السبت 30 نوفمبر 2024

بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 37 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن إيمان قائلا
اومال فين إيمان
قالت مريم وهى تستدير 
هشوفها فى المطبخ
دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع فقالت فى قلق
كفاية بقى يا ايمان كفاية.. تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت أمام عمها وقالت
نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال فى حنان
انت كنت بتعيطى ..بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها إليه بتسائل فقال
عبد الرحمن خلص كلامه معاكى ومشى .. مش كده
أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مرة أخرى فقال 
خلاص هو تلاقيه روح البيت أصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
قالت أحلام فى حسم
طيب يالا يا إيمان روحى بيتك مع عمك
والتفتت إلى مريم قائلة 
ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت
لا يا ماما انا هقعد معاكى شوية .. لو إيمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان
لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شوية .. انا هدخل اشوف ايهاب
تحركت ايمان ودخلت إلى غرفة أخيها ونسيت أمر فرحة تماما فتحت الباب فجأة ثم أشاحت بوجهها وهى تبتسم فى خجل فدفع إيهاب فرحة بعيدا عنه وهو يقول بمرح
أبتسمت إيمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر
ها هتروح مع عمى وفرحة
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول
بصى يا ايمان أنت اختى وكل حاجة بس بصراحة يعنى.. هروح طبعا..
أوقفته فرحة وهى تضحك وتقول
طب استنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عاملة زى البلياتشو كده
بعد دقائق خرج إليهم إيهاب وفرحة ويظهر على وجوهيهما البهجة نظر حسين إلى أحلام قائلا
خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح فى معاده يوم الخميس ان شاء الله
تدخلت مريم قائلة
عمى .. يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شوية
قاطعها يوسف بوضوح
انا مش محتاج أأجل حاجة .. أحنا شقتنا هناك جاهزة من كله
أرتبكت وهى تنظر إليه قائلة
مش أحنا كنا بنتكلم من شوية وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
قاطعها بثقة
لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط ...
ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول
الفرح فى معاده ان شاء الله
قالت أحلام 
طالما كل حاجة جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
أنهى حسين الحوار قائلا
خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الأقل.. أتقفنا
قالت أحلام بتردد 
تسمحلى يا حاج احضر فرح مريم
قال على الفور 
طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك
والټفت إلى ايمان 
ها يا ايمان لسه مصممة متروحيش بيتك
أطرقت برأسها وقالت
معلش ياعمى سبنى على راحتى .. انا عاوزه اقعد
مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر
كان عبد الرحمن يدور فى غرفته حول الأريكة مرة وحول المقعد مرة حتى سمع صوت رنين باب المنزل خرج فى سرعة على أمل أن يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق فى حزن ..لم تعد
ما الذى يشقيها مني .. لماذا كلما اقتربت تبتعد ..لماذا كلما غصت فى عالمها تنسلخ هى من عالمى.. لماذا أنت كتومة إلى هذه الدرجة.. ليس من السهل أن تبيح بمكنون قلبها ..لماذا يا عذابى
أقبلت عفاف على ايهاب وفرحة فى سعادة لم تكن تتوقع أن يعود ايهاب ولكنه عاد .
أخذ ايهاب زوجته وصعدا إلى شقتهم الخاصة ودخل يوسف غرفة أخيه ليطمئن عليه
ايه يا عبد الرحمن اللى خلاك تسيبنا وتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى.. أنت عارف كلمتك كام مرة
أستقبله عبد الرحمن بابتسامة باهتة وقال
خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
جلس بجوار أخيه قائلا
مالك يا عبد الرحمن فى ايه
واستدرك قائلا
مراتك كان شكلها مضايق أوى ايه اللى حصل بينكوا
قال عبد الرحمن پألم
مقالتش حاجة بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى ..هى حساسة زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها
قال يوسف
بس ايهاب رجع مع فرحة .. يبقى أكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
ألتفت له عبد الرحمن قائلا
هى قالت كده
أومأ برأسه قائلا
ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر
خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها إلى غرفته فسمع والده يناديه 
يوسف
ألتفت اليه وأقبل عليه فى اهتمام ولهفة وهو غير مصدق أنه سمع أسمه من فم والده اخيرا فقال
نعم يا بابا
وقف حسين ينظر إليه وقد لانت ملامحه كثيرا وقال
مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه
نظر له بدهشة قائلا
وحضرتك عرفت ازاى
أعاد حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه 
مريم كانت عاوزه تأجل ليه
يوسف
كانت بتقولى أنا بعفيك من الجواز مني .. وكانت مصممة ومش عاوزه
توضح السبب يمكن علشان كنا واقفين فى الصالة مش عاوزه حد يسمعنا .. وبعدين ايهاب دخل ومعرفتش اكمل كلامى معاها.
أخرج حسين هاتفه وأعطاه ليوسف قائلا
الرساله دى مريم بعتتهالى واحنا راجعين فى السكة.. أقراها
أخذ هاتف والده وقرأ رسالتها أنا فهمت ماما اللى حصلى .. بس مقولتلهاش مين اللى عمل كده فيا .. وفهمتها انك ضغط على يوسف علشان يستر عليا ويتجوزنى وهو وافق شهامة منه 
ظل يوسف يقرأها مرات ومرات وهو غير مصدق ما فعلته نظر إلى أبيه متسائلا وقال
طب ليه
قال حسين بخفوت وثقة
ده فسرلى سبب تغير أمها وكسرت نفسها قدامى
وقال وهو يستدير وكأن الأمر ليس ذو أهمية
بس انت اتصرفت كويس
ودخل غرفته وأغلق الباب أبتسم يوسف وقد شعر ببداية لين والده تجاهه ولكنه يعرف والده جيدا ليس من السهل أن يظهر مشاعره بسهولة
دفعت علا وليد بعيدا عنها بجدية وهى تقول
عيب كده يا وليد
قال وهو يحاول جذبها مرة أخرى 
ليه بس يا حبيبتى.. أنت خطيبتى
قالت وهى تدفعه مجددا 
أديك قلت خطيبتك مش مراتك...
أصطنع وليد الحزن ورسمه على ملامحه ببراعة وهو يقول
خلاص يا علا براحتك .. خليكى كده بعيده عنى .. أنا بصراحة مش قادر اتأكد من مشاعرك وانت بعيده عنى بالشكل ده..
ونظر لها نظرة جانبية وهو يقول
نتجوز ازاى وانا لسه مش متأكد من مشاعرك ناحيتى
جلست بجواره وقالت برقة
يعنى ماما تدخل ولا هند هيبقى المنظر مش لطيف .. وبعدين يعنى هو انت لسه هتتأكد من مشاعرى ما انت عارف انى بحبك
أطرق برأسه ثم نظر إليها بعتاب قائلا
الحب من غير ثقة مالوش لازمة.. وانت مع الأسف مش بتثقى فيا أبدا ... حتى لما بنخرج مع بعض وبمسك ايدك بتحسسينى انك بتمنى عليا وانك مش موافقة
ونهض واقفا وقال بتبرم
بصراحة بقى يا علا انا راجل حامى ومحبش الست
اللى مشاعرها باردة.. كده مش هنفهم بعض ... لو انت يابنت الناس هتفضلى كده يبقى مفيش داعى نضيع وقت مع بعض اكتر من كده
اقتربت منه وامسكت يده قائلة
بس انت عارف انى بثق فيك ليه بتقول كده
اومأ برأسه بسخرية قائلا
اه صح بأمارة لما قلتلك تعالى اتفرجى على شقتك علشان تقوليلى هتتوضب ازاى رفضتى وقلتيلى لا ميصحش
قالت علا بهدوء ظاهرى 
يعنى ينفع يا وليد اروح معاك شقة واحنا لسه مخطوبين
قال بسرعة
هو انت هتروحى تعملى ايه .. خلاص بقى متجيش تقوليلى خلصت الشقة ولا لسه وهتحدد معاد الجواز امتى والكلام بتاعك ده.. وبعدين للدرجادى خاېفة مني وبعدين الشقة دى فى بيت عيلة يعنى مش هتبقى لوحدك معايا
ثم قال بنفاذ صبر
بصى يا علا انا كده اتأكدت ان درجة مشاعرنا مش زى ما انا كنت متخيل.. أنت كده مش هتفهمينى .. لما بتعملى كده وبتردى كلامى وانت لسه خطيبتى اومال هتعملى أيه لما نتجوز
تناول مفاتيح سيارته وهم بالإنصراف وهو يقول 
مستنى ردك ...
تركته يذهب وجلست تفكر وتدور كلماته فى عقلها .. أنا كده عرفت انك مش ناوى على جواز وانك خطبتنى علشان ابقى
سهلة معاك .. ولمعت عينيها بخبث وهى تقول
ماشى يا وليد يابن الأكابرلما نشوف انا ولا انت.
اليوم التالى تقابلت مريم بسلمى فى الكلية صافحتها سلمى وهى تنظر لها بسخرية وتقول
أزيك يا حجة مريم
قابلت مريم سخريتها بهدوء وقالت
يارب ...أدعيلى أبقى حجة بجد دى حاجة تشرف ان الواحد يزور بيت ربنا
شعرت سلمى بغصة فى حلقها من وقع كلمات مريم عليها وقالت 
اه اه طبعا هو حد يطول
وتابعت 
وأخبار العريس ايه
الحمد لله تمام
أقبلت صديقة أخرى لمريم وعانقتها بحرارة وهى تقول 
وحشتينى أوى يا مريم
نظرت سلمى لصديقتها الأخرى بتهكم فقد كانت هى الأخرى محتشمة فى ملابسها فقالت سلمى للفتاة
أنت بقى صاحبتها الجديدة
نظرت لها صديقتها بنظرة هادئة وقالت
ودى حاجة تزعلك يا سلمى
نظرت لها سلمى بدهشة وقالت
ايه ده انت تعرفينى
قالت
الكلية كلها عارفاكى شباب وبنات ... ده انت اشهر من الڼار على العلم
ثم نظرت لمريم بابتسامة مشاغبة وقالت
ربنا يبعدنا عن الڼار ويجعلنا من أهل الجنه
نظرت لهما سلمى شذرا وقالت 
ربنا يهنى سعيد بسعيدة
ضحكت الفتاة مرة أخرى وقالت لها
لا يا ستى ربنا يهنى يوسف بمريم
والتفتت إلى مريم قائلة
فى عروسة تيجى الكلية قبل فرحها بيوم
قالت سلمى متفاجأة
أيه د انت فرحك بكره يا مريم..كده متعزمنيش يا وحشة
قالت مريم ببرود
لا ازاى انت معزومة طبعا
كعادة سلمى دائما ما أن يراها الشباب من الصنف الذى ينجذب للحلوى المكشوفة يقبل عليها وعلى من بجوارها دون تردد أقبل عليهن فجأة أحد الشباب صافح سلمى وقال لمريم وصديقتها 
هاى يابنات ازيكم
نظرت مريم لصديقتها وقالت
يلا نمشى
أخذتها صديقتها وذهبت لمكان آخر بعيد عن سلمى تابعهما الشاب بعينيه ثم الفتت إلى سلمى قائلا بتعجب
هى البت دى بقت محترمة كده ازاى
ضړبته سلمى على كتفه قائلة پغضب
قصدك ايه يعنى هو انا مش محترمة
غمز لها وهو يقول
أنت باشا يا باشا ...هو أنت فى زيك يا قمر !
مال الحاج حسين للأمام وقال بتركيز 
زى ما فهمتك كده يا عفاف أحلام هتيجى الفرح ولازم تحجزى بينها وبين فاطمة بأى شكل.. أحنا مش عاوزين مشاكل ولا عاوزين حد يعرف عننا حاجة.. الفرح هيبقى فيه ناس غرب كتير
قالت عفاف بتوتر
والله ده انا قلقانة من دلوقتى يا حسين.. حتى لو زى ما قلتلى كده ان أحلام فيها حاجات كتيره اتغيرت .. برضة عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة.. ده اللى بينهم كبير أوى
قال بهدوء
إن شاء الله ميحصلش حاجة .. انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم .. و كلمت إبراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفاجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
تنهدت عفاف وقالت باضطراب
ربنا يستر
الفصل السابع والعشرون
وحشتنى أوى
استغفر الله العظيم ...
وأمسك بساق يوسف التى ركتله ودفعها بعيدا وهو يوقظه ويهتف به
أيه يا أخى ده.. صحتنى من أحلها نومة كنت عاوز أكمل الحلم..
أعتدل يوسف فزعا وهو يقول
أيه فى أيه!
قال عبد الرحمن بسخط 
الله يقلق منامك يا أخى .. أنت أيه اللى منيمك جانبى
قال يوسف وهو يتثائب
مش عارف.. أنا آخر حاجه فاكرها اننا كنا بنرغى مع بعض
دفعه عبد الرحمن بعيدا لينهض من فراشه قائلا 
طب امشى روح نام فى أوضتك الله يكون فى عون مراتك اكيد مش هتستحمل تنام جنبك ليلة واحدة
خرج يوسف من غرفة أخيه وهو يتمتم بشجن 
ولا حتى ليلة يا عبد
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 50 صفحات