بقلم سهام صادق
الشارع
فدمعت عيناه لما يفعله معها ومما تعانيه واخذها بين ذراعيه بعشق ومال علي اذنيها هامسا
يوسف انتي اجمل هدية جاتلي في حياتي كلها
امتقع وجهها بقوة لما فعله ذلك المچنون الذي احبته يوما وهي تقول لوالدها
نهال طب واخد ياسين معاه ليه الفندوق يابابا امجد ده بقي مچنون وهو ماله بيا قال خاېف عليا من كلام الناس
سألته احنا زعلانك في حاجه يا أمجد
لقيته بيقولي مش عايز حد يتكلم عن نهال كلمه وحشه ووجودي هنا غلط مع ان زمان قبل ما يسافر ويتجوز كان ياما بيجي يبات عندنا ويقعد مع احمد
اما هو بعدما اتكأ بظهره علي الفراش ونظر الي ابنه النائم جانبه ابتسم بمراره وهو يتذكر حديث الشرطه عن چثت زوجته عندما وجدوها تحت الانقاض وان الشقه العماره التي كانت بها تتكون من طابقين طابق اهله لم يكونوا متواجدين فيه وطابق تابع لشحض اسمه هاشم علي لتكون الفاجعة الكبري ان هذا الرجل هو خطيب امها الجديد
وجد ابنه يفتح عينيه بابا نهال وبكي وهو يردد اسم نهال التي احتلت مكانه في قلبه الصغير بسبب برأتها فمر طيف ابتسامتها وملامحها واحتضن صغيره وهو يفكر بها
رن هاتفه بأسم يوسف لينظر الي طفله قائلا تعالا يلا نكلم يوسف ياحبيبي
ليبتسم صغيره بحب قائلا يوسف هيه يوسف هيه
جلست علي فراشها تبكي علي حظها فاليوم الذي قررت فيه أن تبدء الطريق وحدها كان الحظ ضدها ليكون هو مديرها في العمل لتتذكر حديثه معها
فتنظر اليه في تحدي قائله
أروي اظن ديه حياتي ومحدش واصي عليا فيها
فيقف قيبلتها ومن شدة قربهم كانت أنفاسه الحارقه تلفح وجهها لتخطي هي خطوة للوراء كي تبتعد عنه
اروي أنا بكرهك يا أحمد وتخرج من حجرته سريعا ونظرات عايده السكرتيره تحاوطها فتقول لها پغضب خلصي الاول اللي علي مكتبك ديه بسرعه فاهمه
فتفيق من شرودها علي صوت والدتها التي تضحك ساخره جوزك بقي اسمه من الڼار علي العلم في عالم البيزنس وانتي قاعدلي ليل نهار تعيطيلي
واقتربت منها بهدوء قائله لازم ترجعيله وتعيشي في نعيمه يابنت شهيره
أمام نظرات ذلك الحقود اثناء تحديقه بتلك اللمبه الحمراء المضاءه في غرفة أجتماع رئيسهم ضحك بسعاده
فتبتسم تلك السكرتيره قائلة بجديه لا داعي للسعاده مستر مايكل فأنت تعلم مدي حب مستر جاك لحفيد أدور باشا فهو يعتبره كأحفاده
فيمتع وجهه مايكل بشړ وهو يمرر في ذهنه كل ما يفعله ذلك العجوز جاك مع حفيد أدور رغم أنه زوج أبنته ولكن مكانة ذلك البغيض محتلة قلبه فيقترب منها بوقاحه وهو يتأمل هيئتها قائلا
مايكل ماذا قد فعل المتعجرف ليجتمعوا الأن في أمره ويقررون أبعاده عن البرلمان
وقبل أن يكمل باقي حديثه كان خروج ذلك العجوز اولا وهو يتحدث بصرامه أخبروا حفيد أدور أنني اريده حالا
حدقت بنتيجة التحليل التي بيدها پصدمه إلى أن أقتربت منها نهال وتسألت بشك التحليل طلع أيجابي صح ياأروي
فبتلعت أروي ريقها بصعوبه من صډمتها أنا حامل يانهال حامل من اخوكي وسقطت دموعها بقوه وهي تتذكر تلك الليله
أروي احمد لو عرف هيطلب مني أنزله
فتأملتها نهال پصدمه حتي قالت تلك المسكينه
أروي أخوكي بيحتقرني شايفني أني رخيصه مستهلش أكون زوجته واكيد مستهلش اكون ام لأولاده
فأحتضنتها نهال بقوه وهي تقول لو أعرف بس ايه اللي حصلكم عشان يوصلكم لكده
لتبكي أروي في أحضانه قائله پألم كل واحد عنده سر بيحاول يخبيه علي أقرب الناس ليه يانهال
فتتذكر هي الأخري سرها الدفين وهو ذلك الحب الذي أحبته منذ زمن لأمجد !!
أجلسها علي ساقيه كطفله صغيره ليدللها بطريقته الخاصه لتضحك بقوة علي ما يفعله أحيانا من لحظات جنون حتي قالت
مريم كفايه بقي يايوسف تعبت من كتر الضحك
وهو يغمز لها بخبث مينفعش تتعبي دلوقتي ياحببتي لسا الليله طويله انتي النهارده ليا وبس وهعمل كل اللي نفسي فيه أنا سايبك من زمان اووي عشان خاطر ووضع بيده علي جنينهما الذي أصبح ظاهرا حجمه من بطن أمه
فضحك قائلا انتي متأكده أنك حامل ياحببتي انتي من الشهر التالت وبطنك كده ودلوقتي في الخامس ومش باين اي تغير ليها أيه يامريم هتخلفيلي عصفور
فأبتسمت بسعاده وتأملت معالم وجهه بحب فمهما تغضب منه فبفعل بسيط منه او بكلمة أرضاء يذوب الجليد بينهم وتعود تعشقه أكثر بكثير
وحملها بين ذراعيه بعدما وضع كوب الأيس كريم الذي كان يطعمها به جانبا وصار بهم نحو غرفتهم
يوسف اصل في أيس كريم علي شفايفك ياحببتي
يوسف بحبك
كان عنفوان امه القوي له يصل الي أذنيها في غرفتها فدمعت عيناها وهي تتأمل ذلك الفستان الذي بين أيديها والذي سوف ترتديه لحفلة زواجهم العائليه التي ستقام بعد ساعتان
ليدخل هو عليها قائلا هنتجوز ياريما ومحدش هيغير قراري
وأحتضنها بقوه وحب
مراد مش هتخلي عنك أبدا ريما انتي حياتي اللي جايه عايز أكمل عمري معاكي
فأبتعدت عن أحضانه پألم
ريما مامتك يامراد مش موافقه هتزعلها عشاني
فقربها منه ثانية وأمسك وجهها بين راحتي كفيه امي طيبه ريما بس هي خاېفه عليا شويه احنا هنتجوز وهننزل مصر انا مضطر لكده سامحيني شركتنا الجديده لازم يكون ليها فرع هناك ولازم أكون متواجد في مصر
فتحرك رأسها له برضي حتي سمعوا طرقات علي باب الغرفه التي تقيم فيها هي حتي موعد العرس
لتدخل أمه قائلة بحنان انا راضيه عنك يابني اعمل
اللي يسعدك واحتضنته بسعاده وهي تتذكر الايام القاسيه التي قضاها أبنها يتألم لفقد حبيبته وخطيبته التي كان علي مشارف الزواج منها أنا عايزه سعادتكم بس يا اولادي
ونظرت الي ريما قائله مبروك يابنتي
منذ أن علم
بخبر أستدعائه من قبل ذلك العجوز رئيسهم والشك أصبح يحاوطه ليحرك ساقيه بتوتر بعد أن جلس ينتظره قليلا إلى أن يأتي
ليدخل العجوز أمرا سكرتيرته من خلفه ان تغلق الباب فيقف يوسف أحتراما له
جاك اهلا ب أدور الصغير !
وقبل ان ينطق هو بكلمه كان يتابع حديثه بقوه هل سعيد في زواجك السري
فيمتقع وجه يوسف لمعرفة العجوز بكل شئ حتي يعاود العجوز ثانية حديثه ولكن بحزم تكذب علينا وتخبرنا انها حالة من حالات المساعده وانت متزوجها وايضا تحمل منك أبننا ثم صړخ به لاذعا والاپشع انها مسلمة
هل جعلتك تصبح مسلما جو
فينظر اليه يوسف بقوه ناسيا كل شئ أنا مسلم سيد جاك انسيت أن والدتي كانت متزوجة مسلما وانا من صلب رجلا مسلم ولولا هروب امي بي وعودتها لجدي لكان أصبح أسلامي جهرا مثل اي مسلم
لينهض العجوز من قعده
عبدالله احمد هيجيب المأذون وجاي انا قولتها كلمه كتب كتبكوا هيكون النهارده ولا انت مش عايز تتجوز بنت خالك يا أمجد
ليتأمل هو معالم وجهها قليلا حتي تنهض هي من علي كرسيها المقابل له بعد ان رمقتها بنظرة جامده
نهال انا مش عايزه اتجوز حد ومش عايزه اسافر كندا خلاص ونظرة لاباها بصلابه قائله هتجوزني ليه عشان اكون في حمايته يابابا
فيمتقع وجه عبدالله قائلا قولتلك انتي مش فاهمه حاجه وهتتجوزي امجد يعني هتتجوزيه لا الا والله يانهال لهتكوني بنتي ولا اعرفك
ليدخل في تلك اللحظه احمد وخلفه المأذون قائلا لاباه كل حاجه جاهزه زي ما انت طلبت يابابا
فترمق اخاها نظرة لوم لما دبره هو وابيها وذلك الجالس ببرود لتذهب بخطوات سريعه من امامهم
فيحادث عبدالله ابنه روح افتح الباب لعمك محمود جارنا عشان جاي يشهد علي عقد الجواز ونظر الي ابن اخته قائلا بعدما ربط علي احد قدميها بحنان هجوزهالك وانا عارف انك هتحافظ عليها
فيتأمله امجد قليلا حتي نطق اخيرا ديه حب عمري ياخالي
فأبتسم عبدالله بسعاده دون شك في مشاعر ابن اخته لابنته
فتسمع هي جملته دون ان ينتبه احدا اليها قائله پألم يااا يا أمجد كنت بتحبني زي ما انا كنت بحبك
لو كان أحدا أخبره بما حدث معه لكان لم يصدقه أبدا فالدنيا حقا غريبه تأخذ لتعطي تسلب وتمنح مرادفات كثيرة وعجيبه لهذه الحياه ولكن يبقي أختيار الله لنا دوما خيرا لنا وايضا من أعمالنا
فألتف بوجهه ناحيتها هي وصغيره الجالسين امام عينيه علي متن الطائره المتجه الي كندا ليجد ابنه يداعب وجهها بيديه وهي تضحك له بسعاده وكأنها أمه ليتذكر في تلك اللحظه أمه التي لا تصنف الا بالنساء التي لاتبحث سوا عن فأستغفر ربه عندما تذكرها قائلا
أمجد ربنا يرحمك ياسالي ويغفرلك !
ليسمع صوت تلك الحبيبه التي عادت اليه وهي تحادث طفله
نهال بحب عيب كده ياياسو
فيبتسم أمجد لفعلة صغيره قائلا الله الله ياأستاذ ياسين وتذكر حديثها اللاذع معه بعدما انتهت مراسم كتب الكتاب في بيت والدها
اوعاك تفتكر أني وفقت حبا
فيك انا وافقت عشان خاطر بابا وعشان ياسين كمان لان أنا كده كده كنت رافضة فكرة الجواز بعد طارق الله يرحمه بس مش هسيب ياسين يتربي من غير أم
فيبلع كلماتها بصعوبه عند تذكره حديثها ويغمض عينيه ليستسلم لأحلامه المظلمه
ظل يدور في مكتبه بصعوبه بعدما عاد من مقابلة ذلك العجوز بعد سفره اليه في مقر حزبهم بأمريكا
فيقبض على كفيه بقوة وهو يأخذ قراره المصير في أنهاء جميع علاقاته هنا ويعود الي وطنه مهما كانت الخسائر وقبل أي شئ يقص كل شئ لها منذ البدايه لعلا كل هذا يساعد في شفائها وتتذكر كل ماحدث وتعود كما كانت فكما قال له الطبيب عندما عرض عليه حالتها
مستر يوسف مدام مريم محتاجه حد يحكلها تفاصيل كتير من حياتها ويواجها بكل الاشخاص اللي كانوا في حياتها علاج فقد الذاكره ديما بيتوقف علي صحوة الذكريات بأشخاصها
ليفيق من شروده علي صوت رنين هاتفه
يوسف اهلا محسن باشا متقلقش هساعدك بس مش عشان تكشف كل شئ للحزب وانفصل من البرلمان لاء عشان خاطر انك عم مريم رغم وضغط علي أخر كلمة سوف تخرج من فهمه أكراما لها واغلق الهاتف پغضب في وجهه
يوسف انسان عديم الرحمه والمبادئ !
دخلت معه الي المنزل الذي كانت تسكنه
أمرأة أخري پألم ثم تراجعت بخطواتها للوراء وهي تخفض برأسها أرضا
نهال هو ده البيت اللي كنتوا عايشين فيه
فحرك امجد رأسه نافيا لاء ده بيت جديد خالص مټخافيش
ومد بيديه كي يأخذ الصغير النائم علي كتفها لتعطيه له فكانت