رواية بقلم سهام صادق
تشعر بخطأها ..
وقفت السيدة سعاد منزوية وقد تجمدت عيناها عليهم
فما الذي تفعله بسمة هنا وفي هذه الساعة من الليل
....
ابتعد عنها وعلامات الصدمة فوق ملامحه فما يعرفه إنه لم تتزوج يوما بل تركت نفسها لعالم الأعمال
أنت كنتي متجوزه
طالعته خديجة وقد اخذ يفرك عنقه بقوة فالمرأة التي ظن إنه الأول في كل شئ.. لم يكن هو أول من نالها
أردات أن تظهر إليه بصورة جامدة.. حتي لا يظن أن الأمر يفرق معها.. ولكن عبارته قد جمدتها
ومن نظراته نحوها جعلها تعود لسنوات الماضي جعلها تعود لمآسيها
الحاجة الوحيده اللي اقدر اقولها ليكي يا خديجة إني مصډوم في الست اللي كنت فاكر إني اول راجل في كل حاجة
التقطت أذناها عبارته فنهضت من فوق الفراش تلتقط مئزرها تضمه حول جسدها ولو ذبذبتها نظراته وكلماته لن تكون خديجه النجار وقد عاشت سنوات تشكل شخصيتها إنها قوية صارمة لا تقبل الذل تضع قلبها أسفل قدميها إذا شعرت إنه سيجلب لها الضعف والهوان وقد فات وقت البكاء
تجمدت ملامحه وهو يسمعها فهل بهذه البساطة تتحدث معه استوحشت نظراته وهو يرمقها
مش ديه الإجابه اللي أنا منتظرها يا هانم كام واحد نمتي معاه قبلي
تعلقت عيناها به وقد اخترقت كلماته فؤادها وقد الخواء وحده ما يحتل عيناها الباهته
أخرس
نطقتها صاړخة فلو أدعت القوة منذ لحظات فلم تكن إلا قوة واهية
احتدت عيناه ولكنها كانت الأسرع في إتخاذ ردة الفعل.. فاتسعت عيناه وهو يجدها تتحرك من أمامه تلتقط كل ما هو فوق طاولة الزينة تدفعه نحوه
ألجمه ما تفعله وقد اخذت دموعها تنساب فوق خديها..
لو كنت فاكر إنك هتوجعني فكلمة ۏجع أنا دفنتها زمان
ولكن الصدمه الأخري التي كان يتلقاها
طلقني
...
استيقظت بشعور مختلف شعورا لأول مرة تجربه ظلت لوقت تطالع سقف غرفتها و فوق ملامحها ترتسم السعادة. خفق قلبها وهي تتذكر ليلة أمس كيف كان حنونا معها يطمئنها يخبرها بأنها بخير..
توردت وجنتاها خجلا وهي تلوم حالها علي سعادتها بشئ لا يجب أن يحدث بينهم ثانية ولا يحدث بين امرأة و رجلا ليس من محارمها
خاطبت حالها وهي تنهض من فوق الفراش واتجهت نحو المرآة الصغيرة تنظر نحو هيئتها تحذر نفسها
اوعي تخسري الحاجة الوحيدة اللي عندك يا بسمه اوعي ياخدك الطريق للحرام..
توقفت عن الحديث وقد ابتعلت كلماتها وهي تجد
السيدة سعاد تدلف الغرفة و ترمقها بنظرات جامده
شهقت مصدومه بعدما استمعت لعبارتها تضع بكفها فوق شفتيها ولم تنتبه
علي نبرة السيدة سعاد وهي تحادثها بحدة
الضهرليه مصحتنيش يا دادة
رمقتها ممتعضه وقد لوت شفتيها حانقه
قولت اكيد سهرانه طول الليل في حاجة مهمه
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل وقد عادت ليلة امس ټقتحم عقلها.. اخذت السيدة سعاد تتفرسها بنظراتها وبغلظة تمتمت
في طلبات المفروض تتجاب من السوق يا بسمه
لم تفهم مقصدها فاقتربت منها السيدة سعاد تلتقط كفها وتضع الورقه داخله هاتفه
السواق مستني بره وكل الطلبات كتباها ليكي في الورقه
...
طالعته وهو يقف يهندم ملابسه وكلما حاولت الحديث معه.. كانت تبتلع كلماتها.. ولكن في النهاية شجعت حالها ونهضت من فوق الفراش واقتربت منه
أنا مش عايزه اروح المؤسسة تاني
والإجابة كانت تحصل عليها منه ببساطه
براحتك
اتسعت حدقتيها في صډمه فلم تكن تتوقع أن تحصل علي إجابته بهذه السهوله فقد ظنت انه سيعارضها ويسألها لما اتأخدت قرار كهذا
هو أنت ليه متغير من أمبارح
وأخيرا قد انتبهت علي تجاهله لها وعدم الحديث معها إلا بكلمات مقتضبه..
الحمدلله إنك حسيتي إني متغير يا فتون أنا قولت يمكن نقعد شهر وأنت بتحاولي تعرفي السبب
شعرت أن كلماته تهينها بعض الشيء ولكنها تجاهلت حديثه وارتمت بين ذراعيه
أنا كنت عايزه اعمل ده امبارح قدامهم كلهم
ازداد حنقه منها بعبارتها فابعدها عن ذراعيه ف طالعته بذهول وهي تستعجب فعلته
ومعملتيش كده ليه يا فتون
تهربت بنظراتها عنه فماذا ستخبره..
إنها تخشي قربه تخشي تلك النظرة المتسائلة من بعض كيف تزوجها وترك زوجته الأولى أم أبنته
عارفه معملتيش ليه ده يا فتون
تعلقت عيناها به تنتظر سماعه وقد بدأت تنتبه علي غضبه منها وليست هي بالغبية حتي لا تفهم لماذا يغضب عليها اليوم هكذا..
هسيبك تقولي لنفسك الاجابه اللي أنت عارفاها كويس
القى عبارته وهو يداعب إحدى وجنتيها بكفه ثم التف بجسده مغادرا ولكنه توقف مكانه يسمع عبارتها
عشان جبانه.. عشان بخاف من كلام الناس.. بخاف يشاوروا عليا ويعرفوا حكايتي
وببطئ كان يلتف إليها وقد ظنت إنه سيأخذها بين ذراعيه كعادته
وأنا مش عايز مراتي جبانه يا فتون عايزها قوية
غادر الغرفة بعدما صفع الباب خلفه ولكنه عاد بادراجه ثانيا بعدما بحث عن هاتفه في سترته ولم
________________________________________
يجده .. علقت عيناها به وابتسمت وهي تراه يتجه نحوها ولكنه تخطاها يلتقط هاتفه
تلاشت ابتسامتها وهي تراه يغادر الغرفة مرة أخرى ولكنه التف إليها يحذرها
ما دام معندكيش محاضرات تلبسي وتنزلي المؤسسة.. أنت مش بتلعبي يا استاذه وفي تقرير هيجيلي شهريا عنك
غادر الغرفة فوقفت مكانها تحدق بالباب.. أسرعت خلفه تهتف اسمه فوق الدرج ولكنها توقفت مكانها كما توقف هو الأخر يطالع شهيرة التي دلفت للتو ترمقها هي خصيصا بنظرات قاتمة
مضغت لقمتها بعجالة وهي ترتشف من كأس الشاي وتفتح الأحاديث كعادتها مع السيدة سعاد رمقتها السيدة سعاد بعدما رأتها تتوقف عن الحديث وقد أدركت للتو ما تفوهت به
جاسر بيه نزل الشغل يا بسمه فمتقلقيش بقى كويس وصحته تمام مش محتاج الوصفة اللي كانت بتخفف والدك من البرد
ارتبكت بسمة واطرقت رأسها فما الذي تفوهت به
لو خلصتي فطارك ياريت تطلعي للسواق
أسرعت في مغادرتها للمطبخ وقد شعرت بتغير نبرة السيدة سعاد معها اليوم تنهدت سعاد بعدما غادرت تهتف لحالها
مش معقول تكون بسمه منهم انت نسيتي شوفتيها فين يا سعاد كانت في اوضته وفي حضنه
...
ارتسم الجمود فوق ملامحها وهي تتبعه لغرفة مكتبه لم تحب أن تراها تلك الوافقة في موضع ضعف اغلقت الباب خلفها تحت نظرات فتون التي وقفت مكانها
اقتربت شهيرة منه لا تصدق إنه تلاعب معها بتلك الطريقة
من أمتي بندخل شغلنا في حياتنا الشخصيه يا سليم
طالعته بقوة وانتظرت سماع عبارته التي توقعتها.. ولكن وقف يراوغها متسائلا
وأنا من أمتي بخلط بين الشغل وحياتنا يا شهيرة
ضاقت عيناها وهي تتفرس ملامحه
خرجتني من الصفقة ليه يا سليم
ابتعد عنها يمنحها جوابه ببساطة
أنت عارفه كويس الصفقة ديه هتكون مع مين وحامد وجوده معانا في شبهه وكلام كتير عن مصادر أمواله
وپصراخ وحدة كانت تهتف
ما أنت طول عمرك عارف إن حامد ماشي في سكك غلط ولا اكتشفت فجأة عشان تعاقبني..
وبسخرية كانت تردف
بتعاقبني يا ابن النجار
صوتك يا شهيرة متنسيش إنك في بيتي
وأنت ليه بتنسي إني أم بنتك مش كفايه اتجوزت خدامه
ومخلي بنتي عايشه معاها...
شهيرة
احتدت عيناه و اقترب منها ولكن وقفت بثبات أمامه
أنت فاكراني هعدي اللي عملتيه مع بنتي بسهوله بتقلبي البنت عليا يا شهيرة
صفقت بيديها بعدما القت بحقيبة يدها أرضا
وانت قررت تعاقبني عشان بنتك ولا الخدامه
قولتلك مليون مرة هي مراتي مش خدامه يا شهيرة
أشتد الشجار بينهم وبعدما كانت تسيطر علي مشاعرها منذ أن دلفت المنزل و وجدتها تقف خلفه ف الخادمة أصبحت تعيش بالمنزل الذي كانت هي سيدته يوما
خرجت من الغرفه وعيناها تتوهج بالوعيد.. ولحظها كانت واقفة تستمع لحديثهم
من خلف الباب المغلق.. تراجعت للخلف متوتره فرمقتها شهيرة پحقد
وكمان بتتصنتي علي كلامنا هستني اشوف إيه من خدامة
شهيرة قولت كفايه مهزله لحد كده
التقط ذراعها يسحبها لخارج المنزل ينظر نحو فتون بقوة وقد ارتجف جسدها خوفا اقتربت منها السيدة ألفت وقد أتت مهروله من المطبخ.. بعدما أصبح صوت شهيرة يصدح بالمنزل وقد وقف الخدم يستمعون للشجار
مش همشي من هنا يا سليم ده بيتي مش بيت الخدامة
مامي
هتفت الصغيرة اسمها فتوفف عن دفعها.. يقبض فوق كفيه بقوة.. الټفت لصغيرتها تبتسم بحنان.. فهي نقطه ضعف سليم الوحيدة
شايفه بابي مش عايز مامي ترجع تعيش معاكي تاني يا خديجة
لا يا مامي متمشيش وتسبيني لوحدي تاني
تجمدت عيناه و تعلقت عيناه بعينيها فابتسمت وقد التمع الزهو بعينيها وانحنت صوب صغيرتها تضمها إليها
لو بابي بيحبك مش هيحرمك مني بس بابي مش بيحبك
شهيرة
تجهمت ملامحه وهو ېصرخ بها ولكنها قد وجدت طريقها الذي لم تخطط له بكت الصغيرة في أحضانها تهتف پخوف ورجاء
بابي أنت وحش وحش يا بابي.. أنا عايزه أمشي مع مامي
ساد الصمت المكان فاخفت شهيرة ابتسامتها.. ف ابنتها جعلتها تفوز في حربها الضارية بينهم حرب لم تفكر في إندلاعه إلا من أجل تلك التي تزوجها بعدها وجعلها سيدة في بيتها وأم بديله لابنتها وچرح كبريائها وكرامتها.. واحبها ولم تحظى هي بهذا الحب.. فكيف نالت قلبه وهي وحدها من تستحقه
أعادت الصغيرة كلماتها فانتفض في وقفته وبنظرة قوية كان يرمق شهيرة اسرع نحو صغيرته يلتقطها من الأرض يضمها إليه رغم رفضها
كده يا خديجة تقولي لبابي إنه وحش بابي اللي بيدور علي سعادتك
مسح دموع صغيرته بعدما طالعته بحزن..فارتمت الصغيرة بين ذراعيه هذه المرة تهتف برجاء
رجع مامي البيت تاني يا بابي ديدا مش هتزعل منك
ابتلعت فتون غصتها وهي تطالع المشهد منذ بدايته وجوارها السيدة ألفت وقد وقفت متأثرة بالموقف.. سحبتها من المكان بأشفاق.. فالأمر بالتأكيد قد حسم.. ستعود السيدة شهيرة للمنزل مجددا بعدما لعبت بورقتها الأخيرة
....
حدقت السيدة سعاد بتلك التي تقف أمامها كانت أمرأة محتشمه.. تطرق رأسها خجلا فتسألت وهي تتفرس النظر بملامحها
الحارس قالي إنك عايزة بسمة
اماءت سميرة برأسها وبهمس خاڤت اخذت تجيبها
جيت اشوفها أصلها وحشاني اوي
بس هي مش موجوده يا بنتي راحت السوق
تهللت أسارير سميرة فرحا ولكن سرعان ما عادت لخجلها ورفعت عيناها نحو السيدة سعاد
يا خسارة كان نفسي أشوفها يا خالة.. ده انا جيالها من مشوار بعيد
اشفقت السيدة سعاد عليها وابتعدت عن الباب.. ترحب بها
تعالي يا بنتي اتفضلي.. اشربي حاجة لحد ما تيجي
ابتسمت سميرة وهي تخطو نحو الداخل.. تنظر للمكان بذهول لا تصدق أن بسمة أصبحت تعيش هنا..
دلفت للمطبخ خلف السيدة سعاد التي أسرعت في ضيافتها بعدما توسمت فيها الطيبة
هو أنت وبسمة صحاب من زمان يا بنتي
بفضول كانت