رواية بقلم سهام صادق
يزفر أنفاسه براحه.. و ظل هكذا حتى شعر بالاسترخاء.. ففتح عينيه..
ولكن عيناه علقت بتلك التي جلست فوق العشب تحمل قطة فوق حجرها وتطعمها..
بدأت قطرات المياة ترتطم برأسه ثم اشتد هطول المطر
ظنها ركضت نحو الداخل ولكنه وجدها تقف مكانها تبحث عن مكان ما..
تنهد بضيق ف في الصباح ستذهب معه للشركة حتى يبدأوا جلسة التصوير معها ولكنها كالحمقاء واقفة والمطر يهطل فوقها.
وجدها تتجه نحو مكان يمنع تسرب الماء فوقها ثم اسرعت تزيل عنها سترتها وتضعها فوق القطة بعدما وضعت لها الخبز الذي كان معها
ميمي خليكي هنا اوعي تمشي وعقلك يوزك تقولي اروح للقط اللي ماشيه معاه..
طالعتها القطه وهي تضيق عينيها فرمقتها بسمة حانقة
بلاش البصه ديه ده أنا قفشاكي امبارح معاه
أنت بتعملي إيه هنا والدنيا بتشتي
سكنت بسمة مكانها لا تستوعب إنه واقف خلفها.. الټفت ببطء نحوه تنظر إليه برجفة لا تعرف أهي من شدة البرودة ام من تلك النظرة التي يرمقها بها
جسار بيه
تمتمت اسمه والماء يتقطر منها فاقترب منها يجذب ذراعها حانقا
لو حضرتك تعبتي دلوقتي هنضطر نأجل التصوير عشان خاطرك..
كنت بحط اكل ل ميمي دادة سعاد قالتلي انك پتكره القطط
استهتارك بسبب قطه
ممكن تسيب دراعي
طالع جسار يده التي مازالت تقبض فوق ذراعها فتنهد بضجر أمرا
ياريت تدخلي تغيري هدومك وتنامي علطول.. وشوفيلك أي علاج للبرد بدل ما بكرة الاقيكي تعبانه
ابتلعت غصتها فقد قررت أن تتحمل قسوته حتى تنال ما سيقدمه إليها ثم ترحل عن هذا المنزل وعنه دون رجعة...
..
حتى بعدما نالها ونال متعته منها مازال يتمتم باسمها راغبا بها بل
________________________________________
ويخبرها وهي بين ذراعيه إنه يريدها
يمكن لما انولها انساها يا بت يا سميرة
ابتعدت عنه سميرة حانقة بعدما غطت جسدها بشرشف الفراش تتذكر بسمة والغيرة تنهش قلبها
بعد كل اللي بعمله ليك يا عنتر عايزاها برضوه
ثم هتفت حانقة تشير نحو رأسه
ده أنت لسا راسك مخفتش وعلمت عليك حته بت ملهاش أصل ولا فصل وهربانه من أهلها
التمعت عينين عنتر بالشهوة غير عابئ بحديثها يتذكر طراوة جسدها اسفله
ثم نظر نحو سميرة وقد أخذت تلتقط ملابسها حتى ترديها وهي تسبه بصوت مسموع
هعديلك طولة لسانك يا سميرة..
ثم مد ذراعه يلتقط علبة سجائرة
ادائك النهاردة كان وحش ولا شكلك مبقتيش نافعه
التمع الڠضب في عينين سميرة وعادت إليه تدفعه بقبضتيها فوق صدره وضحكاته تتعالا عليها
بقى كده ما أنا اللي رخصت نفسي يا عنتر
عاد لينلها ثانية پشراسه وقد تناست حنقها منه.. طالعها وهو يلهث أنفاسه وابتسم وقد بدء يفقد صوابه قبل أن يغفو جوارها
بسمة
بهتت ملامح سميرة ثم دفعته عنها وقد عاد الحقد ېحرق قلبها
ماشي يا بسمة مبقاش سميرة إلا ما فضحتك في المكان اللي بقيتي عايشة فيه وقدام الباشا اللي معرفش عرفاه منين.
الفصل الثاني والأربعون
_ بقلم سهام صادق
تأملت ملامحها وقد توهجت وجنتيها توردا لا تعلم سببه
بل في الحقيقة كانت تعلم.
داعبت عنقها قليلا وقد اطبقت جفنيها مسترخية وعادت تستشعر بلمساته التي مازالت تشعر بحرارتها فوق جلدها.
خفق قلبها نحو ذلك الشعور الذي تشعر به معه ولكن سرعان ما جمدتها الحقيقة التي أصبحت عليها إنها باتت ضعيفة نحو رغباتها
اتجهت نحو فراشها تتهاوي فوقه بعدما رأت في عينيها ما لا ترغب به معنفة نفسها
معقول وصلتي لكده يا جنات معقول بقيتي ضعيفة للدرجادي
لم يرحمها عقلها وهو يخبرها عن الطريق الذي اختارته لحالها.. فهي لن تكون في حياته سوي لتلبية رغباته
ولكن عن أي رغبة ذكورية ستتحدث وهي من تكون مرحبة بالأمر رغم تمنعها
وها هي الصدمة تحتل ملامحها مرة أخرى بعدما عادت الحقيقة مجددا تطرق رأسها.. في لقاء لم يكن إلا ليلتين
ليلة بعدما اذاقها فيها العسل.. دفع مرارة الدواء لحلقها وهو ېهينها علي ضعفها.. ولكن أمس والليلة الثانية لهما.. كانت بشعور مختلف ..
ذابت بين ذراعيه رغم تمنعها ورفض عقلها أن تكون مجرد زوجة في الفراش لا أكثر.
شعرت بدلوفه للغرفة ثم تحركه لتلك الغرفة الجانبية التي تحتوي علي متعلقاته الشخصية.. دون أن يحادثها بشئ
وبعد دقائق كان يخرج منها يحمل ملف بين يديه يقلب في أوراقه..
رمقها خلسة وقد نهضت عن الفراش واستجمعت ثباتها من تلك الحړب التي تعيشها بين قلبها وعقلها
اكمل خطواته نحو الخارج ولكنه توقف وهو يستمع لصوتها
ممكن نتكلم دقيقة
التف نحوها ببطئ وارتفع حاجبه الأيسر.. ينتظر سماعها
أنا محتاجه..
وقبل أن تكمل حديثها وقد أرادت أن تخبره عن حاجتها للعودة للعمل.. فلم تعد تملك شئ سواه.. في حرب بدأتها مع تلك العائله.. انتهت بخسارتها فلا ربحت مالا ولا كرامة
وفي القريب العاجل ستكون لديها خسارة اخري مطلقة بعد عدة أشهر من زيجة لم تنال منها إلا اللقب.
توقف الحديث علي طرفي شفتيها وهي تراه يبتعد خطوة ويضغط علي زر هاتفه بعدما بدء بالرنين.. وقفت تنتظر إنهاء مكالمته التي تخص أعماله وقد طالت بعض الشئ..
زفرت أنفاسها وهي تنظر نحو خطواته وهو يتحرك في الغرفة ويخاطب الطرف الأخر بانفعال.. ولحماقتها وسذاجة قلبها الذي أصبح يخفق في حضور هذا الرجل الذي اراده.. كانت تتفرس في كل تفاصيله.. حركة شفتيه وهو يتحدث طوله الذي يشعرها بقصر قامتها وضئالتها جواره رغم إنها ليست هكذا..
فعلقت عيناه بها في لحظة شرودها نحوه وهو ينهي مكالمته مع الطرف الأخر سحب بعض المال من جزدانه متمتما بعجالة بعدما وضع المال فوق طاولة الزينة
لو في كلام تاني أجلي لاني مش فاضي
وببساطه كان يلقي عبارته.. يخرجها من تلك الدائرة التي اقحمت نفسها بها حتي تنال رجلا لم تجني من ورائه إلا الخيبة.
ركضت خلفه بعدما شعرت بالأهانه من فعلته.. فهي لا تريد المال بل تريد اخباره إنها ستعود لعملها حتي تنتهي تلك الزيجة التي تعلم بنهايتها.
أنا مش عايزة فلوس مش معنى إني محتاجة حاجة يبقى عايزه فلوس
توقف في منتصف الدرج يطالعها متنهدا بضيق فوقفت تحدق به بعدما التقطت أنفاسها الهادرة
جنات أنا مش فاضي لو في كلام تاني عندك.. يبقى بلغيني بي لما ارجع
وبخفة صعد الدرجات بعدما رأي تلك النظرة التي يعلمها فهو يريدها ضعيفة غارقة في لذة الحب حتي ينال مبتغاه أولا.. وقبل أن تخرج الكلمات مرة أخرى من شفتيها..
أن النساء لا يضعفون إلا أمام المال او رغباتهم.. والمثال كان متجسد أمامه من قبل.. والدته التي ضعفت من أجل الاحتياج لرجلا بعدما فقدت زوجها واصبحت أرملة ثرية.. ليدخل جودة النعماني حياتها ويلعب علي ما
تحتاجه امرأة شابه مثلها..
اما المثال الاخر يتجسد في زوجة والده السيدة منال تلك المرأة التي لا تهتم سوي بالمال مهما مرت سنوات عمرها..
كانت ليلة مميزة يا جنات
همس عبارته التي ضاعت معها بقلب انثي تفتح براعمه لأول مرة علي حب رجلا لا يحمل في قلبه سوي القسۏة ثم ابتعد عنها وتابع خطواته وابتسامة واسعة ترتسم فوق شفتيه.. والنصر كان حليفه.
...
أرتشف قهوته سريعا وانحني صوب صغيريه يقبلهما.. تعلقت عيناه بعينين خالته وقد طالت نظرتها نحوه كعادتها..
تجاهلها كما يفعل دوما.. فقد جعلته يجني من التعاسة ما لا يجعله يغفر لها.
خرجت ملك من الغرفة التي تقيم بها ميادة في منزلهم فنظر نحو الصينية التي تحملها ومن علامات وجهها الحزينه قد علم الإجابة دون أن يسمعها منها
ملك تعالي ثواني
القى عبارته واتجه نحو غرفتهما ينتظرها..اقتربت منها الخادمة تلتقط صينية الطعام .. اتجهت نحو الصغيرين تداعب وجنتيهم متمتمه بحب
حبايب ماما اللي كبروا
والصغيرين يرفعون ايديهم نحوها ينتظرونها بأن تحملهم وتداعبهم.. قبلتهم ثم انحنت تتنفس رائحتهم
هروح اشوف بابا واجيلكم وعلطول
وكما علقت عينين ناهد برسلان كانت عيناه تتعلق بكل شئ تقدمه ملك للصغار.. طالعت صغار ابنتها الحبيبة.. وأمنية وحيدة عادت تطرق قلبها.. أن لا يكون الحديث الذي لم تخبرها به العرافة منذ سنوات هو ما تخشي حدوثه
ان يستمر حب رسلان ل ملك وتتم تلك الزيجة.
عاد ذلك اليوم يسير أمام عينيها وكأنه كان بالأمس
يعني هيحب بنتي وينسي اختها
نظرت العرافة نحو الطبق الذي تضعه أمامها.. وكلما كان الماء يتحرك كانت ناهد تحصل علي الإجابة منها
الجوازه هتم لكن مش هتم بأرداته.. هيكون غايب عن حاله ومش شايف غير حبيبته فيها.. وهي ليلة واحده
لم تفهم ناهد شئ من حديثها فاردفت مستفهمه
ليلة واحدة.. أنا بقولك عايزاه ميشوفش غير بنتي.. ويرجع من السفر.. بدل ما هو هجرها من ساعه ما اتجوزها
هتسافرله البلد اللي هو فيها.. عشان يتم المراد
تأففت ناهد ضجرا فما الذي تتحدث عنه هذه المرأة..
لكن عمرك ما هتمنعي النصيب
وشهقت العرافة شهقة طويلة افزعت ناهد
________________________________________
التي انكمشت علي حالها وقد ندمت أشد الندم لاتجاهها لامور السحر ثانية.. فقد تخشب جسدها والخۏف بدء ينتابها
بنتك طريقها ملهوش وضوح .. طريق ضلمه
واقتربت من الإناء الذي تضعه أمامها ثم القت داخله بشئ وعادت تشهق ثانية
هو انا دافعه كل الفلوس اللي دفعتها.. عشان تقوليلي الكلام ده.. بقولك عايزة حاجة تخليه يفكر في بنتي
رفعت العرافة رأسها نحو تلك الملحة ونهضت عن مقعدها.. تتناول زجاجة بها ترياق
قبل ما يقرب من بنتك خليها تشرب منه
التقطتناهد الزجاجة تنظر نحو السائل الذي تحتويه
طيب وهو
والجواب الغامض كان يخرج من العرافة مجددا
الإنسان حيله كتير فكري وهتلاقي الجواب
وهيكره ملك
والصدمه كانت تحتل ملامح ناهد وهي تستمع لجوابها
هيتجوزها
الجمها ما سمعته وقبل أن تتسأل عن شئ أخر .. اتجهت العرافة نحو غرفة أخرى متمته
المقابلة انتهت
فاقت من شرودها علي بكاء احد الصغار.. بعدما سقطت لعبته.. أعطته لعبته مبتسمه وعادت عيناها تتعلق نحو الباب المغلق
داعب رسلان وجهها بيديه متسائلا وهو يري تبدل ملامحها بعدما أخبرها عن ضرورة سفره في الغد
افهم من كده إنك زعلانه
طالعته ملك وقد هربت بنظراتها عنه فابستم وهو يقرب وجهها منه
مش قولنا هنعبر عن مشاعرنا.. ونبدء من أول وجديد
ده شغلك يا رسلان.. مقدرش ازعل في حاجة فيها مستقبلك
عانقها بعينيه قبل أن يعانقها بذراعيه..
رسلان
ابتعد عنها ينتظر سماعها
ميعاد الدكتور بتاعها النهاردة.. عشان الجرعة
تنهد وهو يدلك جبينه وقد تذكر أمر جرعة خالته
هاخدها معايا في طريقي
خليني اروح معاك.. اكيد هتحتاجني
وتقوليلي خاېفة الزمن يغيرك.. القلوب النضيفة مش بتتغير يا ملك
تعلقت عيناها به تري في نظراته رسلان الذي احبته منذ طفولتها
أنا واثق إنك هتفضلي تحبي ولادي..
واغمض عيناه حزينا علي حالهم