السبت 23 نوفمبر 2024

آرث العادات

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

جاي 
تعالى بالسلامة.. هو ده اللي انا عايزاه.. 
حاضر يا ماما قريب جدا.
وصمت برهة. قبل أن يعاود غمغمته ماما ولادي اشقية اوي ومحدش بيتحمل شقاوتهم حتى حور نفسها بتتعب منهم تصوري رجعت يوم من شغلي لقيتها بټعيط بسببهم 
وصمت مجددا ليستأنف خدي بالك عليهم واوعي يغيبو عن عينك ابدا.. حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة..أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي.
لم تعد تتحمل تلك النبرة ومخاوفها تتفحل داخلها وټخنقها لتصيح بحدة جري ايه يا ابني بتتكلم كده ليه..هو أنا ناقصة قلق.. ثم صاحت بلهجة طغى عليها الكثير من القوة ابراهيم.. ارجع وسيب الشغلانة دي وانا هديك اللي كنت هتاخده منها مالكش دعوة.
ارجع فين يا ماما مستحيل اقدر امشي من غير ما اكمل شغلي وبعدين انا بكلمك عادي.. بوصيكي علي ولادي لحد ما ارجع فيها ايه دي.
فيها اني قلقانة يا ابني..وكلامك خوفني اكتر.
مازحها لتهدأ قولي بقى ان كل اللي همك الرمان اللي كنت بجيبهولك يا ديجا.
قالتها بعاطفة حقيقية أيوة يا ابني..أنا وحشني طعم الرمان من ايدك يا ابراهيم..ارجع عشان تفصصه وتأكلني بإيدك الشقيانة
سال الدفء من صوته حاضر يا ماما.. والله قريب هرجع وهبات معاكي كمان يومين اشبع منك. 
وعد ولا اما تشوف مراتك هتنساني. 
قهقهة بضحكة أثلجت صدرها هنرجع
للغيرة تاني.. وحياتك ما في بقلبي وعقلي غيرك يا ديجا.
واستأنف خاتما بقوله بعد أذنك يا ماما هروح انام عشان خلاص مش قادر وانا بصحي بدري.
نوم الهنا يا ضنايا.. لا إله إلا الله. 
محمد رسول الله.
أغلقت وقبضة الضيق تشتد فاستعاذت من الشيطان وذهب لتصلي وتدعو له.. له وحده. 
أخيرا راجع يا هيما.
أيوة يا تيمور اخيرا انجزت شغلي والحمد لله واخد مبلغ محترم يعوض غيابي المهم زي ما فهمتك متقولش لحور او ماما إني جاي بكره..عايز اعملهم هما والولاد مفاجأة..أنا جايبلهم حاجات حلوة اوي هيتجننوا عليها. 
قهقهة تيمور ماشي ياعم مش هقولها..المهم جبتلي اللي وصيتك ولا ظبطت مراتك وصيغتها ونسيت اخوك
ضحك بدوره صيغتها ايه بس ده حتة سلسلة صغيرة كانت طالباها مني وطبعا جبتلك اللي طلبته ولماما وشروق والولاد. 
تعيش وتجيب يا اخويا..والله وحشتني قعدتك يا هيما كأنك غبت سنة.. ومش قادر اقولك ماما ازاي هتتجنن عليك. 
وانت أكتر يا تيمور هانت واكون عندك وافضل معاك لحد ما تزهقك مني. 
عادي لما ازهق هطردك واطلعك شقتك.. 
بقا كده برضوماشي يا كبير.
هيما عشان خاطري خد بالك وانت سايق الموتوسيكل بالليل بلاش السرعة بتاعتك دي. 
حاضر يا تيمور متقلقش لا إله إلا الله. 
محمد رسول الله. 
بالساعات الأولى من الليل اخذ وضعه فوق دراجته البخارية بعد أن أسكن هداياه بالصندوق الخلفي وانطلق بطريقه ذاكرا الله ليؤنس رحلته صوب الوصول لعائلته التي اشتاق جميعها..اقترب من بيته بعد ان التهم أغلب المسافة والطريق رائق لتبرز أمامه بغتة سيارة معاكسة أطاحت بدراجته قبل أن ينفصل عنها طار جسده لمسافة ما سقط بعدها أرضا.
أسرع إليه سائق السيارة مائلا عليه بفزع 
أنت كويس يا استاذ.. أنا أسف والله وعارف اني غلطان ومشيت عكس الطريق بس اتغريت في الطريق الفاضي..طمني الله يكرمك.. قوم معايا اوديك للمستشفى.. بس بالله عليك ماتبلغ عني انا عايز ارجع لعيالي.
اندفع السائق برجاءه الملعثم المتلاحق وهو يحاول استجداء إبراهيم والاطمئنان عليه لينتصب الأخير على قدميه قائلا بابتسامة تعجبها الرجل حصل خير بس خد بالك بعد كده بلاش تجازف وتمشي العكس.
التقط الرجل أنفاسه أخيرا وهو يراه بخير توبة يا استاذ والله بس تعالي معايا اوديك مستشفي واطمن عليك.
اعتلى أبراهيم دراجته بعد ارتداء خوذة رأسه وقال 
مفيش داعي.. أنا هروح بيتي ارتاح.. الحمد لله المسافة قريبة من هنا. 
وصل لأعتاب بنايته والدوار يكتنفه لكنه يقاوم سيكون بخير إن حظى ببعض النوم..تمهلت خطاه أمام باب شقة والدته وراح ينظر إليه بطريقة بدت غريبة كأنه يحفره بعقله ثم طرقه برفق لتبرز من الداخل وتجذبه بعناق وهي تهلل حمدا لعودته.
الحمد لله يارب..والله كنت حاسة انك جاي الليلة عشان كده مانمتش.. ادخل يا نور عيني.
جلس قبالتها وغيامة تحتل عينه لكنه يقاومها بقوة وهو يهتف لها قلبك دليلك يا أمي.. أديني جيت اشوفك قبل ما اطلع شقتي. 
تشبثت بكفه برجاء أنا عارفة إنك مشتاق لعيالك ومراتك بس كمل الليلة معايا عايزة اشبع منك يا هيما.. انت متعرفش ازاي كنت خاېفة عليك وواحشني.
حاصرها بنظرة غريبة وغمغم سامحيني يا ماما مش هقدر لازم اشوف عيالي وحور.. أوعدك لو قدرت هبات معاكي بكره.. بس لو ماوفتش بوعدي سامحيني.
لا تعرف لما تلجم لسانها وشعرت بالعجز لقول شيء تريد مكوثه بشده دون تركه لكن كيف تمنعه عن صغاره.. تنهدت وهي تقول اخيرا اللي يريحك يا ابني خلاص اطلع لولادك ومراتك اشبع منهم وبكره بإذن الله تنزل تبات معايا.
أومأ لها ثم أخذها بعناق طويل ثم أعطاها هداياها ومن ثم صعد لشقته.
إبراهيم!!
هكذا صاحت حور قبل أن تندفع بقوة.. وحشتني.. وحشتني اوي يا ابراهيم.. طول الوقت كان قلبي مقبوض معرفش السبب بس خلاص انت جيت بالسلامة
ابتسم وهو يتحسس وجهها بحنان ومازالت الغيامة تسيطر على رؤيته والدوار يزداد لكنه بعزيمة كبيرة يتماسك..
تعالى شوف العيال و 
شوفتهم عديت علي أوضتهم قبل ما اجيلك وحطيت جنبهم اللعب والحاجات الحلوة اللي جبتها ليهم.
ابتسمت بصفاء دول هيتبسطوا اوي اما يصحوا يشوفوها.. ثم تدللت عليه وأنا بقا جبتلي ايه ياهيما.
دس كفه بجيب بنطاله ليلتقط سلسال رفيع وطوق به عنقها ليهمس مش كنتي طالبة مني سلسلة قد الرقبة جبتهالك من هناك..
صاحت بفرح وهي تتوجه للمرآة الله يا ابراهيم تجنن وجميلة اوي خصوصا القلب الرقيق اللي جواها.. 
ثم عادت إليه ربنا مايحرمني منك ولا من دخلتك عليا أنا عيالك قادر يا كريم.
شملها بنظرة طويلة وهو يميل ليرتشف من نعيمها قبسا حتى أكتمل بينهما لقاء زوجي هاديء بدا لها مختلفا نغزة صدر أصابتها لكنها تغاضت.. ما الداعي للقلق وهو هنا بين يديها وبصمته الحلال مطبوعة فوق جسدها بعد طول غياب.. 
مازال الدوار يجتاح رأسه بشراسة لا يدري لما أخرج دفتره الورقي من درج الكومود جواره
وراح يخط كلمات بعد أن قرأها تعجب منها.. ما الذي يدفعه لذلك لا يدري.. حقا لا يدري.. طوي الورقة ووضعها تحت وسادته وقام ليغتسل ويصلي الفجر ثم عاد يرقد جوار زوجته بسلام وشفتيه تردد أذكاره دون كلل حتى ارتخت جفناه لتنسدل ويسقط بنومة يحتاجها كأنه لم ينم في حياته ساعة واحدة. 
انتعشت بعد أخذ حمام دافيء ووقفت أمام المرآة تصفف شعرها المبتل وهي تنظر بهيام إلي زوجها النائم متذكرة ليلتهما بالامس.
هيما.. يلا كفاية نوم.. قوم خد حمام وصلي على ما احضرلكم احلى فطار وهنادي حماتي تفطر معانا.
هيما هو انت عديت علي والدتك قبل ما تطلعلي يعني هي عرفت انك جيت 
ابراهيم قولي تحب تتغدا ايه انهاردة.. بص انا هظبطك وهطبخلك بط وحمام أكيد مشتاق لأكلي.. صحيح كنت بتاكل ازاي هناك كله جاهز طبعا.. لعلمك مفيش شغل في محافظة بعيد تاني اللي عايزك يجي لحد عندك.
توقفت عن تمشيط شعرها وهي تنظر في المرآة علي جسده الساكن.. لم

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات