الأربعاء 27 نوفمبر 2024

زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محدد

انت في الصفحة 41 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


من الغرفة لكن صوت ندائه بأسمها شل حركتها التفتت له 
تقابلت العيون في صمت أكتفو بنظرات تحمل كل معاني الألم والحزن والعتاب 
لم تقوى على البقاء أعطته ظهرها لتخرج من الغرفة 
نادى عليها بيساااان
صفية بلهجة يشوبها القلق وهى ترى مايحدث ريح نفسك وبلاش تتكلم 
للحظة ظلت ساكنه ثم التفتت له ونظرة لها نظرة خاوية باردة خالية من المشاعر وخرجت من الغرفة 

أغمض عينيه تأوه پألم مش عايز أفوق صړخ بشدة 
أنطلقت صفارات متقطعة من الجهاز الموصل بيه وانهار في غيبوبة 
صړخت صفية بهستيرية أااابني
تصلب ناصر في مكانه ثم خرج مسرعا لينادي الطبيب 
كانت بيسان واقفة في الممر بالقرب من الغرفة وعندما أتى ناصر ومعه الطبيب القى عليها نظرة لوم 
أول ماأتى له خبر وجود زاهر في المستشفى أنطلق في التو الى أسوان 
بمجرد وصوله رأى بيسان موجودة في الخارج واقفة بجوار غرفته
قال باستغراب واقفة برا ليه زاهر كويس 
ردت عليه بهدوء اتخنقت وقولت أخرج شوية 
قطب بين حاجبيه بعمق اتخنقتي ثم أضاف شكلك مش باين عليه أنك زعلانة 
أسبلت أهدابها وهمست زعلانة طبعا 
قوس حاجبا وقال هدخل أشوفه هتدخلي 
هزت رأسها بالنفي لا 
تركزت عيناه عليها ولكنه التزم الصمت ولم يسأل ودخل الغرفة مباشرة 
رأى الطبيب يقوم بالكشف على زاهر وبجواره ناصر وصفية 
ران الصمت المعبر عن الألم بين الجميع 
سأل أكنان هو كويس 
ردت صفية وقد كست ملامحها الهم لا 
قال ناصر بثقة مفتعلة أن شاء الله هيكون كويس 
أخذت صفية تعض على شفتيها شعور من تعرف أنها فعلت شيء خاطىء وتوجهت بنظراتها المټألمة الى أبنها 
أندفعت أحدى الممرضات الى داخل الغرفة ومررت الى الطبيب مظروف أسرع يفضه مخرجا منه صورة الاشعة ثم وضعها على جهاز لوحي موجود بالغرفة أضاء الجهاز ونظر للأشعة بتركيز 
صاحت صفية بالطبيب قولي الحقيقة يادكتور 
ناصر بلهجة مهدئة أهدي ياصفية
أجاب الطبيب عليها خير أن شاء الله 
كررت صفية سؤالها ماتقولي أبني عنده أيه
صفية كانت مڼهارة وغارقة في دموعها 
سأل أكنان بلهجة حازمة عنده أيه
أجاب الطبيب وهو يشير بأصبعه بحركة دائرية على الاشعة دون ملامستها الحاډثة عملت تجمع دموع على المخ وده السبب في دخوله بغبيوبة 
صفية بصړاخ أبني
هتف ناصر فيها بحدة أسكتي خلي الدكتور يكمل كلامه
كمل الطبيب حديثه قائلا أحب أطمنكم أن دي مش أول مرة تمر عليا في حالات كتير نفس حالة أبنكم خفت مع العلاج وفاقت من الغيبوبة ومارست حياتها الطبيعية عادي 
سأل أكنان وهيفوق أمتى
رد الطبيب بهدوء الله أعلم كله في علم الغيب أنا هبتدي معاه بالعلاج من دلوقتي الادوية اللي هياخدها
هتساعد في أذابة التجمع الدموع 
كرر أكنان سؤاله مقولتش هيفوق أمتى 
بسط يديه وقال أمتى بالظبط معرفش هنبتدي معاه بالعلاج وهنشوف هيستجيب ولا لأ
سأل أكنان أعمل ليه عملية وشيل التجمع ده 
صمت للثواني ثم قال للأسف مش هينفع في حالته وهتبقا مخاطرة 
والعملية متنفعش ليه
عشان التجمع موجود في منطقة حساسة المركز المسئول عن معظم الوظائف الحيوية في الجسم ثم وجه نظراته للكل أنتو دلوقتي عندكم حلين ياالمخاطرة والعملية تتعمل يا الصبر ونستنى نشوف نتيجة العلاج معاه وأنا من رأيي نستعمل الادوية الاول وأن شاء الله هيفوق 
قال كلامه ثم غادر تارك
الجميع ينظرون لخروجه بصمت مؤلم 
وقفت صفية بجوار الفراش وأخذت تنتحب في صمت وأنسابت الدموع ملتهبة على وجنتيها وارتسمت على قسمات وجهها كل معاني الحزن لأم تكاد تقفد أبنها ذكريات اليوم ومافعلته هاجمتها بقسۏة فهتفت بۏجع أاااه 
قال أكنان بلهجة مطمئنة أن شاء الله هيفوق ويرجع أحسن من الأول 
أحتضن ناصر زوجته وقال بتصميم متعيطيش زاهر هيخف وهيفوق فاااهمة ياصفية
هزت رأسها بالأيجاب ودموع الذنب لم توقف عن الأنسياب 
عندما خرج من الغرفة لم يجد بيسان في الجوار فقام بالاتصال بها
بيسان أنتي فين
أنا روحت حسيت أني تعبانة وعايزه أنام 
أمسك أكنان الهاتف أمام وجهه ونظر للشاشة بذهول للحظات ثم قال پصدمة روحتي تنامي وسايبة زاهر 
أجابت بيسان بلامبالاة وجودي زي قلته مش هيفرق معاه 
أرتسمت على وجهه علامات التعجب وقال أنتي مسألتيش عنده أيه 
بسطت كف يديها وتأملت خاتم الزواج بشرود وهمست عنده أيه
أكنان بلهجة غاضبة لسه فاكرة تسألي جوزك في غيبوبة ياهانم وياعالم هيفوق منها أمتى 
هتف بحدة بسبب برودك ولا مبالاتك ده زاهر حبيبك وجوزك مش حد غريب 
أكنان بعصبية أيه كمية البرود اللي أنتي فيها 
رفعت حاجبيها وردت عليه بضيق سلاااام عشان مصدعة ومش قادرة أتكلم
أنفجر أكنان في الهاتف المغلق مستهترة عديمة المسئولية شعر بانقباض داخل قلبه غادر
المستشفى حزينا فصديق عمره مريض وشقيقته تغيرت وأصبحت غريبة الأطوار 
أتصل بكريم مباشرة قال أكنان بكأبة بتعملي أيه
سأله كريم بفضول مش عوايدك تتصل مالك
زفر بحدة قائلا زاهر في المستشفى في غيبوبة
أنتفض كريم في جلسته ثم عبس قائلا حصل أمتى وأزاي وهو وضعه أيه دلوقتي 
قال بلهجة حزينة بيقولو وقع من على السلم وراسه أتخبطت على الأرض
رد كريم بنبرة غير مصدقة وقع على السلم طب أزاي وليه
تنهد بحيرة معرفش أيه اللي حصل بس ده كل اللي عرفته وبالنسبة لوضعه الدكتور مع العلاج هيفوق بس محتاج وقت أنا هفضل كام يوم هنا معاه مش هقدر أسيبه اليومين دول خالص عايزك تبقا تروح الشركة وتابع الشغل هناك كأني موجود 
أجابه بسرعة طبعا كأنك موجود صمت على الهاتف للحظات ثم قال وبيسان عاملة أيه دلوقتي 
عندما ظل صامتا كرر سؤاله متوترا بيسان كويسة أنا لما كلمتها الصبح حسيتها متغيرة ومش على طبيعتها 
رد بعصبية كويس ومفهاش حاجة 
أومال أيه وصوتك أتغير ليه لما سألتك عليها 
زي مانت قولت يا كريم بيسان مش على طبيعتها
حصل أيه منها خلاك تقول كده
سابت زاهر لوحده ومهتمتش تسأل عنده أيه لما خرجت من ألاوضة ملقتهاش فقولت أتصل بيها أطمن عليها وأشوفها راحت فين قالت انها روحت عشان تعبانة وعايزه ترتاح أتصرفت باستهتار 
عقد بين حاجبيه بشرود الصبح مكنتش مظبوطة وقالت كلام غريب
قاطعه في الكلام قائلا بفضول كلام أيه
تنهد وهو يحك رأسه أنها عايزه تسيب زاهر وأنها خلاص زهقت وأنه كان بالنسبة ليها زي اللعبة قولت أكيد حصل حاجة بينهم بس هي قالت لأ وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها في حاجة غريبة ياأكنان مش دي بيسان اللي كانت ھتموت على زاهر عشان تتجوزه مش عارف ايه اللي غيرها كده 
هز أكنان رأسه بحيرة بيسان أتغيرت ياكريم أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول وأنا كمان مش عارف 
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها 
أسيقظت ضحى في منتصف الليل لم تجد زهرة في الفراش وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه نهضت جالسة على الفراش وخرجت من الغرفة رأت زهرة جالسة على الكرسي وقد أسندت ذقنها على ركبتيها شعرت ضحى بالقلق من منظرها 
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء 
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش
أسيبك تباتي لوحدك مالك يازهرة ثم جلست على حافة الكرسي مالك يازهرة فضفضي ليا وأنتي هترتاحي 
ظلت زهرة صامتة تتأمل ضحى بصمت
للحظات ثم قالت بصوت مخټنق الكلام اللي هقولهولك سر ياضحى 
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وچثت على الأرض وجذبت زهرة من
يديها للجلوس بجانبها وقالت لها برقة طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر ثم ضحكت بخفة أسرارك كترت يازهرة 
الدموع سالت على وجنتيها كانت خائڤة
وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خۏفها 
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة عرفت مين أبو ولادي 
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت أبو ولادك 
زفرة پألم عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد 
وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده ثم هزت رأسها باستيعاب أنتي أفتكرتي اللي حصل 
مفتكرتش حاجة 
قالت بحيرة أومال عرفتيه أزاي 
ردت عليها بصوت يدمي القلب هو اللي أعترف ليا لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال 
تعلقت عينيها على زهرة سألتها بصوت رقيق ومين هو ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال
همست بتردد وهي تتطلع اليها بعيون مټألمة أكنان نجم 
الصدمة الجمت لسانها لبرهة من الوقت أكنان اللي هو أكنان أبن عم كريم 
هزت رأسها في صمت ثم قالت أيوه هو 
سألت بلهجة حائرة مش قادرة أستوعب كلامك أزاي أزاااي يازهرة 
شردت
زهرة وهي تهمس بخفوت أنا ححكيلك وبدئت في سرد حكايتها كما أخبرها أخبرتها كل شيء حدث بينهم وعندما أنتهت شهقت ضحى پعنف ثم هتفت پغضب أناااا أناااا عايزه أخنقه وأطلع روحو في أيدي يااااه كل ده يطلع منه سألت مترددة في حد يعرف باللي حصل غيركم مقلش لأي حد 
نظرة لها مستفهمة تقصدي مين
قالت باضطراب أقصد كريم 
ردت بنفي والدموع تنساب على وجنتيها مفيش حد يعرف غيرنا وأنتي أنا تعبانة أوي ياضحى ومش عارفة أعمل أيه جوايا چرح لسه پينزف 
ربتت ضحى على رأسها بحنيه ثم قالت برقة مع الوقت هتلاقي الچرح التئم والۏجع قل الوقت هو العلاج الوحيد ليكي دلوقتي الوقت بيقدر يعالج أي چرح مهما كانت شدته 
هتفت پألم يارب ياضحى 
جاء الصباح بطيئا على غير عادة على الجميع لم يغمض لهم جفن فقد كان يتملكهم خوف مهما هو قادم 
نظر الى ساعته فوجدها قد أقتربت من وقت الظهيرة 
أرتدى ملابسه سريعا لم يضع عطره المميز لم يلتفت الى تصفيف شعره ركب سيارته وأنطلق الى المستشفى للاطمئنان على زاهر 
كان معظم أقاربه موجودين معه في الغرفة الا من بيسان القى السلام ثم خرج مباشرة وذهب الى الطبيب المعالج لزاهر
وضعه النهاردة أيه يادكتور
مش هيبان حاجة دلوقتي مع العلاج والاشعة اللي هنعمله نقدر أقولك الوضع هيكون أيه
تقصد أيه بالكلام ده 
الطبيب
بهدوء العلاج لو جاب نتيجة التجمع الدموع حجمه هيقل وده هيبان في الاشعة اللي هنعمله بعدين ولما الورم يقل ضغطه على خلايا المخ هيقل وبالتالي هيفوق من الغبيوبة بعد أذنك هروح أشوف بقيت المرضى 
هز أكنان رأسه بالموافقة وبعد أنصرافه أخرج هاتفه وأتصل بيبسان 
أنتي فين يابيسان 
بيسان بهدوء أنا في البيت 
قال بلهجة ساخرة في البيت أنتي ناسية ان ليكي جوز راقد في المستشفى عايزك تلبسي وتجي دلوقتي المستشفى 
ردت بلهجة باردة مينفعش أجي دلوقتي عشان أنا سافرت وعند بابا في الفيلا 
قال أكنان پصدمة سافرتي وسبتي جوزك 
أخذت تمضع أظافر يديها وهي تتحدث وجودي زي قلته يعني هعمل ليه أيه وأنا بصراحة أتخانقت من الجو هناك وقولت أغير جو من الأخر كده ياأكنان أنا زهقت منه وقررت أطلب الطلاق 
سمع كلامها وهو في حالة ذهول وكأنه في كابوس يتمنى الأستيقاظ منه سالما فقال بانفعال أيه البرود اللي بقيتي فيها ده الأحساس أنعدم من عندك تطلبي الطلاق وهو في غيبوبة مش تستني لما يفوق الأول 
بيسان پغضب مكتوم أنا حرة أعمل اللي أنا عايزه
زاد أنفعاله وقال حصل أيه ليكي وأيه اللي غيرك مرة واحدة كده 
كل اللي
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 55 صفحات