رواية بقلم سهام صادق
تخبره بأن كل شئ يسير علي أكمل وجه.
كانت تشعر بالقلق بأن تخرج لضيوفه ويتعرف عليها البعض ويعلمون بموضعها الحقيقي فما هي إلا خادمة في منزله
ولكن السيدة سعاد أعطت اوامرها للاخريات بأن يقوموا بمهمه الضيافة
اقتربت من شرفة المطبخ بملامح مرهقة تنظر لبعض الوافدين للحفل بملامح حزينه تراه يقف ويستقبل البعض بابتسامة واسعه جعلت قلبها الخائڼ يتوق لها اختفى عن عينيها فاطرقت رأسها بحزن
جاسر بيه بيقولك إجهزي عشان الحفلة
الټفت نحو السيدة سعاد تشعر بالصدمة مما تطلبه منها فوجدت ملامحها ممتقعة وكأنها تلقت توبيخا للتو
أنا طيب ليه
الحفلة معموله علي شرفك يا بسمة
قالتها وابتعدت عنها تهتف بأمر
تعالي يلا ورايا يا بسمة مش ناقصه كلام من جسار بيه
وقفت خلفها تتأمل جمالها البسيط في زينتها وثوبها الأنيق
طالعه جميلة يا بنتي..
تمتمت بها بحنان جعلت دموعها تتساقط وهي تتمنى أن تسألها لما أصبحت تعاملها بهذا الجفاء
ابتعدت عنها السيدة سعاد وانسحبت من الغرفة.. فوقفت تمسح دموعها قبل أن تلتقط أنفاسها وتمسد فوق ذراعها لعلا الألم يهدء قليلا
ألتف نحوها بعدما شعر بنظرات البعض نحو فردا ما فعلقت عيناه بها بنظرات طويلة.. اقترب منها دون أن تحيد عيناه عنها وكلما كان يقترب كانت تشعر بأن قدميها تتراجع رهبة وخوفا
وهناك شيئا خفيا كان يتغير هذه الليلة.
ميادة حاولي تنسى يا حببتي.. أنت كده هتحتاجي لدكتوره نفسية
نفت برأسها فحركت له ملك رأسها حتى يتوقف عن حديثه.. نهضت من مكان جلوسها وظنوا إنها ستعود لغرفتها ولكنها فاجأتهم بذهابها نحو المطبخ..
رسلان ارجوك بلاش تمشي ورا كلام طنط كاميليا ميادة هترجع احسن من الأول
مين فينا اللي المفروض يعاقب يا ملك
حركت رأسها في يأس تنظر نحو ناهد التي اخدت تحمل احد الصغار وتتجه به نحو غرفتهم لتضعه جوار شقيقه الأخر
مافيش أكبر عقاپ علي الإنسان غير لومه لنفسه وإحساسه بالذنب يا رسلان
اقترب منها وقد تجاهل حديثها بعدما رمق خالته وقد ابتعدت عنهم
توردت وجنتاها واتحاشت النظر إليه.. بعدما فهمت مغزى كلماته فارتفع صوت ضحكاته
لا مټخافيش النهارده أنا بقولك اطمني ويمكن لأسبوع قدام.. شكلي هتجوزك فعليا في الأخرة يا ملك هانم
انتبهت علي عبارته التي جعلتها تنظر إليه متسائله
أنت هتسافر تاني
فدلك عنقه بأرهاق وهو يجد شقيقته تقترب منهم مجددا تحمل أكواب العصير وقد علقت عيناهم بها..
وضعت الأكواب أمامهم والتقطت كوبها وجلست شاردة تتابع ما تشاهده في التلفاز بذهن شارد
إحتمال كبير أسافر أسوان بدل زميل ليا
تنهدت بضجر فضحك علي تذمرها يهمس لها بعدما التقط كأس العصير لها و له
اللي يشوفك يقول متقدريش تستغني عني
رسلان
طالعها بنظرات عابسه وقد أرتشف من كأس العصير
رسلان محتاج ينام وهيشرب العصير وينسحب من السهرة الجميلة
وضع الكوب بعدما أرتشف منه نصفه واتجه نحو شقيقته يقبل رأسها بحنان
خليكي متأكده إن مهما ڠضبت منك هكون في ضهرك
انسحب من الجلسة فعلقت عينين ملك بصديقتها واقتربت منها تجاورها.. تقص عليها تفاصيل الفيلم
طالعتها ميادة وهي ترتشف كأس العصير ببطئ حتى انتهت من شرب الكأس بأكمله
ميادة هي الدنيا حار ولا أنا بيتهيألي
ولكن ميادة كانت جالسة في صمت.. لا تمنحها أي جواب..
أصبحت الحرارة تحتل جسدها وافكارا تطرق عقلها لا تصدق إنها تفكر بها
أسرعت في إنتشال حالها من جوارها واتجهت نحو غرفتها.. حتى تنعم بحمام بارد
اغلقت باب الغرفة تلهث أنفاسها وقد تسارعت دقات قلبها وهي تظن أن رسلان قد غفا.. ولكن عيناها وقعت عليه وهو يخرج من المرحاض يجفف عنقه
هو عصير الفراوله ده في حاجة غريبة
والسؤال لم يكن له جواب منها فالجواب كان يأخذه من نظراتها وقد وقع في نفس الشرك ثانية ولكن ليست هي من فعلت
ملك
هتف بها معترضا فهو يريد أن يجعل ليلتهم الأولى مميزة
ملك خلينا نقضي اول ليلة لينا في شهر العسل.. حببتي أنا
________________________________________
كنت عامل حسابي نروح أسوان سوا
وهي كانت في عالم أخر.. عالم يقودها نحو ما لم تجربه يوما
أراد مقاومتها كما حاول من قبل وصرفها عن أمر أن تتم ليلتهم الأولى حتى يصبح لها طفلا منه
ملك فوقي أنت بتعملي إيه
واتسعت عيناه في صډمه وهو يراها تدفعه فوق الفراش تخبره بأخر كلمه ظن أن يسمعها منها في حياته
ضمت جسدها من شدة البرودة التي أخذت ټقتحم روحها قبل أن تشعر بها تسير بين أضلعها وقد بدء جسدها يرتجف.. تنظر نحو الضيوف وقد نبذها الجميع بعدما نالوا منها أجوبة عن أسألتهم
وهل بالفعل تركت مدينتها وبحثت عن مكانا أخر حتى تستطيع العيش فيه.
شدت الضغط فوق شفتيها كلما ابتلعت غصتها بمرارة وهي تنظر إليهم كيف يتمازحون مع رئيسهم ومع بعضهم
فحتى هو لم يهتم لأمرها بعدما افتتح الحفل بها وقدمها لضيوفه ومدحها بينهم ببضعة كلمات ظنتها إنه يخصها بها وحدها ولكن الكلمات لم تكن إلا خطاب منمقا اعتاد علي الهتاف به مع كل نموذج اضاف لشركته شيئا.
تلاقت عيناه بها ولكن سرعان ما كان يندمج مع مدراء الأقسام وخاصه تلك التي أتت من قبل المنزل مع فريق التسويق والتصقت به الليلة كالعلكة.
انسحبت في صمت بعدما رأت إنها لو وقفت لمائة عاما لن يهتم بها أحدا أندفعت بخطوات سريعة نحو الغرفة التي تقيم بها مع السيدة سعاد ودست رأسها أسفل وسادتها تنتحب
پقهر تسأل نفسها متي سيأتي اليوم الذي ستشعر فيه إنها تشبه هؤلاء القوم هل لأنها فقيرة ام لأنها حاله يشفق عليها الجميع
شعرت بلمسة حانية فوق ذراعها وهمس خاڤت حزين خرج من السيدة سعاد تلك المرأة التي مهما قست عليها فهي لا تراها إلا كوالدة لها
متعيطيش يا بسمةوبخفوت اخذت تتأوه من ۏجع ذراعها وقد عاد الألم يشتد عليها طالعتها السيدة سعاد في ذعر وهي ترى نفس الذراع الذي ظلت طيلة اليوم تدلكه وتمسد فوقه وقد ظنت إنها مجرد ألم طفيف تشعر به بعدما عاد جسدها للأعمال الشاقة في الخدمة
ماله دراعك يا بسمة من قبل الحفله وأنا واخده بالي بتدلكيه
والتقطت ذراعها فخرجت صړختها فاسرعت السيدة سعاد تنهض من جوارها
هروح اجيبلك حاجة تسكن الألم يا بنت لحد ما اشوف عمك جميل وناخدك المستوصف
...
هل صرحت له برغبتها في امتلاكها هل تخبره للتو إنها تريده تريد أن تكون امرأته وأن تتعانق أرواحهم وأجسادهم
وحده الذهول ما كان يعيشه رغم الشعور الذي يحرقه نحوها..
ملك أنت مش في وعيك
وبانفاس مسلوبة لاهثة كانت تخبره بوعده لهاقبل رحلة سفره.. لقد أخبرها إنه سيتمم زيجتهم حينا عودته
أنت وعدتني
سألها وهو ينهل منها وكأنه يقنع عقله بضرورة التوقف والأبتعاد عنها
أنت عايزانا نقرب من بعض عشان يكون عندنا طفل يا ملك
لا أنا عايزاك أنت يا رسلان
ابتعد عنها بعدما ألجمته عبارتها.. طالع ملامحها المتوهجة.. لا يستوعب ما نطقته.. فهل عاد حبهم مجددا
سألها وهو غارق في النظر في بحور عينيها يزدرد لعابه
يعني مش هتندمي في يوم يا ملك رجعتي تشوفي رسلان حبيبك من تاني
لم تدعه يكمل عبارته بل جاوبته بتوقها الشديد إليه إنها تريد الرجل الذي لم تري غيره طيلة سنوات عمرها الرجل الذي نالته شقيقتها قبلها الرجل الذي عاد القدر وجمعها به جمعها به وهو اب لأولاد شقيقتها.. ستأخذ ما سلب منها يوما وستنال احقيتها فيه
سكنت الأنفاس وتعانقت الأجساد وها هو يبتعد عنها.. يضمها إليه يمسح فوق ظهرها يهمس إليها وكأنه لا يصدق إنها أصبحت له قولا وفعلا بل وبين ذراعيه تتنفس عبق رائحته ويتنفس عبقها
أنا اسعد راجل في الدنيا حاسس أني اخدت نصيبي كله من الحياة
طالعته في صمت وهي تحرك يدها فوق ملامحه التي طالما عشقتها
كان نفس أحساسك مع مها
هتفت بها بمرارة تسأله وهي تتذكر ذلك اليوم الذي علمت بخبر حمل مها ذلك اليوم الذي ندمت فيه ميادة علي ذلة لسانها وإخبارها أنهم ينتظرون طفلين علمت يومها أن الحبيب قد نساها وعاش حياته بين أحضان شقيقتها
انسابت دمعتها فاسرع في مسحها وهو يميل نحوها
بلاش تفكري في الماضي يا ملك كفايه اللي ضاع
أنا ليه مشوها من جوه يا رسلان ليه أنا كده
سألته بمرارة تبحث عن جواب منه ولكنه لم يكن يعرف بما يخبرها به
بتنفذي تعليمات الطبيبه
تذكرت طبيبتها النفسيه التي أصبحت دائما الذهاب إليها مرة أسبوعيا حركت رأسها بأسف لأنها لم تذهب إليها الاسبوع الماضي
معرفتش اروح ميعاد الجلسه اللي فاتت عزالدين كان تعبان
كان يداعب خدها بأنامله ولكن يده توقفت عما كانت منشغله به.. عندما أخبرته إنها لم تذهب في موعدها لطبيبتها..
رأت نظرات الامتعاض فوق ملامحه وقبل أن يهتف بشئ كانت تضع يدها فوق شفتيه تهمس له برغبه
ممكن تحبني يا رسلان حبني وبس
وهل كانت تنتظر منه أن يخبرها بحبه أو حتى تري شدة توقه إليها
كانت ليلة لن تنسى رغم إنه كان يعلم أن ما يحركها إليه بهذه الشدة والجراءة ما هي إلا الرغبة التي انتجها هذا العقار الذي اجادت شقيقته اختياره سيشكرها غدا علي صنيعها وهذه الليلة التي لن ينساها أبدا بحياته.
...
انتهي الحفل وقد عاد كل شئ بالمنزل كما كان.. القت السيدة سعاد بنظرة فاحصة علي المنزل ثم سارت عائدة للمطبخ حتى تري هل تم إنهاء كل ما أمرت به المستخدمات قبل انصرافهم..
ولكن توقفت مكانها تلتف نحو جسار الذي تسأل بعدما اخذ يطالع ساعة يده
بقالهم أد إيه في المستشفى وليه مقولتيش ليا كنت اخدتها المستشفى يا دادة سعاد
طالعت قلقه ولكنها لم تعد تراه إلا قلقا نابع من مسئوليته عليها أو ربما إكراما لطليقته السيدة ملك التي توصيه نحوها دوما
كنت مشغول مع ضيوفك يا بني واه عمك جميل اتصرف زمانهم علي وصول
اماء لها جسار برأسه وهو يدلك عنقه من شدة إرهاقه ثم تحرك من أمامها متجها نحو غرفته في الأعلي وقبل أن يضع بأول خطواته فوق الدرج أستمع لصوت السيدة سعاد وهي تهتف متسائلة
ايدها كويسه طمني يا جميل
ابتسم جميل وهو يطالع بسمة التي ابتسمت هي الأخرى بملامح مرهقة
أنت بس ريحيها كام يوم من شغل البيت وهي هتبقى زي الفل
ضمتها إليها السيدة سعاد تهتف به حانقة
يعني عايز تقول إني مفترية يا جميل
________________________________________
أفندي
ضحكوا ثلاثتهم فعلقت عيناها بذلك الواقف علي احدي درجات الدرج ثم التف بجسده و أكمل صعوده نحو غرفته بعدما اماء لها برأسه وكأنه يخبرها إنه اطمئن