السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فاطمة الجزء الأول والثاني

انت في الصفحة 10 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


وكل اللي سمعته ده وهم وكدب مش 
معقول حضرتك المثل الأعلى لينا تكون صورتك الحقيقية بالشكل ده مش 
معقول اقرب الناس ليك تتخدع فيك بالشكل ده فين ابويا اللي رباني وعلمني اكون راجل يعتمد عليه علمني معنى الشهامة والجدعنة والرجولة 
رباني على القيم والأخلاق والمبادئ كل ده كان خدعة كبيرة واحنا عايشين 
فيها كان قناع حضرتك لابسه وبتداري عننا الشيطان الحقيقي اللي متمثل في صورتك 
هم بأن يرفع يده ليصفعه وهو يخرصه ولكن تراجع واسقط ذراعه 
اخرص انت عارف بتكلم مين في شحط زيك يتكلم مع والده بالطريقه دي

حضرتك بترفع ايدك عليه عاوز تضربني عشان كشفت وجهك الحقيقي 
امسكه من ذراعيه وهو يهزه پعنف وقال
بصوت حاد
انا بعمل كل ده عشانكم لو ماكنتش وافقت اشارك الشراكات 
العالمية دي هكون بقضي على حياتي وحياتكم أنا خاېف عليكم أفهم بقا 
دي ماڤيا عارف يعني ايه ماڤيا لو كنت وقفت في وشهم كنت زماني مېت 
من سنين انا عملت كده عشان احميكم
تحمينا من ايه بالظبط حضرتك دخلت الڼار برجلك وتقول بتحمينا 
حضرتك شغال مع ماڤيا تجارة الأعضاء والادويه المتهربة والمخدرة وتقول 
بتحمينا حضرتك بتدس السم لينا في العسل وتقول حماية أنا مش قادر 
اصدق ولا استوعب اللي شوفته وسمعته مش قادر 
غادر الشركة وهو هائم علي وجهه قاد سيارته بسرعة فائقة يشعر بأنه 
داخل كابوس مزعج يريد أن يستيقظ منه ولكن أستيقظ على فاجعة 
عندما انقلبت سيارته وتم نقله إلى المشفى وعندما فاق فقد الشعور بقدميه 
أصبحا قعيدا أخفى عن والدته ما عرفه عن والده وفضل أن يظل صامتا 
وعندما شعر توفيق بأنه المتسبب في حاډث أبنه وخسارته قرر أن يتراجع 
عن تلك الأعمال المشپوهة ولكن لم تقبل الماڤيا بذلك فانهت حياته 
باك
فتح عيناه بزعر وم سح على وجهه پغضب ثم ضغط زر استدعاء

سكرتيرته 
واخبرها بضرورة حضور الشباب اللذين تم قبولهم بالعمل في الشركة منذ 
الغد فهو بحاجتهم الآن بسبب غياب سراج شعر بانه وحيد دونه
بالشركة
أراد أن ينشغل بتدريب وتأهيل هؤلاء الشباب الجدد 
الفصل الثامن
في المنصوره 
كان فاروق عائدا من مدرسته ثم قرر التوجه إلى المعرض الخاص بالأجهزة 
الكهربائية الخاصة بشقيقه يريد أن يعرض عليه شراء منزله فقد اتخذ 
قراره وهو أن يذهب بعائلته إلى القاهرة بعد أن تنتهي تلك السنة الدراسية 
دلف داخل المعرض واقترب من شقيقه هاتفا 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد بمضض وهو عابث الوجه 
وعليكم السلام
سحب فاروق مقعد وجلس بالقرب من شقيقه دار الاخير وجهه للجهه الأخرى لم يتطلع إليه
تنهد فاروق وقال بصوت حاني
حقك تزعل طبعا يا حج بس والله الجواز ده قسمة ونصيب ده أنا بقول
لو جرالي حاجة مش هكون خاېف ولا قلقان على البنات عشان مش 
هسيبهم في الدنيا لوحدهم بقول عندهم تلات رجالة ما شاء الله عليهم ربنا 
يحفظهم هيكونو هم دول سندهم وعزوتهمحياة مش رفضت طارق عشان حاجة هي بتقولي أنها شايفاه أخوها الكبير 
قاطعه بحدة 
بنتك بتبص بره خرجت عن طوعك خلاص وأنت ماقدرتش تقولها لا إبن 
عمك هو إللي يستهالك بدل ما تقف في وشها وتعقلها ماشي ورا كلامها 
بنتك خلاص خرجت عن طوعك وانسي يا فاروق أن ليك اخ إسمه شريف 
واعمل اللي تعمله أمشي ورا بنتك اللي هضيعك
زفر بضيق وقال 
يعني هو ده رأيك يا اخويا مش عاوز حتى تسمعني للآخر وبتقطع صلة
الرحم إللي بينا هو لازم اغصب بنتي على الجواز من ابنك لا إلا تقطع 
الإخوة اللي بينا هو ده كلامك
أيوه ده إللي عندي أنا بحاول اقرب منك ونلم شمل العيلة لكن أنت اللي بتقطع كل حبال الود إللي بينا 
نهض فاروق عن مقعده وقال وهو يتطلع لشقيقه بحزن
يبقى مافيش داعي اقولك أنا جاي ليه أشوف وشك بخير يا حج 
غادر المعرض بحزن عميق يسكن قلبه بسبب حديث شقيقه الجاف معه
استقل سيارة أجرة تقله إلى منزله وأثناء شروده انسابت دمعة حاړقة من 
عينيه حزنا على ما توصلت إليه الأمور بينه وبين شقيقه الأكبر الذي قطع 
صلته به من أجل رفض ابنته إتمام زواجها من إبنه
داخل منزل مهجورا بعيدا عن الاحياء السكنية بمكان خالي دلفت بثينة سيرا على 
أقدامها إلى أن وقفت أمام الباب المتهالك استردت أنفاسها ثم وجدت 
سيدة في العقد الخامس من عمرها تهلل مرحبة بها
أهلا وسهلا يا ست بثينة الشيخ مسعود في انتظارك
دلفت تتطلع حولها بريبة فهي تتوجس خيفة من ذلك المكان ابتلعت ريقها 
بتوتر وسارت خلف تلك السيدة التي اصطحبتها بغرفة في أخر الممر حيث 
يجلس بها الشيخ التي أتت بثينة من أجله كما يدعون ولكن هو ليس بشيخ 
إنما هو دجال ينهب أموال السيدات ويوهمهما بأنه سيغير اقدارهم منهم 
التي تريد الزواج واخرون يردون الإنجاب ويظنون أن ذلك الرجل سيهبهم 
ما يتمنون وانما الرزاق والوهاب هو الله ولكن هم غافلون 
هتف مسعود بصوت غليظ يشير إليها بالجلوس بالمقعد المجاور له 
تعالي يا ام طارق اقعدي هنا 
انصاعت بثينة لأوامره وجلست بجواره ثم اخرجت من حقيبتها بعض 
النقود المتفق عليها من قبل السيدة التي استقبلتها 
اتفضل يا شيخنا المبلغ اللي اتفقنا عليه 
سحب منها النقود ونظر لها بتمعن ثم قال
جبتي اترها اللي عليها القصد والنية
دست يدها داخل حقيبتها ثانيا واخرجت المحرمة الورقية التي بها خصلة من شعر حياة وقالت بلهفة
ايوه أنا جبتلك خصلة من شعرها اهي 
التقطها منها وهتف بصوته الغليظ 
أطمني يا ام طارق كلها سبع ليالي بس وحياة بنت دلال هتلاقيها قدام 
باب بيتك وراكعة قدام ابنك مذلولة وبتطلب منه أن يتجوزها
ابتسمت بتشفي وقالت
لو ده حصل ليك عندي ضعف
المبلغ ده وكل اللي تطلبه ده يوم المنى لم اكسر دلال وبنتها 
أخرج ورقة بيضاء ثم التقط ريشة طاووس وغمسها داخل الكبريت الأحمر 
الخاص بالسحر ونقش بعض الرموز والطلاسم ثم طواها على هيئة مثلث صغير واعطاها إياه
الحجاب ده تحطيه
في بلكونة إبنك تخلي الهواء يوصله وكل لم الهوا 
يهفف عليه حياة حياتها هتكون ڼار من غيره ولم تنولي المراد تشيلي 
الحجاب ده وتجبهولي وتبشريني أن الجوازة تمت 
حاضر يا شيخ هعمل كل اللي قولت عليه 
اشاح بيده لكي تغادر 
يلا قومي روحي واوعي حد يشيل الحجاب ده مفهوم 
أومت برأسها وهي تغادر الغرفة
مفهوم طبعا 
استوقفتها السيدة قبل أن تغادر المنزل 
حلاوتي فين يا ام طارق 
ربتت علة كتفها واعطتها ورقة مالية فئه المائتين ثم اردفت قائلة
لو تم المراد يا ام نجوى ليكي عندي جوز أساور دهب 
تهللت اساوره الأخيرة وقالت
هيحصل ده سره باتع الشيخ مسعود وابقي قولي أم نجوى قالت 
غادرت بثينة المنزل وهي تتمتم بنفاذ صبر 
كله لأجل سعادة ابني واللي هيجي عليه مش هيكسب
تهللت اساورها من السعادة عندما هاتفتها مها تخبرها بضرورة الحضور غدا لمقر الشركة فرب العمل يريدهم غدا وهو سوف يتولى أمر تدريبهم 
زفت الخبر إلى والدتها التي فرحة لسعادة ابنتها ولكن عندما عاد والدهم عابث الوجه أقتربت منه حياة بقلق وهتفت قائلة
بابا مالك حضرتك تعبان
هز رأسه نافيا وجلس يرتاح أعلى المقعد

الموجود خلف باب المنزل فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزنا 
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت
قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
بابا أنا أسفه ممكن ماتزعلش نفسك أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفا كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا
هتفت دلال قائلة 
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل 
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها 
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص 
مابقاش لينا حد هنا 
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا 
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك 
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك 
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله 
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته 
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة 
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه 
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول 
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها 
يا الف مرحب نورتونا يا دلال 
وبعد
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة 
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل 
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه 
هتفت دلال بحب 
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك 
خسارة يا ريت البنات كانو معاكم عشان خاطرهم بس مسمحاكم بس ده مايمنعش أن كلامي لازم يتسمع تعالو نتغدا ونكمل كلامنا بعدين 
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل 
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده 
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت پصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها 
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله 
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال 
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة 
بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب 
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها 
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني 
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا 
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته 
هتفت خديجة بجدية 
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 70 صفحات