السبت 30 نوفمبر 2024

بقلم تسنيم المرشيدي

انت في الصفحة 44 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


تسيطري علي حزنك ووجعك خدي وقتك بس بحدود عشان مندخلش في دوامة تانية إحنا في غني عنها فهمتي
رقية اتنهدت وسألتها بفضول 
يعني المفروض اعمل ايه 
الدكتورة ابتسمت ووضحت لها طرق تمشي فيها 
انتي عقلك كان رافض الفكرة فكونه اتقبلها حاليا لازم تشغليه بحاجات تانية عشان متفكريش في مسلم كتير انزلي شغلك من تاني مارسي رياضة بتحبيها اي هواية بتتفنني فيها ارجعي لها تاني هتلاقي نفسك مع الوقت اتأقلمتي في حياتك والۏجع اللي جواكي هدا تماما يمكن ميروحش بس اكيد كفاية أنك تقدري تتعايشي معاه من غير ما يأثر عليكي

رقية بصتلها بتهكم وعارضتها 
بقولك قلبي بيوجعني يعني مش قادرة اعمل اي حاجة
الدكتورة أصرت علي كلامها وقالت 
ما انتي هتجبري نفسك مش هتستني لما تكوني كويسة لأن ده هيحصل علي المدي البعيد لكن لما تشغلي نفسك حتي لو مجبرة هنقطع مسافة كبيرة اوي علي تحسنك
رقية مسكت دموعها وقامت وقفت وبصتلها 
ممكن اللي اتقال ده بابا ميعرفش عنه حاجة
الدكتورة بصتلها باستغراب ورقية فهمت نظراتها وقالت 
عارفة انه بيكلمك يطمن عليا وهو اللي حكي لك كل التفاصيل اللي انتي بتتكلمي فيها دي بس انا مش قادرة أخد نصايح ولا اتعاتب في الفترة دي بالذات
الدكتورة ابتسمت لها وردت عليها بثقة 
انا شغلي بيحتم عليا اني محكيش اسرار الحالات اللي بتجيلي بس انتي كنتي خاصة شوية لانك مكنتيش بتتكلمي فهو كان حابب يطمن عليكي مش اكتر بس طلاما انتي مش حابة فخلاص اطمني مش هيعرف حاجة
رقية مشت ولحظة مقابلتهم مش مفارقة عقلها هو معقول نساها بالسهولة دي عقلها رافض يتقبل فكرة أنها في ثانية بقت غريبة عنه هو ازاي قدر يعمل فيها كده إزاي قدر يبعد ويفارقها بكل سهولة قلبه محنش ليها كل المدة دي هو فعلا ممكن ميكنش حبها فقدر يبعد بسهولة 
رقية مسكت راسها يمكن تقدر توقف افكارها اللي اتحشرت بينهم ومش لاقية ليهم إجابة دخلت بيتهم وسعيد قابلها بابتسامته المعهودة واتفاجئ بعياط رقية
قرب منها بخضة وسألها باهتمام 
بټعيطي ليه بس يا روكا 
رقية ردت عليه من بين عياطها بنبرة مهزوزة 
انا موجوعة اوي يا بابا حاسة اني مش قادرة كل حاجة تقيلة علي قلبي اوي
سعيد عيونه لمعت بتأثر علي حالتها طبطب عليها بحب وقال 
كله هيعدي مهما الۏجع زاد مسيره هيروح في يوم بس انا مش حابب اشوفك في الحالة دي
سعيد بعد عنها ورفع وشها وكمل كلامه 
رقية اللي اعرفها قوية وبتواجه اي مشكلة بتمر بيها عمرها ما كانت بالضعف دا ابدا
رقية حطت أيدها علي قلبها وقالت له 
مكنش فيه ۏجع هنا مكنتش بحس الاحساس اللي أنا حساه ده
آمال قاطعتها بكلامها 
كل ده عشان مين ها عشان واحد باعك بعد يومين اتنين! رسم عليكي الحب وفي الاخر رماكي ومفرقتيش معاه زعلانة علي...
سعيد قاطعها بعصبية شديدة 
آمال خلاص
آمال بصت له جامد واتكلمت بحدة 
بلا آمال بلا بتاع هي لازم تفوق لنفسها ومصلحتها الدنيا موقفتش علي سي مسلم بتاعها ده فيه غيره كتير يتمني ضافرها بس هي اللي مش شايفة غير اللي طلقها ومشي في أول مشكلة ومعملش اعتبار ليها ولا لكسرة قلبها الحمد لله النهاردة اخر يوم في عدتها ونبقي خلصنا منه خالص
رقية مقدرتش تستحمل كلامها واندفعت فيها بكل قوتها 
انتي مش مقدرة اللي أنا فيه ليه مش حاسة بۏجع قلبي اللي مش بيهدي ليه أنا حبيته بجد أنا نفسي وحياتي وكنت مستعدة اسيبكم عشانه أنا روحت لأهله عشان بس يكون مبسوط وهو مقدرش هو طلقني وسابني ومشي ولما قابلني النهاردة عدي من جنبي كأنه ميعرفنيش كل ده مش سهل عليا أبدا حرام عليكي قدري اللي انا فيه ..
رقية مشت كام خطوة ووقفت وبصت لوالدتها وضحكت بتهكم 
ومخلصتيش منه ولا حاجة .. أنا حامل!
رقية دخلت الأوضة وآمال كانت مصډومة من اللي سمعته عيونها منزلتش من علي باب الاوضة اللي رقية اختفت وراه حست بتقل أنفاسها وهي لسه مش مستوعبة ..
سعيد كان متفاجئ بحمل رقية بس مقدرش يسكت وبثدص لآمال بعتاب وهاجمها بحدة 
انتي مش هتبطلي الداء اللي فيكي ده كل
شوية تبخي كلمتين سم للبت الغلبانة دي ده انتي أمها المفروض انتي اللي تهوني وتطبطي عليها مش كل ما تجيلك فرصة تقعدي تقطمي فيها
آمال مهتمتش لأي كلمة من اللي قالها وبصتله وهي لسه مصډومة 
بتقولك حامل! هنعمل ايه يا سعيد 
سعيد بصلها بتهكم ورد عليها بعصبية 
هنعمل ايه في ايه 
آمال سحبت نفس وردت عليه وهي بتبص علي باب اوضة رقية 
الواد هيجي ميلقيش له أب 
سعيد بص
في الأرض بأسف شديد وردد 
لله الامر من قبل ومن بعد
سابها ودخل اوضته وهو مهموم جدا ومش عارف يفكر آمال دخلت لسميرة اختها وهي حاولت تهون عليها ما سمعت كلام رقية 
ربنا رايد العلاقة تستمر يا آمال هتعملي ايه بس 
آمال هزت راسها بعدم تصديق وقالت 
سبحان الله ناس تقعد بالسنين ميعرفوش يحملوا وهي...
آمال سكتت وغمضت عيونها تحاول تهدي نفسها سميرة ربطت علي كتفها وقالت 
أمر ربنا مينفعش نعترض عليه
آمال ردت عليها بتلقائية 
ونعمة بالله
مسلم من وقت ما رجع وهو قاعد علي السرير مش قادر يتحرك صورتها مش مفارقة عقله وخصوصا بشكلها الجديد افتكر مكالمة معينة المفروض يعملها 
أيوة يا يوسف ايه الجديد 
يوسف رد عليه بعملية 
زي كل اسبوع يا مسلم بيه بتنزل النهاردة الصبح تطلع عمارة وتروح المقاپر أنا كلمتك اقولك بس انت مدتنيش فرصة واتفاجئت أنك موجود هنا وشوفتها
مسلم ضغط علي أسنانه بضيق ورد عليه بحدة 
ها وبعدين عملت ايه بعد كده 
يوسف أتكلم يحكي له اللي شافه 
رجعت تاني العمارة اللي كانت فيها الصبح وبعدها رجعت البيت ودي اول مرة تروح العمارة دي مرتين في نفس اليوم
مسلم رد عليه باختصار 
ماشي يا يوسف شكرا لو حصل جديد بلغني
قفل المكالمة وبص علي الساعة قدامه لسه ساعات بسيطة واليوم يخلص والفرصة تروح مع نهايته قام وقف وهو بيرفض الفكرة اللي في عقله فتح شنطه وطلع منها هدوم وغير بسرعة ونزل تحت وقف قدام الباب وهو متردد علي الخطوة اللي هيعملها مش عارف هيقدر ولا لأ 
سحب نفس وفتح الباب واتفاجئ بصوتها وهي بتسأله 
مسلم.. رايح فين 
مسلم الټفت وبصلها بملامح جامدة 
مشوار
رانسي ضيقت عيونها عليه واتكلمت 
عيب عليك تخبي عليا
مسلم اتنهد بزهق ورد عليها بفتور 
مش بخبي عليكي بس مفتكرش يخصك تعرفي انا رايح فين 
ضحكت له وردت عليه بعتاب 
هي بقت كدا ماشي يا استاذ مسلم علي راحتك
سابته ومشت ومسلم خرج برا وهو ناوي يرجع لمكانه تاني ..
سهير بصت لها بنفاذ صبر وقالت 
يابنتي متغلبنيش معاكي وكلي اي حاجة
أميرة هزت راسها برفض تام وسهير نفخت بضيق وخرجت برا مسعد سألها باهتمام 
مأكلتش برده
سهير حطت الاكل علي الطرابيزة وقعدت جنبه وهي مضايقة وردت عليه 
أنا تعبت معاها ومعتش عارفة اعمل ايه كل ما اقول حالتها اتعدلت بطلع غلطانة
مسعد بصلها واتكلم بعدم استيعاب 
هي معقولة كل ده زعلانة علي ابن عمها 
سهير اتنهدت وردت عليه بنبرة مهزوزة رغم أنها مكنتش عايزة تصدق اللي بيدور في عقلها 
الظاهر أنه مكنش ابن عمها وبس يا مسعد
مسعد ضيق عيونه عليها وسألها باستفسار 
يعني ايه 
سهير بلعت ريقها وحاولت توضح قصدها 
الظاهر انها كانت بتحبه والله أعلم
مسعد بصلها جامد وهو مش مصدق اللي قالته بص في الفراغ قدامه وردد بحزن شديد علي حالة بنته 
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
الباب خبط وسهير قامت فتحت واتفاجئت بوقوفه قصادها لوهلة مستوعبتش أنها شيفاه بجد عيونها لمعت بتأثر وشوق شديد ومترددتش لحظة 
يا نور عيوني حمد لله علي سلامتك
مسلم غمض عيونه وساب نفسه يحظي بحب امه يمكن تقدر تداوي اللي جواه مسعد جه علي صوتهم ورحب بيه بافتقاد كبير 
حمدلله علي سلامتك يا مسلم
مسلم بصله ورد عليه بنبرة حنونة 
الله يسلمك 
مسلم عيون راحت علي اوضة أميرة وسألهم باهتمام 
أميرة فين 
سهير ردت عليه بحزن شديد
مسلم عيون راحت علي اوضة أميرة وسألهم باهتمام 
أميرة فين 
سهير ردت عليه بحزن شديد 
في اوضتها مبتخرجش منها ادخلها يا مسلم يمكن لما تشوفك تفرح
سهير بصت برا وسألته باستفسار وتردد 
هي شنطك فين يا حبيبي 
مسلم ضحك بتهكم ورد عليها بنبرة مليانة حزن 
انا كنت مشيت بشنط عشان اجي بيها 
سهير بصت له بتأثر علي حالته والتزمت الصمت مسلم سحب نفس وخبط علي باب أميرة ولما مسمعش رد منها دخل 
مكنش متفاجئ لما شافها نايمة منها وقعد علي السرير قبل ما يقول 
مش عايزة تشوفيني 
أميرة شالت الغطا من علي وشها وبصتله بعيون بتلمع فيها الدموع مسلم اميرة عيطت جامد لدرجة أن مسلم مقدرش يتماسك وعيط معاها
أميرة بعدت عنه وبصتله بلوم واتكلمت بنبرة مبحوحة 
هو ربنا مبيحبنيش ليه يا مسلم 
مسلم مسح دموعه ورد عليها بعتاب 
بتقولي كده ليه 
أميرة بصت علي صوابعها وهي بتفركهم جامد وردت عليه 
كلكم مشيتو وسبتوني لوح...
مسلم قاطعها بوقوفه ورد عليها وهو بينهي الحوار 
أميرة أنا ملصم نفسي بالعافية مش مستحمل اي كلام
مسلم خرج برا ورفض يسمع اي كلام تاني منها سهير جرت عليه وسألته بتردد 
انت رايح فين يا مسلم
مسلم سحب نفس ورد عليها بهدوء 
نازل يا امي
سهير وقفت قصاده واتكلمت بقلق 
هو انت مش هتقعد هنا 
مسلم رد عليها باختصار 
لأ 
سهير عيونها وسعت بذهول وكانت هتعارضه بس مسلم لحقها واتكلم هو 
عشان خاطري مش عايز اعتراض وكلام كتير انا مكنتش ناوي أرجع هنا بس جيت اطمن عليكم وهمشي مش قادر اقعد هنا ..
سهير عيطت جامد وهي بتتوسله 
عشان خاطري خليك معايا انت متعرفش أنا الايام اللي فاتت دي عدت عليا ازاي وانا مش عارفة طريقك واختك اللي مش بتخرج من اوضتها ريحني ربنا يريح قلبك
مسلم اتنهد وحاول يكمل الحوار بنبرة طبيعية علي قد ما يقدر 
وانتي متعرفيش أنا عايش في ايه ولولا انكم وحشتوني مكنتش دخلت البيت ده
مسعد ادخل في الحوار وقالها 
سبيه علي راحته يا ام مسلم
سهير بصتله واتكلمت بعصبية 
ما انا سيباهم علي راحتهم وانا اللي تعبانة في الآخر يا مسعد
مسلم فرك عيونه بعصبية واتكلم بلهجة متوسلة 
بالله عليكي ماتضغطي عليا ربنا اللي يعلم أنا واقف في البيت ده وانا جوايا ايه
مسلم راسها وسابها ومشي نزل وهو بيجاهد مع نفسه أنه ميعطيش وقف في أكتر مكان كرهه واتمني أنه يختفي تماما وكأن الأحداث بتتعاد قدام عيونه لحظة وقوع دياب ومۏته بين أيديه ..
مسلم جري علي برا وهو رافض يصدق أن اللي حصل ده حقيقي ركب تاكسي وبص علي ساعة أيده وهو شايف الوقت خلاص بينفذ قدامه كلها ساعات ومعتش هيعرف يرجعها
تاني هتبقي لغيره مع الايام!.
مسلم حس بخنقة شديدة جواه مسك رقابته يحاول يحسن من حالته من اللي حس بيها في الوقت ده فشل إنه يرجع لطبيعته وطلب من السواق يقف نزل وهو مش عارف نزل ليه المسافة للفيلا بعيدة جدا معقول هيمشي كل ده
سحب نفس ومشي
 

 

 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 85 صفحات