صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
آدهم.
ابتسم مجددا وقال دون أن يلتفت لها
_العفو يا شمس هانم.
غادر من أمامها تاركا قلبها يكاد يركض من خلفه ولجت شمس للداخل ومازالت بسمتها لا تفارقها فارتدت حذائها وخطت للخارج بفرحة لم تشعر بها يوما صعدت بالسيارة بالخلف جوار راكان الذي مازال يتابع حديثه بالهاتف طوال الطريق حتى لحظة هبوطها من السيارة وذاك الأمر لم يزعجها تلك المرة كل ما يشغلها هو ذاك الحارس.. آدهم
صف علي سيارته أمام المشفى فصعد للأعلى حاملا باقة الزهور البيضاء ببسمة بشوشة كعادته كل يوم لم يتجه لمكتبه كانت غرفتها أول وجهة له طرق الباب وحرر مقبضة على الفور فتلاشت ضحكته تدريجيا حينما وجد أمامه آرثر أحد الأطباء الذين تم تعينهم منذ فترة صغيرة وما لفت إنتباهه امتقاع ملامح فطيمة بشكل ملحوظ.
دلف علي حتى بات قبالته فتحرر من صمته بسؤال تحرر بعصبية
تلبس رداء الثبات قبالته ليجيبه ببرود
_ماذا يتوجب على الطبيب فعله!
رده الفظ دفع علي ليردد بنفس وتيرته
_أنا الطبيب المسؤول عن علاج فطيمة لا يحق لك التواجد هنا.
ابتسم ساخرا مردفا
_سمعت إنك مسؤول عن حالتها منذ ثمانية أشهر ولم تتحسن حالتها ربما أنا الأجدر بعلاجها دكتور علي.
_فكر جيدا بالأمر.
منذ لحظة قدومه للمشفى وهو يضعه بخانة منافسته الرخيصة وأخر ما توقعه علي أن يسخر منه بتلك الطريقة وضع علي باقة الزهور على الكوماد المجاور لفطيمة ثم جلس على المقعد المجاور لها باهمال.
أزاح نظارته الطبية عنه وهو يفرك مقدمة أنفه بضيق شديد لأول مرة يعجز عن علاج أحد حالاته وليكن صادقا مع نفسه فطيمة تهمه كثيرا ربما لذلك يرغب بشدة أن تعود لحالتها الطبيعية.
انتبهت له يستقيم بجلسته تجاهها وهو يجاهد لرسم بسمة صغيرة وردد بصوته الرخيم
وحرر غطاء قلمه ثم جذب النوت ليبدأ قائلا
_النهاردة هنحاول نرجع مع بعض لذكرياتك أكيد في طفولتك كان في مواقف حلوة كتير يا فطيمة والحلو إنك مش هتتكلمي عن حاجة تضايقك.
وتابع تعبيراتها باهتمام ولم يحصل على أي رد فعل إيجابي.
أغلق علي دفتره ثم اقترب بجلسته إليها يخبرها بانهاك
وتابع برجاء غريب
_من فضلك حاولي تساعديني اتكلمي واحكيلي عن اللي مريتي بيه ده هيهون عليكي كتير.
تحررت دمعة على خديها جعلته زفر پاختناق فاتجه للشرفة يحرر ستائرها مستندا بجسده على العمود المجاور للشرفة اطال بصمته ثم قال بعد سكونه
_شكل دكتور آرثر صح أنا فشلت أعالج حالتك وهو أولى بيك مني.
وغادر الغرفة وعلامات الحزن والاستسلام تغدو وجهه دون راجع.
فور نطقه لتلك الكلمات اعتدلت فطيمة بجلستها وعينيها تبرق پصدمة مما استمعته فهزت رأسها پجنون وهي ترفض حقيقة ابتعاده عنها ابتلعتها حالة من الصرع فتشنج جسدها من جديد مما جعل الممرضات تهرول للداخل إليها.
وقف أمام غرفته القابعة بالطابق الثالث والأربعون بالفندق يلتقط أنفاسه بانتظام وكأنه يستعد لما سيخوضه بالداخل يستند بيده على الحائط في محاولة لتقوية نفسه التي ستضعف فور رؤيتها.
ولج عمران للداخل باستخدام بطاقته ليجدها تجلس على الفراش بقميص مغري قصيرا وبيدها كأس من المحرمات التي كانت السبب بادمانه لها وفور رؤيته نهضت عن الفراش تسرع إليها مرددة بصوت مغري
_حبيبي هل عدت!
انطوت داخل احضانه وهي تهمس له
_اشتقت لك كثيرا.
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يقاوم رغبته التي بدأت بالتحرك لها فور رؤيتها فرفع يده عنها وهو يحاول ابعادها مرددا
_ألكس هناك أمرا هاما أود إخبارك به أولا.
رفعت رأسها عن صدرها ويدها تعبث بذقنه الغير حليق
_لا أريد سواك.
دفعها عنه برفق مصرا على طلبه
_ألكس من فضلك.
ابتعدت عنه وهي تراقب ملامحه المهمومة باستغراب
_ما بك عمران أخبرني.
جلس على الأريكة وهي من جواره ضم شفتيه معا قبل أن ينطق
_لا أرغب في ارتكاب معصية أخرى أريدك أن تقبلي عرض الزواج مني.
زمت شفتيها بسخط لعودته لنفس الحديث الممل فاتجهت لزجاجة الخمر تسكب منه بكأسها
_بحقك يا عمران هل عدت لحديثك هذا مجددا أخبرتك سابقا إني لا أريد الزواج ولا أحبذ سماع تلك التفاهات المتعلقة بدينك المتسلط.
احمرت عينيه ڠضبا فنهض عن الأريكة ېصرخ بحدة
_تأدبي بالحديث ألكس والا اقتلعت عنقك.
خشيت أن تسوء الأمور بينهما فهرولت إليه تردد بخداع نبرتها المغرية
_أعتذر لك لا أقصد اھانتك ولا إهانة ديانتك ولكني سئمت من تكرار حديثي لك أنا لا أريد أي قيود عمران والزواج بالنسبة لي أكبر قيد.
وتلك المرة لم تترك له فرصة المناص منها حيث حررت أزرار قميصه وبدأت تتقرب منه بطريقتها المقززة هامسة باڠراء
_أنا أرغب بك دون أي قيد.. وأعلم بأنك تحبني مثلما أحبك.
هرع علي لغرفتها ليجد عددا من الاطباء والممرضات يجتمعون داخل الغرفة لتعسر حالة فطيمة ابعد من بطريقه ليصل للفراش فوجدها تتشنج پعنف ونظراتها تحيط بمن حولها پذعر فردد بلباقة
_أعتذر منكم جميعا ولكن وجودكم هنا يثير ريبتها من فضلكم.
خرج الجميع الا آرثر صمم البقاء ليتابع الحالة بفضول أراد باصرار متابعة حالتها ولديه رغبة بتحقيق الانجاز الذي فشل به علي يتخيل نجاحه الساحق بعد علاج حالة فطيمة.
سلط نظراته عليه فوجده يدنو منها وهو يشير لها بكلمات عربية فشل آرثر بفهمها
_فطيمة اهدي مفيش حاجة.. كلهم خرجوا.
فور رؤيته بدأت في الاسترخاء وعينيها لا تتخلى عنه فالتقط اذنيها صوت هذا الدخيل التي بات منفرا لها حينما قال آرثر
_أعتقد بأنها تحتاج لأبرة مهدئة.
أجابه علي بغيظ من بقائه رغم طلبه الصريح من الجميع بالخروج
_لا تحتاج لها بدأت بالاسترخاء بالفعل.
زم آرثر شفتيه وهو يخبره بلطف مصطنع
_دكتور علي أنت لا تجيد التعامل مع الحالة أرجوك دعني أجرب أعتقد بأنها ستتحسن إن حاولت.
صمت علي وشرد قليلا نظراته العاجزة المسلطة على فطيمة جعلتها تسترجع حديثه الأخير فخشيت أن يترك له أمرها مثلما خمنت استقام علي بوقفته واستدار ليكون قبالة أعين آرثر موليا لها ظهره فاحتقن وجهها وكأنه يغادر عنها ويتركها من خلفه انقبض قلبها فتحرك جسدها بعنفوان فلم تجد سوى وسيلتها الوحيدة للنجاة.
رفعت فطيمة يدها المرتشعة لتقربها من يد علي فتمسكت بيده بقوة جعلت جسده يتصلب صدمة وببطء استدار ليجدها تجلس على الفراش ويدها تتمسك به وما زاده صدمة فوق صډمته حينما ناطحت آرثر بنظرة قاټلة ورددت بحروف ثقيلة وكأن صوتها كبت لألف سنة
_دكتور علي هو المسؤول عن حالتي!
......... يتبع.....................
الطبقة_الآرستقراطية... صرخات_أنثى... بقلم_آية_محمد_رفعت..
___________
٩٦ ٢٣٩ م زوزو صرخات_أنثى..الطبقة_الآرستقراطية..
الفصل_الثالث.
إهداء الفصل للقارئات الغالياتهاجر محمدمروة سعيدرحاب حمديمنار نادرسحر صابرملاك أسامةمنى قدريةفريال أحمدرحمة محمد شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة
شعر وكأنه يتوهم سماع صوتها الټفت علي إليها ونظراته مصوبة عليها بعدم استيعاب بينما انسحب آرثر وقد تسنى له مفهوم ما فعلته حتى وإن كانت نبرتها العربية غريبة عليه فتمسكها بيده جعله يفطن الأمر دون تفكير.
فور خروجه سحبت فطيمة يدها عن يد علي بخجل شديد ودمست وجهها أرضا بحرج لما فعلته لجئت لصمتها مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يسمح لها علي بذلك فجذب المقعد وقربها منها وهو يردد بعدم تصديق
_بقى أنا بقالي 8شهور طالع عيني معاك يا فطيمة عشان بس تتكلمي ويجي آرثر المغفل يخليكي تتكلمي في دقيقتين!!
اختطفت بسمة صغيرة على شفتيها تمكن من رؤيتها بوضوح فابتسم تلقائيا وهو يراقبها وردد مازحا
_بتضحكي! شكلك شايفاني أنا المغفل مش هو صح.. لإنك قدرتي تخدعيني طول الفترة دي.
رفعت عسليتها إليه لتمنحه نظرة حزينة تسلل عمقها لنبرتها المرتجفة
_سكاتي هاد المدة كاملة حيت ما بغيتش نتكلم على اللي داز عليا أ دكتور علي
سكوتي طول المدة دي لإني مش حابة أتكلم عن الماضي يا دكتور علي.
حقق نقطة بسجله الطبي وها هي تستجيب للحديث بعد رحلة عناء منه لذا لن يفوت فرصته فبدأ بالحديث بإحكام وبحسن اختيار ألفاظه بعد معاناة لفهم نبرتها المغربية
_بالعكس يا فطيمة الماضي عمره قصير وبيتنسي بس قبل ما يتنسي لازم نداوي جرحه الأول عشان نقدر نكمل ونبدأ من جديد.
ضمت شفتيها معا بقوة جعلت أسنانها تنغرس فيهما وقالت بلسان ثقيل
_داكشي اللي داز عليا ماشي قصة حزينة غنبكي عليها عامين و لا تلاتة و ننسى اللي فات غيبقا معايا واجعني و ضارني لاخر حياتي.
ضيق عينيه بعدم فهم تلك المرة فاستغنت عن نبرتها المغربية وقالت باللهجة المصرية المعتادة لسماعها من مراد ومن الطبيبة يارا المسؤولة عن حالتها سابقا فقالت
_اللي فات من حياتي مش قصة حزينة وهبكي عليها سنتين تلاته اللي فات ۏجع هيدوم معايا لأخر عمري.
رد عليها بلهفة
_وأنا جاهز أشاركك الۏجع ده يا فطيمة.
رفعت عينيها إليه بارتباك فتنحنح بحرج وهو يعدل من نظارته الطبية موضحا مقصده
_فطيمة أنا الدكتور المسؤول عن حالتك من فضلك سبيني أقوم بشغلي وأحاول أساعدك بلاش تحكمي عليا بالفشل بدون محاولة.
وتابع ببسمة هادئة
_ولا عايزة الجوكر يزعل مني ويقول عليا دكتور فاشل وإن الدكتورة يارا أشطر مني.
ابتسمت فور سماعها عن مراد وقالت
_مراد ده شخص عظيم بالرغم من كل اللي اتعرض ليه بسببي ومازال جانبي وحابب يساعدني بس مش قادر يستوعب إن اللي اندبح پسكينة تالمة مستحيل يرجع للحياة من تاني.
سكن الألم رماديته ومع ذلك تساءل بهدوء
_قوليلي يا فطيمة إنتي اتعرفتي على مراد زيدان ازاي
التقطت نفسا مطولا استسلاما لرغبته المستميتة بالنبش حول ما يؤلمها فبدأت بالحديث بۏجع يخترقها رغم تلك البسمة الزائفة على وجهها
_في اليوم ده خرجت الصبح مع خطيبي كنا بنحضر للجواز ويومها طلبني نخرج ونتكلم شوية لبست وروحت مع والدي عشان أقابله بس وإحنا في الطريق بابا عربية بابا عطلت.
انهمر الدمع على وجنتها وهي تحاول استرداد حديثها فجذب علي دفتره سريعا وفتح هاتفه يسجل به ما تقول لعدم استطاعته بالعودة لمكتبه ليحضر حاسوبه والمسجل الخاص بالمرضى بالطبع لن يخسر تلك الفرصة ليعود ليحضر ما يحتاجه.
كان بحاجة لسماعها تقص عن أي شيء متعلق بماضيها رغم أنه يعلم اختصارا شاملا لحالتها من ظابط المخابرات المصري مراد زيدان المسؤول عن نفقة علاجها بشكل كامل ويباشر كل فترة بالسؤال عنهاسلسلة الجوكر والاسطورة استرسلت فطيمة حديثها ودموعها بدأت تدمعان بحدقتيها فقالت
_بابا نزل وطلب مني أقعد في العربية لحد ما يدور على أي ميكانيكي أو شخص يساعده بس بعد نص ساعه اتفاجئت بعربية بتقرب مني ونزل منها شابين كان باين عليهم