بقلم ديفنا عمر
ودهشته وتمام بحيادية بصراحة يا رضوان انا شايفه شاب ممتاز من كل الجوانب..أصل وعيلة معروفة ومحترمة جدا .وهو نفسه كيان مكتمل بذاته..محامي واعد وشاطر وذكي.. كمان مهذب وأخلاقه لا غبار عليها بإستثناء فترة تعثره
في الجامعة وعلاقاته بالبنات عرفت ده طبعا بعد ما تقصيت عنه أول ما اشتغل معانا.
_ غريبة..جسار كان متعثر في جامعته وله علاقات طيب ما ده كده شيء يقلق.
_ طبعا ده انت ماكنتش عاتق واحدة لما ختمتها في الأخر بجوازة عرفي خليت بابا يغضب عليك فترة كبيرة
استعاد رضوان تلك الذكرى ببعض الحزن اه والله يا أمين زعل والدي مني وقتها تعبني اوي وخلاني طلقت الست اللي اتجوزتها بعد تلات شهور بس ومن ساعتها معرفش عنها حاجة..
تنهد وهو ينفض عنه تلك الذكرى يلا اهي راحت لحالها والحمد لله أديني عقلت واتجوزت واحدة بحمد ربنا عليها..وربنا يبارك في ولادي..
وواصل نرجع لموضوعنا بقى.. يعني يا أمين رأيك جسار عريس مناسب لبنتي
هتف لينصفه والله أنا شايفه شاب كويس حتي لو بدايته كانت لهو وعدم التزام لكن العبرة في النهاية الولد اتخرج واجتهد في شغله وعمل في وقت قياسي أسم رنان في عالم المحاماه..واهو شغال معانا من سنة.. تنكر التزامه وأخلاقه واحترامه للكل بدليل علاقته القوية بولادك..حمزة وريان.
_ اتكل علي الله الولد مايتعيبش.
_ علي خيرة الله هبلغ شمس أنه يشرفنا الجمعة الجاية طبعا مش محتاج اقولك تبقي موجود..
_ أنا هكون موجود قبلك يا رضوان شمس دي بنتي مش بنت اخويا.
لاحظت صمته الشارد منذ أتى فتسائلت بريبة
مالك يا أمين متغير وساكت من وقت ما جيت في حاجة
_ سارة فين يا صابرين
إجابته في أوضتها كنت رايحة اناديها عشان نتعشى سوا زمان السفرة جاهزة.
قال وهو يبتعد بالفعل أنا هروح ليها عايز اكلمها في حاجة.
_ طب ما تستنى لما نتعشى و...
_ مش هينفع لازم اكلمها دلوقت.
أمين بيه بنفسه جاي أوضتي المتواضعة
ابتسم لها بحنان وغمغم بطلي بكش وتعالي نتكلم شوية جد.
أحاطها بنظرة ثاقبة قبل أن يلقي بدلوه منتظرا رد فعلها باهتمام شديد تعرفي إن جسار طلب إيد شمس بنت عمك
هتفت بحماس أيوة يا بابا عرفت شمس نفسها قالتلي وفرحت أوي أوي عشانها جسار ده شاب مفيش زيه.
_ مالك يا بابا باصصلي بس سرحان في حاجة يا حبيبي
أراد ألا يراوغ في الأمر فمن حقه أن يطمئن على ابنته ويفهم ما يجب عليه فهمه جذبها لتجلس جواره وبحنانه المعهود تسائل حبيبة بابا أنتي في حاجة معرفهاش ونفسك تقوليها ليا أي حاجة حتى لو كانت قديمة أحب اعرفها.
قالت بعجب حاجة إيه يا بابا مش فاهمة قصد حضرتك.
_ حاجة تخص جسار مثلا يا سارة.
_ جسار وماله جسار
يا بابا هو حضرتك معترض انه يتقدم لشمس عرفت حاجة غلط عنه يعني
غمغم بعد برهة صمت أخرى اللي اعرفه انه شاب ممتاز..لكن اللي لسه محتاج أفهمه منك هو ليه كنتي قلقانة عليه وعايزة تروحي مكتبه في اليوم اللي روحت اطلب منه يشتغل معايا أنا حسيت وقتها انك مهتمة به بشكل شخصى عشان كده شغلته معايا وخليته تحت عيوني عشان اختبره واقيمه عن قرب وطول الوقت كنت منتظر انه يقوم بخطوة تخصك انتي لكن اتفاجأت بعمك بيقولي انه طلب شمس بنته والأغرب انك مش زعلانة لما عرفتي بالعكس شايفك مبسوطة يبقي
اعتقد من حقي أفهم منك كل حاجة يا سارة ثم حاوط أمين وجه ابنته الحبيب براحتيه وتمتم عايز اطمن إن قلبك مش مكسور يا بنتي ومفيش حد خذلك.
ذهولها بكل ما قاله أبيها لحمها بضع لحظات وهي تستعيد بذاكرتها ذلك اليوم حين شكت أن والدها سمع حوارها هي وشمس والأن فقط جاءها اليقين مع اعترافه والذي جعل عيناها تترقرق دمعا أن أبيها ما استعان بجسار للعمل لديه إلا لأجلها إسعادها لو كان صدق حدسه.
مدت كفيها الرقيقة واحتوت هي الأخرى وجه أبيها بحنان وحب غامر وهي تقول يا حبيبي يا بابا يعني حضرتك كنت فاكر اني بحب جسار وكنت مستعد تساعدني
همس لابنته بصدق وأنا ليا مين غيرك في الدنيا يا بنتي عشان اهتم بسعادته ده انتي نور عيوني يا سارة والبنت اللي حيلتي انا قربت جسار مننا عشان اتأكد من أخلاقه سألت عليه وعرفت حاجات كتير واحترمته لما استقل بحياته من غير ما يعتمد على أهله ماديا وما استغربتش من سكنه في بيت متواضع أحيانا الإنسان بيحب يثبت لنفسه انه يقدر يبني كيان مستقل لوحده عشان كده طول الوقت كنت منتظر يجي يطلبك مني بس..!
صمت دون قول المزيد لتبادر سارة وعيناها مازال يغشاها الدموع أنا هفهمك كل حاجة يا بابا ومش هخبي عنك حاجة عشان تطمن وتتأكد إن قلب بنتك متصان و محدش كسره.
وبدأت تسرد عليه كيف نمت داخلها مشاعر بريئة نحو زميل الجامعة الوسيم ذو الصيت الواسع ومثلها مثل أي مراهقة انجذبت لجسار وظنت انها وجدت فارس أحلامها وتمنت لو فازت به لتكتشف مع الأيام ومع نضوجها ان مشاعرها كانت أخوية ربما رأت به شقيق كانت تتمناه هذا كل شيء.
وهنا فقط استراح قلب أمين وهو بتنهد براحة يعني انتي مش بتحبيه زي ما فهمت ومش زعلانة انه فكر في شمس
_ أبدا يا بابا بالعكس فرحانة جدا شمس دي اختي وافرح ليها كأنها أنا واكتر..وفي النهاية كل شيء نصيب.
ابتسم و قبل جبينها بحنان جارف ربنا يريح قلبك يا بنتي ويرزقك الزوج الصالح اللي يصونك و يعرف قيمتك.
_ حتى لو كان فقير يا بابا
اندفعت بتساؤلها لتشعر بالندم ووالدها يرمقها بريبة قصدك ايه هو في حد معين
نفت سريعا لا لا يا بابا مفيش حد دي مجرد دردشة يعني.
رمقها مليا بضع لحظات قبل أن تنفرج شفتيه عن ابتسامة حنون مع قوله الفقر يا بنتي عمره ما كان عيب المهم المعدن والأصل وإن الإنسان حتى لو فقير بس يكون طموح..ساعتها مش هيفضل واقف مكانه وهيتقدم كل يوم عن التاني.
أثلج صدرها بشدة سماع رأي أبيها وغمرها الأمل بأن تنال يوما ما تتمناه..لتجده ينهض بعد سماع طرق والدتها طب يلا بقى عشان انا جوعت ولو أتأخرنا على مامتك أكتر من كده هتقيم علينا الحد.
قهقهت واصطحبته ولم تخلو الأجواء من مرحها وهي تشاكس والدتها..لتمضي امسيتهم بسلام وأمين منشرح الصدر بعد أن اطمئن على ابنته..والفرحة تملأه لأجل صغيرته الأخرى شمس.. ودعى داخله ان يكون نصيبها خيرا مع هذا الشاب الذي استحوذ على إعجابه منذ زمن..وأن تتعاقب الأفراح وتدق الطبول ببته هو الأخر فإن صدق حدسه تلك المرة قريبا جدا سيطلب أحدهم لقاءه.
______________
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل العاشر
_________
حين تبتر أحبال المودة وتغدو غريبا وسط من كانوا أقرب لك من حبل الوريد..تختنق روحك و يضيق صدرك ويصبح لا مفر من إصلاح من تم إفساده.. وإلا لا تنتظر ان يطرق أحدا بابك..منحته بيديك كل أسباب الغياب.
_________
حدجت زوجها مليا وهو يرتدي رابطة عنقه وقالت لتفتعل معه أي حديث عله ېحطم أصفاد ذاك الفتور الذي طال بينهما
_ناوي تاخد رائف ابننا معاك
أجابها دون النظر نحوها وهو يهندم هيئته بعناية طبعا لازم يكون مع أخوه في يوم مهم زي ده يا إلهام.
هزت رأسها وغمغمت ربنا يوفقه العيلة اللي اختار منها عيلة كبيرة هتعوضه.
رمقها مليا عبر المرآة ثم قال تحبي تيجي معانا
_ اجي ليه جسار ماطلبش احضر معاه وكمان والدك مش بيطيقني وأكيد مش هيحب اجي معاكم.
ارتدي جاكته وقال قبل مغادرته
براحتك بس على فكرة الأهتمام مش بيطلب يا إلهام جسار ماطلبش من حد يجي معاه غير
جده واخوه لكن انا اللي عرفتهم اني هكون موجود لأن ببساطة
دي اقل حاجة اقدمهاله..وفعلا حسيته فرح هو وبابا لأنها جت مني لو انتي عايزة تقربي كنتي فرضتي نفسك وقولتي هكون معاكم.. وقتها كنتي هتكسبي بابا اللي بقالك أكتر من سنة معرفتيش ترجعي علاقتك معاه.. واستطرد بنظرة باردة منهيا حديثه عن اذنك.
نظرت لأثره بشرود بعد رحيله تعلم ان زوجها محق فيما قال هي لم تقدم أي بادرة لتصلح الأمور معهم مثل توفيق الذي استعاد الود مع جسار ونال رضا أبيه.. أما هي منبوذة خاصتا من الجد الذي لا يحدثها إلى الآن رغم انها أختارت أن تترك عملها وأنهت غربتها لأجلهم..ومع هذا مازال توفيق فاتر المشاعر معها هو أخبرها ان علاقتهما لن تعود قبل ان تصلح ما افسدته مع والده وهذا ما فشلت به أو بالأحرى لم تفعله بعد.. تنهدت بحزن وظلت مطرقة برأسها تفكر بما آل إليه حالها وكيف تستعيد مكانتها كما كانت.
____________
التوتر يلازمها طيلة اليوم وحضور جسار مع والده وجده صار وشيك الكثير من الأمور تشغل بالها هل سيلتزم جسار باتفاقهما ويخفي أمر نسبه المجهول ام سيتهور ويجاهر به ويفسد علاقة لم تبدأ بعد هي لا تضمن رد فعل الجميع بشيء گ هذا هي حقا لا تراى فيما صارحها به جسار ما يقلق بل ربما ازداد احترامها له أضعاف.. كان يمكن ان يخفي كل شيء عنها ولا يكترث ويستفيد من نسبه المعروف لعائلة السماحي.. لكنه كان صادقا وهو يكشف لها كل خباياه دون تردد..وهذا ما أشعرها بالراحة والأمان.. لا تصدق ان من تتحدث عنه داخلها وتدعمه هو ذاته جسار القديم.. بل لا تصدق ان بيوم قريب ستتضافر حياتها معه للأبد..صدق من قالو لا محبة إلا بعد العدواة
فانقشعت العدواة ولم يبقي بخافقها غير المحبة.
شمس هرد علي التليفون واجيلك
قعطعتها سارة بقولها فئومأت لها بتفهم وراحت تتأمل هيئتها في المرآه ربما للمرة العاشرة ثوبها الوردي يبدو شديد الرقة وبينما هي شاردة تنظر لنفسها عانقتها والدتها وهي