رواية بقلم ډفنا عمر
صابرين يبقي اللي بينا ماكانتش عشرة.
حدجته مليا قبل أن تهمس وعيوني بتقولك ايه يا امين
منحها ابتسامة رائقة وهو يخبرها بتقولي انك ماتعرفيش غلاوتك عندي يا شريكة العمر.
برقت مقلتيها برضا فاستطرد أنتي عشرة سنين طويلة عشنا فيها كل حاجة ام بنتي ونور عيوني الصدر الحنين اللي بلاقيه لما احتاجه.
حقك عليا يا أمين.
قالت بعد أن خجلت من ذاتها ولامت ضميرها سرا فأجابها متفهما ماتقوليش كده أنا عارف انك أطيب مخلوقة وانك هتكوني أم تانية لجسار..مش كده.
يارب يا صابرين يارب.
كأني بسمع عن قصة لفيلم هندي.
هكذا تعجب أدم بعد أن قصت عليه سارة كل ما حدث لتجيب الأخيرة هي فعلا قصة غريبة بس حقيقية.. جسار طلع أخويا يا آدم عشان كده كنت بحب اكون قريبة منه ومتعلقة به.. مشاعري ناحيته كانت مختلفة عن اللي بحسها ناحيتك ودلوقت عرفت السبب.
ابتسمت قائلة يعني كنت بتغير
كنت بټحرق مش بس بغير أنا اشتغلت معاكي في مكتبه مخصوص لأن ما اتحملتش تكوني معاه لوحدك وبعيد عن
عيوني.
رمقته بحب تجلى بين عيناها للدرجة دي كنت بتحبني
منحها أكثر نظراته عشقا هاتفها بخفوت أنا بحبك حب انتي لسه ماتعرفيش عنه غير القشور يا سارة.. بكرة الأيام تجمعنا وهتفهمي.
تآوه بلوعة ياااااه لو كنا متجوزين دلوقت.
ضحكت وقالت كنت هتعمل ايه يعني
غمز بإحدي عيناه الإجابة هتوصلك عملي بعد كتب الكتاب..
ضحكت ثانيا بخجل ونهضت تهتف طب يلا بقي يا استاذ وصلني البيت وبعدين روح نام وارتاح..
علي مضض نهض ليفعل وكله شوق ليجتمع بحبييته تحت سقف بيته.
تحسس أسمه المنقوش فوق قالب صغير يعلوا مكتبه في شركة والده.. عادت هويته وتبدل نسبه ليصبح شرعا وقانونا أبن المهندس أمين الرشيدي..أستقام براحة علي ظهر مقعده مستعيدا بعض التفاصيل الماضية منذ علم انتمائه
لتلك العائلة.. الحفل العائلي الذي تم علي شرفه.. ترحيب الجميع به وحبهم الذي ادخره له قدره لم يعد ينقصه سوى أن يري صغار أصحاء من صلبه هو تنهد وهو يناشد ربه سرا بتحقيق هذا الحلم وتكون شمس هي من تحملهم بأحشائها.
قاطع خلوته القصيرة طرقا على باب مكتبه فصاح سامحا بالدخول لتهتف السكرتيرة
الاستاذ أشرف طالب يقابل حضرتك يا جسار بيه.
أمرها قائلا باهتمام خليه يتفضل بسرعة.
تبادل معه عناق دافئا بترحيب كبير حبيبي يا أشرف فينك يا ابني وحشتني..
وانت أكتر.. انت اللي فينك مختفي ومش بتيجي حتي المكتب من فترة.. قلقتني عليك.
لا اطمن بالعكس انا عندي ليك أخبار مش هتصدقها من غرابتها وسرعة احداثها في نفس الوقت.
خير قلقتني
الأول تشرب ايه عشان الكلام هيطول.
قهوة.. أمر بإحضار اثنين من القهوة ثم بدأ يسرد كل ما حدث معه لتتصاعد دهشة أشرف حتي هتف أخيرا معقول كل ده حصل وفي الفترة البسيطة دي سبحان الله يا جسار عشان كده كنت بترتاح لسارة.
لأ ومراتي طلعت أصلا بنت عمي.
طب هي عاملة ايه دلوقت
اصطبغ وجهه ببعض الحزن مخبيش عليك يا أشرف شمس تعبانة نفسيا من وقت كلام الدكتور..للأسف قرابة الډم بنا كان تمنها أن ذريتنا تبقي مشوة.
بس ده مش أمر مسلم بيه ربنا موجود وقادر يعمل المعجزات.
يارب يسمع منك
طب وجدك
جدي ده قطع قلبي وصعب عليا أوي يا أشرف تصور افتكرني هنسحب من حياته مايعرفش اني مقدرش ابعد عنه وروحي فيه.
تمام بإعجاب أصيل طول عمرك ياجسار ربنا يراضيك يا صاحبي.
تسلم ياغالي.
قاطعهما اتصال أبيه ليغمغم صديقه طب اسيبك بقي تروح لوالدك.. ومعادنا بكره..
ثم الټفت إليه وقال علي فكرة ماما مستنية تيجي بمراتك عشان العزومة اللي قولنا عليها.. وكمان تجيب رائف معاك.. ماهو بقي خطيب اختي بقي..
ضحك جسار ده ما هيصدق.. خلاص هشوف شمس و في اقرب وقت هعرفك..
منتظرك.. سلام.
نعم يا بابا
رمقه أمين بتلك النظرة الأبوية الدافئة ومشاعره المستحدثة تطفو بين عيناه قائلا
تعالي ياحبيبي عايز اكلمك في حاجة مهمة.
اتفضل يا بابا.
أدم خطيب اختك كلمني امبارح انه عايز يحدد فرحه الشهر الجاي ايه رأيك
الرأي لحضرتك اولا وبعدين سارة نفسها.
ابتسم له
بمحبة لأ ازاي بقى انت اخوها الكبير ورأيك يساوي رأيي أنا شخصيا.
راقه شعور انه لرأيه وزن وقيمة في حياة عائلته بعد أن كان مهمشا مع من ظنهم أبويه ليبادر بإخبار أبيه بما يراه مناسبا
بصراحة رأيي مادام هو جاهز يتجوز يبقي مافيش داعي للتأجيل بالعكس انا نفسي افرح بسارة أختي في بيتها واشوف ولادها كمان.
راقه رأي جسار فوافقه الرأي عندك حق يا ابني خلاص الفرح الشهر الجاي بإذن الله.
واستطرد دود قولي بقى اخبارك ايه في الشغل الدنيا تمام معاك
الحمد لله يا بابا سواء هنا او في المكتب الدنيا تمام والبركة في أشرف وأدم تقريبا لولاهم كنت مقدرتش اشيل المكتب لوحدي مع الشركة.
ربنا يبارك فيهم ويديم المعروف بينكم..
واستأنف امين تعرف اني عرضت على أدم يشتغل معانا ورفض
جسارليه
أمين من خلال معرفتي بشخصيته الولد ده عزيز النفس جدا.. واعتقد موضوع انه يتقال عليه اهل مراته مشغلينه هيضايقه..عشان كده فضل يبقي شغال مع نفسه..
والله مش غلط أنه يكون عفيف النفس وعموما حضرتك عرضت عليه ومقصرتش ربنا يوفقه مكان ما يكون.
اللهم امين ربنا يسعده هو واختك واشوف ولأدكم كلكم..
احتل وجه جسار بمسحة حزن لاحظها ابيه فقال داعما له بقوة
اتعشم في ربنا خير يا ابني ده مفيش حاجه تكتر عليه.
تنهد ببعض الحزن داخله ونعم بالله يا بابا طيب هستأذن حضرتك عايز اعدي علي جدي نادر اطمن عليه واشوف رائف بقالنا كتير مش بنتقابل.
طب ابقي وصل سلامي ليهم.
حاضر يوصل.
تم تحديد موعد زفاف سارة وأدم وراح الجميع يستعد لتلك المناسبة حتى أتى موعدها..وبقاعة مميزة ازدحمت بالمدعوين وكبار العائلتان والفرحة تتقافز بالوجوه..
أخيرا.
همسها وهما يعبران في الممر المؤدي لبوابة القاعة لترد همسته مش قولتلك هتحقق حلمك.
أنا دلوقت بحلم بحاجة واحدة.
ايه هي
أخدك حالا
علي عش الزوجية وخليهم هما يهيصوا مع نفسهم.
ضحكت برقة قائلا والصرف ده كله يروح على الفاضي يا دومي
ارحمي دومي واتكلمي بخشونة شوية لو عايزة تخضري فرحك يابنت الناس.
قهقهت بقوة طب بطل بقى احنا داخلين القاعة خلينا ندخل بهيبتنا گ عريس وعروسة.
أحلي عروسة في الدنيا يا قلبي.
الفرح كان جميل..
قالها جسار وشمس تساعده بخلع ملابسه بعد عودتهما من الزفاف لتجيبه
أه والله سيروا كانت قمر.. وأدم كان وسيم جدا هو كمان..
استدار لها برفعة حاجب محذرا نعم
غمغمت بعفوية غافلة عن تحذيره بقولك أدم كان... .
انتي هتكرريها تاني
لبث تطالعه برهة ثم استوعبت للتو غيرته فضحكت بشدة وهي تحتضنه مش قصدي يا جسورتي بقول يعني انهم الاتنين كانوا حلوين..
نظرت إليه لتجده قاطب حاجباه فلثمت دقنه هاتفة بدلال خلاص أسفة يا جسورتي..
تخلى عن عبوسه ولانت ملامحه محاصرا بذراعيه إياكي تمدحي في راجل غيري حتي لو اخويا.. مفهوم
مفهوم ياحبيبي.
شرع باستبدال بدلته بملابس نوم مريحة لتهمس له جسار في حاجة مهمة عايزة اقولهالك.
تمتم بصوت ناعس قليلا قولي يا حبيبتي.
حدجته مليا قبل أن تهمس أنا حامل.
انتفض معتدلا وظل يرمقها بدهشة وهو يردد حامل! بتقولي حامل يا شمس
أومأت تؤكد له بعين مغرورقة لتنفرج أساريره وتزحف الفرحة علي وجه وهو يصيح بانفعال بجد يا شمس أنتي حامل..فقد ظنته سيحزن وربما يعاتبها لأنها كررت التجربة لكن علي العكس هلل للخبر بسعادة لتباغته بسؤال
يعني مش هتعاتبني اني حملت رغم ان الدكتور قال قاطعها بقوله بالعكس دي بشړة خير لينا مش يمكن زي ما ربنا لم شملي عليكم يحقق باقي حلمي ونجيب ولاد أصحاء كتير متجوزين وهما قرايب وولادهم بيجوا كويسين تفائلي يا شمسي أنا حاسس اننا هنفرح قريب.
أغمض عيناه وحلمه يتجسد لخياله وهو يرى طيفا لطفله بين يديه مرتديا نفس الثوبه الأبيض الذي انتقته والدته له يوما.
غاليته ريحانة.
بعد ثلاثة أشهر..
تعبانة أوي ياشمس ونايمة طول الوقت ومقصرة أوي في حق أدم واحنا يعتبر لسه عرايس..
ياحبيبتي طبيعي انتي في الشهر التاني من الحمل وده عز التعب..كلها شهر كمان وتروح اعراض القيء والدوخة دي..وبعدين جوزك أكيد فاهم انه ڠصب عنك.
يارب يا شمس.. انتي في الشهر الكام
الرابع.. ثم كسي صوتها رجاء ادعيلي يا سارة يحفظ ابني المرة دي
ربتت علي كتفها بعطف متفهمة قلقها مټخافيش بإذن الله خير انتي رايحة امتي للدكتور
بكره.
تحبي اجي معاكي.
مافيش داعي يا سارة هروح أنا وجسار وهنبقي نطمنكم.
ماشي حبيبتي هنتظر تفرحيني أن شاء الله.
تحسست شمس بطنها المنتفخ وقالت خاېفة اروح للدكتور ونعيش نفس التجربة تاني يا جسار.. ايه رأيك مانروحش ونستني رزقنا وقت الولادة
نظر لها بحنان مشفقا عليها من خۏفها حبيبتي أتعشمي في الله خير..الأفضل
نطمن من دلوقت عشان مايكونش في أي خطړ عليكي.
وافرض عشنا نفس الموقف يا جسار
يبقي هنكون عملنا اللي علينا ياشمس..وكله في الأخر قضاء ربنا ولازم نرضى به..
أطرقت رأسها ولم يبقى لديها غير التسليم لقضاء خالقها مهما كان متمتمة عندك حق.
وتوجها سويا للطبيب وقلوبهما تتصارع خوفا وكلا منهما يخبيء قلقه عن الأخر
تعلقت أبصار جسار و زوجته بوجه الطبيب وهو يتفحص الشاشة التي تعرض لقطات مبهمة أقرب لبقع سوداء بأحشاءها من الداخل وبعد برهة تركها ليحتل مقعد مكتبه بالزاوية الأخرى.. فلحقته شمس سريعا بعد تجريف طبقة الدهان اللازج عنها.
منتظرة بلهفة قول طبيبها فيما رأى.
هل ينتظرهما صدمة أخرى
ام أمل جديد!
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثامن عشر
خوفه يتضافر مع قلقه وهو يسأل الطبيب عن حالة زوجته وكل أمله أن يأتيه خبرا يثلج صدره وينعش روح المتعبة.
خير يا دكتور طمني.
زفر الأخير نفسا محملا بشفقته الطاغية وهو يجيبه للأسف..نفس الوضع اللي حصل في الحمل الأول.
سحابة الحزن خيمت على رؤسهما ولمعت مرايا العبرات بأعينهما وهما يشيعان مركب حلمهما العزيز في بحر الخذلان للمرة الثانية دون رجعة ويالا