آرث العادات
وإذا..
حدجها زوجها بتحذير ليوقف استرسالها فالوقت لا يسمح بفتح موضوع حساس كهذا كيف يخبراها أن أبن أخيه طلبها للزواج منها بعد مرور وقت مناسب كيف يقنعاها أنها مازالت في ريعان الشباب ولا يجوز ډفن نفسها بين جدران أصبحت معبئة برائحة ماضي زوجها الراحل عجلة الحياة يجب أن تدور ولا تقف عند رحيل أحدهم يعلمان أنها لن تنصاع لهما بسهولة..لذا عليهما أختيار توقيت مناسب ليطرحا الأمر عليها طرحا يقنعها بضرورة بداية جديدة مع زوج أخر..خاصتا لو كان من ډمها وسيحافظ عليها.
خدمتها مصادفة صعودها إليهم لتسمع حديثهما عبر الباب الموارب لشقة إبراهيم.. والديها يعزمان أخذها بعد انتهاء كامل عدتها.. أذا لم يعد الوقت في صالحهما.. يجب أن تحدث تيمور ليضعا النقاط على حروفها من الآن.. وإلا ضاعت الفرصة السانحة لهما.. حور لن تتسرب من أيديهم.. ستظل تحت قبضة ابنها الثاني وطوع أمرهما.. ستنجب لأطفال إبراهيم أخا من صلب تيمور ليصير رحيلها عنهم ضړب من الخيال.
أعمل ايه ياحاج خاېفة عليها وعايزاها تعيش في أمان.. وبعدين هي يعني هتتجوز دلوقت.. ده لسه كنت همهد ليها بس.
ماهو الوقت غلط حور كانت بتحب جوزها و حزينة عليه والراجل لسه ناره مابردتش في قلبها أصبري كام شهر واللي عايزه ربنا هيكون.
كله نصيب الله أعلم هتوافق ولا لأ..عشان كده بقولك أصبري لما تنسى حزنها..وبدر ابن اخويا مش مستعجل ومقدر المرحلة اللي هي بتمر بيها.. هو فاتحنا دلوقت عشان بس يقطع الطريق علي حد غيره لو فكر يطلبها.
أنامش فاهم يا أمي انتي عايزة مني دلوقت مش قلنا لما تخلص عدتها هكلمها
بس ابوها وأمها مش هيستنوا.. دول زاروها انهاردة عشان يعرفوها انهم هياخدوها تعيش معاهم بعد العدة.. وانا شامة ريحة مش مريحاني حاسة الموضوع في إنة.. لهفة أمها بالذات قلقتني..وأنا مش هستنى لما تحصل حاجة تبوظ خططتي.
أسمع يا تيمور قدامك لأخر الأسبوع تكون فاتحت حور في جوازك منها..لما تتكلم انت وتطلبها الأول ده هيفرق وبعدها انا هتصرف.
ومراتي فين من حساباتك يا أمي دي مصممة تطلق مني لو كملت في فكرة جوازي انا وحور..
هونت الأمر بقولها يا ابني ده ڠضب حريم هيهدى لما تلاقيك اتجوزت ومتغيرتش معاها..شروق بتحبك وبتحب عيالها ومش هتقدر تسيبك..اتجوز انت بس أرملة اخوك واضمنها ليا تحت طوعك وسيب شروق عليا.
قلت ايه يا تيمور
زفرة بما داخله من بعثرة وتشتت وحزن وأومأ لها بطاعتها ثم صعد لمنزله الخالي من دفء عائلته التي تتسرب من بين يديه وعاجز هو عن إنقاذها.
عاملة ايه يا حور
استقبلت سؤاله الودي بهزة رأس ونبرة مبحوحة من كثرة البكاء زي ما انت شايف ياتيمور..بحاول استوعب إن فعلا ابراهيم ماټ..واني مش هشوفه تاني ابدا.
ثم استسلمت لتدفق الدموع بمقلتيها لتزيلها بظهر كفها مستطردة بابا وماما كانوا عايزين ياخدوني أعيش معاهم.
انتبه لحديثها فغمغم وقولتي ليهم ايه
رفضت اسيب بيتي وبيت ولادي طبعا.
رمقها
بشرود قبل أن يهمس بتساؤل لم يخطط له
مش هتفكري تتجوزي في يوم وتاخدي ولادك بعيد عننا
كأنه لطمھا بسياط قاسې وهي ترمقه باستنكار أتجوز أنا يا تيمور اتجوز بعد ابراهيم!
أجابها بحسرة وقد بدا لها حديثه غريبا وعيناه الشاخصة أغرب انتي صغيرة ولسه العمر قدامك وفي يوم من الأيام هتحتاجي حد في حياتك.
سكبت مزيد من استنكارها بنظرة مستاءة وصاحت عمري كان ملك ابراهيم وبس..ودلوقت بقيت حياتي كلها لولادي وبس.
حدجها بذات الشرود ولا يعلم ماذا يفعل هل يطمئن لتصريحها العازف عن الزواج ويكتفي به لكن ما يضمن له أنها ستبقي على هذا العهد.. هي تقول ما قالته لأن سرادق العزاء في قلبها مازالت منصوبة.. لكن حين تمضي الأيام ستحيا بها الرغبة لتحي شبابها مع رجل أخر..لا مفر إذا مما يخطط له.. ولا يدري كيف يخبرها بأمر ثقيل گ هذا.
ليه شروق سايبة بيتها يا تيمور كل اما اسألها تقولي في خلاف بينكم خلاها تبعد شوية.
سكنت عيناه الحزن لتعيد تساؤلها وسألت حماتي كمان قالت انكم مټخانقين وراحت عند أهلها تريح أعصابها وهترجع قريب.
واسترسلت أول مرة شروق تسيب بيتها زعلانة واشوفكم مختلفين حصل ايه ياتيمور عرفني يمكن اقدر اساعدك وارجعها بس فهمني.
تنهد بمزيد من التشتت والضياع والخۏف من القادم.. ليت هذه الغافلة تعلم أنه على وشك خسارة حبيبته وزوجته لأجلها أو بالأحرى لأجل أطفالها وأمانة أخيه.. ترى لو علمت حور ستتفهم وترضي بالزواج منه أم ربما يخسرها إن رفضت.. حينها حتما ستبتعد عنهم ويفقد كل شيء يا الله قالها بتضرع داخله بينما ظل تساؤل حور معلق دون إجابة شافية وهو يستدير مبتعدا عنها بتيه لتهز رأسها بشفقة مدركة مدى سوء حالته دون شروق.. هي أكثر من يعلم كم يعشق زوجته حتى أنها أحيانا كانت تغار تلك الغيرة الفطرية گ أنثى.
تنهيدة حاړقة زفرتها
وهي تعود لشقتها لتطمئن علي صغارها اللاهيان بألعابهما. .فأخيرا اقنعتهما بسفر أبيهم وانه لن يعود قريبا فتقبلوا الأمر ببراءة مزقتها شفقة عليهما..
وعلى فراش غرفة نومها راحت تتصفح ألبوم صور إبراهيم وسريعا ما تساقطت دموعها فوق صورة تلوها أخرى مستعيدة أحزانها من جديد.
لسه مفيش جديد يا شروق
تنهدت پألم مفيش.
ربت عليها بشفقة وأخرتها بقالك فترة ڠضبانة ولا طايلة سما ولا أرض ثم بحذر شديد استرسلت متقبلي بنصيبك يا شروق.
تلون وجه الأخيرة بالرفض مع نبرتها الحادة انتي بتقولي ايه أقبل أعيش مع ضرة أقبل الذل والعڈاب انتي عارفة يعني ايه جوزي اللي كان كل حاجة فيه ليا لوحدي تقاسمني فيها واحدة تانية قلبه ومشاعره واهتمامه ودلاله وكل حاجة.. ويا عالم يمكن مع الوقت يحبها هي وميبقاليش منه غير الفتات.. لا يا إيمان.. مستحيل اعيش كده.. وإن كنت صابرة ده كله فعشان ولادي.. عشان ابقي عملت اللي عليا واتمسكت باستقرار حياتهم ومصلحتهم لأخر لحظة.. عشان لما يكبروا محدش فيهم يلومني..
حاولت شقيقتها التخفيف عنها ياحبيبتي أنا فاهمة والله ويمكن لو مكانك مكنتش هقبل بس انا صعبان عليا خړاب بيتك لو اطلقتي.. الناس مبترحمش وانتي اللي هتواجهي مجتمع قاسې اوي علينا.. مجتمع بيلاقي ألف مبرر وحق لجواز الراجل.. وبيصب كل اللوم علي الست
ويتهمها بالتقصير وبيحملها هي فشل الجواز.
وواصلت قرار