الشيطان شاهين الجزء التاني بقلم ياسمين عزيز
في هذه الفتاة رغم أنها انقذتها هي و صغيرها من مۏت محقق لكن ما تعرضت له في الساعات الاخيرة جعلها تفقد ثقتها في الجميع.
همهمت سارة بعد أن فهمت سبب صمتها ثم
قالت..بصي يايارا انا مش هسألك عن أي حالة
دلوقتي عشان باين عليكي إنك تعبانة بس مش عاوزاكي تقلقي إنت في امان هنا و زي ماقلتلك انا عايشة مع امي و اخواتي بس.... أنا هروح اجيب
أومأت لها بامتنان لتغادر سارة الغرفة دقائق قليلة و تعود حاملة في يدها عدة الاسعافات التي تحتفظ بها
بسبب إصابات عملها...كما جلبت علبة من المناديل
المبللة حتى تتمكن يارا من تنظيف نفسها فهي لاحظت حالتها المتعبة التي لن تمكنها حتى من الوقوف على قدميها.
لها حتى إنتهت...شكرتها يارا كثيرا و التي بدت بحال افضل ثم أحضرت لها سارة ملابس نظيفة
و بعض الطعام لكن يارا لم تستطع ان تأكل و
إكتفت بشرب كوب من الماء.
نامت يارا بتعب على سرير سارة الصغير في حين
قررت سارة ان تنام على الاريكة حتى لاتزعجها خاصة بعد أن أخبرتها انها حامل.....
يتابع رواية هي و الأمير الرواية دي مختلفة جدا عن رواياتي السابقة و إنتوا شفتوا شخصية سارة قوية و معتمدة على نفسها عكس البطلات الثانيين.
صباحا.....
إستيقظت سيلين من نومها على صوت المنبه
دلفت
الحمام لتغسل وجهها و ترتدي ملابسها التي
حضرتها منذ ليلة البارحة ثم أخذت حقيبتها
و غادرت الجناح.... نزلت الدرج تجر وراءها حقيبتها
الخفيفة التي كانت تحتوي فقط على ملابسها القديمة التي جاءت بها من ألمانيا منذ أشهر قليلة...
ثم خرجت وجدت سيف أمامها يحملق في الحقيبة بغرابة رفع نظره نحوها ليجدها ترتدي ملابس بسيطة للغاية عبارة عن بنطال جينز ازرق و معطف
قديم و حذاء رياضي....
ثيابها كانت غريبة بالنسبة له فهو لايتذكر أنه قد إشترى لها مثل هذه الملابس إنتظرها حتى
وصلت إليه ليسألها..
رأته سيلين يشير نحو الحقيبة لتجيبه..
شنطة..
سيف..
ما أنا عارفة إنها شنطة بس فيها إيه
سيلين بتوضيح..
دي شنطة هدومي...أنا رايحة و متقلقش انا مخذتش أي حاجة من اللي إنت جبتهالي
حتى الدبلة أنا سبتها فوق الكومودينو
في علبة زرقاء... يومين كده هضبط أموري و أرجع آخذ مامي .
كان سيف يتابع حديثها بملامح جامدة حتى ذكرت كلمة الدبلة وجه نظره على الفور نحو يدها ليجدها خالية من خاتم الزفاف و هذا ما جعله يفقد صوابه
رمقها بحدة بينما إرتفعت أنفاسه دليلا على غضبه
لايثور في وجهها و ېعنفها كما فعل في الجزيرة حين ڠضب و صفعها...
وضعت يدها على وجنتها
تلقائيا و ضمت حقيبتها نحو صدرها پخوف
و كأنها قطعة القماش تلك ستحميها منه إلتفت
نحوها سيف و هو يجاهد حتى لايفقد زمام الأمور
لكنه صدم عندما وجدها في تلك الحالة
لعڼ نفسه بصوت عال ثم جذبها نحوه بدون تفكير
و قد إنمحي كل غضبه و طار ادراج الرياح
خاصة و هو يتذكر ذلك الخبر المزعج الذي تلقاه
فجر اليوم بهروب زوجة صالح....
عقله على الفور أقام
مقارنة سريعة بينها و بين
يارا التي إلتجأت للهروب بسبب أفعال إبن عمه
المچنون فهل تفعل سيلين نفس الشيئ معه
رغم أنه ليس كصالح ابدا لكن مع ذلك كان عليه أن يكون أكثر تفهما و صبرا عليها و يجب أن لاينس أيضا أن زوجته لازالت صغيرة السن و عاشت
وحدها دون أشقاء او أصدقاء تتبادل معهم
تجارب الحياة و عوض الڠضب منها كان من المفترض عليه أن يتفهم سبب ماقامت به.
ربت على ظهرها متمتما بكلمات لطيفة لتهدأتها..
عاوزة تروحي و تسيبيني لوحدي أهون عليكي ..
تراجعت سيلين إلى الخلف و هي تمسح دموعها
متظاهرة بالقوة أمامه..
إنت مش لوحدك... معاك طنط سميرة .
إبتسم سيف بهدوء ثم وضع يده وراء ظهرها
ليوجهها باتجاه السلم قائلا..
إطلعي هاتي الدبلة بسرعة عشان نروح القصر.
صعدت سيلين اول درجة مكرهة قبل أن تنتفض
رافضة..
سيف بقلك انا ماشية...هروح ادور على مكان
أقعد فيه لغاية ما ارتب أمور سفري عشان ارجع
ألمانيا.
ضغط سيف بأصابعه على صدغيه بسبب
آلام رأسه فهو البارحة لم ينم سوى ساعتين
و في كل مرة يرن فيها
هاتفه يفاجئ بخبر
سيئ...اشار بيده نحو الأعلى مردفا بصبر في نفس
الوقت..
حبيبتي إطلعي بسرعة جيبي دبلتلك عشان
مستعجلين و هنبقى نتكلم في الموضوع داه بعدين...
سيلين بتململ..هنروح فين
سيف بهدوء خارجي..القصر...
سيلين..ليه
سيف بصوت عال و قد نفذ صبره..حبيبي يلا مفيش وقت انا هستناكي في العربية ...
إنتفضت سيلين ثم هرعت مسرعة نحو جناحهما
و هي تتساءل بداخلها عن سبب تضايقه...
دخلت غرفة الملابس لتغير ثيابها حتى تتجنب
نظرات إلهام و سناء اللتين لاتنفكان عن إصطياد
أقل أخطاءها رغم تحذيرات سيف لهما....
إنتهت من إرتداء ملابسها و ألقت نظرة اخيرة على مظهرها ثم إختطفت العلبة و نزلت.. وجدته يقف أمام باب الفيلا ينتظرها و هو يتفحص هاتفه..
قطبت جبينها باستغراب و هي تلاحظ
ملامح وجهه المتعبة ليرق قلبها ناحيته
و تتوقف عن السير متصنمة في مكانها تتأمله....
إنتبه إليها سيف ليبتسم رغم إرهاقه ثم مد يده
نحوها حتى يحثها على المجيئ
نحوه
ليأخذها و ينطلقا باتجاه القصر.
في القصر.....
في الصباح الباكر كان صالح أول من إستيقظ
من نومه بعد أن ظل طوال الليل يتقلب في
فراشه من شدة أرقه...كان غاضبا منها
كثيرا بسبب فعلتها التي لم يكن يتوقعها ابدا
رغم ذلك فإن قلبه كان يؤلمه بشدة
عليها خاصة و أنه تركها في تلك الغرفة الفارغة
بثياب خفيفة في هذا البرد القارس...كما أنه
شعر بالندم لأنه قام بټعنيفها و إذلالها أمام
أنظار جميع أفراد العائلة غير ملابسه بسرعة
دون حتى أن يغسل وجهه ثم توجه بسرعة
نحو المطبخ و الذي وجده فارغا لأن الوقت
كان لايزال مبكرا...
فتح الثلاجة و بحث عن زجاجة العصير الطازج
ليملأ منها كوبا كبيرا ثم أخذ صحنا و وضع
به عدة قطع من الحلويات المختلفة
و رصهم في صينية واحدة و اسرع ليفتح
الغرفة التي إحتجز بها يارا...دلف و هو
ينادي بإسمها بصوت منخفض فهو توقع أن تكون
نائمة و لم يرد إفزاعها دلوقتي بقيت حونين
وضع الاطباق فوق الكرسي ثم نزل على ركبتيه
يبحث عنها تحت الارائك لكن دون جدوى
و كأن الأرض إنشقت و إبتلعتها...
دار حول نفسه يتفرس حوائط الغرفة بحثا عن
اي باب لكنه لم يجد هو طبعا يعرف محتويات هذه
الغرفة جيدا لكن إختفاءها المفاجئ جعل الشك
يتسرب لقلبه ثم نادى على أحد رجاله الذين
يقفون خارجا ليسألهم عنها لكنهم أخبروه أنهم
لايعلمون شيئا و انهم طوال الليل كانوا
يقفون أمام الباب و لم يسمعوا أي صوت ...
فجأة لفت إنتبابهه طرف النافذة التي كانت مفتوحة
قليلا ليقع قلبه بين يديه...جف ريقه و هو يندفع
نحو النافذة ليضغط على زر السحاب و ينفتح
باقي البلور على مصراعيه...
اطل صالح من النافذة و يتلفت يمينا و يسارا
ليتراءي له بعض الحرس الذين كانوا يقفون
خارجا...قفز من النافذة بخفة ثم توجه حولهم
قائلا..
في حد خرج من الفيلا إمبارح أو النهاردة
أجابه أحدهم باحترام..
لايا بيه محدش خرج .
تمكن الشك من التسلل إلى قلبه ليعود مسرعا بكل قوته نحو الفيلا و يبدأ رحلة بحثه
عن يارا و هو يتوقع أن أروى أو إنجي قد نجحتا في إخراجها من الشباك لكنه تفاجئ بعدم معرفتهما للأمر...
كان كمن فقد عقله لا يتوقف عن الركض بين الطوابق
شاهد جميع أشرطة كاميرات المراقبة أكثر من
مرة لكن دون جدوى ليعلن في الاخير
أنها قد
هربت....
مرت ساعتان قبل أن تتوقف سيارة سيف
أمام القصر ليجد صالح قد تحول لوحش هائج ينفث غضبه في رجاله المساكين الذين كانوا يصطفون
أمامه و يستقبلون غضبه دون أن يتجرأ أي منهم
على الاعتراض...غير بعيد عنه كان فريد يجلس
على درج الفيلا الخارجي يستند برأسه على
يديه و يفكر في أي فرضية تمكنه من معرفة
أين ذهبت يارا خاصة بعد أن تأكدوا
أنها لم تذهب إلى منزل والدها بجانبه كان
هشام يقف مستاء بعد أن فشل في إبعاد
صالح و تهدأته قبل أن تنفرج أساريره قليلا
عندما شاهد سيارة سيف تعبر البوابة...
سار متجها نحوه بعد أن نبه فريد بوجوده و الذي
تبعه بدوره و كأن لدى سيف فانوس سحري
سيحل جميع مشاكلهم...
ما إن ترجل سيف من سيارته حتى وقعت عيناه
على صالح ليتأفف بصوت عال لاعنا إياه في سره
بعدها حث سيلين على الخروج من السيارة
و توجه بها نحو الفيلا محاولا بكل وسعه أن
لايدعها ترى همجية صالح لكن دون جدوى
فصړاخ إبن عمه قد وصل صداه حتى الدول
المجاورة....
توقف عن السير عندما وجد فريد و هشام أمامه
اللذين رحبا بسيلين بكلمات مقتضبة...
سيف..
إستنوا هنا هرجعلكوا حالا....
قاد سيلين نحو باب الفيلا و هو يوصيها أن
تضل مع أروى و إنجي ثم أعطاها مفتاح
جناحهما حتى تستخدمه إذا أرادت أن ترتاح
قبل أن يعود أدراجه نحو فريد و هشام...
سيف بصرامة..قولولي إيه اللي حصل بالضبط
تولى فريد مهمة سرد ماحصل مع بعض تدخلات من هشام الذي أخبره أنها كانت ترتدي ملابس خفيفة
و أن الغرفة كانت فارغة بالإضافة إلى ضربه لها .
رمقهم سيف بدهشة قبل أن تتحول نظراته
إلى الاستحقار خاصة نحو فريد باعتباره رجل
أمن و كان بإمكانه إيقافه بأي طريقة قائلا بوجه
متجهم..
طب هو حيوان و عارفينه... إنما إنت.
مسح على وجهه پغضب قبل أن يندفع نحو
صالح الذي كان لايزال ېصرخ و يضرب حراسه
متهما إياهم بالتقصير.. جذبه من قميصه من
الخلف بقوة حتى مزقه ثم وجه له لكمة قوية
جعلته يرتد للخلف و قد بذل مجهودا كبيرا ليمنع
جسده من السقوط على الأرض...لم يقاوم
ضربات إبن عمه الذي على مايبدو أنه كان غاضبا
أكثر منه بل تركه يفعل كما يشاء و لولا
تدخل فريد و هشام اللذين أبعداه بصعوبة
لكان كسر له عظامه....
دفعهم سيف عنه و هو ېصرخ شاتما صالح
ياحيوان... يازبالة....إنت فاكر نفسك
راجل بتستقوى على مراتك يا أهي
هجت و سابتك يارب تكون فرحان....
حاول فريد التدخل قائلا خاصة بعد رؤيته
لحالة صالح ..
سيف كفاية مش قدام رجالته.. و بعدين
ما إنت شايف حالته بقاله ساعتين و هو كده .
سيف پغضب و هو يشير نحوه ..
بقى خاېف على منظره قدام ورجاله و مخفتش
على مراته المسكينة اللي مش عارفين هي فين دلوقتي و عالم حية و إلا مېتة
أشار نحو حرس صالح بأن يغادروا قبل أن
يضيف..
إحنا لازم ندور عليها و نلاقيها قبل ماحد من
منافسينا أو الصحافة يعرفوا ساعتها هتبقى ڤضيحة بجد خصوصا إن الباشا مش اول مرة يعملها و يضرب مراته .
فريد..أنا هكلم أصحاب الفيلات اللي جنبنا
ممكن كاميرات المراقبة بتاعتهم تفيدنا بحاجة.
هشام..و انا هدور في الأقسام و المستشفيات .
سار كل منهم نحو وجهته غير عابئين بصالح
الذي شعر بقلبه ينقبض بينما كان عقله لايزال رافضا فكرة هروبها و يظن انه سوف يجدها
حالما يعود