روايه بقلم داليا الكومي
پغضب ليه عملتى كده يا واطيه فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي فريده هزت رأسها بعدم تصديق انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط ده كل اللي عندك تقوليه لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها لا اراديا صفعت فاطمه اخبرتها غاضبه ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي تلك الحيه تستحق الحړق حيه ولن يكون عقاپا كافيا لها وابتسمت پحقد وهى تقول طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول صاحبتك تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه فاطمه في اول شهر من الكليه اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات
حياتى بدم بارد مهما تحاولي تبرري لنفسك الرذيله عمري ما هقتنع جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى من اول راجل بعتى نفسك ليه
الان اصبحت مخيفه فعلا نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقېر شاذ وعدنى انه مش هيلمس عذريتى لكنه نسي انه انتهك عذرية روحى مش عذرية جسمى امشي يا فريده من ادامى مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك
بدأت الصړاخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصيا للحضور الغريب في الامر ان الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه او وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الاڼهيار التى تسببت بها لفاطمه بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار
اكيد انها سړقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا
اخر جمله سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه الي فاطمه قائلا دكتوره اعتبري نفسك مطروده تعبنا من الفضايح الله يسترها علي بناتنا
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها لا هى لا ترغب في الاڼتقام فما الفائده بعدما خسړت عمر فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي كما يستحق وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها بعيده عن اثم افشاء اسرار العلاقه الزوجيه ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغوله ولم تسمح له بلمسها هى الملامه الوحيده علي خسارتها وعمر مازال كما هو ربما اكتسب الكثير من القسۏه لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد
اليوم والدتها اعدت وليمه ودعت اليها عمر وعائلته وعمر وعائلته وبالطبع شريفه رأس العائله ارادت اسعاد ابنائها بوجود احبابهم فعمر وعمر من اجل فريده ورشا ونور من اجل محمد نعم هى بالتأكيد تعلم فحبهما واضح منذ سنوات ولا يخفي علي احد وكعادة والدتها عندما تعد وليمه حولت المنزل لخلية نحل واستيقظت باكرا لتبدأ في اعداد اصناف المحاشي والصوانى والطيور كانت تحتفل بسعاده فلا شيء يسعد الام اكثر من سعادة ابنائها وفريده نهضت باكرا لتساعدها تذكرت اكلات عمر المفضله وتذكرت انه اخبرها انه لم يعد يحب اي شيء من الماضى حتى هى شخصيا واليوم حتى رشا الدلوعه لاول مره في حياتها تبادر بدخول المطبخ و تبدأ في المساعده عجيب امر الحب كم يبدل الطباع والامزجه ويحول من النقيض الي النقيض تماما في لمح البصر شعرت ان والدتها تعبت فهى لساعات تقف علي رجولها لذلك امرتها بلطف بدخول غرفتها ماما ارتاحى وانا هكمل خلاص ما فيش غير التسويه انا هقوم باللازم ثم جذبتها من يدها بلطف وارقدتها علي فراشها وشغلت لها مكيف الهواء واظلمت الغرفه كى ترتاح قليلا
في طريق عودتها لا حظت ان رشا تهتم بالتنظيف اكثر من اي يوم وهى ترقص وتغنى ضحكت من قلبها وتمنت لها السعاده واكملت طريقها للاهتمام بطبيخها حالة النشاط ما زالت تنتاب رشا فبعد ان انهت التنظيف وعطرت المنزل اتجهت لتساعد فريده في المطبخ لكن فريده طردتها بلطف واخبرتها ان تذهب لغرفتها للاستعداد انها تستمتع برؤية المحبين ومراقبتهم ان كانت لا تستطيع ان تكون سعيده اذن فلتحاول اسعاد من حولها عودة محمد اعادت البهجه الي المنزل واحمد كما هو دائما يحاول ان يرد الجميل للجميع يقدر جيدا النعمه التى هو فيها الان فكليته تعمل بكفاءة تامه وجسده تأقلم عليها واصبح يعيش بحريه الحمد لله
مع اشعالها للفرن الكهربائي وفرن الغاز الحراره في المطبخ اصبحت لا تطاق العرق اصبح يسيل علي جبتها وشعرها ابتل بالكامل وجهها احمر من نقص الاوكسجين علي الاقل مساعدة الاخرين تمنحها راحه فوريه تشعرها انها حيه مجددا بعدما طغى الجليد علي حياتها في وسط انهماكها في الطبخ لم تلاحظ عمر وهو يقف عند باب المطبخ يراقبها وهى تعمل بهمه التفتت علي غفله لتجده يراقبها فهوى قلبها پعنف في قدميها
توقعت منظرها تماما ولم تحتاج الي مرآه لتعلم منها مدى بشاعة مظهرها الحالي نظرت الي نفسها بإحراج وارادت الهرب فورا الي غرفتها لتختفي بمظهرها المشين هذا لكن عند مرورها عند الباب عمر امسك بكتفيها ومنعها من المغادره اخيرا نظرته تبدلته ولهجته ايضا اراد ان يخرج صوته ساخرا مهينا كعادته في الفتره الاخيره لكن رغما عنه صوته صدر هامس متعجب وربما معجب فريده انتى بتطبخى مش عادتك
فشل تماما ان يكون ساخر فهيئتها الشبيهه بالكتكوت المبتل اثارت اعجابه فريده المتعجرفه تتحمل الحراره وتقف علي قدميها لساعات من اجل اعداد الطعام للاخرين
خفضت عيونها ارضا وهى تقول بهمس اكثر من همسه ايوه من سنين وانا بأساعد ماما في شغل البيت وعن اذنك محتاجه ابدل هدومى
عمر اخيرا سقطت كل دفاعاته قال