الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 26 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

پغضب ليه عملتى كده يا واطيه فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي فريده هزت رأسها بعدم تصديق انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط ده كل اللي عندك تقوليه لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى  
البجاحه لها ناسها كما يقولون  
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها لا اراديا صفعت فاطمه اخبرتها غاضبه ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي تلك الحيه تستحق الحړق حيه ولن يكون عقاپا كافيا لها وابتسمت پحقد وهى تقول طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه  
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه ايوه انا بأكرهك من كل قلبي واتمنى انك تموتى بحسرتك  
قلبها الاسود اخاڤ فريده للغايه وقلب الطاوله ڠضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها كيف يمكن لبشري ان يمتلك كل ذلك الغل بداخله انها رضعت السواد مع حليب امها هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها ليه انا كنت فاكراكى صاحبتى  
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول صاحبتك تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه فاطمه في اول شهر من الكليه اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات  
فريده قاطعتها بقرف متبرريش لنفسك كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخريه واضحه ازمات انتى صدقتى نفسك ولا ايه انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره ويمرمغ كرامته تحت رجليكى واتنازل عن جزء من جسمه عشان يتجوزك ومش بس كده ده دللك وشالك في عنيه اما انا عشان يدوب احصل هدمه كويسه بعت كرامتى وشرفي وبقيت بقيت رخيصه ببيع وقتى بالساعه للي يدفع وفي الاخر بيرميلي الفلوس علي الارض وهو ماشي ولازم اركع ادامه زى الكلب وانا بلمهم من علي الارض وممكن يضربنى بيهم بدل ما ينهش لحمى عادى اي تنفيث والسلام عرفتى ليه يا فريده انا بأكرهك  
الصدمات تتوالي تباعا بشاعة حديثها فاقت توقعاتها للاسف سمها القاټل قټلها هى حتى قبل ان يؤذى الاخرين فريده اجابتها پصدمه ياه كل الحقد ده جواكى احب اقلك انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده مش لازم كنتى تدرسي طب كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما منعنى عن صداقتك يمكن الحقد في عيونك كان ظاهر وقتها وخوفنى منك انا حاولت اكون صديقه بجد ضيعت سنين من عمري معاكى وانتى واحده خسيسه وحقيره وتستاهل كل احتقار وفي الاخر دمرتى

حياتى بدم بارد مهما تحاولي تبرري لنفسك الرذيله عمري ما هقتنع جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى من اول راجل بعتى نفسك ليه 
الان اصبحت مخيفه فعلا نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقېر شاذ وعدنى انه مش هيلمس عذريتى لكنه نسي انه انتهك عذرية روحى مش عذرية جسمى امشي يا فريده من ادامى مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك 
بدأت الصړاخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصيا للحضور الغريب في الامر ان الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه او وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الاڼهيار التى تسببت بها لفاطمه بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار 
اكيد انها سړقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا  
اخر جمله سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه الي فاطمه قائلا دكتوره اعتبري نفسك مطروده تعبنا من الفضايح الله يسترها علي بناتنا  
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها لا هى لا ترغب في الاڼتقام فما الفائده بعدما خسړت عمر فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي كما يستحق وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها بعيده عن اثم افشاء اسرار العلاقه الزوجيه ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغوله ولم تسمح له بلمسها هى الملامه الوحيده علي خسارتها وعمر مازال كما هو ربما اكتسب الكثير من القسۏه لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب 
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد 
اليوم والدتها اعدت وليمه ودعت اليها عمر وعائلته وعمر وعائلته وبالطبع شريفه رأس العائله ارادت اسعاد ابنائها بوجود احبابهم فعمر وعمر من اجل فريده ورشا ونور من اجل محمد نعم هى بالتأكيد تعلم فحبهما واضح منذ سنوات ولا يخفي علي احد وكعادة والدتها عندما تعد وليمه حولت المنزل لخلية نحل واستيقظت باكرا لتبدأ في اعداد اصناف المحاشي والصوانى والطيور كانت تحتفل بسعاده فلا شيء يسعد الام اكثر من سعادة ابنائها وفريده نهضت باكرا لتساعدها تذكرت اكلات عمر المفضله وتذكرت انه اخبرها انه لم يعد يحب اي شيء من الماضى حتى هى شخصيا واليوم حتى رشا الدلوعه لاول مره في حياتها تبادر بدخول المطبخ و تبدأ في المساعده عجيب امر الحب كم يبدل الطباع والامزجه ويحول من النقيض الي النقيض تماما في لمح البصر شعرت ان والدتها تعبت فهى لساعات تقف علي رجولها لذلك امرتها بلطف بدخول غرفتها ماما ارتاحى وانا هكمل خلاص ما فيش غير التسويه انا هقوم باللازم ثم جذبتها من يدها بلطف وارقدتها علي فراشها وشغلت لها مكيف الهواء واظلمت الغرفه كى ترتاح قليلا 
في طريق عودتها لا حظت ان رشا تهتم بالتنظيف اكثر من اي يوم وهى ترقص وتغنى ضحكت من قلبها وتمنت لها السعاده واكملت طريقها للاهتمام بطبيخها حالة النشاط ما زالت تنتاب رشا فبعد ان انهت التنظيف وعطرت المنزل اتجهت لتساعد فريده في المطبخ لكن فريده طردتها بلطف واخبرتها ان تذهب لغرفتها للاستعداد انها تستمتع برؤية المحبين ومراقبتهم ان كانت لا تستطيع ان تكون سعيده اذن فلتحاول اسعاد من حولها عودة محمد اعادت البهجه الي المنزل واحمد كما هو دائما يحاول ان يرد الجميل للجميع يقدر جيدا النعمه التى هو فيها الان فكليته تعمل بكفاءة تامه وجسده تأقلم عليها واصبح يعيش بحريه الحمد لله


مع اشعالها للفرن الكهربائي وفرن الغاز الحراره في المطبخ اصبحت لا تطاق العرق اصبح يسيل علي جبتها وشعرها ابتل بالكامل وجهها احمر من نقص الاوكسجين علي الاقل مساعدة الاخرين تمنحها راحه فوريه تشعرها انها حيه مجددا بعدما طغى الجليد علي حياتها في وسط انهماكها في الطبخ لم تلاحظ عمر وهو يقف عند باب المطبخ يراقبها وهى تعمل بهمه التفتت علي غفله لتجده يراقبها فهوى قلبها پعنف في قدميها  
توقعت منظرها تماما ولم تحتاج الي مرآه لتعلم منها مدى بشاعة مظهرها الحالي نظرت الي نفسها بإحراج وارادت الهرب فورا الي غرفتها لتختفي بمظهرها المشين هذا لكن عند مرورها عند الباب عمر امسك بكتفيها ومنعها من المغادره اخيرا نظرته تبدلته ولهجته ايضا اراد ان يخرج صوته ساخرا مهينا كعادته في الفتره الاخيره لكن رغما عنه صوته صدر هامس متعجب وربما معجب فريده انتى بتطبخى مش عادتك 
فشل تماما ان يكون ساخر فهيئتها الشبيهه بالكتكوت المبتل اثارت اعجابه فريده المتعجرفه تتحمل الحراره وتقف علي قدميها لساعات من اجل اعداد الطعام للاخرين 
خفضت عيونها ارضا وهى تقول بهمس اكثر من همسه ايوه من سنين وانا بأساعد ماما في شغل البيت وعن اذنك محتاجه ابدل هدومى 
عمر اخيرا سقطت كل دفاعاته قال
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 41 صفحات