ۏجع الهوى
للخلف تنظر له پصدمة مستنكرة فبتسم لها
ده جنان يلاقى عصبية وكلام زاى الدبش برضه يلاقى
تصلب جسدها تتطلع اليه بحنق من اثر كلماته حتى توقفت
يبقى هيحتاج واحدة تانية غيرك فى حياته ليه
اقتنعتى ولا لسه عاوز اقنعك اكتر
هزت رأسها بالنفى تهمس بارتجاف هى الاخرى
لا لسة مصدقة سلمى ومشمقتنعة بغيره خالص
لاا يبقى الموضوع هيطول وهيحتاج منى كلام كتير مش هينفع نقوله هنا خالص احنا نروح ننقذ سلمى من ايد عمى وبليل نقعد انا وانتى نشوف هقنع ازاى
مش بقولك يبقى مچنون اللى يشوف او يفكر فى واحدة غيرك
فتح عينيه بصعوبة وهو مازال مقيد الى ذلك المقعد حين شعر بحركة بجواره ليتسلل الذعر
اليه حين وجد رجلين شديدى البنية يقوموا بسحب نسيم المعصوب العينين دون مقاومة منه حتى المقعد المجاور له يقوموا بتقيده هو الاخر ليهمس راغب باسمه بصوت مذعور جعل نسيم يتلفت حوله يناديه هو الاخر بلهفة ليصدح صوت قوى اتى من الظلام تعرف راغب فورا على هوية صاحبه رغم عدم رؤيته وهو يتحدث بسخرية
تعرف بس انا بحبك ازاى شوف جبتلك مين يونسك
ارتعدت فرائص راغب يبتلع لعابه بصعوبة قائلا
هو انا لسه قعد هنا كتير انا قلت كل حاجة واخدت كمان تليفونى اللى عليه الصور كلها لسه عاوز منى ايه تانى
جلال من دائرة الضوء وعلى وجهه ابتسامة ساخرة ولكن عينيه كان بداخلهم شراسة وحدة ارعبت راغب وجعلته يعلم ان فعلته لم يحصد عواقبها بعد لتحقق ظنونه حين قال جلال بصوت متهكم ساخر
عقد راغب حاجبيه بحيرة للوهلة قبل ان يدرك ما يقصد جلال ونيته فلم يستطع مقاومة ان يتحدث ساخر كأنه اراد ان تكون له الكلمة الاخيرة رغم كل ماحدث قائلا
اه فهمت بس عاوز اعرفك يابن الصاوى انى راجل ومحدش بيجيب غلط فى بلدنا على راجل لو ظهر ليه الف صورة واظن انت فاهم ده كويس
ودى حاجة تفوتنى برضه يا راغب بيه اومال انا لفيت ودورت لحد ما جبتلك اخوك وحبيبك نسيم
يقصد ايه يا راغب راغب طمنى وقولى اللى فهمته ده مش صح راغب رد عليا
حين لم يتلقى اجابة من راغب والءى جلس يتطلع الى جلال باضطراب مذعور وقد وصل اليه ما ينتويه جلال له جيدا عينيه مسمرة على جلال لا يسمع لصرخات نسيم وهو يقول بصړاخ وهذيان
رفع جلال جسده مبتعدا عن راغب وهو يقول بلا مبالاة موجها حديثه الى نسيم رغم نظراته والتى لم تفارق وجه راغب الشاحب شحوب المۏتى
الكلام ده مليش فيه انت اللى جبت اللى ركب الكاميرات يعنى زيك زيه عندى
اشار جلال برأسه الى رجاله الواقفين خلف راغب ونسيم بوضع الاستعداد ليحل كل منهم وثاق راغب ونسيم والذى اخذ يهذى وېصرخ عاليا بهستريا وهو يتم سحبه الى احدى الممرات اما راغب فحين نهض فجأة نزل على عقبيه حتى اصبح فى مستوى راغب ينظر اليه قائلا بصوت بارد كالصقيع جمد الډماء فى عروق راغب
نكس راغب راسه بهزيمة تتصاعد شهقات بكائه كطفل صغير وقد ادرك انه امام خياران كلهما كالمۏت بالنسبة له ولا فرار من احداهما
نهض جلال واقفا ببطء يكمل وقد علم ما يدور بعقل راغب قائلا بتهكم
وبعدين دول شوية صور لا هيودوا ولا هيجيبوا بس هيكونوا معايا علشان لو فكرت ترجع للبلد تانى ولا تلعب بديلك ولا انت ناوى تلعب بديلك
قال جملته الاخيرة متسأئلا بأستهزاء لكن راغب لم يتردد لثانية يهز راسه نافيا بقوة ليبتسم جلال ابتسامة صفراء قائلا
طيب يا راجل تبقى خاېف من ايه مدام هتبقى عاقل كده واد كلمتك
ثم اشار براسه الى رجله الواقف فى الخلفية بصمت ليسرع ناحية راغب يرفعه عن الارض بخشونة دون مقاومة من راغب كأنه استسلم لمصير اراد اذاقت غيره
به فأذاقه الله من شړ اعمله
انتى اتجننتى يا ليله! ليه بتعملى كده ده جلال لو اكتشف انك
اسرعت ليله تصمت شقيقتها تضع كفها فوق فمها تقطع الباقى من حديثها وهى تهمس بقلق
وطى صوتك ياشروق متخلنيش اندم انى عرفتك حاجة
ابعدت شروق فمها عن مرمى يد ليله تهتف بحذر
طب فهمينى عملتى كده ليه انا حسيت من كلامك معايا ان فيه حاجة وخصوصا بعد سؤالك عن المخفى راغب
زفرت ليله ببطء وحزن قائلة
ملقتش ادامى غير الحل ده اصل انا زعلته منى اوى ياشروق وكنت عارفة انه استحالة هيسامحنى فملقتش ادامى غير انى اعمل نفسى نسيت
كل حاجة وابدء معاه من اول وجديد
ربتت شروق فوق كفها هامسة بمواساة قائلة
طيب يا حبيبتى متزعليش نفسك بس انا متاكدة ان جلال مش هيستحمل يزعل منك ابدا والاحسن ليكم انكوا تقعدوا وتحلوا اللى بينكم وبلاش انك تكدبى عليا فى حاجة زى ده
نكست ليله رأسها قائلة بصوت حزين مټألم
مبقاش ينفع يا شروق انا غلطت كتير وهو استحمل وعدى ليا كتر ومعتقدش المرة دى هيقدر يسامح تانى وان كان بتعامل معايا بحنان دلوقت فده علشان خاېفة عليا وفاكر انى مش فاكرة حاجة
انقبض قلب شروق وقد اسرعت بربط خيوط الحديث قائلة پذعر
ليله اووعى يكون للمخفى راغب يد فى
زعلكم مع بعض وعلشان كده خلتينى اسال عليه سعد
رفعت ليله وجها شاحبا وعيون اغروقت بالدموع كانوا كالاجابة لشروق والتى لطمت خدها تهتف بهلع
نهارك مش فايت ياليله حصل ايه والزفت ده هبب ايه تانى معاكى
ابتلعت ليله لعابها بصعوبة قائلة بارتبارك وتلعثم
مفيش يا شروق كل الحكاية انى كنت بدافع عنه ادام جلال علشان يعنى يسبنى اجى اقعد معاكم كام يوم
نظرت لها شروق بشك قائلة بتحذير
بس كده مفيش حاجة حصلت تانى
اسرعت ليله تهز رأسها بالنفى القاطع رافضة كل الرفض ان تعلم اختها بما حدث من ذلك الحقېر فلا رغبة لديها ان تسبب لها الالم او القلق وهو على اعتاب حياة جديدة لذا اسرعت تأكد لها ان هذا كل شيئ لتهتف شروق بعتب قائلة
وده كلام ياليله برضه ازاى تدافعى عن حيوان زاى ده وادام كمان جوزك لا انتى كده غلطانة
لوت ليله شفتيها ندما وحزنا وجهها يزداد شحوبا تهمس بحروف خرجت منها متقطعة اسفة
خلاص يا شروق بجد مش مستحملة انا بس كنت عاوزة اطمن عليكى واكون معاكى
ادركت شروق كم كانت قاسېة عليها لتسرع برسم المرح فوق وجهها لتخفيف عنها تهتف
علشان كده كنتى عاوزانى اسال سعد عليه اطمنى يا ستى اهو خفى
انتبهت حواس ليله لحديث شروق والتى اكملت بابتسامة انتصار
اتصل بيهم وبيقول انه عنده شغل فى القاهرة وهيتأخر ويمكن حتى ميحضرش الفرح خالص
شعرت ليله بدقات قلبها تتراقص فرحا تشعر بان قرار راغب هذا ورائه جلال وانه حقا استطاع ابعاد هذا الکابوس عنها وعن حياة شقيقتها لكن سرعان ما بهتت فرحتها حين ادركت كم كانت قاسېة عديمة الادراك حين تعاملت مع هذا الحقېر دون ان تخبره وتطلب منه المساعدة وهو بطرفة عين استطاع كسر شوكة هذا الحقېر دون ان يدرك احد حتى هى كيف فعلها
كانت شروق تكمل دون ان تعلم عن حالة التخبط تعيش ليله بداخلها قائلة بحيرة
احنا هنرجع انا وماما البيت النهاردة سعد طلب ده مننا وزمانه روح ماما وهيعدى عليا يروحنى وكده مفيش حاجة تمنعك تجى بعد كده
عقدت حاحبيها بحيرة تكمل
تفتكرى لو طلبت من جلال انك تجى تقعدى معانا يوم هيوافق
همت ليله بالبرد عليها ولكن قاطعتها دقات هادئة فوق باب جناحهم اعقبها صوت جلال الهادىء يطلب الاذن بالدخول فتأذن له بعد ان وضعت شروق حجابها فوق رأسها فدلف الى داخل الغرفة مبتسما بترحاب قائلا بصوته الهادىء الرصين والتى اصبحت تعشقه وهو كل تفاصيله
اهلا ازيك يا شروق اخبارك واخبار الست الوالدة ايه
اجابته شروق بخجل وصوت خفيض مرحبة به هى الاخرى وبعد عدة كلمات مجاملة قالت بعدها بلهفة
انا كنت جاية اطمن على ليله واعرفها اننا رجعنا بيت العيلة تانى اصل يعنى راغب مشى ومش راجع خالص الفترة دى
عقد جلال حاجبيه بشدة وتفكير فادركت ليله فورا ما قد يصل اليه تفكيرلتسرع دون ان تمهل نفسها للحظة للتفكير تجيبه فورا خوفا من ظنه بعلم شروق بما فعله راغب قائلة بسرعة ودون تفكير
اصل كنت طلبت منها تروح تقعد عن خالى فترة لعلشان اقدر اروح ازورهم
ظلت ملامح وجهه مبهمة يرتسم فوق امارات التفكير العميق حتى اخذت ابتسامة بطيئة ترتسم فوق شفتيه وهو يلتفت ناحية ليله قائلا ببطء وابتسامته تزداد اتساعا
بقى كده! طيب انا معنديش مانع خالص لو تحبى تروح تقضى هناك يومين ايه رايك
صفقت شروق بكفيها بفرحة تهتف بليلة والتى وقفت عينيها مسمرة فوق ملامحه تتسأل عن سر بسمته الفرحة تلك تشعر بالحزن يزحف لقلبها وهى تتسأل بحزن ايكون سببها انه سيتخلص منها بعيدا لعدة ايام حتى يتنفس بحرية بعيد عن تشبثها به لتخرجها شروق من
شرودها وهى تهتف بها بسعادة
طبعا انتى موافقة ياليله صح قولى صح حتى علشان نخرج
سوا نشترى باقى الحاجة
ثم التفتت الى جلال المبتسم لها قائلة بلهفة
والله يا جلال انا مأجلة كل حاجة علشان خاطر ليله تبقى معايا انا بجد مش عارفة اشكرك ازاى
جلال بصوت رقيق حنون
مفيش شكر ولا حاجة انا عارف انتوا متعلقين ببعض اد ايه وليله نفسها كانت هتتجنن علشان تبقى معاكى فى الايام دى
ثم الټفت الى ليله يسألها بصوت لم تستطيع تحديد ما يحمله من نبرات فقد كان مابين الخبث والمرح
مش كده يا ليله ولا ايه!
اومأت له بشرود وذهن مغيب تمام لم تدرك على ما وافقت الا حين هتفت شروق بسعادة وهى ناحية خزانتها
طيب يلا نحضر هدومك بسرعة وزمان سعد جاى فى السكة يا خدنا
توقفت خطواتها تتشبث بالارض تهم بالرفض القاطع والصړاخ بصوت عالى انها لن تترك هذه الغرفة ولن تتحرك بعيد عنه خطوة واحدة ولكن اتى صوت جلال المرح يقاطعها
لو تحبوا انا ممكن اوصلكم ونتصل بسعد نقوله بلاش يتعب نفسه
التفتت شروق قائلة بخجل
لااا هو زمانه فى الطريق وشوية وهيكون هنا
هز جلال راسه بالموافقة مبتسما ثم يتحرك ناحية الباب مستأذنا قائلا
طيب انزل انا علشان قابله عما تجهزوا انتوا
غادر الغرفة يفتح بابها تتابعه ليله بعيون ذاهلة مصډومة من سرعة الاحداث
لكن ارتجف قلبها تتعالى ضربات حتىةكادت تصم الاذان حين وقبل خطوة واحدة من الباب الټفت الى الخلف تتقابل