الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 68 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


واقف في نقطة واحدة وحديث واحد 
إنها ليست إلا خادمة لتشبع رغبة سيدها إلى أن يعود لرشده ويطلقها
فاكرة زمان يا فتون فاكرة لما قولتلك ابعدي عن البيه لكن أنا دلوقتي بقولك قربي منه قربي وأنت مطمنة..
انتبهت على حديث السيدة ألفت لتتذكر ذلك اليوم الذي منحتها فيه النصيحة وهي لم تكن ترى رب عملها إلا في صورة نقية غير مشوهة

سليم بيه بيحبك.. سليم بيه اتغير يا فتون وحلم اي ست تفوز به روحي ليه مكانك جانبه يا بنتي وبلاش تضيعي راجل زيه من ايدك.. يمكن كل واحد فيكم ليه عالم مختلف.. لكن سليم بيه انضج من إنه ميكونش عارف هو عايز إيه
تركتها السيدة ألفت في دوامتها ولكن تلك المرة كان قلبها يحركها إليه شوقا.. وبطرقات خافته كانت تطرق الباب ثم دلفت بعدها بعدما اذن للسيدة ألفت بالدلوف إليه.. 
فهذا ما هو معتاد عليه وجود السيدة ألفت في كل صغيرة وكبيرة فمنذ أن كان رجلا اعزب حتى وهو زوج النساء في حياته يقتصر وجودهم في الفراش وحسب ولكن تلك التي تقف أمامه الأن كطفلة صغيرة تنظر إليه وكلما حركت لسانها للتحدث تتراجع عن حديثها وأخيرا خرجت عن صمتها
كان عندك حق لما قولتلي متروحيش
ضاقت عيناه نحوها وانتظر سماع المزيد.. فزوجته الصغيرة على ما يبدو لديها المزيد من الحديث.
قصت عليه ما دار في حفل الزفاف المقام في منزل
كاظم النعماني والمقتصر على عدد من الأفراد وتلك الطريقة الفظة التي تعاملوا بها قبل أن يغادروا المكان حانقين
ده حتى أحمس قالي ياريتك سمعتي كلام سليم
ارتفع حاجبي سليم مقت وإستنكارا زوجته تخبره عن حديث رجلا أخر أقتنعت به نهض عن مقعده بملامح مبهمة جامدة
والأستاذ أحمس قالك إيه تاني
وبغباء كانت تجيبه

نفسه ياخد فرصه ويتدرب عندك في المؤسسة
شعرت بوجود خطب ما به لقد اخذ يدور حول نفسه يدلك عنقة ويحادث حاله
الهانم بدل أول ما تشوفي تقولي حمدلله على السلامة تسألني كانت رحلتي عامله إيه تاخدني بالاحضان 
ثم تراجع عن كلمته الأخيرة متمتما بمقت ارتسم فوق شفتيه
أحضان إيه بس اللي بتكلم فيه بنود عقدنا مبتكونش غير في أوضة النوم
اتسعت عيناها ذهولا
رجعالي البيت مع راجل وماشيه أنت وهو تتسايروا سوا
ده أحمس يا سليم زميلي في الجامعه وكان جاري لما كنت عايشه مع جنات
وببساطة كانت تجيبه فهي لا تنظر للأمر إلا بتلك الصورة التي تخبره بها ف أحمس أصغر منها بعام تتعامل معه كأخ لا أكثر
فتون مش أنا قولتلك أطلعي أوضتك فتون لو سامحتي امشي من قدامي.. لأن اللي متعرفهوش عني أنا راجل مش متحضر في الأمور اللي زي ديه
بهتت ملامحها
________________________________________
وتصلبت في وقفتها.. تطالعه تقطب حاجبيها
طيب أنا عارفه إني غلطانه في إني خالفت أمرك لكن أنت مضايق من أحمس ليه ومش عايز تديله فرصه يشوف فيها مستقبله
فتون اطلعي أوضتك
وبصوت صارخ حاد.. كان ېصرخ بها.. غادرت غرفة المكتب بخطوات سريعة لتتراجع للخلف بعدما ارتطمت بجسد السيدة ألفت التي أتت على صوت صراخه
مالك يا بنتي إيه اللي حصل 
قولتيلي ادخله وأكون جانبه واه شخط فيا وطردني
فرت هاربة نحو غرفتها وقد أنسابت دموعها فوق خديها 
.
كان غارق في لذته هائم في منحها ما تريد ويريده هو في توق شديد تسارعت أنفاسه وهو يقاوم رغبته ولكن هي كانت تجره إليها وتجرده من ملابسه.
فاق أخيرا من نشوته فما الذي يفعله بها.. طالع عيناها وذلك الضياع الذي يحتلهما فانتفض عنها يلتقط ملابسه يرتديها في عجالة 
كانت عيناها تنظر إليه في صدمة لقد رفضها رسلان رفض أن يمنحها ذلك الطفل الذي ستعرف معه هل كل النساء مثل ناهد في انانيتهم ام هناك إستثناء 
هل هناك نساء تمنح دون أن تنتظر المقابل ام إننا نتوقف عن المنح حينا نحصل عما نريد 
نقطة واحدة كان عقلها يدور بها ولا تجد الإجابة 
طالعها بحزن وهي تنكمش على حالها تضم الغطاء لجسدها واللحظات التعيسة تأخذها لتلك الليلة التي طردتها فيها ناهد من منزلها حتى تبحث عن مكان أخر لتعيش به.
انحني نحوها يرفع جسدها فنظرت إليه وقبل أن تخبره بشئ كان يعانقها بقوة
عمري ما اعمل فيكي كده ولادنا هيجوا يا ملك وهتربيهم مع ولادك ايوة عزالدين وعبدالله ولادك أنت غير ناهد وغير مها يمكن مها لو كانت عايشه وكانت بدالك مكنتش ضحت زيك بحاجات كتير
وتنهد اسفا على ذلك القرار الخاطئ الذي وافق به وكانت هي أحد اسباب موافقته
لو مش عايزاها تعيش معانا هنا
وقبل أن يستطرد بحديثه كانت تعطيه الإجابة
لا متحرمهاش من أحفادها يا رسلان كفايه اتحرمت من بنتها غير مرضها 
وجودها مش هيريحك أنا متأكد خالتي لسا شايفه مها موجوده قدامها
وبالفعل كانت هذه هي الحقيقة إنها تتحدث مع الصغار عن مها .. حتى إنها تهتف باسمها أمامهم مرارا ثم تمنحهم صورها.. والصغار ليسوا واعيين لشئ 
ولكن مع حركت رأسها بالرفض تراجع عن قراره
شوف هتحجز عند الدكتورة أمتي يا رسلان لكن ارجوك متخليش حد يعرف إني بتعالج
واغمضت عيناها قهرا على حالها 
كنت المفروض أتعالج من صدمتي زمان لكن افتكرت لما اشغل نفسي بغيري وبالشغل هعرف أرجع أقوى.. بس ده كمان طلع كدب يا رسلان
اشتد في ضمھا أراد أن يمنحها الأمان والطمأنينة ولكن هي كانت غارقة في دوامة الماضي والتساؤلات
مها لازم تدخل كلية الصيدلة حتى لو مجموعها مجبش الكلية لكن ملك عادي تدخل اي كلية.. مها ليها عربية لكن ملك هتعمل بالعربية إيه
وابتعلت غصتها وهي تتذكر عندما كانوا أصدقاء العائلة يمدحونها باخلاقها وجمالها كانت ناهد تخبرهم عن مها ونجاحها وتلك الموضة التي تواكبها ف مها صاحبة الأذواق الراقية 
ياريتني كنت اتربيت في ملجأ يا رسلان ياريتها ماكانت ادتني حنانها وبعدها مبقتش الاقي غير نفسي ولا حاجة قصاد حبها ل مها 
ياريتني أنا اللي كنت حاربت ضعفك واخدتك مجبوره وسافرت 
هتف بها پألم ومرارة وعندما رفعت عيناها إليه اسرع في مسح دموعه
هنكون أسرة سعيدة صدقيني يا ملك أديني فرصة أعوضك 
.
تسطح جوارها فوق الفراش بعدما أنعش جسده بحمام بارد ازال عنه أعباء السفر تجاهلها بالطريقة التي يعرف فائدتها معه ومع غيره فهو حانق بالفعل منها ليس لمخالفة أمره والذهاب لعرس جنات تلك الغبية التي حذرها من فعلتها التي ستعود عليها وذلك الأحمق كاظم الذي اخبره بنواياه الحقيقية نحوها ولكن كلما أتت صورتها أمامه هي وذلك الذي يدعي بذلك الاسم الغريب يزداد حنقا وغيرة. 
شعر بها وهي تغلق الكتاب الذي كانت تقرأ فيه واغلقت نور الإضاءة جوارها.. استمع لصوت أنفاسها

وتنهيداتها وتقلبها يمينا ويسارا 
حدقت بظهره تهتف بهمس ظنت إنه لم يسمعه
نسيت أقولك حمدلله على السلامة
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفتيه فالټفت إليها مما جعلها تجفل من حركته وتحديقه بها استمرت في بلع لعابها فسألها مستهزء
تصدقي نسيت إني كنت غايب عن البيت أسبوع لولا الخدم وترحيبهم بيا كنت هفتكر إني بقيت اتخيل حاجات غريبة
أسبلت اهدابها خجلا من عبارته فهو يعاتبها بطريقة ما يعلم تأثيرها عليها
أنا عارفة إني غلطانه 
وإيه كمان..
سألها وهو يقترب منها فعلقت عيناها به فاردف متسائلا
غلطانه في إيه تاني يا فتون 
مش عارفة 
ابتسم وهو يري نظراتها إليه فازداد قربا منها
غلطانه في كل حاجة يا فتون 
وقبل أن تعترض على حديثه كان يجذبها إليه يضمها في عناق حنون يخبرها عن شوقه إليها
هتجيب خديجة امتى ولا خلاص مش هترجع تاني مدام أنا هنا
ابتعد عنها بعدما كان غارق في رائحتها نظر لعينيها وقد علقت الدموع بهما عندما اردفت بعبارتها الأخيرة وقد تذكر للتو مجئ شهيرة هنا وما دار بينهم
بنتي هتتربي هنا يا فتون ومدام فتحنا سيرة الموضوع ده لازم افهمك شوية حاجات للأسف هيفضلوا يواجهوكي طول حياتك معايا 
وكأن الرد عند تلك النقطة حاضر معها
إحنا مش هنفضل مع بعض طول العمر مجرد شهور وهنطلق
وببرود أصبح يجيده مع حالتها البلهاء كان يجيب بعدما اعتدل في رقدته
اول نقطة لازم تفهميها إن لعب العيال ده انتهى خلاص.. بنود عقد إيه وكلام فارغ الجواز مفيهوش شروط يا فتون ولو كنت بعمل ده زمان فأنا دلوقتي راجل بخاف ربنا.. مافيش جواز اسمه جواز متعة ولمدة معينة في الشرع يا حضرت المحاميه مستقبلا
طالعته في صمت طويل وسرعان ما تحول صمتها لصدمة ارتسمت فوق ملامحها
ياريت تبطلي تاخدي الحبوب
الجمها معرفته بالأمر الذي حرصت عليه فهي لن تعيش تلك التجربة المؤلمة ثانية لن تحمل طفلا ثم تجهضه كما فعل بها حسن قديما.. بعض العقد مازالت محفورة داخلها حتى لو تجاوزت البعض مع حنانه الذي يغمرها به
لو كنت ساكت الفترة اللي فاتت فكنت ساكت عشانك سايبك في لعبتك الغبية اللي واثق إنك مش قدها
واردف وقد عاد يقربها منه ويداعب خدها بكفه
عشان عارف إني هقدر ارجعك ليا
وعندما وجد الخۏف ارتسم فوق ملامحها تنهد اسفا
سليم النجار اتغير يا فتون أنا اتغيرت من ساعة الحاډثة عارفه يعني إيه اطلع منها باعجوبة يعني ديه رحمه من ربنا وفرصه تانيه ليا
شرد في تلك الذكرى الأليمة ثم ارتسم الحنين والحب نحو صغيرته خديجة
قومت منها ولقيت هدية من ربنا.. خديجة 
لمعت عيناه وهي يتحدث عن صغيرته جعل قلبها يرفرف تتمنى لو كانت محظوظة كخديجة الصغيرة
كان نفسي يكون ليا أب يعاملني كده ولا الفقر بيحرمنا من حاجات كتير
وكأن حديثها نثر الألم فوق چروحه فاردف ساخرا وهو يتذكر حياته وهو صغيرا
زمان كنت بحسد أولاد الخدم عندنا على حب أهاليهم ليهم كنت أقف اشوفهم ازاي بيحضنوهم لما بينجحوا و إزاي بيكونوا فخورين بيهم صافي هانم و صفوان باشا لو كانوا عايشين.. كانوا هيعرفوكي مثال الأبوة صح.. عشان كده مش عايز اطلع خديجة زي وبحاول اتعامل مع شهيرة بلطف رغم إني اقدر اجبرها على حاجات كتير لكن بنت هتطلع في النهاية معقدة نفسيا.. وهتيجي في يوم تلومني ليه
________________________________________
عملت فيها كده..
وعندما وجدها تسمعه بانصات اردف بأمل أن تفهمه
شهيرة هتفضل كرهاكي ويمكن تصورك ديما لخديجة بصوره وحشه وده بسبب إنك انتصرتي عليها وأخدتي حاجة كان نفسها تعيشها لكن في يوم هتتقبلك وتنسحب
ارجعلها وسيبني أنا في حياتي زي ما كنت
هتفت بها بمرارة وأعين دامعة.. ليرفعها إليه يمسح دموعها العالقة بأنامله
للأسف أنا وشهيرة انفصالنا عن بعض أفضل غير إني هكون بظلمها.. عارفه ليه
علقت عيناها به تنتظر أن تستمع لباقية حديثه فابتسم
اعرفي السبب لواحدك يا فتون
وقبل أن تصر مستفهمة عن السبب كان يغرقها في رحلة طويلة تنسى فيها كل شئ معه.. 
تعالا رنين هاتفها وكلما يتوقف عن الرنين كان يعود الرنين مجددا وكأن المتصل يصر على الأتصال
هتفت بأنفاس مسلوبة
سليم التليفون بيرن
وهو كان لا يسمح لها بالأبتعاد عنه عاد الرنين مجددا وتلك المرة ابتعد عنها مرغما يلتقط الهاتف حانقا ينظر لرقم
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 187 صفحات