رواية بقلم سهام صادق
فتون
باغتها بعبارته تلك فرفعت عينيها إليه لا تفهم مقصده حتى اردف بعدما اقترب منها
سنه من عمرك معايا يا فتون وبعدها هطلع من حياتك
سنه
وجوابه كان مثلما ارادت طالعته پصدمة اكبر وهي تسمعه
سنه من عمرك اظن مش هتكوني خسرانه حاجة حياتك مش هتتغير بعدها ولا حياة أهلك هتتخلصي مني مع مستقبل هكون ضامنه ليكي ولاهلك
والتمن نفس ليلة امبارح
ضحك ملء شدقيه يدور حول حاله
تفتكري راجل حقېر زي هيعوز إيه من ست يا فتون
طليقتك عندها حق انت مش عايز غير ترمرم وتشبع من رمرمتك وبعدين ترميني
ها هو الجواب يحصل عليه منها شهيرة تحرك بعيدا يومئ لها برأسه
أندفعت صوبه تدفعه فوق ظهره
حقېر أنا مش زباله عشان تشوفني حاجه ترمرم فيها
بقبضة واحده كان يقبض فوق يديها
كويس إنك مش شايفه نفسك زباله ولا حاجه برمرم فيها لاني مش برمرم يا فتون سليم النجار ايام شقاوته زمان يوم ما كان بيتجوز ست كنت باخدهم على الفرازة فاهمه يعني إيه
سنه واحده !
وقفت شهيرة أمامه تنتظر إنتهاء عاصفة غضبه واقتربت منه بهدوء تنظر إليه بعدما افرغ شحنة غضبه بوعيده
لو جات أكتر من فرصه اعمل فيها كده هعمل يا سليم
اتقي شړي يا شهيرة
اكملت خطواتها حتى أصبحت المسافه بينهم منعدمه تحاول مد يديها نحو ازرار قميصه ولكنها تراجعت هي ترى نظراته نحوها
طالعها متهكما ينظر حوله وتلك المكانة التي اختارتها بدلا عن أبنتها
بنتك بنتك اللي بعتيها عشان أحلامك يا شهيرة
الټفت بجسدها تنظر نحو المقعد الذي كان يوما لوالدها ثم لشقيقها
أنا باخد حقي يا سليم عمرك ما هتقدر تفهمني أنا سيبتلك خديجة عشان متأكدة اوي أنك بتحبها اكتر من اي حاجه في الدنيا
بتحبها حتى اكتر من الخدامة اللي أنت متجوزها
فتون مش خدامه يا شهيرة حسبي على كلامك
تجلجلت ضحكتها بأرجاء المكان
خلاص بلاش خدامة مدام بتزعلك عيلة من الارياف أهلها جوزوها وهي
لسا مكملتش 16 سنه وكانت مرات السواق بتاعك السواق بتاعك حسن يا سليم فاكره
سليم النجار بجلالة قدره اتجوز مرات السواق تفتكر يا سليم السواق بتاعك كان بيبسطها
بترت عبارتها الأخيرة وهي ترى المعنى قد وصل إليه
شهيرة
لحد هنا وبلاش تشوفي ڠضبي
غضبك هو أنا قولت حاجة غلط مش ديه الحقيقه سليم النجار المحامي سابقا ورجل الأعمال حاليا ديه آخرته مرات السواق
قبض فوق يديه بقوة وهو يدرك لعبتها صباحا يضبط نفسه من أجل زوجته الحمقاء ليسايرها مع قرارها وعقلها الصغير والآن
يقف أمام طليقته يحادثها بتحضر متذكرا الرابط القوي الذي يربطهما
تحرك من أمامها حتى يغادر ولكنه عاد إليها
عايزة تعرفي ليه الراجل بيتنازل وبيقبل كل اللي قولتي عليه يا شهيرة
ابتسمت بعدما جلست خلف مكتبها تعطيه الإجابة
لأنكم بتحبوا ترمرموا شوية يا حبيبي
وابتسامة ساخرة علت فوق شفتيه انبسطت ملامحها وهي تراه يميل نحو مكتبها
الحب يا شهيرة الحب اللى خلاكي زمان تنسى العداوة اللي بيني وبين اخوكي ونتجوز في السر
غادر مكتبها فنهضت عن مقعدها تطيح بكل شئ صاړخة والتقطت هاتفها تلتقط أنفاسها تدق ذلك الرقم الذي تنتظر صاحبته إتصالها
نفذي في أقرب فرصة اللي اتفقنا عليه!
طالع رسلان ملامح وجهه المكفرة وهو جالس خلف مكتبه يستند على سطحه بكوعه
وأنا اللي جاي ازف ليك الخبر السعيد الاقيك بالشكل ده
ابتسم سليم وهو ينهض عن مقعده واقترب منه يصافحه
قولي الخبر السعيد يا دكتور يمكن اتبسط
مالك يا سليم
أشار إليه نحو الأريكة ليجلس عليها وعاد نحو مكتبه يرفع سماعة الهاتف ويهاتف مديرة مكتبه بطلب فنجانين من القهوة
قولي الخبر السعيد وفرحني
حدق به رسلان وهو يراه يرمي بثقل جسده فوق الأريكة جواره
أنا وملك عقدنا عقد الزواج
اتسعت ابتسامة سليم غير مصدقا
ازاي وده حصل امتى
امبارح حاولت اتصل بيك قبلها بس تليفونك كان مقفول
تنهد سليم أسفا
لسا راجع من هولندا امبارح بليل مبرووك يا رسلان حقيقي كان نفسي اكون معاك في يوم زي ده
ابتسم رسلان وارخي جسده وهو يتذكر ما أتى من أجله
عايز اعوض ملك يا سليم واعملها كل حاجة حلمت بيها عشان كده جتلك النهاردة احجز الفندق بتاعك اعمل إيه صديقي من أعيان البلد جدوده من صفوة المجتمع
صدحت ضحكات سليم يربت فوق كتفه
يااا يا رسلان حمدلله على السلامه اخيرا
ابتسم رسلان وهو يحاول أن يهندم قميصه
كفايه اللي ضاع مننا عايز ارجع رسلان بتاع زمان خلينا نيجي لموضوعنا بتاع الفندق لان الوضع مش هيكون عادي
انتظر سليم سماعه إلى انتهى رسلان من سرد له تفاصيل الزيجة التي أتت على غفلة وفي صالحه
اممم وملك طبعا واخده الموضوع تحدي عشان تشوف رسلان ابن سيادة الوزير وكاميليا هانم سيدة المجتمع هيقبلوا إن أهل الحارة اللي بقوا شايفينه ابنهم هيعزمهم على الفرح زي ما وعدهم ولا هيشوفهم قليلين
بالظبط ملك بتتلكك في كل حاجة بس اتجوزها بس
والتمعت عينيه فطالعه سليم يغمز له
ملك بالذات لو سيبتلها القرار في أي حاجة هتفضل مستني كتير من زمان وهي كده قرارتها مش بتتاخد غير وهي مجبوره
صمت عن حديثه وهو يري العامل يقدم لهم القهوة ثم غادر كما دلف في صمت
تناول سليم قهوته متنهدا
هبلغهم في الفندق وكل حاجة انت عايزاها اعملها يا رسلان اعتبره ملكك
ابتسم رسلان بمحبه فمهما اخذتهم الايام والظروف إلا أن صداقتهم لم تتأثر يوما
في طلب تاني وهتكون كملت جميلك يا سليم بيت المزرعة محتاجه أنت عارف ملك كانت بتحب المكان ده أد إيه
ولأنه أصبح يعرف تماما أن مدخله معها هي تلك الجارة اللطيفة فكانت بسمة هي حلقة الوصل بينهم في تفاصيل تلك الزيجة التي رضخت لها وخاصة وهو يخبر أهل الحارة بتاريخ الزيجة الذي سيوافق موعده بعد اسبوعين من الآن وذلك بعدما استأذن بسمة في إتمامها مراعاة لها لحزنها على والدها
بقيتي تتفقي معاه يا بسمة
تعلقت عينين بسمة بثوب الزفاف الذي إرتدته ملك و عينيها تترصدها بتفرس
لا قلبي هيقع مني إيه ده
واسرعت في وضع كفوفها فوق عينيها
الفستان يالهووي على الفستان
قطبت ملك حاجبيها وهي ترى تصرفها العجيب اقتربت من المرآة لتشاهد حالها فاتسعت عيناها إنبهارا بحالها
الفستان جميل اوي يا بسمة
جميل بس ده يهبل يا ملك
تعرفي كنت ديما بتمنى البس الفستان لرسلان ونعيش في سعادة ونخلف ولد وبنت
وابتسمت بمرارة تبتلع غصتها
احلام مراهقة بقى
ما الحلم بقى حقيقة بس انتي اللي مصممه ترفضيه يا ملك
رمقتها ملك بحسرة وهي تتذكر الماضي
رسلان كان متجوز مها اختي يا بسمه مها مكنتش شايفه راجل غيره العيلة الكريمة اللي قبلت بيا دلوقتي زمان رفضوني عزالدين بيه الراجل الوقور اللي كنتي مبهورة بي من يومين
كان السبب أني اتجوز جسار عشان اظهر لابنه قد إيه أنا مكنتش أستحق حبه ويرضى بعيشته مع أختي
دمعت عينين بسمة تأثرا
شوفي على اد ما نهاية الحكاية حلوة على قد ما حكايتكم توجع لا خلاص أنا مش عايزه الحب لو هيكون بالشكل ده
ضحكت وهي ترى ملامح بسمة الممتقعه
لا إن شاء الله حظك هيكون احسن من حظي
يارب ارفعي ايدك وادعي معايا
والټفت حولها تهتف بدعابة وهي تتأمل أثواب الزفاف
اصل الفساتين فتحت نفسي أوي
تحسس ذراعه المصابه بآلم ينظر إليها وهي راقدة فوق فراش المشفى يتذكر حديث الطبيب له عن حالتها
تنهد بإرهاق وهو يجلس فوق المقعد
ثلاثة أيام وهي هكذا لم تستيقظ غيبوبة مؤقته هكذا اخبره الطبيب
اوعي تعيشيني بذنبك يا جيهان اوعي تعملي زيها
والآلم والذكريات وحدهم كانوا ينهشوا فؤاده
دلف الطبيب فنهض عن مقعده يراقبه وهو يعاين حالتها ومؤشراتها
مجرد وقت والمدام هتفوق متقلقش
هتطول فيها يا دكتور
تنهد الطبيب وهو يعدل من هندام معطفه الطبي ينظر نحو مساعدته التي وقفت تنفذ اوامرة كما أمرها نحو الحاله
مجرد وقت
انصرف الطبيب فاتبعته مساعدته فعاد لجلوسه فوق مقعده متنهدا يغمض عينيه
الحسناء الجميلة كما يلقبونها خديجة النجار المرأة العزباء التي كلما طالعها الرجال تعجبوا من عدم زواجها حتى الآن
دلفت للمطعم بخطوات واثقة تستمع لكلمات مساعدها
هي ديه خديجة النجار
تسأل الجالس قبل أن ينهض عن مقعده ويستعد لمصافحتها
ايوة هي يا أمير بيه خديجه النجار الصفقة ديه مهما اوي يا بيه جودة باشا حاطط كل أمله على إتمام الصفقه
عدل من وضع بذلته الأنيقة يمد يده لمصافحة تلك الحسناء وقد صمت مساعد والده عن حديثه
اهلا خديجة هانم
صافحته خديجة بعملية تجيدها متمتمه وهي تتمنى الشفاء العاجل لوالده
الف سلامه على جودة باشا
اماء لها برأسه وقد بدء الحديث يأخذهم نحو تلك الصفقة وبنودها انقضى عشاء العمل وانصرفت خديجة مع مساعدها
فاخرج أمير صفيرا خاڤتا من بين شفتيه
معقول في ست بالجمال والذكاء ده
رمقه ساعد والده الأيمن متمتما بشك
أمير بلاش تلعب مع خديجة النجار ديه مش أي ست وكمان خديجة النجار في عمر مهيار أختك
قطب أمير حاجبيه يحسب عمر شقيقته ويقارنه مع تلك الحسناء التي لا يظهر عليها العمر
معقول في منتصف الأربعين ده أنا اللي في المنتصف مش هي
وانقلبت الجلسه لضحكات صاخبة مما جعل البعض يرمقونهم دون فهم
ولكن
________________________________________
اللقاء لم يكن له نهاية بعد
في تلك الزنزانة الضيقة كان يجلس فتحي جوار أحدهم يستمع لذلك العرض الذي يخبره به غير مصدقا إنه سيجني الكثير من المال من وراء شقيقته
هي الشغلانه ديه بتجيب فلوس حلوه اوي كده
رمقه الرجل بعدما داعب شاربه
طبعا أنت مش عارف الكباري بتاعنا بيجيله زباين تقيلة أزاي
طالعه فتحي بجشع يخبره وهو يخشى ضياع ذلك العرض من بين يديه
بس البت بسمة أختي مش حلوة وشها عكر
الصراحه
تجلجلت ضحكات الرجال حولهم
وهي الشغلانه ديه بيهتموا فيها بالجمال المهم الجسم يا فتحي والايام ديه الحاجات اللي بيحطوها على وشهم بقت مخليا الستات كلها شبه بعضهم
خلاص يا معلم وجدي اخرج بس من المخروبة ديه اللي مش عارف دخلتها بتهمه إيه وانا اجيبها ليك لحد عندك
طالعته وهو يقود السيارة في صمت دون جواب تحصل عليه منه
أنت موديني على فين
رمقها ثم عاد يركز عيناه نحو الطريق فتنهدت بسأم تعقد ساعديها أمامها
ابتسم وهو يسمع زفراتها الحانقة فعاد يطالعها بعينيه
رايحين الفيلا عندي وجودنا في الشقه ديه خلاص مش هينفع
امتقع وجهها وهي تتذكر أن هذا المكان كان يجمعه بطليقته
لاا أنا عايزه ارجع الشقة أو هشوف مكان تاني اعيش فيه
عبرت السيارة البوابة الضخمه فطالعت المدخل المؤدي للبيت العصري
انزلي يا فتون
ظلت مكانها ينتظر ترجلها من السيارة فعاد إليها يجذبها
اظن إن في بينا إتفاق السنه ديه هتعيشي