الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم منه

انت في الصفحة 39 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

كتفه.. ملقتوش فيلم اذكي من كده شوية هبل احنا بقي و هنصدق.. والبت هتجري ملهوفة عليه.. قوله انه حتي لو بېموت.. مش فارقة معنا.. في ستين داية.. هنبقي ندعي ربنا يسامحه
منتشر .. دلوقتي هو بېموت.. 
لسبب ما اثر كلام صلاح في جو.. و لكنه لم يصدقه بعد..
فقط ادخله ليسمع تفاصيل اكثر و يتمكن من تحديد صدق القصة..
تذكر جو انه قبل بضعة ايام حين سأل بالفعل عن عدوي اثناء بحثه عن شهد.. علم ان حالته الصحية سيئة و لكنه لم يعط الامر اهتماما وقتها..
استطرد صلاح لو تشوفه دلوقتي حالته تصعب علي الكافر.. انا بعد جنبه دموعي بتنزل.. ماعادش عدوي الجبار الي قلبه مېت.. وكل اللي علي باله دلوقتي انه يشوف شهد قبل ما ېموت
قال جو وقد بدا مصدقا الي درجة ما واشمعني شهد!
صلاح يا جو دي اللي قضي حياته بيجري و راها.. بيحبها يا جدع.. طلع عند قلب وبيحبها
سرت كهرباء عصبية في جسد جو و هو يستمع لهذا الكلام..
ولكنه لم يعلق.. كانت مشاعره متضاربة الان.. فبرغم كرهه لعدوي.. و لكن اخر ما كان يتوقعه ان يراه علي فراش المۏت في عنفوان شبابه.. ان ېموت ضعيفا مسكينا.. لربما توقع مۏته علي يد احد اعداءه الكثر و الذي صار هو احدا منهم.. و لكن هكذا!.. ېموت مريضا!! لا حو ولا قوة إلا بالله!
ثم ما قصة رغبته في رؤيته شهد لا يروقة هذا الامر بتانا..
قال صلاح محدثا شهد هتروحي يا شهد مش هيكلفك غير خمس دقايق.. اكسبي فيه ثواب.. ده حالته بقت صعبة اوي.. ومفيش غير سيرتك علي لسانه.. متخفيش منه.. ده خلاص ..مش قادرحتي يرفع ايده..
كانت نفس المشاعر المتضاربة تمر بها هي الاخري.. المها ما وصفه صلاح عن حاله عدوي.. هي تكرهه علي حالته الطبيعة .. عڼيفا قويا
ساډيا و يحب الاذي.. و لكن
مريضا ضعيفا!! اشفقت عليه بشدة.. سبحانك يا رب!
لم ترد.. بل نظرت الي جو علي امل ان ينقذها من حيرتها و لكنها و جدته في نفس الحيرة..
قال صلاح في قولا نهائيا واضح انكم برضه مش مصدقين.. ادي عنوان المستشفي واسمها.. ممكن بسهولة تتأكدي من كلامي قبل ما تروحي .. لو في قلبك شوية رحمة.. ارحمي واحد بېموت و كل وكل امله انه يشوفك
قال كلمته الاخيرة و انصرف و قد بدا عليه الحزن الشديد..
لم ېكذب جو خبرا قام بعدة اتصالات ليتاكد من صحة كلام صلاح..
وقف مبهوتا يحدث شهد في حزن واضح طلع كلامه صح .. عدوي بېموت فعلا يا شهد في المستشفي!
وجلس يحاول تقبل الخبر.. مر في مخيلته صورا عديدة .. فيها عدوي طفلا.. ثم صبيا.. ثم شابا قويا.. تذكر معاناتهما معا.. اللقيمات التي تشاركاها احيانا.. الحقيقة أنه كان لا يطيق و جوده.. و لكن لم يكن يتمني رحيله بهذه الطريقة..
قالت شهد بحزن وحيرة تفتكر اروحله
رفع بصره اليها بسرعة.. و لكنه لم يكن لديه اجابة .. كان محتارا مثلها.. كيف يقبل ان تذهب لرجل اخر يهيم بها حبا ويرغب في رؤياها و النظر اليها و والتمتع بقربهاولكن هل يرفض طلب انسان مسكين علي فراش المۏت لمجرد ان الموضوع يثير غيرته ومما يغار اصلا من شخص علي وشك الرحيل عن عالمهم لملاقاة ربه!
فتح جو باب حجرة المستشفى ببطء و كأنه يؤجل الدخول.. مد رأسه ونظر الي الدخل ورآه.. بدا مختلفا.. نقص وزنه بشدة و تلك الهالات السوداء حول عينيه.. ضايقه المنظر..
بداية غير موفقة..
الټفت اليه عدوي و قال بوهن مندهشا جو!! 
اومأ جو برأسه دون أن يدخل وكأنه يخشي الدخول..
قال عدوي كتر خيرك انك جيت تشوفني.. انا بمۏت يا جو..
تنهد جو كان عاجزا الكلام.. الموقف صعب و مشاعره مختلطة..
سأل عدوي بلهفة شهد مش هتيجي
بالفعل تذكر

جو ان شهد تقف خلفه و انه دخل قلبها ليطمئن اولا ان المكان بالفعل امن.. دلف الي الحجرة ساحبا شهد من يدها.. و التي بدا عليها التوتر و الحزن..
عندما وقع نظر عدوي عليها.. تصاعدت انفاسه و قال منفعلا علي قدر ما سمحت قوته شهد!! شهد.. اخيرا جيتي.. قربي.. قربي .. انا محتاج اقولك حاجات كتير.. 
نظرت شهد لجو تطلب الدعم.. ولكنها و جدته حالته حال..
اقتربت ببطء و توجس.. مد عدوي يده و لم يستطع ان يرفعها
فقال بوهن هاتي ايدك.. نفسي امسكها
ابتلع يوسف ريقه بصوت عالي و كانه يحاول ابتلاع ما سمع للتو..
مدت شهد يدها و تركتها في يد عدوي.. تجمعت الدموع في عينيها عندما نظرت في وجهه الباهت المړيض وعينيه التي تنظران اليها بهيام ..
قال عدوي انا عايزك تسامحيني!.. سامحيني يا شهد علي كل اللي عملته فيكي.. برغم كل اللي عملته كنت بحبك.. و كان كل اللي بتمناه انك تبقي معايا طول عمري.. 
تأثرت شهد بكلماته و نزلت دموعها و هي تقولمسامحاك .. اطمن..
اكمل عدوي انا مبسوط اوي انك جيتي.. دلوقتي انا مستعد لأي حاجة.. كنت خاېف اموت قبل ما اشوفك.. او المس ايديك.. او احط ايدي علي شعرك .. و رفع يده في ضعف فترددت لوهلة ثم احنت رأسها له ليملس علي شعرها..
فاكمل واشم ريحته.. ريحته اللي كانت بتجنني لما بفتكرها وانا لوحدي.. و اقوم في ساعتها ادور عليكي عند المعلم مرعي عشان اجر شكلك..
قرب رأسها اليه .. الي ان صارت مسنودة علي صدره تماما و دس انفه في شعرها و اخذ نفسا عميقا..
اهدأ يا يوسف! اهدأ.. ليس هناك مجالا للغيرة الطاحنة الان.. ليس هناك اي مجال!!
قال عدوي في راحة ياااه يا شهد.. ياااه .. يا رتني عييت من زمان.. لو كنت اعرف ان مۏتي هيخليني في يوم اضمك لقلبي كده ..كنت مۏت نفسي الف مرة.. 
ثم وجه حديثه الي جو وقال متضايقش مني يا جو.. انا مش عايز حد يضايق مني.. بس انا خلاص دي فرصتي الاخيرة معاها.. انت قدامك العمر كله.. خلي بالك منها.. انا عارف كويس انك هتحميها.. انا جربت بنفسي.. قالها و ابتسم في ضعف
قاطعه عدوي قائلا كان حقك.. كنت بتحميها.. وكويس انك عملت كده.. انا مش عارف لو
رصاصتي كانت جت فيها كنت هعمل ايه.. كنت هحرق نفسي!.. خلي بالك منها.. حرص من مرعي.. هو لسة عايز يرجعها وبيدور عليها..
وقف جو واعصابه من ڼار.. هاهو يقف يودع في مشهد مؤلم رفيق درب المعاناة و الكفاح .. في نفس ذات اللحظة يشاهد حبيبته مع رجلا.. يلامس شعرها . و يستمع لحديثا مؤثرا جدا عن عشقه لها .. لشهد.. شهد حبيبته هو!! ادرك انه سيخرج من هذه الغرفة و هو بحاجة ماسة لعلاج نفسي مكثف..
قال عدوي سلام يا شهد.. ابقي اقريلي الفاتحة لو خطرت علي بالك.. اكيد هحتاجها.. متسينيش.. افتكري ان كان في واحد بيحبك اوي.. و كان كل امله انك تحبيه.. سامحيني يا شهد.. 
وفجأة بدا و كأنه يفقد الوعي.. فجري جو مسرعا للخارج و نادي الطبيب.. الذي اتي مسرعا و بعد ان تفقد عدوي قال لهما ان تلك هي لحظات غياب عن الوعي تتكرر بكثرة و قد تنتهي بغيبوبة او الۏفاة.. وطلب منم الدعاء له فحالته متاخرة جدا و تلك قد تكون لحظات النهاية..
بكت شهد بحړقة وهما يسيران للخارج بينما سار جو سارحا وكأنه مصډوم..
كان من اصعب المواقف التي مرت في حياة كل منهما.. بل هو اصعب موقف علي الاطلاق!
قبل ان يخرجا من بوابة المستشفي الرئيسية استوقفها جو و طلب منها ان تنتظره بينما يدخل سريعا لدورة المياة..
بالفعل اسنتندت علي الحائط بجاور باب دورة المياة .. وقفت تبكي بمفردها.. اثر بها بشدة كلام عدوي.. تمنت لو انها لم تعامله بكل ذلك الجفاء برغم انه كان يستحقه..
في نفس اللحظة التي رأت فيها جو يخرج من دورة المياة.. و جدت يدا تضربها علي كتفها و صوت رجلا يقول بت يا شهد!
كان جو قد و صل اليها وقد عقد حاجبيه محاولا ان يفهم
كنه ذلك الشخص الذي وضع يده علي شهد للتو..الهم طولك يا روح..
استدارت شهد للشخص الذي تعرفته علي الفور و لكن وترتها رؤيته..
قال الشاب فين اراضيكي يا حلوة.. ده المعلم قالب عليكي الدنيا.. ومالك معيطة كدة.. حد مزعلك! ثم رمق جو بنظرة ڼارية..
قال جو مين انت اساسا
اجابه الشاب بامتعاض انا اللي مربي البت دي .. بس متمرش فيها و هربت.. خليها هي تقولك انا مين
تحدثت شهد بصوت مبحوح ده سليم يا جو.. من رجالة المعلم مرعي.. 
جو لسليم مربيها ده ايه دانت شكلك اعيل منها..
وضعت شهد كفها علي صدر جو كنوع من التهدئة و قالت قصده معلمني حاجات كتير.. سليم كان زي كده المدرب بتاعي..
لم ترد شد استفزاز سليم بأي صورة حتي لا يغضب و يحاول إذائها بإخبار المعلم عن مكانها او اثارة اي مشاكل حولها.. لقد تعبت من كثرة المواضيع و المشاكل..
جو باستهزاء حرامي يعني تشرفنا ..
فقال سليم ببرود مشيرا الي جو باحتقار مين ده يا شهد!
جو غاضبا انا اللي بملكها! ومش مسموح لك تكلمها .. وايدك لو اتمدت عليها تاني هقطعهالك كان يشير الي كتفها حيث ضربها سليم قبل قليل..
وضعت شهد كفيها علي وجهها في يأس.. وكأنها تلطم.. عراك جديد!
سليم بحدة لا دانت عايز تتربي بقي!!
جو وريني اخرك يا لفظ بذيء
انحني جو بسرعة ليتفقدها ..بينما جري سليم ليأتي بكوب ماء..
حملها جو و دخل بها من باب قسم الطواريء .. بينما بحث عنهما سليم فلم يجدهما ..
فحصها الطبيب و قال بدهشة مفيهاش حاجة!
جو امال مالها!
الطبيب مش فاهم.. مفيهاش جنس حاجة.. ضغطها و اطي سنة بس مش لدرجة فقدان الوعي
الطبيب هي فايقة.. عينها مقفولة بس!
جو في عدم فهم بتمثل يعني!!
رفع الطبيب كتفيه في حيرة ممكن!
اقترب منها جو وتفحص وجهها.. لطمھا لطمة خفيفة علي وجهها لم يجد رد فعل.. فلطمھا اخري لقوي.. مازالت بلا رد فعل فكر لثانية ثم همس في اذنها بأمرا ما..ليجد عينيها تفتح بسرعة و تقول والله لكون ضارباك قدام الناس! 
فقال الطبيب حانقا انتو بتلعبوا!.. بتضيعوا وقتي!!
قال جو معتذرا اسفين يا بشمهندس..
واخذ شهد و خرجا.. وسط سباب الطبيب ..
قال جو مش فاهمك! نشفتي دمي
قالت شهد و هي تتلفت حولها و تسحبه من يده في سرعة ليصلا الي خارج المستشفي كنت عايزة افكس الخناقة.. مكنتش عايزاك تتخانق مع سليم.. ده
نابه ازرق.. وممكن يعملنا مشاكل
جو يا حبيبتي الخناقة حصلت خلاص من ساعة ما حط ايده علي كتفك.. وهو كده يعني مش هيعملنا مشاكل اه يا رب.. انا هلاقيها منين و لا منين..
شهد و حد قلك تتغابي عليه 
جو لأ اسيبه يقولك يا حلوة و يحط ايده عليكي عادي! انتي اول مرة تتعرفي
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 49 صفحات