساعة نتعشى بره وأجيبهالك تاني
صمت فتحي قليلا ثم قال موافق بس مفيش تأخير
ابتسم له تميم بسعادة ثم نهض وجذب يد سدن وقال لا متقلقش يا عمي ساعة بالظبط وهتكون هنا عن إذنكم ثم أخذها وخرج من المنزل
بعد قليل كان يجلس أمامها في أحد المطاعم يتأملها بحب وهيام بينما هي تهرب بعينيها منه خجلا ولكنه لم يكتفى فقد مد يده وأمسك يديها يحتويها بين كفيه على الطاولة التي أمامها
شعرت بالحرج فحاولت أن تجذب يدها من بين يديه وهي تتلفت حولها وتقول مينفعش كده ياتميم الناس بتبص علينا
لم يرد أن يضغط عليها فترك يدها ونظر لها
بحب وقال
أصل بصراحة مش مصدق نفسي خلاص كلها أيام وهنكتب كتابنا
أخفضت بصرها وقالت بهدوء أنا كمان مش مصدقة بس مش عايزاك تزعل مني
ابتلع ريقه محاولا إخفاء مايكمنه داخله فهو على الرغم من سعادته بالحصول عليها ولكنه حزينا على ما اشترطته أن تمكث معه بعيدا عن منزل أبيه ولكنه على أتم الإستعداد أن يتحمل كل شئ مقابل أن تكون معه