الأربعاء 18 ديسمبر 2024

غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة البطراوي

انت في الصفحة 47 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هذه الأثناء هاتفت نورا والدتها بعد ما أجبرها أمير على ضرورة طلبها منها هنا انفرجت أسارير ياسمين استشعرت لأول مرة أنها أم ولكن تذكرت أمر ريحانة ماذا تفعل ولو طلبت مقابلتهم ببيت أخر هذا سوف يثير الشكوك. ابتسمت ريحانة بخبث وسردت لها خطة تكمن في ضرورة حضور زيدان كأساس في تلك الجلسة اندهشت ياسمين لطلبها ولكن عندما أوضحت لها ريحانة السبب انبهرت لذكائها.

كانوا يجلسون بقاعة الضيافة ما بين مبتسم وما بين حزين وما بين متوتر وكان من المتوترين أمير أخذ يهز رجله أمام السيدة ياسمين حتى أنها ابتسمت پشماتة لأمير فهو من النوع السيادي كيف له أن يجلس تلك الجلسة بكل هذا التوتر. كل هذا بسبب الحب الذي يغير أفعالنا ابتلع أمير ريقه قائلا طبعا حضرتك عارفة إن مليش حد غير أخويا حاتم وده أصغر مني حتى لما جينا نجوزه كان معانا زيدان.
ثم وجه أنظاره إلى زيدان بفخر قائلا بالرغم إن أنا وزيدان أد بعض إلا اني بعتبره أخويا الكبير.
ابتسمت ياسمين بسخرية ونظرت إلى زيدان القابع أمامها يبدو عليه الوجوم والضياع لينتبه إلى نظراتها المتلهفة إلى سماع عرضه ليتنحنح ويهتف بصوت رزين وثابت وعملي قائلا ايه طلبات حضرتك
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها نورا لتخريب أملها قائلة احنا معندناش طلبات يا زيدان أنا وأمير متفقين على كل حاجة هي
بس أصرت أن الموضوع يبقى رسمي وأنت تكون فيه.
ثم استطردت باستنكار قائلة مش فاهمة ايه سبب إصرارها.
لوت ياسمين شفتيها بامتعاض قائلة إصرار ملكيش فيه اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية ده جواز مش لعب عيال.
واستطردت وهي تنظر إلى زيدان بضيق قائلة مش عايزاكي تعملي زي صاحبتك وتضيعي حقوقك كفاية إن القعده دي هي مش فيها بسبب عبطها.
شرد زيدان فيها وتذكر كل شئ وبدى عليه الحزن ليشعر به أمير ويحاول إخراجه من هذا الأمر ليغير الحديث قائلا وأنا تحت أمر حضرتك تؤمريني بايه
استوقفه زيدان قائلا على فكرة أناعطيتها حقوقها كلها ووجودي هنا لأن حقوق نورا دين عليا وكمان أنا بدور عليها ومسيري ألاقيها.
وتابع برجاء خفي قائلا وأكيد لما تعرف بفرح صاحبتها هتنبسط وترجع.
اندهشت ياسمين لذكائه لتنتفض نورا كمن لدغها عقرب قائلة اعتقد أنت أخر واحدة تتكلم عن الحقوق والواجبات أنت ملكيش دعوة
بيا.
واستطردت بحنق قائلة احنا هنا علشان تقولي لينا مبروك وبس غير كده ملكيش الحق.
نظرت إليها بوعيد قائلة بقى كده يا نورا طب وإذا قلتلك اني مش موافقة ايه هتروحي تتجوزيه من ورايا
كادت أن تجيبها وتعاندها ولكن منعها أمير قائلا أرجوك يا مدام ياسمين أنا هتجوز بموافقة منك إن شاء الله وهاخدها عروسة من بيتك.
واستطرد بتأكيد قائلا أناعايز
أبدأ حياتي على نضيف وأنا منتظر موافقتك.
ابتسمت ياسمين بإعجاب لأمير ثم حولت أنظارها تجاه نورا المحدقه في وجه أمير بغيظ لتسمع إلى صوت زيدان وهو يهتف بثقة قائلا أكيد مش هترفضي خصوصا إن موافقتك هيتوقف عليها حاجات كتير منها رجعتها.
ثم وجه أنظاره إلى نورا كأمل أخير له قائلا أنت عارفة هي بتحبها قد ايه واحنا لجأنا لكده علشان ترجع.
زفرت نورا بحنق قائلة هاااا ..يا ترى عرفتي استعجالنا ليه هنستنى كتير رأيك.
ابتسمت ياسمين لهم بخبث قائلة أه..هنستنى شخص لازم يحضر قعدتنا دي وهو اللي هيقولك رأيه في أمير.
ارتجف أمير من أن يكون أحد الأشخاص الذين يعلمون ماضيه اللعېن وقطب زيدان جبينه ترى من هذا الشخص وجزت نورا على أسنانها لظنها أن كل هذا مماطلة من ياسمين إلى أن دلف الشخص المنتظر. كانت ترتدي فستانا بني داكن بحمالات عريضة وقصير بعد الركبة بسنتيمترات بسيطة تحمل كئوس العصير على صينية فضية ناثرة شعرها البني المموج على طول ذراعيها تحدق في أعينهم بعينيها التي تشبه بحر العسل المصفى تطرق بكعبها العالي على أرضية الحجرة ليرن الصوت في قلبه مجلجلا و يحدق أمير في وجهها قائلا مش معقول.
لتضع الصينيه من يدها وترفع رأسها إليهم قائلة وهي تبتسم بخبث نقول مبروك
ليتوقف الكلام في حلق زيدان لا يقدر سوى أن يتفوه بكلمة واحدة أنت!
ركضت نورا نحوها واحتضنتها بلهفه قائلة وحشتيني يا ريحانة جداااا.
ولكن كان مقابلة هذا الاحتضان جفاء وبرود وجمود من ريحانة لتتبعها ياسمين بكلماتها اللاذعة قائلة متشوفيش وحش..قلتلك كتير بقالي شهر ونص في حاجة عندي لازم تيجي وتشوفيها وأنت ولا أي اندهاش.
وتعالى ڠضبها قائلة كل ده عند فيا هو أنا مش أمك.
خرجت نورا من أحضان ريحانة الباردة والمتسمرة في مكانها وأجهشت بالبكاء لتتقابل عينيها بعين أمير الذي عاتبها قائلا مش كمان زمانا دلوقتي مش دايخين الدوخة دي
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة أنتوا كنتوا مشغولين يا أمير باشا قتل وماڤيا . مش معقول يعني يهمكم أمري.
ثم نظرت نحوه وجدته شاردا لا تعلم سبب شروده أمفاجئتها له أم عڈاب ضميره أم عدم إدراكه للموقف فجأة ارتفع بأنظاره إليها قائلا من فضلكم عايز أبقى لوحدي مع ريحانة ومحدش يعترض.
هنا أعلنت نورا العصيان تود أن تسترجع ريحانة كصديقة قبل أن يتم أي شئ فاعترضت قائلة وده وقته
تعالت ضحكات ياسمين قائلة يا حبيبتي ده حقه حتى لو أخدها ودخلوا أوضة النوم دي مراته يلا يا حبيبتي اعقلي كده وبلاش دمك الحامي ده.
ثم غمزت لأمير قائلة ما تكلمها يا أمير.
هنا توجه أمير واقتلعها من مكانها قائلا بانزعاج يلا من هنا احنا النهارده ملناش دخل بيهم هما لقوا بعض.
وبالفعل خرج أمير ونورا لتتبعهما ياسمين وهي تغمز إلى ريحانة بعينيها لتبتسم إليها ريحانة بخبث ثم تجلس أمامه وهو مازال واقفا لتضع ساق فوق ساق وتعتدل في جلستها وترجع ظهرها إلى الخلف ليود أن ينزعها من مكانها ويمتلكها بين ذراعيه ليعوض شوقه واحتياجه لها طيلة الشهر ونصف ولكن مهلا جلس أمامها وتنحنح قائلا ايه اللي خلاكي تمشي أنا قلتلك رايح أخلص مهمة وراجعلك والمهمة دي كانت تخصك وعلشانك وكله بسبب.
ثم صمت يتماسك من الڠضب قائلا إنك خبيتي عني سر خطېر.
عضت على شفتيها كحركة اڠراء منها حيث أنه اندهش منها ثم هتفت بصوت رقيق عذب فؤاده قائلة أنا قلت أسيبك على راحتك خصوصا بعد ما شكران هانم أكدت لي إن اللي في بطن شذى ابنك.
واستطردت تزم شفتيها
پقهر مصطنع قائلة كنت عايزني أفضل عايشة معاك وتجيب شذى تقهرني
هز رأسه بالسلب وتحدث بصوت مجروح قائلا أنا مكنش في بيني وبين شذى أي علاقة غير إنها مخطوبة ليا وبس وأنت كان لازم تكوني متأكدة من كده.
ثم نظر إليها بشغف قائلا أنا لما كنت خاطبك محاولتش أعمل معاكي علاقة.
شردت بحزن حينما تذكرت علاقتها معه وكيف كانت نتيجتها. كانت تعتقد أن الموضوع سيدفن للأبد ولكن ها هي تأكدت أن في كل مرة سيفتح من جديد لا تعلم لما هي تود أن ترتمي بأحضانه وعندما روادها هذا الشعور سيطرت على نفسها وردت بفظاظة قائلة زيدان بلاش نضحك على بعض شذى كانت متاحة ليك في كل زمان ومكان دي تقريبا كانت قاعدة في بيتك ليل نهار.
ثم أشارت على نفسها قائلة إنما أنا لا. 
ثم

استطردت بنبرة قوية لتشعره بالندم قائلة أنا كنت جوازة مصلحة علشان تثبت للدكتورة شكران حاجات والتحدي بتاعها هي كسبته.
وتابعت بسخرية قائلة وبدل ما تسمعني قومت عملت ليا ڤضيحة بس للأسف هي اللي كسبت.
ظهر على وجهه علامات الألم والحسړة والندم على ما فعله ومن ثم غضبه على نفسه لتنبثق الكلمات من بين شفتيه كالسحر لتحوله إلى شخص ضعيف قائلا ولو قلتلك اني ندمان وأسف ومتعذب من غيرك هتصدقيني ولو صدقتيني هتسامحيني
ثم استطرد بقلة حيلة قائلا السبب الوحيد اللي خلاني أعمل كده هو اني مستحملتش تكوني زيهم. تكوني خاېنة وأنا اتعلمت الخېانة على أيديهم.
رفعت رأسها بشموخ أمامه ونظرت إليه بقوة قائلة أنا مش زي حد يا زيدان وسبق وقلت ليك الكلام ده. أنت اللي بقيت زيهم على الأقل هما صراصير مقدروش يعملوا فيا حاجة شويه تهديدات وكل مرة اقول لما زيدان هيعرفني كويس هينتقم ليا بجد.
وتابعت باحتقان قائلة لكن أنت ما شاء الله جبروت عملت ليهم اللي كانوا نفسهم يعملوه فيا ضړب وإهانة ومرمطة وكنت كمان هتثبت واقعة ژنا.
هتف بضعف قائلا الجبروت خلاص أنتهى واتهد من لحظة ما سبتيه وكأنه كان بيستقوى بيكي ومش بنكر اني غلطت بس كل ده بسبب احساسي انك مش بتحبيني.
حدقت بعينيها باندهاش ليفاجئها أكثر قائلا وعارف السبب اني مقدرتش اخليكي تحبيني زي ما حبيتك كل حاجة اجبرتك عليها كان ممكن اختار طريقة اللين ودى كفيلة انك تقوليلي سرك.
عقدت ما بين عينيها ورفرفت الفرحة بداخلها ولكن مهلا هي تريد أكثر فاستهزئت به قائلة لا والله الكلام ده بجد طب تيجي ازاي دي يا زيدانولو حتى حصلت أنا لا يمكن أصدقه زي ما أنت مصدقتنيش.
واستطردت باستهزاء قائلة ممكن شذى تصدق كلامك سمر أو غفران دول عايزينك بأي شكل.
علم بذكائه أنها تنكر فرحتها وتريد سماع تصريح حبه وهتف قائلا أنت مختلفة عن كل دول. أنا عمري ما حسيت بمشاعر مع أي واحدة منهم إلا معاكي.
واستطرد بتأكيد قائلا ولو كنت حسيت بالإحساس ده من زمان كنت هبقى ضعيف وأقول اللي جوايا.
ثم مسح على وجهه بتعب قائلا أنت وبس لذلك اتهزيت لما حسيت انك غلطتي مقدرتش يا ريحانة.
وتعالى صوته پجنون قائلا أقسم لك كنت عايز أموت نفسي وكان هيحصل لولا كلامها عنك.
حدقت في عينيه كيف لهذا الشخص أن يفكر بتلك الطريقه ليؤكد لها حديثه قائلا والله كنت ھقتلك وأقتل نفسي لأن خلاص مقدرش أعيش متعذب المرة الأولى مكنش حب وضاعت مني.
لوت شفتيها ليبتسم هو بحب قائلا لكن أنت عشق دخل جوه قلبي.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها قائلة أنت بتقول ايه استحاله تكون
طبيعي أنت فاكرها سايبه ولا علشان سيادتك بتاع ماڤيا
وتابعت بخبث قائلة وبعدين حب ايه اللي بيحب حد يكرمه مش يمرمطه كده
ابتسم زيدان ببهوت قائلا أيوه يكرمه لكن لما يكتشف انه..
صمت زيدان لا يريد التحدث.
فنكست ريحانة رأسها بحزن قائلة على فكرة أنا كنت هصارحك يومها بس أنت معطتنيش فرصة دي حاجة. الحاجة التانيهة ازاي عايزني أثق فيك وأنت منهم.
واستطردت تصارحه قائلة أه كنت شايفة العلاقة بينك وبيني تسمح اني أقولك خصوصا في الفترة الأخيرة بس برضه عمري ما اطمنت ليك.
ابتسم بسخرية قائلا أنا كمان كان لازم أفقد الثقة فيكي لحظتها وعلى فكرة دي لحظة مش زيك فقدان تام بعترف ان بدايتي معاكي غلط.
وتابع باعتراف قائلا بس في حاجات غيرت خطتي والحاجات دي أنت السبب فيها.
هتفت ريحانة بضيق قائلة زيدان
 

 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 59 صفحات