الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 111 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


عارفين يعني إيه تكون ضحېة أهلك فبلاش بنتنا تواجه نفس مصيرنا
انسابت دموعها تأثرا بمشاعر باتت ټقتحم كيانها ولكن سرعان ما رفعت كفيها تمسحهما مبتسمة
أنا بقيت بتأثر بسهولة كده ليه.. شكلي كبرت فعلا
أنت لسا شباب يا شهيرة
بمرارة تمتمت تبسط كفيها أمامها
لولا جلسات العناية بالبشرة واهتمامي بالرياضة كانت التجاعيد ظهرت بسهولة

السن مش مقياس يا شهيرة أنت لسا ست جميلة وهتفضلي جميلة
تعلم إنه يبالغ في مدحها ولكنها كانت سعيدة بكلماته
غير إنك ست ذكية لولا وجودك كانت شركة الأسيوطي

وقعت من زمان
طيب وأم يا سليم بقيت شايفني إزاي
طال صمته هذه المرة فظنته إنه مازال لا يصدق مشاعرها نحو أبنتهما 
و أم رائعة يا شهيرة خديجة محظوظة إنك أمها 
انسحب بعدها من أمامها عائدا لغرفة مكتبه مجددا يختلي بها بعض الوقت فوقفت مكانها تحدق به وقد ازدادت يقينا أن مغادرتها لمنزله هي الأفضل 
....
تكوني صورة مشرفة
عبارة لو سمحت لعقلها لتتطرق بها ومعها لأډمت قلبها 
هل قالها من قبل لنسائه اللاتي حظوا بالزواج منه أم هي الوحيدة بينهن عار عليه
نفضت الأفكار من رأسها تنظر نحو هيئتها في الثوب البسيط الأنيق الذي أرتدته الليله ولأول مرة في حياتها تنظر لنفسها برضى دون نقص
أنت جميله يا بسمه
رددتها لصورتها المنعكسة عبر المرآة لمرات عدة حتى جف حلقها وضحكت پجنون عما تفعله
ابتعدت عن المرآة تلقي هذه المرة بنظرة مدققة للغرفة التي دلفتها من قبل لتنظفها فكانت تؤدي مهمتها وتنصرف ولكن هذه الغرفة اليوم ملكا لها وستتمتع بالفعل لما هو ملك لها
اقتربت من فراشها الجديد تمسح فوقة تطبق فوق جفنيها بقوة وتزفر أنفاسها هامسة 
خليك قوية يا بسمة وخذي حقك من الدنيا
افاقت على الطرقات الخاڤتة ثم دلوف السيدة سعاد بابتسامتها الحنونه متسائله
تحبي أجيب العشا ليك هنا ولا هتاكلي مع البيه يا هانم
اصابتها الكلمه فمن هي التي ب هانم هنا
أقتربت منها بسمه بعدما اختفى الذهول من فوق محياها
هانم أنت بتقولي إيه يا داده سعاد
اتسعت ابتسامة السيدة سعاد تؤكد لها مكانتها الحقيقية منذ اليوم 
أنت ست البيت دلوقتي زوجة البيه
داده سعاد ولا اقولك يا خالتي..أنا بسمه ولا لحقتي تنسي أنا مين
برضوة أنت دلوقتي الهانم الجديده ها قوليلي تحبي اجبلك العشا فين يا هانم
تاني هانم داده سعاد مالك فيك إيه إيه اللي غيرك فجأة
جذبتها السيدة سعاد من مرفقها ولكن توقفت عن دفعها للأمام تنظر إلى هيئتها
غيري هدومك بسرعه وتعالي أتعشي مع البيه
لا لا أنا مش جعانه وهنام عشان اقدر اصحى بدري ننضف البيت
تنضفي بيت إيه ده أنت عروسه يا بنت وبعد يومين فرحك
فرح! 
اتسعت ابتسامة السيدة سعاد شيئا فشئ تنظر إليها تومئ لها برأسها 
جسار بيه ناوي يعمل فرح هو أنت متعرفيش
وسرعان ما كانت تتحرك من أمام السيدة سعاد فهي ظنته يلقي بهذا الحديث عبث ولكن ما دام الأمر وصل للسيدة سعاد فالأمر أتخذ بجدية
أسرعت السيدة سعاد خلفها تلتقط ذراعها تعيدها لداخل الغرفة 
يا بنت استمتعي بكل مميزات الجوازة وبلاش تكوني عبيطه
أنت اللي بتقولي كده يا داده سعاد
أيوة يا بنت عايزاك تعيشي وتفرحي زي البنات حتى لو بتضحكي على نفسك
اصابتها الكلمات فاطرقت رأسها نحو كفيها تفركهما وتخبر حالها بالحقيقة
شوفتي أنت بتقولي إيه إني هضحك على نفسي لو عيشت
حياه مش بتاعتي حياة مؤقته مسيرها في يوم مش هتكون ليا
عشان كده أنا عايزاك يا بنت تاخدي حقك من الدنيا اتعلمي واعملي مشروع الصغير والبسي زي البنات واتعلمي تعيشي عيشة الهوانم مش يمكن حكايتك مع جسار بيه بداية لحياة تانية
سقطت دموعها فاسرعت في مسحها
لو عيشت عيشة الهوانم لازم اهرب من اصلي ومحدش بيهرب من أصله يا داده
محدش بيختار اهله يا بنت نصيبك من الحياة تشقي وتتعبي لكن الفرصه أهي جات.. المهم متضيعيش عمرك في سراب
علقت عينين بسمه بالفراغ فرمقتها السيدة سعاد بنظرة عطوفه
هنزل أحط طبقك مع البيه
غادرت السيدة سعاد الغرفه مبتسمه تتمنى من داخل قلبها أن تنال بسمة ما لم تستطع نيله يوما
بعد دقائق هبطت بسمة الدرج بملامح مسترخيه تقسم داخلها إنها ستكون قوية وستحكي يوما قصة نجاحها كما حكت قصتها كفاحها
توقف جسار مكانه ولم يكن إلا متجها لغرفة الطعام طالعها بنظرة طويلة ثم أكمل خطواته نحو غرفة الطعام
تلاشت أي شعور أصابها واتبعته ثم وقفت خلف المقعد وحركته ببطئ 
بحركه زي الهوانم يا باشا مافيش اي فرق
قصدت عبارتها عن عمد فطالعها ماقتا أسلوبها
وتفتكري ديه طريقه بتتكلم بيها الهوانم
هل تحزن ام تتبع نظام التمرير
اعرف كويس أكون هانم واختار أسلوبي
متقلقش...ومظنش سيدات المجتمع الراقي بيتعملوا في بيوتهم بأستقراطيه
حدقها بنظرة حانقة فيكفيه ما يشعر به وذلك الندم الذي يعتليه كلما تذكر أن يديه وضعت في يد رجلا تاريخه حافل بسجلات السوابق
بدء بتناول شربته ببطئ وقد اتخذ الصمت للحظات 
بدأت في تناول طعامها تنتظر منه أي تعليق سخيف ولكنه كان يعيش مع دوامة أفكاره يتسأل داخله لما هو فظ هكذا معها
هل يعاقبها على ظروف حياة لم تختارها فهو دائما متجرف فظ لا يحب إلا إمتلاك النفيس.. حتى الدرس الذي تعلمه قديما حينا فقد زوجته وبصره ووظيفته بالشرطه وجبروته ظل كما هو
عاد يحدق بها فوجدها تأكل ببطئ شديد حتى تظهر أمامه بصوره متحضرة ومقبولة
من حقك تتعملي بالطريقة التي عايزه تعيشيها

المهم تحترمي صورتي قدام الناس وتحفظي على اسمي لحد ما الطريق بينا ينتهي
واردف مستنكرا ذكر اسم شقيقها
اتمنى ميكونش في أي تواصل بينك وبين أخوكي واللي اسمه عنتر ده تنسيه تماما
تجمدت ملامحها على ذكر اسم شقيقها تجيبه بمرارة
فتحي عمره ما هيفكر يسأل عني لكن مش هيبطل يطلب منك فلوس.. أنا حبيت اقولها ليك من دلوقتي فلو ندمان تقدر بسهوله تنهي كل حاجة يا باشا وكده كده في يوم هنال لقب مطلقه فمش هتفرق دلوقتي من شهور أو زي ما أنت محدد تنهي العقد
وضعت معلقتها والتقطت المحرمة تمسح بها شفتيها ونهضت عن مقعدها
تصبح على خير
تحركت بضعة خطوات بعدما القت حديثها ولكن سكنت مكانها
وحفل الزفاف يا بسمه
بابتسامة باردة أجادة رسمها فوق شفتيها
اختار الفستان اللي يعجبك يا بيه واشوف عايزني أظهر إزاي وأنا هنفذ الدور كويس أوي
...
توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المزرعة الخاصة بعائلة النجار 
طالعته ملك حانقة من قراره العجيب بعد مغادرة الاحتفال
برضوه نفذت اللي أنت عايزه
تعالت ضحكته ينظر إليها مستمتعا بتذمرها
حببتي إحنا وصلنا خلاص وياريت منضيعش وقت
رسلان
دفعته حانقه من وقاحته فعادت ضحكاته تتعالا يرمقها بنظرات عابسه
عندي عملية الضهر فننجز يا روحي ونستمتع بالوقت 
واقترب منها يحاصرها بين ذراعيه
الولاد واطمن عليهم من ميادة المفروض حاليا متفكريش غير فيا
هو أنت سامحلي أفكر غير فيك يا رسلان
وهل يا ترى بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي
تجهمت ملامحها من مغزى كلماته ترى العبث مرتسم فوق ملامحه
صدحت قهقته هذه المرة بقوة أكبر مبتعدا عنها فتمكنت من التقاط أنفاسها تنظر إليه حانقة
لا إحنا فعلا بنضيع وقت
توقف عن الضحك وأسرع في الترجل من سيارته متجها إليها يفتح باب السيارة الأخر ويلتقط ذراعها
أول ليلة في جوازنا كانت هنا وأنت ما شاء الله كنت سايرة على قاعده يتمنعن وهن
________________________________________
الرغبات
تشبثت مكانها حانقة من حديثه تنفض يده عنها
رغبات مين يا دكتور شكلك نسيت إني كنت رافضه جوازنا
لا ده احنا كده هنطول في العتاب ومين قال ومين مقالش
وانحني يحملها بين ذراعيه
شايفه أنت قلبك أسود إزاي لكن أنا مش فاكر أي حاجة ولا بفكر في اللي فات
وبقدرة رهيبة بات يجيدها بل بات يفهم طباعها همس بأنفاس ساخنة 
هفضل لحد أمتى زي الظمآن مش عارف يرتوي سبيني أحبك يا ملك
اغمضت عيناها مسترخية مع أحاسيسها وببطئ وتمهل بدء يخبرها كيف هو رجل عاشق ومتيم
....
طالع هيئتها وهي تتظاهر بالنوم وقد اتخذت طرف الفراش
ابتسم مرغما من فعلتها و تسطح على الطرف الآخر ينظر لتشبثها الشديد بالغطاء
عارف إنك صاحيه يا فتون
اطبقت فوق جفنيها بقوة حتى يدرك إنه بالفعل يتهيأ له إنها مستيقظه
المرادي شهيرة خلفت توقعاتي بصراحه كنت متأكد إن شهيرة هترجع لعقلها من تاني شهيرة ست ناضجه وعاقله
ارتفعت وتيرة أنفاسها عن مدحه لشهيرة هذه الليله ألا يكفيها ما اسمعه لها منذ ساعات وما شعرت به من تخاذل مرة أخرى مع حالها
ديما كان يعجبني عقلها وحنكتها في إدارة الأمور
هذه المرة كانت شفتيها تنال نصيبها من شدة ضغطها عليهم ازاد الجرعة التي أراد أن يجعلها تعيشها الليله فربما الغيرة تجعلها تنضج وتتعقل
انتفضت من رقدتها وقد أزاحت الغطاء عنها تصيح به غير عابئة بعلو صوتها
ما دام عجباك أوي طليقتك ردها ليك
صوتك يا فتون
تعلم أكثر ما يضايقه هو علو الصوت ولكنه الليله أجاد اثار مشاعرها بجدارة وأثبت لها إنها بالفعل بائسة وستظل دوما تحت الأقدام
أنا جبانه وبستخبى في الجحر لكن شهيرة هانم ست عظيمة ونسيت إنها حاولت كتير تخرجني من حياتك عشان ترجع لمكانها
أي ست في الدنيا بتحب راجل هتعمل كده
قالها متعمدا كل حرف ينطقه الجمها دفاعه تنظر إليه في صدمة تبلل شفتيها بطرف لسانها
إظاهر إن حفلة النهاردة رجعت مشاعرك لطليقتك
أكيد
تمتم بها ردا على سؤالها ينظر متفرسا ملامحها
تقصد إيه
لو قولتلك إن بفكر أرجع شهيرة لعصمتي يا فتون هيكون إيه جوابك
أيفكر في العودة لطليقته
أينتظر أن يسمع جوابها أم يتلاعب بها بدهاء حتى يعاقبها 
طال صمتها فمنحها الوقت مسترخيا في رقدته مستمتعا من هذا الصمت المحبب إليه
الصمت طال وإنتظاره قد طال يرى في عينيها ۏجعا وضياعا يمزقه إنه لا يريدها بهذا الضعف ولا يريد أن تكون في صورة الزوجة التي لا وجود لها إلا كنزوة عابرة
اختفت نظرة الخۏف من عينيها لتحتد قسمات وجهها شيئا فشئ
فتون
خرج صوته مترقبا ردة فعلها بعدما فهمت تلاعبه بها أشتدت عيناها حدة تبحث عن وسادتها القريبة منها تلتقطها وټحتضنها بقوة لعلها تخرج مقتها فيها
لما تتجوزها أكيد هتعرف جوابي
هل أبهره جوابها أم رؤية حنقها وغيرتها
تركته في ذهوله وعادت لتسطحها في الناحية التي اتخذتها بعيدة عنه
ضغطك عليا عشان تخرج فتون جديدة أنت عايزها مش هيتحقق بطريقتك الجديدة لأني مش هتغير يا سليم

طول ما أنت عايزني أتغير
تجمدت ملامحه ولأول مره يكون حديثها مشفرا بالنسبة له فما الذي تقصده
انسابت دموعها تشعر بالعجز أن تكون قوية مثل قريناتها شهيرة و جنات نموذج يبهرها تتمنى لو كانت مثلهن ولكن هي ليست مثلهن
للأسف أنا مش هكون الست اللي أنت عايزاها أنا عايزه أكون نفسي عايزه أعيش حياة بسيطة من غير خوف من المجهول أنت تقدر تكون بطل الحكاية لكن أنا لا
تعالت شهقتها رغما عنها ترفع كفها تمسح دموعها السخية
أنا منفعش أكون بطله أنا النموذج الضعيف من النساء نموذج أنت عمرك ما الټفت له ولا حبيته
فتون
مين قالك إني مكنتش عايزه احضر حفلة عيد ميلاد بنتك مين قالك إني
 

110  111  112 

انت في الصفحة 111 من 187 صفحات