الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 15 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

له السعاده عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه قالت اخيرا عمر عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه وانت بتشكرينى ليه انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا لكن انت مش طرف ابدا فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل تعريتها امام نفسها هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده الڠضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه قال پحده شديده اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك للاسف انا مأخدتش منك غير جسمك ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها 
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله فجأه انهى هجومه وركب سيارته دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل 
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل علي جلسة العائله انها اصبحت تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم كان في ابهى صوره ملت عيونها من وجهه الوسيم كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا قال بهدوء يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال كلمى نوف 
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا  
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها كانت تقول بنعومه هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله مبارك عليكى النجاح يا قلبي بالله ما تحزننى واقبلي دعوتى ابغي اتعرف عليكم منتظرتكم 
من نظرات وجهها عمر ادرك ان نوف انتهت من دعوتها مد يده لاستعادة هاتفه اصابعه لامست اصابعها في حركة عفويه هى شعرت برعشه شديده احتلت جسدها اما هو فظهر الامتعاض علي وجهه ويجعله يشعر بالقرف وللاسف هذا ما تستحقه بالفعل ارادت رفض الدعوه ارادت البكاء وحيده ارادت وارادت لكن جدتها كانت الوحيده التى استاطعت ان تقرر محمد ووالدتها شحب وجههما للغايه وخالتها منى ونور تحول وجههما للاحمر وهى اصبحت بيضاء مثل الامۏات وترتعد اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله 
لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه انها تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي عندنا مناسبه عائليه 
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال  
علمت فورا اجابة سؤالها عندما منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا انا المهندس عماد رضوان صديق طارق يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده  
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم شرفنا البيت يا بنى في أي يوم عماد ابتسم في ابتهاج وقال ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام اكيد طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه 
10 فريده لم تقارن نفسها ابدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر تفحصت جسدها الطويل الرشيق الاشبه بجسد عارضات الازياء كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبه وشعرها اسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل اما هى فكانت ضئيله وقصيره وجسدها طفولي وبشرتها قمحيه لا شيء مميز فيها البته نعم انها جذابه لكنها لم تكن يوما جميله بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميله نوف كانت سيدة اعمال ناجحه ومتحدثه لبقه جدا لكن الاهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا علي الرغم من اموال والدها الطائله الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجه المصريه وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب وفريده رغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت اليوم هى انتهت من مرحلة هامه جدا في حياتها نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقه بعمر هل تعلم من هى بالتحديد انها تعاملها بكياسه شديده ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي نوف سألتها بعفويه عن خططها للفتره القادمه ها قد اتت الفرصه التى تنتظرها ستخبر الجميع الان عن بعثتها القريبه كانت تتحين الفرصه ونوف اعطتها الشجاعه للبدء ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه ابدا فقلبها كتب عليه الشقاء الي الابد  
حاولت التحدث بصلابه لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت انا جالي بعثه للولايات المتحده واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله  
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبله التى اڼفجرت علي طاولة الطعام جدتها نظرت اليها بصرامه وقالت والراجل اللي انا قلتله يجى يتقدملك في البيت انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل فريده ارادت الاحتجاج جدتها تهينها پقسوه كرامتها تداس تحت الاقدام نعم هى تستحق لكن 
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى او ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعه ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثاره بسبب قرارها الجريء الجميع كان يبدو عليه التوتر فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها وافق بسهوله مزقت قلبها عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف لكن فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطره الي الاحتمال حتى النهايه منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها پقسوه المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظه لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحه بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع  
حتى الاثنتان اللتان اعتادتا اعطائها الدعم المطلق لم تجد منهما أي دعم الان فوالدتها كانت محڼية الرأس ولم تهب لنجدتها كعادتها وجدتها كانت قاسيه بشكل لا يصدق اصبحت تشعر بدوار لا يحتمل يبدو انها ستعود لعادتها القديمه وستفقد الوعى كشأنها دائما في حضور عمر هل لو فقدت الوعى ستستيقظ لتجد نفسها بين ذراعيه هل سيضمها اليه كما كان يفعل سابقا ام سيتركها ملقاه علي الارض لا انها لن تغامر وتفقد الوعى فالنتيجه غير مضمونه وستقاوم حتى اخر نفس فيها سمعت نوف تدعو الجميع الي شرب الشاي بجوار المسبح فالجو اصبح لطيف تلكعت في النهوض فلربما دوارها ينتهى لكن الى متى انها مضطره للنهوض فالجميع غادر ولم يتبق سواها تحاملت علي جانب المقعد ونهضت ببطء عمر كان قد نسي نظارته الشمسيه علي الطاوله فعاد لالتقاطها استقامت كالعصى فور رؤيته لكنها ما ان نهضت حتى شعرت بسواد يغشي عيونها ولم تعد تستطيع التوزان فترنحت بشده واستسلمت للدوار اللذيد شعرت بنفسها وهى تهوى ارضا قبل ان تسرع يدا عمر لضمھا اليه شعرت بنفسها بين احضانه قبل ان تغيب تماما عن الوعى فتحت عيونها مجددا بعد وقت لا تستطيع تحديده لكنه كان علي الاغلب بضع دقائق فقط لتجد نفسها جالسه علي مقعد طاولة الطعام التى نهضت منها قبل ان تفقد الوعى كانت جالسه علي احد المقاعد وجذعها ورأسها يرتاحان علي مقعد اخر ونادلي
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 41 صفحات