الأربعاء 18 ديسمبر 2024

أمل نصر

انت في الصفحة 22 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

! انت اللي جبته بنفسك ياسالم وانت تعرفه منين دا اساسا ولا يكونش بقيت مرسال كمان للباشا اللي جوا اسمع ياسالم انا مسكت نفسي ومارديتش اكسفك قدام الراجل الغريب رغم ان دمي كان بيغلى وانا شايف الواد ده قاعد معاكم واكنه من اهل البيت في ايه ياسالم هو الواد ده بقى وارث معانا عشان يجيب ضيوفه كمان نضايفهم في بيتنا 
اومأ له سالم بيداه 
اهدى بس انت وانا هاحكيلك على كل حاجة 
هاتحكيلي ايه بقى لا يكون هاتقولي كمان انك اكتشفت انه برئ وان الطلقة اللي كانت في دراعه كانت هزار مع
واحد صاحبه 
تبسم سالم من طريقة شقيقه ثم قال بجدية 
لا ياسيدي مش هاقولك هزار ولا اي حاجة من الكلام ده انا بس هاحكيلك
اللي قالهولي صالح واكدهولي الراجل الضيف النهاردة 
بداخل غرفتها يمنى وعلى سريرها كانت تتقلب في فراشها و على وسادتها تناجي سلطان النوم كعادتها مؤخرا ولكن هذه المرة لم يكن تفكيرها
مرهقا فيمن اقتحم حياتها قريبا بدون استئذان هذه المرة كانت تفكر بحالمية نبتت بداخلها بعد لقاءها بالرجل الضيف الذي اكد بحضوره اصل صالح الطيب كما ذكر لها أباها مؤجلا سرد قصته عليها والتي قال عنها بالتفصيل وهو تعرض صالح لظلم لا يتحمله بشړ ولكنه ذكر ايضا انه اصبح بدون مستقبل بمعنى انه لايوجد امل في 
عند هذه النقطة فاقت يمني لنفسها حتى لا تترك نفسها لهواها وتشطح بتفكيرها في شئ اقرب منه للمستحيل تقلبت بجمبها تغمض عيناها حتى تستطيع النوم وتنهي يومها هذه بكل مافيه ولكن ماهي الا دقائق معدودة ودوى صوت هاتفها رفعت رأسها وتناولته من الكمود لترى من المتصل ولكنها لم تعلم وذلك لانه كان رقم مجهول ردت بتردد 
الوو مين اللي بيتصل 
الوو ايو يمنى ازيك عاملة ايه 
ضغطت على عيناها بغيظ وقد علمت هوية المتصل من صوته من قبل ان ترد عليه 
عايز ايه ياسعد 
اتاها صوته مع اصوات همهمة قريبة مكتومة
يعني هاكون عايز ايه يعني ابن خالك وبيتصل عشان يطمن عليك 
ردت قائلة بحدة 
لا اطمن يابن خالي
وطمن
امك اللي حاطة ودنها على التليفون معاك وبتمليك الكلام اللي بتقهولي انا كويسة كويسة قوي ومش ناقصني حاجة خالص ياساتر 
هتفت بالاخيرة بعد ان انهت المكالمة بوجههم دون استئذان لو كان الأمر بيدها لأسمعتهم من الكلمات بما يليق بيهم ويستحقونه ولكنها تخشى ڠضب والدتها فهي الأدري پغضب نجية فيما يخص اخيها وابنه ابن امه كما تسميه دائما يمنى 
ها ياواد ابوي ايه رأيك في الكلام اللي قلته دلوقت
سأل سالم بعد أن سرد القصة من بدايتها لنهايتها لأخيه الذي اشاح يونس بعيناه قليلا ثم قال 
وانت ايش عرفك ان كلام الاتنين صادق مش يمكن يكونوا متفقين مع بعض عليه
رد سالم 
وه يايونس هو انا غبي عشان ماعرفش افرز اللي قدامي واكشف ان كان صادق ولا كداب 
تأفف يونس قائلا بنفاذ صبر 
لا ياسالم مش غبي بس حاسك مايلوا يعني هاتصدق عشان
انت عايز تصدق مش هاتدور ولا هتدعبس على الحقيقة 
حدق سالم بشقيقه قليلا ثم قال 
اقولك حاجة يايونس انا حاسس ان انت كمان مصدق من جواك بس بتنكر قدامي عشان مش عايز تبين 
الټفت اخيه يرمقه بنظرة مضطربة ثم أشاحها مرة أخرى قائلا 
حتى لو مصدق ياسالم انا شايف اننا نبعد عن الشړ ونغنيله صاحبنا ده زين ولا عفش لنفسه بقى احنا ناس بنجري على اكل عيشنا بالضالين انت بيتقطع فرطك النهار كله في شغل الزرع وتيجي الليل تقسمه نص حراسة من الحرامية وساعتين خطڤ نوم وانا واحد شغلتي في سمسرة البهايم يدوب بحوش منها بالعافية لتشطيب الشقة اللي مرضياش تخلص دي عشان اتجوز بقى واريحكم من همي فاحنا مش ناقصين حد من الناس الكبيرة دي يحط علينا دول مرحموش اللي متربي معاهم في بيتهم هايرحمونا احنا الغلابة
تنهد سالم يستوعب كلمات اخيه ثم قال 
كلامك كلو سليم يا يونس بس احنا هانستعجل الأمور ليه مدام قلبنا اطمن من ناحيته وعرفنا اصله الكريم يبقى نصبر عليه لما يخف وبعدها يحلها الحلال بس عالاقل دلوك انا هاحط راسي على المخدة وانا مطمن ان اللي قاعد جوا مش حرامي ولا قتال قتلة 
اومأ برأسه يونس ينهض عن الكنبة وهو يمط بجسده 
روح انت نام وانا كمان هاروح احط راسي اللي تقلت دي من مشوار السوق وجري البهايم الكبيرة دا حتة بقرة النهاردة اطلقت في السوق عليا النعمة بهدلت رجالة بشنبات 
ضحك سالم من قلبه وهو يتبع اخيه هو الاخر أيضا وسأله مستندا بكفه على كتف يونس وهم يتحركون للداخل 
و على كدة بقى عرفتوا تمسكوها ولا لاه 
مسكناه بس بعد ايه بعد مرضغتنا في التراب الله جاها بالطين دي مش عارف انا جابت
الشدة دي منين 
حينما وصلوا الى غرفة يونس وهم ليضع المفتاح ليفتح بابها أجفله سالم سائلا 
بقولك ايه يايونس صح ااه ها ترضى لو طلبت منك تبيت حد معاك في الأوضة
قطب يونس قليلا باستفسار قبل ان يرتخي حاجبيه هاتفا 
لاه يا سالم اياك يكون قصدك 
قطع جملته مشيرا بسبابته نحو احدى الغرف اأومأ له سالم يهز برأسه بابتسامة 
ايوة يايونس هو اللي اقصده 
فغر يونس فاهه واضعا كفيه على خصره يسأله بغيظ
ليه بقى عايز افهم هو بيتنا يبقى المقر الرسمي بتاعه ماهو مرزوع في اؤضة ولدك الصغير على ما يقوم على رجليه ويروح لحاله بعدها 
رد سالم 
انا معاك في كل كلامك بس بصراحة يعني انا صعب عليا النهاردة لما شفت فرحته لما طلع وقعد بينا واتعشى
صمت يونس
حانقا كرر سالم بلهجة مترجية 
ها واد ابوي ايه
رأيك 
الفصل ١٨
فتح اجفانه مستقيظا على دفعة بقبضة صغيرة لكزته على ذراعه السليمة وصوت يعلمه جيدا يهتف ساخطا 
ماتقوم ياعم انت هاتفضل نايم اليوم كله 
رمش بعيناه قليلا ينظر اليه بتشوش مع ثقل رأسه وهم ليتجاهله مكملا نومه فدفعه الصغير وكرر لكزه بقبضته الصغير عدة مرات يصيح عليه 
قوم ياعم قوم باه هو انا هاقعد اصحي فيك لبكرة على كدة وانت عامل زي المېت
استفاق يرد بصوت متحشرج من اثر النوم 
عايز ايه يامحمد وجاي ليه تصحيني كدة على اول الصبح بس 
أجابه محمد حانقا 
دا مش اول الصبح احنا داخلين عالساعة ٨ ومش انا اللي عايزك ابويا هو اللي عايزك 
اعتدل قليلا يفرك بعيناه سائلا 
وابوك عايزني في ايه بقى الصبح بدري كدة 
زفر الصغير بطريقته المحببه واضعا كفيه على خصره 
مش تقوم وتشوف انت بنفسك ايه اللي ابويا عايزه منك بدل ما انت عمال كدة بتسأل فيا وتتعب قلبي 
اعتدل جيدا بجذعه يرد بمشاكسة 
طب دا برضوا كلام يااستاذ محمد تيجي وتتعب نفسك في صحياني وانت مش عارف السبب اللي والدك عايزني فيه 
ابتسم من قلبه صالح وهو يرى الڠضب المرتسم على وجه محمد الصغير وعيناه التي احتدت بسبب انه اتخذ الكلمات على كرامته اردف صالح 
خلاص يامحمد باشا متزعلش نفسك انا بس بهزر معاك 
رد محمد باندفاع 
ماتهزرش تاني عشان هزارك بايخ 
رفع له
صالح كفيه للأعلى باستسلام قائلا 
خلاص ياباشا انا اسف ومش هكررها تاني بس يعني ممكن أسال هو الوالد فين عشان اشوفه
قوم وتعالى انا هاوديك ليه 
قال محمد وهو يشير اليه بكفه الصغير تحرك صالح قليلا ليجاريه حتى نزلت بأقدامه من على التخت فاكتنفه دوار رأسه المعتاد ليمسك مستندا على قائم السرير سمع قول محمد من خلفه بسأم 
انت هاتدوخ تاني كمان انا قولت عطلان وماحدش صدقني 
ضحك صالح بخفة وبحذر قبل يرفع رأسه الى محمد متصنعا الجدية 
انت بتتمسخر على العيا يامحمد مش خاېف لربنا يبتليك ولا راسك ټوجعك انت كمان زيي 
كشړ محمد بوجهه قائلا بحدة 
وانت عايز ربنا يبتليني ليه بعد الشړ وراسي توجعني كمان خلص ياعم جر رجليك التقيلة دي عشان اخدك و ادخلك على باب الجنينة خلص 
تفوه محمد كلماته الاخيرة بسأم نحو صالح الذي انتبه على جملته سائلا بدهشة وهو يشير بابهامه للطفل نحو النافذة 
انت قصدك على الجنينة اللي هنا دي يامحمد
ايوه ياعم خلصني يالا وهات يدك عشان ماتوهش مني 
هتف بها محمد وهو يتناول كف صالح الذي استسلم لسحبه رغم دهشته وتعجبه خرج به محمد من الغرفة وقبل ان يصل به الى الباب الخلفي اشار له بيده 
اهو الباب اللي قدامك ده هاتدخل فيه على طول تخش على الجنينة هتلاقي ابويا وعمي يونس قاعدين تحت شجرة الجميز بس كدة بقى انا ماشي 
اوقفه صالح يجذبه من تلابيب قميصه يسأله 
ماشي فين انت هاتخليني ادخل لوحدي هنا وانت بقى طالع وماشي 
نفض ذراعه محمد يحاول نزع نفسه عن صالح قائلا 
وانت هاتخاف ماتخش لوحدك بقولك هتلاقي ابويا وعمي قدامك سيبني بقى خليني اطلع العب كورة مع العيال برة بقولك سيبني باه 
هتف بالاخيرة بعد ان افلت راكضا من صالح الذي انتابه الحرج لا يعلم كيف يدخل او كيف يخرج حتى اجفل على صوتها الرقيق وهي تهتف من خلفه 
واقف ليه مكانك ماتدخل 
التف اليه فوجدها امامه في الناحية الأخرى
بوجهه الذي يشبه القمر بصفائه وابتسامتها المشرقة التي تبعث في القلب بهجة بمجرد النظر اليها ترتدي ملابس مهندمة جميلة وبيدها الدفاتر الورقية وعلى كتفها علقت حقيبة سوداء صغيرة تمتم مسرورا امامها دون تفكير
ياصباح الخير و الهنا والسرور كمان
ابتسمت بخجل لكلماته ثم اردفت ببعض الجدية 
ماتتكسفش وادخل على طول ابويا مستنيك فعلا جوا 
تجاهل كلماتها وسئلها بفضول 
رايحة
المعهد ولا المستشفى 
قطبت بابتسامة مستترة 
الاتنين عن اذنك بقى عشان احصل ميعادي وانت ولو احتجت حاجة اطلب من أي حد في االبيت سلام بقى 
اردفت بالاخيرة وتحركت تتخطاه مغادرة نظر هو في اثرها قليلا قبل ان يعود لوضعه ثم خطا ليدلف الى الحديقة بتردد ولكنه تفاجئ بسالم اسفل احدى الشجيرات يرتشف من كوب للشاي خاصته يشير بكفه اليه ليتقدم وفي الناحية الأخرى كان يونس يعزق بفأسه في أحد أحواض الخضرة رمقه بنظرة سريعة ثم تابع عمله 
وفي المدينة وبعد ان ترجلت من سيارة الأجرة الخاصة ببلدتهم انفصلت عن مرافقتها من احدى فتيات البلدة مخالفة السير معها في الطريق المعتاد بحجة التقائها الضروري لإحدى صديقاتها من اهل المدينة لأمر مهم يخص الدراسة وسارت في
الطريق الذي وصفه
لها تقطعه على تخوف وتردد مع رغبة قوية في المغامرة كان الطريق في بداية الصباح
تقريبا خاليا من السكان وهي تسير بحرص حتى تفاجأت به يخرج لها من آحدى البنايات 
ندى 
هتف بها مقتضبه بابتسامة انارت وجهه الوسيم يتقدم نحوها بقميص اسود على بنطاله
من الجينز والذي لائم جسده النحيف بخطوات مسرعة نحوها وكأنه لا يصدق رؤيتها اومأ لها لتتحرك بخطواتها فسارت هي للجهة التي يشير اليها حتى وقفت معه في ركن قريب بعيد نسبيا عن الأعين المتلصصة وحركة المشاة في الشارع تحدث قائلا بلهفة 
دا انا مكنتش مصدق انك هاتيجي 
ردت قائلة بهدوء 
ما انا كنت

فعلا مش هاجي بس
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 33 صفحات