دقة قلب بقلم منى عبد العزيز
للكمدات الدافئة على معدتها.
خالد بحيرة من أمرها يزيح تلك الدمعه من على وجنتيها مالك يا ملاك ليه الدموع دى أنتى ماكنتيش
مبسوطة إنهارده.
ملاك پألم والله كان أحلى عيد ميلاد يا أبيه بس من فضلك روحنى لطنط علياء بسرعة.
عقد حاجبيه وهو ينظر لها لهيئتها التى بدلت من زهرة متفتحة لأخرى ذابلة نظر إلى ملامح وجهها وقد خط عليها التعب بوضوح يقسم أنها تكتم بداخلها صرخات عالية من الألم ولكن لما ماذا حدث لما لا تخبره بما يحدث معها أو بمعنى أدق بما حدث أوصلها إلى هذة الحالة أبتعد بنظره عنها حتى يستطيع التفكير فرؤيته لها وهى بتلك الهيئة تؤلمه تجعله غير قادر على التركيز.
خالد وهو جالس بالسيارة تحبى تروحى فين صاحبة عيد الميلاد تؤمر وأنا عليا التنفيذ.
ملاااااك وهى تدعى التفكير العميق بصراحة محتارة مش عارفة أروح الملاهى ولا الملاهى ولا الملاهى.
ضحكات عالية خرجت منه وهو يجاريها وانا بقترح الملاهى التالته يالا بينا.
ملاك أبيه كفاية كده ممكن نروح
خالد وهو عاقد لحاجبيه فى حاجه حد ضايقك
ملاك لا يا أبيه مافيش بس من فضلك أنا عايزة أروح دلوقتى.
لتنفيذ رغبتها وهناك سيعرف من علياء ما بها.
نظرا بسرعته العالية لم يستغرق منه الأمر طويلا ليقف بسيارته أمام الباب.
فتحت الباب وهى تتحرك بصعوبة وهو خرج من الجانب الأخر سارت أمامه نحو الداخل ليفتح عينيه پصدمه.
نادى عليها بصوت عالى لتقف فى مكانها وهى لا تزال توليه ظهرها أقترب منها سريعا ينزع عنه جاكت بدلته ليلبسها إياه على الفور وهو يتطلع حوله.
خالد بتوتر وهو يتحاشى النظر لها وهى يعلم فيما تشعر الآن أحم أنا هسيبك دلوقتى ترتاحى و وو...صمت لا يعرف ماذا يجب أن يقول ليخرج سؤاله كوسيلة يهرب بها من أمامها هتحتاجى حاجه قبل ما أمشى
خالد متلهفا ايه
ملاك بصوت ضعيف هامس خجل طنط علياء.
يهز رأسه وهو يخرج بسرعة شبه راكض إلى الفيلا.
ينادى بعلو صوته ولكن لا يجيب أحد لتخرج الخادمة له تخبره بوجودهم جميعا فى المشفى مع السيد صالح يجذب شعره بيده وهو يكاد يقتلعه من جذوره موقف لا يحسد عليه حقا.
عاد لها وهى لا تزال على جلستها حمحم بصوته حتى تنتتبه له يخبرها.
هى مدام علياء مش موجودة.
ملاك واحتلت الصدمة وجهها لتنطق بتيه متناسبة وجوده وأنا هعمل أيه دلوقت
صدم لثوانى لينتبه لها وقد تجمعت الدموع بعينيها ليحدثها برقه وهو يجلس جوارها يمسك بيدها .
خالد ما تخافيش أنا هتصرف أستنينى هنا .
هرب من أمامها للمرة الثانية دلف إلى الفيلا مرة أخرى لينادى على الخادمة لتأتى ولكن قبل أن يطلب منها أن تذهب الى ملاك وتساعدها تذكر أنها لم تطلبها بل طلبت علياء وعندما علمت بخروجها لم تذكر غيرها كما أن هذا الأمر أحدى أهم خصوصيتها يكفيها ما تعانيه من خجل الآن لن يزيد عليها كما أن شعر بالضيق لفكرة أن هناك من يعلم عنها أمور مثل هذة يخرج من تفكيره على صوت الخادمة بعد أن أتت.
الخادمة تحت أمرك يا خالد بيه.
خالد وهو يوليها ظهره راحلا كوباية نعناع يا دادة وسبيهالى هنا وأنا هاجى أخدها.
بعد وقت قصير وقف أمام صيدلية وجد بها ثلاث عاملين من بينهم فتاة فاتجه لها على الفور.
خالد لو سمحتى.
الطبيبة أيوة يا أفندم أقدر أفيد حضرتك بأيه
خالد بخجل وهو يفرك بإصبعه على جبهته هو مش أنا هو هى تعبانه وأنا مش عارف أتصرف أزاى وما فيش حد.
الطبيبة سلامتها الف سلامة عندها ايه
خالد تعبانة.
الطبية بدون فهم بتشكى من ايه
خالد احمبقول لحضرتك تعبانة.
الطبيبة بنفاذ صبر الف الف سلامة عليها بس لازم اعرف مالها علشان أساعدك.
خالد بصوت واطئ بعدما نظر حوله يتأكد من لا أحد يستمع له.
تعب البنات ده
صمتت الطبيبة لبرهة محاولة الوصول إلى ما يرمى ولكن هيئته وهو يتحدث وخجله هداها إلى شيء واحد لتميل برأسها لتتحدث له تقصد حضرتك التعب الشهرى.
حرك رأسه عدة مرات متتالية.
الطبيبة وهى تذهب لأحد الأرف تتناول إحدى العلب تضعها فى كيس أسود وهو متابع لها حتى يعلم كيف يتصرف إذا حدث ووقع فى نفس الموقف معها من جديد.
أقتربت وهى تضع الكيس أمامه تسأله فى مغص
هز رأسه مرة أخرى اه شديد.
وضعت شريط دواء وهى تخبره بأنها عندما تأخذ منه ستشعر بالتحسن.
خرج من هناك بسرعة حتى لا يتأخر عليها طرق على الباب واستاذن منها قبل أن يدخل إلى الملحق مزق قلبه لهيئتها الشاحبة والخائقة اقترب بحنو يحدثها.
ملاكى افتحى بقك يالا فعلت كما طلب وهى تتحاشى النظر إليه ليضع لها إحدى حبات الشريط بفمها بيده ثم جعلها تبتلعها برشفه من النعناع الدافئ وضع الكيس بين يديها وهو يتحدث.
انا هخرج دلوقتى وانت هتقومى تدخلى الحمام ولما تخلص ارتاحى على السرير وحطى قربه المياة السخنه ال جبتها دى. على بطنك وانا فى الجنينه لحد ما ترجع علياء لو أحتاجتى ايه حاجةنادى عليا تمام.
هزت رأسها ولم تنطق بكلمه وهى تنظر لأسفل فعلت كما أخبرها عقب خروجه وهو جالس فى الحديقه وعينه على الملحق وبالأخص على غرفتها.
يبتسم بحنين وهو
يتذكر حاله وقتها وهو يفكر بأن ملاكه قد كبرت تسير على طريق الأنوثة المتكاملة بلا هوادة سعيد للغاية بأن الوصال ليس ببعيد كما كان يظن و هناك أملا يفوح فى الأفق أخذ قراره فهى فى السادسة عشر من عمرها سيفاتح خاله بالموضوع فبالتأكيد لن يعارض خطبتها له حتى تتم السن القانونى نظر إلى إصبعه الفارغ يتخيل محبيها يتوسطه جعله يتنهد بعشق فى إنتظار التى تكون تلك الملاك الصغير له وعلى إسمه أمام الله والناس ونفسه.
فلتت منه ضحكه عالية وهو يتذكر كيف تجنبت النظر له عندما تراه وكيف أبتعدت عنه لأيام لشعورها بالخجل ليستغل وجودها ذات يوم فى الحديقة ويباغتها بالجلوس جوارها يسألها لما هى مختفية كل تلك الأيام لم تخبره عن السبب الذى أفصح عنه تورد وجنتيها وتحججت بالدراسةليتولى هو دفة الأمور وهو يحدثها فى أمور عديدة يجذبها له بحديثه حتى تتصدع قشرة الخجل التى غلفت بها نفسها تدريجيا وتعود كما كانت معه بالسابق عفوية وتلقائية
أنتهت الأغنية وهو يتنهد بحنين لها لا يعرف هل زادت المسافه إلى منزله أم أن شوقه لها قد فاض به الكيل ولم يعد يقدر على الفراق مجددا ولو لثانية واحدة.
لفت نظرة أسم الأغنية التى أعلنت عنها المذيعة بعد الفاصل تعالى أدلعك لبهاء سلطان
علت أصوات ضحكاته حتى أدمعت عيناه وهو يتمتم.
الاغنية دى حاسس ان ال كاتبها فؤاد بخط إيده.
صمت فجاءة وهو يستمع إلى صوت المذيعة وهى تشير إلى تاريخ اليوم والساعة.
خالد مش عارف ليه حاسس ان الرقم يا ترى ايه ١ فى الشهر ده ايه .
صمت وهو يتذكر ذاك اليوم يوم عيد ميلادها كان يوم ١ فى الشهر فتح عينيه وهو يتذكر حديثها معه صباحا وهى تمسك بمعدتها خفيه عنه ملامح وجهها المقتضبة وقتها شحوب وجهها وهى تنظر له عندما خرج وعاد كانت نظرتها متلهفة خائڤة ومټألمة.
بحكم عمله كطبيب وببعض الحسابات فهى معرضه لمثل لهذا التعب خلال هذا الأسبوع لذا يجب أن يستعد جيدأ له فهى خجولة ولن تطلب من أحدهم مساعدة مهما حدث ولن تستطيع التصرف بمفردها.
خالد وهو يقود المقود يعود به إلى الخلف عائدا لتلك الصيدلية التى تجاوزها منذ قليل يتمتم راحت أيامك خلاص يا علياء أنا اللى لازم اتصرف بقا.
لم ينتبه لتلك السيارة المتابعة له وصاحبها يدندن بكل حماس ونشاذ فى ذات الوقت بصوت عالى مع كلماتها ليشير بكلتا يديه على سيارة صديقه أمامه وهو يدندن ذلك المقطع صدقنى هخدمك والمكان هيعجبك تعال أروقك يا حبيبى و أهيك والله لو كنت مكانى ... صمت وهو يعقد حاجبيه وهو يراه يقف بسيارته يديرها وعاد للخلف من جديد.
فؤاد رجع ليه ابن المجانين ده وراك برضه.
لم ينتبه له خالد وهو يهبط من سيارته متوجها لداخل الصيدلية نظر حوله ليجد ما يبحث عنه ابتسم بسخرية فهو يعرف ماذا يريد هذة المرة ذهب إلى أحد الأرفف كتم ضحكة تهكميه وهو يرى علبة معلقة بها اكياس سوداء بجانب الرف ليأخذ أحدهم ووضع بها علبة صغيرة ثم ذهب للعاملة نظرت إلى ما فى الكيس بنظرة سريعة.
خالد عايز مسكن.
هزت رأسها و تعطيه ما أراد ليندفع خارجا بعد أن دفع ثمنهم.
وفى الخارج يضيق عينيه بحيرة شديدة وهو يفكر ياترى الواد ده دخل الصيدلية ليه ما كان زى القرد وما فيهوش حاجه ! يا ترى فيه ايه الاحسن أنزل أفهم منه لتكون حنان تعبانه ولا حاجة ولا اى حد من عندهم الجماعة دول نصايبهم ما بتخلصش.
هم بفتح الباب عقب حديثه ليغلقه من جديد وهو يشاهده يخرج يمسك بيده كيس أسود.
فؤاد صيدلية ايه دى يا أخويا ال تطلع العلاج بكيس أسود صمت قليلا ليفتح عينيه وفمه بصورة مضحكة تمتمم بعدها.
فؤاد كيس أسود وصيدليه احيييييه يا بو سوسو.
أخذ يلطم على وجنتيها بخفه وهو يتابع.
ده ماركة مسجلة ده لو قاصدين يعرفوا الناس الكيس ده فى ايه مش هيعملوا كده.
لترن داخل أذنيه الجملة التى ألقاها له خالد أثناء حديثه والتى وقتها لم يفهم إلاما يرمى سوا الان.
هى دى أدق تفاصيلها ال أنت تعرفها يا بن عامر قال وانا ال كنت فاكر