بقلم تسنيم المرشيدي
بضيق وردت عليه بهدوء رغم ضيقها
في حالات جوا ومن فضلك يا مدام رقية استني لما أبلغ الدكتورة الأول
رقية هزت راسها بموافقة وقعدت علي أول كرسي قابلها كانت بتهز رجليها بتوتر باين وهي مستنية بفارغ الصبر دخولها لدكتورتها ..
مسلم طلع وراها وقرأ اليافطة بصوت هادي
دكتورة هبة للإستشارات النفسية
كان مركز مع حركة رجليها ومسكتها لبطنها من وقت للتاني كان مستغرب نفسه اوي ليه متأثر بيها وبتصرفاتها بالشكل ده ليه جه وراها من الأساس وليه طلب من المدير أنه يمسك الإدارة بأي تمن يطلبه ..
مسلم أتكلم بثبات
كنت عايز امسك الإدارة بدل حضرتك
المدير قام وقف ورد عليه باندفاع
انت مچنون يا جدع انت ولا ايه انت جاي لي تقولي عايز الإدارة!
مسلم رفع عيونه عليه بجمود ووضح قصده بلهجة جامدة
لو سمحت اقعد وافهم أنا عايز ايه علي فكرة أنا محامي وليا مكانتي وبشتغل مع مجدي الشريف أكيد سمعت عنه
ممكن تفهمني انت عايز ايه بالظبط
مسلم حط رجل علي رجل وقرأ اسمه من خشبة الهوية وبصله وقال
استاذ حسين كل اللي مطلوب منك انك تتفضل معزز مكرم تقعد في بيتك أو تطلع تصيف مع الأولاد وانا هنا هكون مكانك لوضع مؤقت ومش هاخد منك اي فلوس بالعكس أنا اللي هديلك فوق اللي بتاخده يعني مفيش تعب بس فيه أجر ولو عايز اي ضمانات أنا جاهز للي تطلبه
كل ده ليه يعني
مسلم اتنهد بزهق ورد عليها باختصار
ده ميخصكش كل اللي يخصك الضمانات اللي اقدر اقدمهالك
بعد تفكير حسين وصل لقراره وحس أنها فرصة متتعوضش وبص لمسلم وقال
موافق
عوده من الفلاش باك
مسلم خرج من تفكيره علي وقوف رقية دخل العيادة لما هي دخلت للدكتورة وقعد في ابعد مكان ممكن حد يلاحظه رقية وقفت قدام الدكتورة اللي استغربت وجودها وسألتها باهتمام
رقية جابت الاوضة يمين وشمال واتكلمت بنبرة سريعة
شوفته النهاردة جه الجريدة وكمان بقا المدير معرفش عمل كده ازاي وليه بس انا مخڼوقة اوي حسيت اني لو فضلت معاه في نفس المكان
رقية وقفت واتكلمت من بين أنفاسها المضطربة
هو عمل كده ليه عايز يوجعني تاني ده انا لسه مداوتش اللي عمله فيا..
دكتور هبة بصتلها واتكلمت بهدوء
رقية اخدت نفس وقعدت قصادها حطت أيدها علي وشها واڼفجرت في العياط واتكلمت من بين عياطها
انا مكنش قصدي كل ده يحصل مكنش قصدي دياب ېموت كنت عايزة علاقته مع أهله تكون كويسة وبس
رقية سكتت وشالت أيدها من علي وشها وبصت في الفراغ قدامها وقالت
بس كل حاجة حصلت بسببي أنا حتي لو مكنش قصدي
رقية بصتلها وملامحها بتدل علي حزنها الشديد وكملت لوم في نفسها
أنا اتسببت في مۏت واحد! ومش اي واحد ده أقرب شخص لمسلم
دكتور هبة ابتسمت لها وحاولت تهديها بنبرتها الرزينة
بس مش انتي السبب يا رقية
رقية رفعت عيونها عليها وهي بتستنجد بأي أمل وهبة واصلت كلامها
نيتك كانت خير نسيتي وعلي نياتكم ترزقون
رقية اتنهدت بتعب وغمضت عيونها لمدة وردت عليها
بس هو ميعرفش نيتي أو يمكن عارفها بس حابب أنه يوجعني
بعد مدة من الكلام بينهم رقية خرجت وهي حاسة ببعض الراحة لما اتكلمت مع دكتور هبة مسلم وقف قدام السكرتيرة وقالها
عايز ادخل للدكتورة
السكرتيرة بصتله وردت عليه بعمليه
لسه
دورك عليه بدري يا فندم وانا بلغت حضرتك لما حجزت
مسلم خبط بصوابعه علي مكتبها بضيق واتكلم بنبرة جامدة
مش هاخد من وقتها اكتر عشر دقايق
السكرتيرة بصتله باستغراب وقالتله
أقل جلسة بتكون ساعة يا فندم
مسلم نفخ بصوت عالي واندفع فيها بعصبية
أنا مش حالة أنا هسالها علي حاجة وهمشي
السكرتيرة اتوترت من صوته وقامت وقفت وقالتله
طيب ثواني خليك هنا
دخلت لدكتور هبة وبلغتها
في واحد برا عايز يقابل حضرتك بيقول مش هياخد من وقتك اكتر من عشر دقايق
هبة ضيقت عيونها باستغراب وسألتها بفضول
إسمه ايه
مسلم رد عليها وهو داخل المكتب
مش مهم اسمي مش هيفيدك بحاجة
السكرتيرة بصت له بعتاب وقالت
قولت لحضرتك خليك برا و...
مسلم قاطعها وهو بيوجه كلامه لدكتور هبة
مش عايز من حضرتك اكتر من رد علي أسئلتي وزي ما قولتلها هما عشر دقايق وهمشي
دكتور هبة كانت متوترة من تصرفاته بس حاولت تطمن نفسها سحبت نفس وبصت السكرتيرة
روحي انتي
بصت لمسلم واتكلمت بعملية
اتفضل حضرتك ممكن تقعد
مسلم رفض وسألها باستفسار
مش مستاهلة بس انا عايز اعرف كل حاجة عن رقية ابو الفضل وليه بتيجي هنا ووصلت لإيه
دكتور هبة عيونها وسعت عليه بدهشة وهاجمته بحدة
نعم! انت مين اصلا
مسلم رد عليها بفتور
قولتلك اسمي مش هيفيدك في حاجة وحتي شخصيتي برده
دكتور هبة ضحكت بتهكم واتكلمت بنبرة حادة
يعني أنا شغلي بيحتم عليا مطلعش اسرار حالاتي لقريب الحالة
نفسه اقوم اقولك انت وانا معرفش انت مين سوري يا استاذ دي اسرار ومينفعش حد يعرفها واتفضل برا عشان العشر دقايق خلصوا
مسلم ضغط علي أسنانه بعصبية وبص لهبة بنظرات رعبتها ومشي هبة جمعت هويته وقالتله
انت مسلم
مسلم وقف وسحب أيده علي اوكرة الباب وبصلها باستغراب وهي اتأكدت أنه هو من ورا نظراته وقالتله بسخرية
متستغربش اني عارفاك ده انت المړض اللي بعالج رقية منه!!
مسلم حس بخنقة شديدة بسبب كلامها بلع ريقه وحاول يقف بثبات قدامها و لما فشل هرب منها وكان هيخرج بس هي وقفته بكلامها
علي فكرة انت كمان محتاج تتعالج
مسلم الټفت وبصلها ورد عليها باندفاع
شكلك مچنونة وانتي اللي عايز تتعالجي
خلص جملته وهرب علي برا بسرعة ركب عربيته وخنقته مش بتروح منه بأي طريقة فك الكرافت بتاعة البدلة علي امل يحس براحة بس فشل حرك العربية وهو مش عارف يروح فين وكالعادة قلبه اخده عندها...
مسعد رجع المحل بتاعه بعد ما اطمن علي محل مهران وسلم كل الطلابيات لمح طيف نازل من عربيته ابتسم ورحب بيه بحفاوة
اهلا يا ابني اتفضل
عمر ابتسم له واتكلم باحترام
اخبارك ايه يا عمي
مسعد رد عليه بنبرة هادية
بخير الحمدلله انت احوالك ايه والوالد والدة كويسين
عمر هز رأسه بتأكيد وقال
الحمدلله
مسعد سمح له يقعد وعمر بعد مدة أتكلم بنبرة خجولة
الآنسة أميرة أخبارها ايه
مسعد بصله بشفقة ورد عليه بإحراج
الحمد لله لسه زي ماهي
عمر بص في الارض بزعل فرك صوابعه بتوتر ظاهر واتكلم بنبرة مهزوزه
ربنا يروق بالها يا عمي استأذن انا
عمر قام وقف ومسعد قاله
ما تقعد يابني انت لحقت
عمر اعتذر منه بلطف
معلش يا عمي ورايا شغل
مسعد دعي له بحب
ربنا يعينك يارب
عمر ركب عربيته ومشي وسط نظرات مسعد عليه ضړب كف علي كف بقلة حيلة وردد
لا حول ولا قوه الا بالله
قفل المحل لما حس أنه اتخنق من بعد زيارة عمر ورجع البيت سهير لاحظت ملامحه المكروبة وسألته باهتمام
مالك يا حاج شايل الهم كده ليه
مسعد اتنهد بحزن ورد عليها وهو بيقعد علي السرير
عمر بيجيلي مرة أو اتنين في الاسبوع كل مرة يجي يسأل علي أميرة ويمشي وهو مهموم وانا مش عارف أقوله ايه
سهير ضيقت عيونها عليه وسألته بعدم فهم
طب وهو بيجي ليه
مسعد بصلها بتهكم ورد عليها يفهمها
انتي ناسية أنه من وقت زيارته لينا وبعدها حصل اللي حصل مرديناش عليه يعني عايز رد وطبعا محروج يسأل عن رأينا عشان شايف الظروف اللي احنا فيها ..
مسعد سكت واخد نفسه وبص لسهير وقالها
ما تتكلمي معاها كده وشوفي رأيها ايه عشان أرد عليه ولو مكانتش موافقة أقوله عشان معتش يجي كل شوية ويمشي وهو زعلان زي ما بشوفه كده
سهير اتنهدت بحزن وقامت دخلت لاميرة قعدت جنبها وهي مش عارفة هتفاتحها في الموضوع ازاي سحبت نفس ونادت عليها
أميرة عايزة اتكلم معاكي
أميرة فتحت عيونها وبصتلها وسهير اتكلمت بتردد
عمر بيجي لابوكي
أميرة ردت عليها بحدة
اعمله ايه
سهير ردت عليها وهي بتحاول تنقي كلامها عشان متضايقهاش
عايز ردك يا اميرة انتي دخلتيه بيتنا يابنتي وبعد كده سكتنا
أميرة سحبت نفس وردت عليها بجمود
أيوة يعني المفروض اعمل ايه برده
سهير حاولت متتعصبش بسبب اسلوبها معاها وجاوبتها بهدوء
شوفي قلبك بيقولك ايه واعمليه يا اميرة
أميرة بصتلها لوقت وردت عليها بإبتسامة موجوعة
قلبي! قلبي ماټ وادفن
سهير اتفاجئت بكلام أميرة وبصت لها وأميرة استغربت نظراتها واتكملت وهي بتجاهد دموعها متنزلش
للدرجة دي عايشين في بيت واحد ومش حاسين بيا! مش حاسين اني كنت بحبه! ليه يمشي ويسيبني ويوجع قلبي عليه ليه روحي مش بتروح له يا ماما
أميرة اڼهارت في العياط وسهير كانت مصډومة من كلامها رددت بۏجع علي حالة بنتها
لا حول ولا قوه الا بالله كل ده جواكي ومخبياه يا اميرة
أميرة ردت عليه بنبرة مهزوزة من بين عياطها
مشي بدري اوي قبل حتي ما يودعني أنا قلبي واجعني عليه يا ماما
سهير مقدرتش تمسك دموعها وعيطت معاها طبطبت علي ضهرها بشفقة كبيرة بعد مدة بعدت عنها وبصت لها وقالت
عمره كده يا حبيبتي مينفعش نقول لربنا ليه وبعدين يعني عياطك ده اللي هيرجعه لأ ازعلي اه لكن متفكريش بالطريقة دي أبدا انتي ممكن تعملي حاجات حلوة بدل العياط ده ممكن تختمي له القرآن تستغفري له وتدعيله ربنا يرحمه انما هو مش هيستفاد بعياطك ده يا أميرة اللي بيحب حد بجد يشوف اللي يقدر يفيده بيه ويعمله عارفة اني كلامي صعب عليكي تستوعبيه الوقتي بس حاولي وانا متأكدة أنك هتكوني أحسن وانتي بتعملي له خير يابنتي هتحاولي يا اميرة
أميرة وقفت عياط ونامت وحطت الغطا علي وشها ناهية الحوار بينهم سهير هزت راسها بعدم اعجاب وقامت خرجت وهي بتدعي لها
ربنا يربط علي قلبك يابنتي
مسعد بصلها باستغراب وسألها باستفسار
بتكلمي نفسك يا سهير!
سهير قعدت قدامه واتنهدت بحزن شديد وردت عليه
البت حالها صعبان عليا اوي يا مسعد أنا مكنتش متخيلة كمية القهرة اللي هي عايشة فيها دي
مسعد ضيق عيونها عليها بعدم فهم وسألها
باهتمام
قهرة ايه اللي بتتكلمي عنها مش فاهم حاجة
سهير حكت له باختصار سبب حالة أميرة ونهت كلامها ب
كل ده واحنا مش حاسين بيها أنا ضميري مأنبني من نحيتها اوي
مسعد سند راسه علي حافة الكنبة والحزن اترسم علي ملامحه ورد عليها
يعني حتي لو كنا عارفين كان في أيدينا ايه نعمله بس
سهير عدلت قهدتها بحيث تكون قريبة منه واتكلمت بنبرة سريعة
لا كان في أيدينا كنا نحاول ونحاول لما نخرجها من حالتها دي إحنا السبب في اللي حصل ده كله يا مسعد!
مسعد أنتبه لجملتها الأخيرة وعدل