الأربعاء 18 ديسمبر 2024

دقة قلب بقلم منى عبد العزيز

انت في الصفحة 45 من 127 صفحات

موقع أيام نيوز


لمعه اعيونها وحماسها الشديد وتفاعلها معه وهو يتحدث ليتهند بحزن لم يعد قادر علي هذا الفراق لتاتيه على باله فكرة يقف سريعا من مكانه يذهب للخزانه ويقوم بتغيير ملابسه ويهبط بسرعه لاسفل مرة أخرى ولكن بحاله غير حالته التى صعد عليها لتقابله عمته ايه
رايح فين يايوسف يابنى فى الوقت ده 
ليجيبها يوسف بصوت يملاءه الشجن رايح لمراتى 

ليدخل الغرفه يستند على الباب بظهره بعد غلقه يتأملها وهى نائمه متكوره على نفسها لطالما اتخذت هذة الوضعية عندما تشعر بالحزن ليستلقى بجانبها يمد يده يسحبها إليه لتعتدل باتجاهه تضع رأسها فى عنقه ټشتم رائحته 
رحاب بنعاس يوسف تعرف انى كنت لسه بحلم بيك 
يوسف بشجن وياترى حلمتى ايه 
رحاب مغمضه العينين حلمت انى فى حضنك نايمه على صوت دقات قلبك 
ليشتد فى ضمھا يوسف مش عارف انام ولا لاقى راحه طول مانتى بعيده عن حضنى ياريرى ليذهبا سريعا فى نوم عميق ينعم فيه كلا منهما بالطمأنينة والراحة التى افتقدها الفترة الاخيرة بعيد عن الآخر 
فى مكان ما يجلس على مقدمه سيارته المركونه بإهمال على أحد جانبى طريق صحراوى ينظرللسماء أعلاه كأنها قريبه منه لايوجد مسافه بينهما يكاد يمسك نجومها بيده ليله لاقمر فيها ولكن النجوم تضئ سمائها تجذبه لمعتها تذكره بلمعه لعيون شغلته منذ الليلة الماضية ليتردد صدى أخر كلماتها فى أذنيه ومع كل مرة يشعر بنغزات فى قلبه هو بالأساس لايعرف كيف وصل لهنا هو فقط هرب بسيارته بعد رحيلها يسير فى الطرقات بلاهواده حتى استقر به الحال هنا يضع يده على قلبه يتنهد بعمق عده تنهيدات متتاليه تجرحه كسكاكين بقلبه ليحدث نفسه ياترى تقصد ايه بكلامها أول مرة اشوف نظرة احتقار غريبة في عيونها وايه الكلام ال قالته قدام البقف ال كان واقف ده ليتسطح على ظهره ولازال نظره معلق لأعلى يحدث النجوم عينيها كنت لما بشوفها الاقى فيها نور بيخلينى دائما عايز اشوفه واشوف صورتى جواها ليضحك ضحكه صغيره ياما وقفتها فى الشمس علشان اشوف اللمعه اوضح وياما اخدنا ضربه شمس بسبب الموضوع ده لعبها كله كان معايا انا وملاك لتمر زكرياتهم سويا منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائى ظل على
جلسته فتره طويله ذهب خلالها فى نوم عميق كانت تلك العيون وصاحبتها بطله أحلامه وكأنها أقسمت الا ترحمه حتى فى نومه لم يشعر بمرور الوقت لم يفق الا على الالم يشتد في صدره ويتناثر العرق على وجه بشده يشعر بالبروده تجتاح جسده يرى بزوغ الفجر حوله ليعتدل فى جلسته يشعر بدوار شديد ليتحامل على نفسه صاعدا سيارته يفتح زجاجه الماء يبلل شفتاه وينطلق بالسيارة سريعا قاصدا منزله
يستيقظ ذلك العاشق لزوجته من نومه بعدما رن تنبيه الهاتف بجانبه بصوت منخفض ليزيح خصلات شعرها يقبل جبهتها ليتفتح عينيها تبتسم له 
يوسف انا لازم ارجع اوضتى دلوقتى قبل ما ماما تيجى 
لتزم شفتيها بتزمر كالاطفال ليلتقطهم بين أصابعه يحدثها كأنها طفله صغيرة 
يوسف احنا قولنا ايه هاجى لما هى تطلع واطلع قبل ماهى تيجى مش عايزين قمص 
رحاب مش هفطر من غيرك
وانا مش هتاخر عليكى ليقبلها برقه ويرحل مسرعا يتلفت حوله حتى وصل لشقته لم يعلم برؤيه جده له 
بينماالأخرى استيقظت مبكرا جدا تجهز نفسها لتنزل سريعا للمطبخ تقوم بإعداد مااشتهته كنتها بمهاره عاليه فهى ماهرة للغليةفيما يخص الطهى لتضعه على أطباق وبجانبه العسل الابيض والجبن لتدخل الغرفه وهى تتحدث 
رحاب ريرى حبيبتى يالا قوومى بقا شوفى انا عملتلك الفطير ال طلبتيه سخن اهو وبناره لتضع ماتحمله على الطاولة جانبها وتذهب لفتح الستائر وهى تتحدث واضح أن انهارده هيبقى يوم جميل الهوا حلو اوى ومنعش لتستدير لها تجده قد اعتدلت فى جلستها 
رحاب صباح الخير يااانطى
آمال صباحك رضا ياحبيبتى يالا بقا جهزتلك الفطار إللى طلبتيه يالا علشان ميعاد ادويتك
رحاب وهى تبتلع ريقها بصعوبه تسلم ايدك اكيد هيكون جنان كالعاده بس ممكن استنى يوسف هنفطر سوا 
آمالازاى ولو اتاخر فى ميعاد للدواء ماينفعش يتأخر 
لتبتسم رحاب كالبلهاء وهى تنظر خلف تلك الواقفه تحدثهالتنظر آمال إلى ماتنظر عليه لتجد يوسف يقف ببسمه وقد تجهز بالكامل 
يوسف صباح الخير يااامى ليقبل رأسها ويذهب لزوجته صباح الخير ياحبيبتى ليجلس بجانبها وهى يحاوطها بزراعه وينظر لوالدته 
يوسف ماتقلقيش مافيش تأخير ولاحاجه بس الله ينور عليكى ياامى ريحه الفطير ماليه البيت ليتناول الاطباق ويبدأ بإطعام زوجته تحت استغراب علياء الشديد 
بينما بالاعلى جالسه على فراشها تعيد قراءة تلك الكلمات التى أرسلها زوجها مرة تلو الأخرى هى كذبت على جدها بخصوص تواجده مع صديق مريض ولكن ايمكن أن تتحول الكذبة الى حقيقه يخبرها بانشغاله مع أحد أصدقائه ليومين كاملين فى مدينه اخرى والاتقلق عليه وأنه هو من سيهاتفها لكى يطمئن عليهم لم تذق طعما للنوم تشعر بتقلص امعاءها بشده وثقل غريب على قلبها تشعر بالضيق وكان هناك من يمسك بعنقها لتستغفر ربها سريعا تدعو أن تكون الأمور بخير لتذهب لإيقاظ أبناءها والهبوط لتناول الإفطار
فى الشقه الخاصه بعامر ومريم تقف أمامه تعدل من وضع رابطه عنقه وجنتيها متورده من الخجل فزوجها يمطرها بكلمات لم تسمعها منه قبلا تشعر وكأنها عروس جديد تغزله بها جددت عشقها له من جديد لتزيد لمعه عينيها وتتسع ابتسامتها وهى تتذكر مااخبرها به عن خالد وملاك قلبها يحدثها أن ابنها سيعود من جديدلاحضانها قريبا 
عامر وقد لاحظ شرودها 
ممكن اعرف قلبى انا سرحان فيه 
مريم فرحانه فرحانه اوى ياعامر 
ليقربها منه يضمها له ووممكن اعرف السبب 
مريم خالد أبنى لسه زى ماهو بأخلاقه التى تربى عليها وملاك بنتى اطمئنت عليها هى كمان أنها بقت فى ايد امينه
عامر عارفه أنا فخوربيه اد ايه لوشفتيه وهو مولع لما خرجت علينا وقتها 
مريم بضحكه كان نفسى اكون موجوده بس فؤاد ده كارثه 
عامر فعلا عندك حق بس تعالى هنا وانا ماليش نصيب فى فرحتك دى ولا ايه
مريم بهمس جانب أذنه
انت الفرحه كلها ياعامر 
ليرقص قلبا طربا على تلك الكلمات ليكلمها بهمس هو الآخر انا بقول لسه بدرى على الفطار ليحملها بين يديه وسط ضحكاتها يعوض كلامنهم ليالى جفاء طوال مرت عليهم يشتاق أحدهم للآخر وهو بجواره
وذلك العنيد يستيقظ على أحد يدفع به برقه وصوت يحادثه 
كفايه كده نوم هتتاخر يالا قوم 
ليفتح عينيه يجدها تقف بجانب الفراش ليبدأ بالتحدث 
لتباغته هى بسرعه صباح النور الحمام جاهز وهدومك كمان 
ليهز رأسه بياس حيث يبدو أنها لن تستسلم بسهولة زوجته ويعرفها جيدا ولكنه أشتاق لها بشده نعم هى أمامه ولكنه أشتاق لتلك الأفعال الشقية التى تدفعه للجنون دلالها عليه توديعها له مكالمتهم سويا بعد وصوله الرسائل التى تمطره بها أثناء عمله وقوفها فى انتظاره واستقباله كمن غاب لعده ايام وليس ساعات يشتاق لكل هذا نعم إذا قال عنه أحدهم أنه مچنون يشتاق من يوم وهى أمام عينيه فنعم فهو المچنون بعشقها ليذهب إلى الحمام بغيظ يريد تحطيم ذلك الرأس اليابس ثم تقبيلها لتنظر هى فى أثره وهى تراه يتمتم بكلمات لم تصل لمسامعها ويتعارك مع المنشفه بيديه لتضحك بحزن هى تشتاق له كثيرا ولكن إذا تراجعت فستندم وستفقد أحلامها وبعدها شغفها وبالتدريج ستفقده هو 
ليخرج ياسين من المرحاض
تلمع عيناه بمكر
ياسين لنفسه ماهو لازم اطلع غيظى لتنقط اكيد فى غلطه فى ام الليله دى من امتى الهانم بتحضر الحمام مابنحضره سوا 
لينظر حوله يتفرس الغرفه اممم 
ياسين لا لعباها صح وفطار فاخر فى الاوضه ووافقه مبتسمه زى الهبلة 
ياسين بصوت عالى انا هفطر تحت مع الجماعه علشان نفسى تتفتح على الاكل 
لتؤم رأسها بنفس الابتسامه 
مروةاوك مافيش مشكله 
ليرفع حاجبه لها محدثا نفسه تيب خدى التقيله بقا ليرفع صوته والبدلة دى مش عجبانى غيريهالتنظر له تفهم جيدا ما يحاول فعله 
مروة بنفس الابتسامه المستفزة له حاضر ثوانى وتكون غيرها جاهزة يا ياسي ياسين
لتتجه الخزانه وهو يقف خلفها يكور يديه يمنع نفسه بصعوبه من لكمها عدة مرات متتاليه لتخرج له بدله أخرى أقل ماسيقال عنه إذا ارتداها مهرج فى سيرك 
ياسين بعناد لا مش عجبانى 
لتهدئ من نفسها تحاول الثبات على نفس الابتسامه لتوليه ظهرها تخرج أخرى بعدما تحولت ابتسامتها لعض على شفتيها بغيظ وحنق لتستدير له ترفع له أخرى وكما يقال كل قطعه من وادى 
ياسين بسخرية ده انا لو شحيتها مش هتطلع كده
فلقد كان القميص اخضر مع جاكت ابيض ومنطلون اسود 
بعد اذنك يابيبى اصل ذوقك واضح أنه بعافيةانهاردة ليزيحها من أمامه بخفه يقف أمام الخزانه يدندن بتشفى وهو يرى تعابير وجهها الغاضبه ليخرج جاكت من اللون الجملى على بنطال من الجينز وقميص أبيض 
ليمرر من أمامها يرفع أنفه لأعلى 
ياسين بهمس جانب أذنها هو انا ليه شامم ريحه شياط
ليقف بعد ارتداءه لملابسه أمام المرأة يهندم خصلات شعره باهتمام وهى تضع يدها على قلبها تكاد تصاب بذبحه تنظر له بغيظ ليكمل وهو يضع من ذلك العطر الذى تعشقه وقد حذرته اكتر من مرة الا يضع منه الا وهما سويا سويا فقط لينثر منه ببزخ لتنظر له ببلاهه فلقد اهلكت قلبها طلته وهى زوجته فما بال الأخريات لتفقد السيطرة على نفسها ستقتله نعم تقتله ولن تسمح له بالخروج هكذا تنظر حولها لتجد مزهرية موضوعه جانبها لتمسك بها ليرفع هو نظره فى المراه بعد انتهاءه من ارتداء ساعته الروليكس لتتقابل مع نظراتها المرعبه 
يبلع ريقه بصعوبه محدثا نفسه هو انا عكيت ولا ايه ليجدها ترفع المزهريه تنظر لها كالمجذوبه ثم نظرت له ببتسامه مخيفه
ياسين لا هو انا عكيت الجرى هنا الجدعنه كلها 
ياسين بصوت عالى هسبقك على تحت ياحبيبتى قالها وهو يخرج بسرعه تسبق الريح وهو يراها تهم برمى المزهريه عليه ليغلق باب الغرفه عقب هروبه وما كاد يتنفس براحه لتنتفض جسده اثر صوت ارتطام المزهريه بالباب وصوت تحطمها 
يابت المجانين لينزل للاسفل طالقا ساقيه للريح
بينما بالاسفل بعد تجمعهم يجلس الجد فى مكانه لايروقه حال أسرته يشعر بتشتتهم وضياع كل مابناه فى سنين عمره 
تتلفت آمال بجانبها فلقد صعدت غرفتها بعد افطار رحاب ولم تجد زوجها بالغرفه لتميل على ابنتها 
آمال اسماء ماتعرفيش باباكى فين
اسماء بابى نزل يخلص شغل ضرورى واخد معاه شنطه هدومه علشان هيروح على المطار من بره لبره
لتصمت آمال تنظر لطبقها بحزن فلقد نست أمره لم تودعه ولم تحضر له حقيبته بل لم تجلس معه حتى للتحدث منذ فتره لتتجه للمطبخ بوجوم تحضر كوب من الحليب لكنتها
بينما ايه وحنان تحاول كلا منهم التخفيف عن الأخرى وتمثيل أن الأمور بخير حتى لا يثيرا القلق ليهبط عامر مريم متشابكى الأيدى يلحظ الجميع تلك السعاده والإبتسامة التى تزين ع وجوههم لتنتقل لهم بشكل تلقائى 
ليهمس
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 127 صفحات