الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 58 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


مكان تاني اعيش فيه الشقة أنا كاتبها بأسمك مش هو ده اللي كنت عايزاه من جوازتك مني

صدح صړاخ الأخرى عبر الهاتف وقد كان الصوت مسموع إليها بررت وبكت ولكنه كان قاسې معها وللمرة الثالثة كانت ملامحها تتغير مع مشاعرها فبعد سعادتها التي لا تعلم سببها كانت ملامحها تتحول للمقت والڠضب 
رفعت كفها عاليا تريد صفعه فوق مؤخرة رأسه ولكن في اللحظة الأخيرة قبضت فوق كفها وقد انتبهت على حالها متراجعة لوضعها خلف مقعده

لولا الخبر اللي نشرته الصحفية كنا زمانا أطلقنا يا جيهان
جسار أنا بحبك هان عليك حب ليك ليه بتعمل كده فيا قولتلك لما اتجوزت محمود كنت صغيرة كنت عايزه اشوف الدنيا مكنتش عايزة أعيش في الفقر تاني 
كان حديثها يلامس وتيرة قلبه أحيانا شئ داخله يبرر له منطقها فهو لم يعيش حياة الفقر يوما دائما كان يحظى بكل شئ يريده وهي بالفعل كانت صغيرة حينا تزوجت الاخر 
نفض عقله فلو كان عقله من يتخذ دور الاقناع فقلبه يرفض ذلك هو لم يعد يشعر بذلك الانبهار ولا ذلك التشابه بينها وبين زوجته الأولى كل شئ قد اختفى ولم يبقى أمامه إلا إنها أمرأة مخادعة خدعته
كانت بسمة تستمع لمحادثتهم بملامح حزينه تسب داخلها
جسار وقد شعرت بالندم لأنها هربت في سيارته فهو رجل سريع الڠضب وعلى ما يبدو أن حديث ملك عنه كان مبالغ فيه وهي كالحمقاء كانت مبهورة بشخصيته 
لا تعلم متى وكيف انتهت المكالمة بينهم ولكن كل ما تعلمه وتراه تلك اللحظة أن عينيه تحدق بها بعدما حشر هاتفه دون قصد منه بين موضع التحكم بعحلة القيادة ومقعده 
التقط هاتفه واعتدل سريعا في وضعه حتي يتحكم في القيادة مجددا وقد ظن للحظات أن تلك العينين مجرد تهيأت بالنسبه إليه ولكن تجمدت عيناه في مرآة سيارته نحو الوجة الذي أصبح مألوف بعدما اتضحت الملامح له 
أوقف سيارته دفعة واحدة مما كاد أن يسبب لهم حاډث والتف خلفه ببطء وبملامح جامدة تساءل 
أنت بتعملي إية في عربيتي
والإجابة كانت تخبره بها وهي تعدل من وضيعتها فلم يعد داعي لاختفاءها ثانية فقد ضاقت أنفاسها ولم تعد تتحمل تلك الوضيعة التي تجلس بها في المقعد الخلفي من السيارة فجسدها أصبح يآن من الۏجع وببساطة هتفت 
بهرب في عربيتك 
وحملقت نحو الخارج ترى ظلمة الليل تحاوطهما 
هو أحنا فاضل قد إيه ونوصل 
رمقها واجما وسرعان ما تحول الوضع للسخرية وهو يتمتم 
فاضل إيه أممم هتعرفي
دلوقتي
وفجأة كانت تخرج شهقتها وهي تراه يهبط من سيارته ويفتح الباب المجاور لها يجرها للخارج ويلقي بها 
لوحدك هتعرفي قد إيه لما تجربي المشي على رجليكي وتستمتعي بصوت الكلاب حواليك
ونفض يديه وكأنه كان يلقي القمامة من سيارته طالعت بسمة المكان حولها وسرعان ما اردكت إنه بالفعل لا يمزح معها وبنبرة مرتعشة تمتمت 
أنت هتسيبني هنا
اتجه نحو سيارته دون أن يهتم بها 
اكيد أومال ههزر معاك عشان تعرفي بعد كده تركبي عربيه راجل غريب من غير استأذن هو انا ناقص بلاوي تتحدف عليا
هرولت نحوه بعدما حاولت تلاشي صډمتها من تصرفه فلم تكن تتوقع ردة فعله تلك حديث ملك عنه هو ما شجعها لتهرب في سيارته ولكن على ما يبدو إنها لا تحصل على اي تعاطف خاصة من الرجال 
جسار بيه انت مش فاكرني 
واسرعت في تعريفه هويتها لعله نساها 
أنا بسمة جارت ملك 
قصدك كنت جارت ملك المؤقتة 
ودون أن يعبأ بها كان يدير مفتاح سيارته ركضت خلفه راجية 
الله يكرمك وصلني معاك متسبنيش هنا وصلني بس ومش هتشوف وشي تاني أنا كنت عايزة اهرب من فتحي أخويا
وصړخت بعلو صوتها بعدما وجدت السيارة قد شقت طريقها دون نية صاحبها بالعودة 
جسار بيه متسبنيش
صدحت الأصوات من حولها لا تعلم أهي نباح كلاب أم عواء ذئاب تشبث جسدها والټفت حول نفسها لتنتفض وهي ترى سيارة تمر من أمامها بسرعة قصوى 
سقطت دموعها وهي تتراجع للخلف تنظر للفراغ والظلمة التي تحيطها
كنت فكراه راجل شهم طول عمرك حظك وحش يا بسمة أنا إيه اللي عملته في نفسي ده ياريتني ما كنت هربت 
استند بجسده نحو الجدار ينظر نحوها ونحو صغيرته التي تحاول قدر استطاعتها عدم غلق عينيها حتى تنتهي من تبديل ثوبها
طنط ملك كانت حلوه اوي هو أنت مش هتبقى عروسه زيها يا فتون 
ابتعلت فتون غصتها تنظر نحو الصغيرة دون جواب فمن
لا يحلم ألا يرتدي ثوب زفاف ولكن هي حياتها دوما كانت مختلفة عن الأخريات 
وكده خلصنا كل حاجة وفاضل ننام يا برنسيس ديدا
بكرة تحكيلي حدوته يا فتون عشان برنسيس ديدا عايزه تحلم النهاردة بالاميرة والأمير
فلتت ضحكة خاڤتة من شفتي سليم وهو يتابع ويستمع لحديث صغيرته الذي يكبر سنوات عمرها التفتت فتون خلفها لتجده قد رحل بعدما كانت

ترى خياله وهو يقف يطالعهما 
اغلقت أنوار الغرفة وانحنت تدثر الصغيرة بأحكام فوق فراشها واقتربت منها تلثم جبينها تخبرها 
احلام سعيدة يا برنسيس 
ابتسمت الصغيرة وهي تغلق جفنيها بقوة وتختضن دبها الصغير تنعم بدفئه ودفئ فراشها 
تنهد جسار حانقا بعدما أوقف سيارته جانب الطريق يمسح فوق خصلاته متنهدا نظر للخلف فقد تجاوز مسافه كبيره بعيدة عنها 
هو انا ناقص بلاوي ومصايب 
دار سيارته عائدا إليها ليجدها مازالت واقفة مكانها تمسح عيناها بقوة تنهد وهو يطالعها يصدر بوق سيارته لتنتبه على عودته 
تعلقت عينيها بالسيارة ودون أن تنتظر اي أشارة أخرى كانت تركض نحو السيارة تفتح بابها وتصعدها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة 
الحمدلله الحمدلله كنت عارفه مش هتسيبني هنا ملك ديما بتقول عنك راجل شهم 
ارتفع كلا حاجبيه يرمقها للحظات فعلى ما يبدو أن علاقتها
بملك كانت متطورة للغاية ثم عاد ينطلق بسيارته 
بعد ما نوصل اسكندريه مش عايز أشوفك في طريقي من تاني أنا مش ناقص مصايب ده أنتي أخوكي سوابق ورد سجون 
أصاب حديثه جزء من قلبها فاطرقت عينيها تفرك يديها حزنا 
متقلقش وصلني بس لمكان في ناس وأنا هعرف طريقي كويس 
ولكنه توقف عن حديثه وهو يراها تبتعد عنه تضم الغطاء نحو جسدها ودموعها ټغرق خديها آلما
لو كان بيحبني مكنش جوزني لحسن زمان ولا كان جوزني ليك امي كانت ديما بعيده عني وعن اخواتي البنات لكن هو كان ديما يقولنا إنه بيحبنا وأن هو اللي اختار اسامينا بنفسه
شعر بالتأثر من حديثها بل وقد ألمه قلبه عليها فقد أثرت نشاءته عليه رغم توافر كل السبل لديه رغم عناية جده عظيم باشا وحبه الكبير إليه حتى خديجة عمته رغم لم يكن فرق السن بينهم كبير إلا إنها كانت تعتني به وتحبه ولكن
فتون زوجته الصغيرة لم تحظى إلا بالألم وقد كان له دورا في إذاقها له 
تركها تتحدث بكل شئ حتى إنه حاول تمالك غضبه وهي تخبره عن قسۏة العلاقة بينها وبين حسن حاول السيطرة على غضبه وهي تصف له بمنتهى الدقه ولم تشعر إلا وهو يجذبها إليه يخبرها بصوت جامد
كفايه يا فتونتقلبت فوق فراشها دون راحة ولأول مرة تشعر بتلك الاحاسيس التي تراودها في ذلك العمر 
نهرت عقلها ولكن قلبها كان وكأنه يتوق لتلك المشاعر ولكن كيف يأتي بها الحال لتفكر برجلا يصغرها بخمسة عشر عاما
أنت شكلك محتاجه اجازة الفترة ديه خديجة شكل ضغط الشغل أثر على عقلك مجرد عيل بالنسبه ليك خلاكي تفكري في رسايله
والتقطت هاتفها تمسح رسائله فلما تتركها في هاتفها 
لو موقفش عند حده هعرف اوقفه كويس هو ميعرفش أنا مين خديجة
النجار مافيش راجل يهز فيها شعره ولا يملي عينيها
وها هي تقترب من خطوتها الأخيرة وإزالت رسائله ولكن اصابعها قد توقفت وهي تجد رساله منه في ذلك الوقت الذي تجاوز منتصف الليل 
توقفت عيناها نحو الصوره المرفقه مع رسالته والتي يخبرها فيها بكل وقاحة إنه تخيلها معه وتمني رفقتها وأن في عدم حضرتها لم يعد للنساء معنى بحياته 
اغمضت عيناها بقوة تشعر بصدق كلماته ودون شعور منها كانت تقبل مكالمته دون ادراك وتستمع إليه
كنت فاكر إنك نمتي
بحاول أنام وانت ازعجتني الصراحة
صدحت ضحكت أمير عبر الهاتف وكم كانت ضحكته جميله رنانه كحال ملامحه
جرحتي مشاعري يا خديجة هانم
ثواني كان الصمت يغلفها لكن هو كان بارع في كسر ذلك الصمت بينهم
وجودي في إيطاليا قرب ينتهي مش عارف هرجع ازاي مصر تاني من غير ما اشوفك 
أمير بلاش تجاوز في كلامنا إحنا بنا شراكة وبس
فعادت ضحكاته تعلو وهي يستمع لعبارتها يمسح فوق لحيته
بلاش تجاوز طب لو قولتلك إن مبقتش احلم غير بيكي وفي أوضاع مش هتعجبك لو قولتلك عليها
اتسعت عيناها من شدة وقاحته وقبل أن تنهي المكالمه كان يخبرها بتوق كم يتمني أن يكون الحلم حقيقة
اغلقت المكالمه بل الهاتف تماما تضع بيدها فوق قلبها غير مصدقه أنها سمحت له أن يصل به التجاوز معها إلى ذلك الحد
وقح أنا لازم اكلم كاظم يشوف حد بدل أخوه فاكر نفسه مين فاكرني زي اي ست بقع بكلمة
________________________________________
حلوة
وكاظم النعماني في حد ذاته كان غارق في أفكارة وخاصة تلك النصيحة التي يخبره بها رفيقه وشريكة للتو أثناء سهرتهم 
ما تتجوزها يا كاظم واه منها هتاخد الأرض وتبقى بتاعتك من غير شوشرة ومنها هتستمتع شوية وتعيشلك كام يوم حلوين والبت بنت بنوت يعني انت اول راجل هتلمسها
وغمز له صديقه بوقاحة ينتظر جوابه 
أنا اتجوز ديه أنت اكيد اټجننت يا جلال
لو فكرت فيها بهدوء هتسمع كلامي اولا أنت مش ناقص شوشرة الفترة ديه لا اقتصاديا ولا سياسيا فالحل إنك تتجوزها
طالعه كاظم ماقتا إقتراحه الذي لم يعجبه ولم يدخل عقله بتاتا
بقى على اخر الزمن هعرض على واحده زي ديه الجواز وتفتكر نفسها ست وتفضل تتشرط وتتنطط 
نصيبها في الأرض

يا كاظم يجبرك انك تعمل ده
نهض كاظم من مقعده حانقا 
ملهاش حاجة عندي ولو عشان سليم واقف معاها متلزمنيش الشراكة بينا
أسرع صديقه في التقاط ذراعه متمتما 
اسمعني كويس يا صاحبي احنا محتاجين شراكة ابن النجار وكمان فكر فيها ليه دلوقتي عايزه حقها منكم اشمعنا في الوقت ده
تذكر حديثها مستنكرا
افتكرت حقها عشان الهانم بتشتغل عند سليم النجار شايفه طبعا احنا فين والعز اللي بقينا فيه فطبعا طمعانه ده شغل طمع 
يبقى تسمع نصيحتي وتتجوزها وتعلمها ازاي تقف قدام
كاظم النعماني وتشوف ازاي طمعها وصلها إيه 
لم يقتنع كاظم بحديث صديقه مهما حاول اقناعه فحك جلال رأسه يكمل رسم الدور لصديقه 
بنت عايشه لوحدها وتقريبا قربت على التلاتين سنه اول ما هترمي الطعم ليها صدقني هتقولك انا بين ايديك ومع كام يوم حلوين تعيشهم معاك هتتنازل ليك عن نصيبها بخط ايديها وهوب مع السلامه
وابتسم جلال بخبث وهو يتمنى قبول صديقه لخطته
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 187 صفحات