الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 82 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


طويلة قبل أن يلتف بجسده مجددا ويكمل خطواته نحو الأعلى وكأنه أخيرا قد رآها
تجهمت ملامحها وعادت لتوازنها بعدما فاقت من حالة ذهولها
إحنا لازم نتكلم يا سليم المهزله ديه مينفعش البنت تشوفها
توقف أعلى الدرج وهو يستمع لصوتها الذي تعالا
صوتك يا شهيرة متنسيش إنك في بيتي
التجم لسانها لا تستوعب ما تسمعه منه بل وأكمل خطواته دون أن يعيرها أي التفافه أخرى بحثت عن شئ حولها حتى تخرج فيه حنقها ولكن لم تجد إلا الخادمة التي أتت إليها تخبرها بأن أغراضها تم ترتيبهم. 

....
وضعت طعام الفطور بملامح بشوشة رغم الإرهاق الظاهر فوق ملامحها.. ابتعدت عن الطاوله بعدما شعرت بخطواته قربها وقد تفاجأ بتحضيرها لطعام الفطور وإسناد السيدة سعاد لبعض المهام لها 
شرد في حديث السيدة سعاد معه ليلة أمس عندما أتت مكتبه بفنجان قهوته
محتاجة أتكلم معاك في كلمتين يا بني
طالعها جسار بعدما أغلق الملف الذي كان يدقق فيه بتركيز ارتبكت السيدة سعاد فحدق بنظراتها المرتبكة
أنت عارف قد إيه عندي ولاء ليك ولعيلتك.. أنا اشتغلت سنين عند الست فاطمه الله يرحمها و والدك الله يرحمه وسيبت البلد وجيت اخدمك هنا
طالع حديثها عن حبها له ولعائلته وإخلاصها لهم ولم تكن بحاجة لتخبره عن هذا.. فهو لا يعدها خادمة في منزله.. بل جزء من عائلته
دادة سعاد أتكلمي أنت مش محتاجة تقولي كل الكلام ده لاني عارف ومتأكد من حبك لعيلتي
دمعت عينين السيدة سعاد وهي تتذكر الراحلين 
الله يرحمهم يا بني
و ازالت دموعها لا
________________________________________
تعرف من أين تبدء حتى تخبره عن قلقها نحوه أم عن ما اخبرتها به صديقة بسمة أم عن تلك النظرات التي تراها في عينين بسمة نحوه والصدف التي باتت تجمعهما وتثير الشكوك داخلها
استند بمرفقيه فوق سطح مكتبه وانتظر سماعها.. تقوس حاجبيه في دهشة وهو يراها تتحدث عن بسمة ولم يكن الحديث منصفا بل بدأت تتغير نظرة السيدة سعاد نحوها القت كل ما بجبعتها تنظر إليه وهي لا تعلم 
هل مخاوفها في محلها أم إنها تظلمها
مبقتش عارفه يا بني البنت فعلا طيبه وقليلة الحيله ولا زيها وزي ناس كتير.. بيظهروا الغلب وهما قلوبهم سودا
واطرقت رأسها وهي تذكره بطليقته جيهان التي كانت مثالا للنقاء والوفاء.. ليكتشف بعدها ما هي إلا ماكرة
أنا عارفه إنها من طرف ست ملك لكن الست ملك طيبه وعلي نيتها.. هي لو مكنتش طيبة كانت سابتك لواحده غيرها وانسحبت
تجمدت عيناه وهو يستمع لحديث لا يريد التطرق إليه ولكنه كان يعلم أن السيدة سعاد تتحدث بصفاء نية وعلي سجيتها 
انتبهت السيدة سعاد علي حديثها فتمتمت معتذرة
اعذرني يا بني
بسمة عملت إيه يخليكي تغيري نظرتك عنها مش غريبه يا دادة
طالعته في صمت تتذكر مشهدها معه في غرفته.. نهض عن مقعده واقترب من السيدة سعاد يسألها بسؤال أخر أكثر وضوحا
شوفتي إيه يا داده لو في حاجة شوفتيها بعينك..قوليها
عادت السيدة سعاد تطرق رأسها.. ف بماذا ستخبره 
هل تخبره إنها تخشي عليه منها وهو رجلا تتمناه الكثيرات 
دار بعقلها الكثير حتى انتبهت علي ما تفوه به
بلاش تظلميها يا داده البنت فعلا غلبانه
ارتبكت السيدة سعاد وهي تخشي بالفعل ظلمها لها فطالعته بقلة حيله
أنت عارفني يا بني مش بعاشر ناس كتير.. بتعامل مع الناس بفطرتي.. بس أنا خاېفه عليك ليكون كلام صاحبتها صح وهي اللي غوت الراجل
داده
تمتم پحده عندما بدء الحديث يتطرق نحو الأعراض 
صباح الخير
لم يجيب علي تحيتها فشعرت بالتوتر وهي تطرق رأسها أرضا بحرج تشعر بالندم لأنها تحدثت ولكن لم تهتف بشئ إلا تحية الصباح فعن أي جرم أجرمت. 
جلس فوق مقعده يلتقط بشوكته بعض قطع الخضار والجبن.. فهو يحافظ علي وجبة فطوره بعناية 
انسحبت في صمت وقد علقت الدموع بأهدابها ولكن وقفت مكانها بعدما أخيرا قرر محادثتها
الإعلان الترويجي محقق نجاح هايل
الټفت إليه وهي تراه يمد لها بهاتفه في دعوة منه أن تشاهد المقطع.. 
نظرت إليه وقد عاد بريق عيناها وضاعت جميع قراراتها في الرحيل
التقطت منه الهاتف تحدق بالأعلان الخاص بالحملة الدعائية صوت وصورة.. لكن مهلا إنها لا تري صورتها واضحه
ملامحها كانت مشوشه حتى اسمها كان مجرد اسم وهمي.. ظهرت للجمهور بالفعل ولكن بهوية مخفية ف الحملة تدعم إحترام المرأة وتقديرها بضعة عبارات تم اقتناءها بعناية بدء بها الإعلان الترويجي ثم بعدها بدأت الحكاية وانتهت بدعم الشركة لنماذج أخرى وقد وصلت الحكاية للناس لمصدقيتها
جسار بيه أنا مش عارفه أقولك

إيه...
وانسابت دموعها فوق خديها لا تعرف كيف تشكره هي لا تكره حياتها وفقرها ولكنها لا تريد أن ينظر إليها الناس بشفقة إذا تذكروها يوما
ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه صغيرة فارتفعت دقات قلبها وهي لا تصدق إنه بات يعاملها بهذا الرفق 
ديه رغبتك يا بسمة ولازم تحترم والموضوع مخسرش الحملة حاجة بل بالعكس الناس اتبسطت جدا من طريقة العرض
اتسعت ابتسامتها وهي تزيل عنها دموعها تنظر إليه بسعادة وشكر 
مع بداية السنة الجديدة هتبدأي دراسه في كلية التجارة..
عادت عيناها تلك المرة تلمع بدموع سعادتها لا تستوعب ما تسمعه وانتظرته طويلا 
اما بالنسبة لموضوع الشغل فعلي الاقل تكوني بدأت دراسة فعلية في جامعتك وساعتها هقدر اساعدك تشتغلي في مكان محترم
وبتوتر احتلي ملامحها تسألت.. بعدما ضاع حلمها أن تحصل علي وظيفه لديه بشركته
طيب هشتغل فين
ببساطة كان يمنحها الجواب بل يمنحها الحقيقة التي تناستها مع أحلامها
تقدري تساعدي دادة سعاد في شغل البيت يا بسمة.. واعتبريه وضع مؤقت.. 
عادت للمبطخ بعدما علمت بوظيفتها الجديدة فطالعتها
السيدة سعاد بنظراتها الصامته ولكنها شعرت بالفضول لتعرف لما طال وجودها هناك وهي أمرتها بوضع الفطور ثم العودة لمساعدتها
كل ده بترتبي الفطار علي السفرة
التقت عينين بسمة بملامح السيدة سعاد الواجمة وقد ظنتها غاضبه منها لتأخرها عليها
الحملة نجحت و جسار بيه قدملي ورقي في كلية التجارة
تعالت السعادة فوق ملامح السيدة سعاد واقترب منها تضمها نحوها سعيدة بما تسمعه وقد تغلبت طيبتها علي ظنونها
مبروك يا بنتي حلمك أتحقق أخيرا
دمعت عيناها ورغم السعادة التي تشعر بها إلا أن هناك شئ خفي كان يؤلمها
وقبل أن تسألها عن حياتها الجديده وإلى أين ستذهب وستعمل.. دلف جسار المطبخ ينظر إليهما
بسمة هتشتغل تحت إشرافك يا دادة بشكل مؤقت
القي بقرارة ورحل فعلقت عينين السيدة سعاد بها بوجوم وقد عادت الظنون ټقتحم عقلها مجددا. 
.
اتجهت نحو باب المنزل تفتحه بملامح شاحبه تنظر للواقفان أمامها بملامح حزينه.. ارتمت بين ذراعين فتون التي ضمتها إليها بدورها تشعر بالصدمه
مالك يا جنات فيكي إيه
تجهمت ملامح أحمس الذي وقف خلفهم يشعر بالڠضب.. فها هي النتيجة باتت واضحة
قولتلك بلاش يا جنات قولتلك الراجل ده هيدمرك.. لكنك عاندتي واصريتي إنك تتجوزيه.. قوليلي كسبتي إيه
تعالت شهقات جنات وهي تستمع لحديثه الذي أخبرها به من قبل ولم تهتم به بل عاندت واصرت أن تكمل ما اختارته فهي لا تخرج من معاركها إلا منتصرة
كفاية يا أحمس أنت مش شايفها عامله إزاي
هتفت بها فتون وهي تشعر بالحزن عليها ف لأول مرة تري جنات بهذا الضعف.. لطم أحمس كفيه وهو يتحرك خلفهما
الراجل ده أنا مرتحتش ليه من أول يوم شوفته فيه
رمقته فتون بنظرات قوية حتي يصمت قليلا ولكنه كان حانق بشدة منها وعليها
كان عندك حق يا أحمس
خرج صوتها أخيرا وهي تطالعهما بعدما مسحت عنها دموعها
قريب هرجع تاني لبيتي ولحياتي وهرجع جنات القديمة
طالعاها بأعين متسعة فهل بهذه السرعه أنتهت هذه الزيجة
جنات أنتوا هتنفصلوا
أنت لسا بتسأليها ما بتقولك هترجع لبيتها وحياتها من تاني
تجاهلته فتون تنظر إليها تنتظر سماعها
كاظم عمره ما هيحبني أنا فرضت وجودي عليه
انتفض أحمس من مقعده الذي جلس عليه للتو
و نصيبك في الأرض اللي ضيعتي نفسك عشانها و بقيتي شريكة فعلا في الاسهم اللي هيتبني عليها المنتجع
واردف حانقا وهو يستمع لتصليح فتون له عن المشروع الذي سيتم فوق الأرض
مصنع ولا مجمع سكني.. خلينا في المهم.. هتاخدي الفلوس ولا
________________________________________
الاسهم اتكتبت باسمك
اتنزلت عنهم ليه
وبمرارة كانت تخبرهم عما فعله هو قبل أن تفعله هي..
ابن..
لفظ أحمس قولا بذيئا أجفلهم. و اندفع صوبها لا يصدق إنها سعت خلف سراب
قوليلي أنتي استفدتي إيه من الجوازة ديه كنتي مجرد ست بتمتع الباشا
كفاية يا أحمس ما أحنا كنا متوقعين ده يحصل
اطبقت فوق جفنيها بقوة تستمع للشجار الذي أصبح دائر بين فتون و أحمس لم ېكذب أحمس في شئ فهي لم تكن إلا امرأة اشبع رغباته بها..
إيه اللي بيحصل في بيتي
توقفوا عن شجارهم وهم يستمعون لأخر صوت توقعوا سماعه حتى هي شحبت ملامحها وهي تراه واقف بملامح جامده ينظر إليها وأكثر ما اخافت منه أن ېهينها أمامهم أو يقلل من وجودهم ويطردهم من بيته.
حملت الصغير بعدما فحصته الطبيبة التي لم تكن إلا من زملاء رسلان رسلان الذي اكتشفت أنها افتقدت غيابه بل واشتاقت إليه
خرجت من المصعد الخاص بالبناية الراقية التي بها عيادة الطبيبة وقد أخذ الصغير يبكي بين ذراعيها..
وقفت قليلا تهدئه وتحاول إخراج منديلا له من حقيبتها حتي تمسح عنه سيلان أنفه
اقتربت منها إحداهن وقد اوقفها المشهد وهي تري ربكتها في تهدئته والبحث داخل حقيبتها عن علبة المحارم.. 
استمعت لصوت المرأة وهي تخبرها أن تحمله عنها حتى تجد ما تبحث عنه 
ممكن اساعدك واشيله عنك

لحد ما تلاقي اللي بتدوري عليه
الټفت نحوها ملك ببطئ حتى تشكرها علي مساعدتها اللطيفة ولكن سرعان ما كانت تدقق النظر بتلك الواقفه أمامها غير مصدقة إنها هي
أمينة المحمدي
طالعتها الواقفه وهي تزيل عن عينيها نظارتها تدقق النظر بها أيضا
ملك
اتسعت ابتسامة ملك وهي تري التغير القوي الذي حدث لها
أمينة كانت رفيقة لها منذ أيام الجامعه وقد تزوجت بعد تخرجهم مباشرة وسافرت إليه لأحدي دول الأوربية
التمعت عينين أمينة وهي ترى جمال الصغير الذي تحمله
ابنك ده يا ملك
الجواب كان دوما حاضر علي لسانها وهي تحرك رأسها بإيجاب
ما شاء الله عليه اتجوزتي ابن خالتك الوسيم.. بقى
هتفت أمينة مازحه فكم كانت ملك فتاة حالمة عاشقه لابن خالتها لا تسمح لاحد بالاقتراب منها.. فلم تكن لا تري إلا غيره
اتجوزنا ومعانا عبدالله و عزالدين
اخبرتها بالحقيقة التي تراها حتي لو لم يكونوا من رحمها فهي تعتبرهم طفليها و أول فرحتها..
لا ده احنا محتاجين نقعد مع بعض.. ونرجع الذكريات
اشارت أمينة نحو المصعد حتى تصعد معاها نحو شركتها الصغيرة التي أسستها
تعالي اطلعي معايا المكتب فوق
تعلقت عينين ملك بصغيرها الذي بدء يغفو فوق كتفها من شدة تعبه
مرة تانيه بقى يا أمينه الولد تعبان..
انتبهت أمينة علي حماقة ما نطقت به فمسحت فوق شعر الصغير
يبقى علي الاقل ناخد أرقام بعض وهتصل بيكي.. لازم يكون بينا لقاء تاني ياملك 
غادرت ملك البنايه وهي لا تصدق أن المرأة الواثقة شديدة الجمال والأناقة.. كانت أمينة التي كان أغلب الجميع يتضاحك علي هيئتها التي تظهرها
 

81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 187 صفحات