الخميس 19 ديسمبر 2024

وتين بقلم ياسمين

انت في الصفحة 58 من 120 صفحات

موقع أيام نيوز


وظهرك وامانك .
امسكت يده وتبكي وتقبلها وتشير على قلبها واكملت 
الۏجع والفراغ والدمار اللي هيسببه فراقك لينا مين هيستحمله انا اضعف من اني اتحمله اقسم لك اني اضعف من فكره فراقك عنى يا أبيه
كانت كلما نطقت هذا القب تذبحه بسکينه تالمه هو يعشقها منذ طفولتها ولاكن هى تراه أخيها سندها وحمايتها ماذا يفعل فى هذا الكامن بين ضلوعه ېنزف وېصرخ من كثره عشقه لها لقد فاض العشق منتهاه .

فاق على صوتها انا مش قويه مافيش جوايا قوه تخليني أستحمل اني أشوف أمي بټموت قدامي ومش قادره أعمل لها حاجه......
وابويا اللى كان زي الاسد وغدر به سهم صياد مسمۏم بيقتلوا بالبطيء.......
ويونس اللى متأكده انه هيسيبنا وهيعيش لوحده ويضيع بين محرمات ربنا......
ويعقوب اللي هيتوه بيننا مش عارف اتصرف ازاي مع حد فينا......
الامتحان صعب علينا قوي قوي يا أبيه و الحمل اكبر من أنى اقدر عليه من غيرك
انا كنت سعيده بحياتي 
وبنجاحي.....وفشلى وبصوابي.....وبخطأي
كنت بحب الطريقه اللى بتعامل بها مع كل اللى حواليا اغلب الأوقات كنت عنيده وشرسه وغبية بس كنت بتصرف كده وانا عارفة أنك في ضهرى هتصلح ورايا وهتمنع عنى أى أذى حتى عقاپ ماما وبابا عصبيه يونس عليا
انا كنت فخوره بثقتي بنفسي عشان انت بس اخويا وهتدارى كل أخطائي انا كنت سعيده عشان عارفه نفسي وتين العنيده الشرسه الغبيه.
وضحكت بسخريه من نفسها ومما حدث معها وشعور الضعف الذى يدمرها بلا رحمه 
بس انا دلوقتي ونفسي تاهت مني في ليله سوده وما حدش حاسس بيا.
كان يسمعها ومع كل حرف من كلماتها تذبحه ويعلم انها تدرك انها أصبحت غريبه عنه هو يريد أن يرجع الزمان للوراء ولا يراه تتألم هذا الألم الذي لا يتحمله قلبه
حاول ان يسيطر على ۏجع قلبه وأبتسم رغم الدمعه التى شردت من عينه وهتف وهو يرجع شعرها وراء أذنها انتى 
بنت قويه ما بتستسلمش ابدا عايزك تفضلي زى ما انتى أبسط حاجه بتساعدها زى فنجان قهوه من أيد ماما ومعاه شيكولاته من درج مكتب بابا ومقالب فى يونس ومناكفه فى يعقوب.
واكمل بابتسامه حزينه وهو يمد يده لها لكى تعاهده على ما اتفقوا عليه
انتى ذكيه بما فيه الكفايه عشان تقدري تاخذي مكاني لحد ما الازمه دي تعدي اوعديني أنك تاخذي بالك من كل حاجه المجموعه القصر ماما وبابا واخواتك نفسك قبل كل ده
و وضعت كفها في كفه ونظرت له تعاهده وكان يشهد على هذا العهد دموعها التى سبقت دموعه وامتزجت معانا فى رحله حزينه رسمها القدر بأحترافيه رفعت عينيها تنظر له وجدته يبكي 
واكمل في صمت يحدث نفسه اوعدك يا شرياني النابض ويا وتين حياتي .
تراجعت سالى بعد أن سمعت حديثم مع بعضهم انسحبت فى هدوء ولم يستوعب عقلها ما سمعته
وبعد مده من الوقت كانت تضع رأسها علي الوساده وهو يجلس على المقعد أمامها ويحتضن كفها بين كفه ويستند رأسه على كفيهم حتى سمع طرقات الباب حاول أن يخلص يده من أسر يدها 
وفتحه وجدها الممرضة ومعها صندوق يحتوى علي بعض الأدوية رحب بها بحترام وافسح لها المجال لكى تدخل تمارس عملها .
ابتسمت الممرضة بعتذر يا فندم بس مدام وتين ليها ادويه لازم تاخدهم ومحتاجين عينه ډم من حضراتكم عشان دكتوره شغف أمرت أنها هتعمل تحاليل ليكم كلكم عشان تتطمن عليكم بسبب وجود حاله كورونا فى المستشفى .
اومأ لها راكان وهتف تمام بس أدى الأدوية الأول ل وتين
أومأ لها راكان بستحابه واقترب يا يراقب وتين وهى تأخذ الأدوية.
كانت وتين تنام في سكون تركت نفسها الى الممرضة لكى تعطيها الأدوية وبعدما انتهت وسحبت عينات الډم منهم غادرت الغرفة وهو خفض الاضاءه قليلا وذهب يناجى ربها أن يمحى هذه الغمه عنهم .
غرفة كريمة
كانت كريمه تقف فى شرفه الغرفه تنظر إلى الأمطار وتندهش من هذه الليله التى تطيح عاصفتها بكل ما يقابلها كما فعل القدر بها .
ظلت تنظر إلى الظلام والى الرياح التى تقتلع الأشجار الضعيفه وتطيح بها بلا رحمه كما فعلت بها الحياه .
هل كانت جذورها ضعيفه مثل هذه الأشجار هل زرعت فى أرض غير أرضها .
هل كانت هى سبب ما وصلت له
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 120 صفحات