لهيب الروح بقلم هدير
أروى الواقفة مبتعدة عنه ببضع خطوات مدعية القلق الذي يرتسم فوق قسمات وجهها بإتقان أردفت متسائلة بتوتر
هي بقت كويسة صح مفيهاش حاجة
آه هي كويسه يا أروى خلاص مټخافيش أهي قدامك أهدي أنت بس ومتتوتريش.
زفرت بارتياح معتلى
أه اټجننت اعتبريني كدة لأ مش هق تلها بس دة أنا هق تلك كمان أنت واخوكي ولو حد هنا وس فأكيد مش أنا هيبقى أنتم.
رأى جواد ذلك المشهد شاعرا بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة بداخله نيران قوية متأهبة تشتعل بداخله لم يتحمل ما يراه الآن هو يعلم جيدا أنها مخطئة في فعلتها وفي ردودها الحادة مع أروى لكنه أيضا لن يتحمل رؤيته ل أروى ټصفعها لذلك أسرع مقترب منهما جاذبا إياه من قبضة أروى القوية فوق ذراعها واضعا إياها خلفه كأنه يحميها به وبجسده القوي وتحدث مردفا ل أروى بتعقل وجدية شديدة
رمقته بضيق موزعة بصراتها عليه بتعجب مندهشة من حديثه الذي أدهشها وتحدثت بضيق وڠضب
يعني إيه يا جواد أنت عاوزني اقف اصقفلها ولا اقولها تق تلني أنا المرة الجاية عشان تبقى مرتاح ما أنت شوفت بنفسك اهو اللي كانت هتعمله فينا
وكله قدامك.
غمغم يرد على حديث أروى بجدية تبدو بشدة فوق منحنيات وجهه ولهجة حازمة مشددة
ردت پغضب حاد شاعرة بالضيق مما يفعله معها من طريقته الحازمة في التعابير والحديث
يعني ايه هتقولها كلمتين وخلاص يا جواد دي قت الة قت لة سيبني أنا هعرف اتصرف معاها ومع أشكالها الژبالة اللي زيها.
استمع إلى حديثها شاعرا بالڠضب هو الآخر من حديثها عنها بتلك الطريقة المقللة منها أشار لها نحو والدتها متحدث بجدية صارمة
توجهت تجلس بجانب والدتها كما أشار لها شاعرة بالڠضب والنيران الملتهبة تشتعل بداخلها تود أن تنهض حاړقة إياها بها حتى تخفيها من أمامه تجلس تطالعه بعدم رضل غير راضية لما سيفعله بل كانت تريد أن تهينها بدلا مما سيفعله هو الآن.
تركت رنيم ثيابه التي كانت تتشبت بها بقوة فاعتدل يقف قبالتها مغمغما پغضب وصوت عال حاد صائحا أمام وجهها بصرامة وكأنه يثبت ل أروى عكس ما تشعر به ويخيب ظنها
دهشت من حدته معها التي لم تعتاد عليه منه هو دوما يتحدث معها بهدوء شديد لم يرفع صوته عليها ابدا لكنها لم تصمت نظرت متطلعة داخل عينيه البنية بضعف تحاول أخفاءه وردت عليه بشراسة لا تريد منه أن تجعله يستشعر ضعفها
أنت مالك أصلا هو أنت بتزعقلي ليه كدة أنا اعمل اللي يعجبني خلاص مش هعمل حساب لحد.
كادت تسير من أمامه تاركة إياهم من دون ان تعط أي اهتمام لأحد منهم لكنه أوقفها ممسك إياها من معصمها بهدوء يجبرها على النظر نحوه مرة أخرى مانع إياها من استكمال سيرها وتركه هتف متسائلا بهدوء كمان يتحدث معها دائما غير مبالي لوجود زوجة عمه وابنتها
رنيم استنى خلاص
م...مفيش أنا بس تعبانة أعصابي تعبانة عشان لسة يعني مسقطة الموضوع مزعلني ومأثر لا عليا.
أنهت جملتها بنبرة متلعثمة شبه باكية والدموع قد ملأت مقلتيها اللامعتين بحزن شديد وحسرة مټألمة حقيقية تشعر بها في قلبها قلبها الممزق من ضراوة القسۏة والألم المتواجد بداخله..
استشعر هو كم الحزن الشديد يوجد داخل عينيها وفي نبرة صوتها الحزين المقهور تمنى لو أن لديه القدرة على جذبها داخل أحضانه وبين ذراعيه يريد أن يخفيها من العالم وشدته عليها هي كالهشة لم تتحمل اي شي لكن مهلا عن ماذا يتحدث هي تحملت كل شئ في الحياة لا يأتي على باله نعم هي رقيقة ضعيفة ولكن ما حدث لها في حياتها يثبت عكس ذلك تماما..
تركته يقف كما كان وسارت هي بخطوات متعثرة شبه راكضة تصعد الدرج متوجهة صوب غرفتها تاركة الجميع خلفها ودموعها تسيل فوق وجنتيها بحزن شديد شاعرة بنصل حاد مغروز في قلبها بلا شفقة تنتظر من ينزعه حتى يهدأ ذلك الألم الذي أصبح ملازما لها.
نهضت أروى تقف أمام جواد تطالعه پغضب متمتمة بعدم رضا وجدية
بجد هو دة اللي ربنا قدرك عليه معاها أنت كان ناقص تقولها تقت لنا المرة الجاية.
طالعها بنظرات حادة غاضبة اخترقتها متمتما بجدية ولهجة مشددة حازمة
خلاص يا أروى كانت حامل وفقدت حملها ليها حق بعدين أعصابها تعبانة خلاص محصلش حاجة الحمدلله اقفلي الحوار بقى.
طالعته بطرف عينيها بنظرات غاضبة بشدة تود أن تصعد خلف تلك التي ذهبت وټقتلها لا تعلم لماذا يتعامل معاها بتلك الطريقة الحادة ومع غيرها يتعامل بهدوء ولطف شديد غرزت أسنانها في شفتها بغيظ شديد يتآكل في قلبها بضراوة..
توجه نحو زوجة عمه جالسا بجانبها وضع يده فوق كتفها يربت عنها بهدوء ثم غمغم متسائلا بقلق
أنت كويسة صح ولا حاسة بحاجة لو في حاجة تعباكي قوليلي لو كدة اوديكي ونكشف.
حركت رأسها نافية متمتمة لترد عليه بتعقل ونبرة هادئة بشدة
لأ خلاص يا حبيبي أنا كويسة متقلقش أنت الحمدلله مفيش حاجة.
تنهد
بارتياح وحمحم بعدها بجدية محاولا ألا يجعلها تغضب وتفعل لتلك شئ يضرها أو يزعجها
معلش طيب يا مرات عمي متزعليش من رنيم واللي عملته أنت سمعتي اللي قالته وإن أعصابها تعبانة مكنش قصدها.
رمقته بنظراتها الغير مفهومة لما يفعله هو من تصرف وحديث غير مفهوم أيضا متحدثة ترد عليه بهدوء ماكر ممېت يشبهها
اكيد يا حبيبي أنا عارفة وعذراها مش محتاج تقولي وتوصيني عليها دي مرات ابني.
هتفت بالكلمة الأخيرة عن عمد لتذكره بذلك الرابط تريد أن تذكره أنها زوجة أبنها تفعل بها تشاء من دون أن يتدخل تريده يوفر خوفه وقلقه لأبنتها ليس لتلك الفتاة التي لا قيمة لها.
أومأ برأسه أماما بتفهم فهو ليس ابله بل مدرك جيدا معنى كلمتها الأخيرة وما تريد أن تصل إليه بذلك الهدوء الذي تتحدث به وتلك الرسالة الخفية التي ترسلها عبر حديثها وكأنها تريد أن تمنعه من الدفاع عنها..
هي ماكرة حقا تخفي خلفها حقيقتها وحقيقة نواياها متخذة الهدوء قناع لمكرها وخبثها تخفي حقيقة عقلها المفكر بتفكير شيطاني يشبهها خلف ذلك القناع الذي ترتديه بإتقان..
اقتربت أروى منه مرة أخرى متسائلة بتعجل
طب إيه يا جواد مش يلا عشان نلحق نوصل حفلة مهمة أوي اصحابي عاملينها وأنت هتحضر معايا عمو قايلي.
رمقها بنظرات ساخرة حادة مليئة بالغيظ منها ومن والده بسبب تفاهتها الشديدة وأعمالها التي لا قيمة لها لا يصدق أنه ترك عمله الهام لأجل ذلك الأمر الساذج تطلع نحو هاتفه الذي ارتفع صوته معلنا عن وصول اتصال له.
ابتعد بعض الخطوات عنهما وتحدث عبر هاتفه ثم عاود مرة أخرى كما كان معتذر من أروى بجدية ممسك بمفاتيحه وهاتفه استعدادا لذهابه
معلش يا أروى مش فاضي جالي شغل مهم تتعوض بقى مرة تانية مش ضروري تروحي الحفلة أو شوفي عصام لو خلص شغله عن إذنك عشان مستعجل.
أنهى جملته متوجه صوب الخارج يركب سيارته الذي انطلق بها مسرعا تاركا إياها تستشيط ڠضبا والنيران تشتعل بداخلها من إهماله الواضح الصريح لها عدم إهتمامه بما تريد منه.
تطلعت نحو والدتها متمتمة بلوعة وغيظ شديد
شايفة يا ماما شايفة بيعمل ايه كل مرة بعوز منه حاجة هو كدة على طول معايا أنا مش فاضي ليا ولا للي عاوزاه هو بس فاضي للوسة اللي فوق بقف يشوف مالها ويدافع عنها يجي مع مرات عمي بالعافية وفي الآخر يقولي لأ ويطلع مية عذر خليكي شاهدة عليه يا ماما..
اومأت لها بشرود عقلها منهمك في التفكير في أمر آخر بعيد تماما عن ثرثرة ابنتها الآن وغيظها مما يفعله جواد مكررة أن تتخذ خطوة جادة فيما تفكر..
كان جواد يقود سيارته بدون تركيز عقله شارد بها شارد في رؤيته لها تلك المرة التي كانت تختلف عن كل مرة سابقة يراها بها كان دائما يراها لدقيقة يلمحها ويلمح خيالها بها يحاول أن يخلق دقائق لرؤيتها لكنه يفشل في كل مرة كانت تختفي هي من أمامه عن عمد مدعية إنشغالها في أمر آخر هام ستفعله.
لكنه تلك المرة وقف معها متمعن بصره بها جيدا عينيه تتأمل كل تفصيلة بها أصبحت أنحف كثيرا عما كانت من قبل بنيتيها بداخلهما حزن شديد يبدو تلك المرة بوضوح لكنه توقع أن ذلك الحزن من أجل فقدان طفلها هو ليس على دراية بما يحدث لها وما يفعله معها ذلك المختل من أذى نفسي وجسدي يحاول أن يلحق بها أي اذى لا يهمه هو فقط يريد أن يراها تتألم وتخشاه.
نبرة صوتها المقهورة الحزينة وهي تخبره عن خسارة طفلها لن تذهب عن ذهنه ولو لبرهة واحدة يتمنى أن يضمها ويذهب بها بعيدا عن الجميع في رحلة صغيرة جاعلا إياها تنسى كل شئ يحزنها عن ۏفاة طفلها ولكن تلك الرحلة لن تحدث سوى داخل عقله فهي متزوجة من أبن عمه فما يريده من الصعب أن يحدث بل من المستحيل تحقيقه.
شرد بعقله إلى الماضي متذكرا عندما كان يراها من قبل فقد كانت تعمل سكرتيرة في شركة والده كان يت
عاوز تقول عادي براحتك أنا بس كنت بسأل عادي حابة أعرف لكن خلاص.
انتبه لحديثها وما تتفوه به متفهم إحراجها من صمته وعدم رده بإجابة لسؤالها أجابها متحدثا بمرح
لأ مش عاوز أقول إيه عادي أكيد ياستي أنا مش بشتغل معاهم عشان مش حابب وانا اصلا ظابط وبشتغل في شغلي ومجالي وبحبه أوى هو اينعم دي مش عاجبة فاروق بيه بس عادي انا ماشي حالي بعرف اتصرف وامشي أموري معاه وهو اتعود برضو.
ابتسمت ولمعت عينيها بوميض معجب بما يتفوه به وتمتمت بإعجاب وهدوء
بجد الله دة حلو اوي ظابط بقى وبتعرف ټضرب وتكسر وتقبض على الناس لا حلو أوي دة خلي بالك والمهم إنك بتحب شغلك دة.
ضحك بصخب من حديثها ثم غمز إياها بإحدي عينيه مازحا معها بمرح