الأربعاء 18 ديسمبر 2024

دقة قلب بقلم منى عبد العزيز

انت في الصفحة 93 من 127 صفحات

موقع أيام نيوز


يجدها الثانية ظهرا يزم شفتيه بضيق وهو ينقر بالقلم على مكتبه ليمسك بهاتفه فى محاولة اخيره منه للاطمئنان عليها لم يتلقى رد. اخذ سترته وخرج وهو يبلغ السكرتارية 
سمير انا راجع البيت اى حاجه الغيها انهارده ويتركها ويرحل مسرعا إلى منزله. 
فى بيت الخديوي تجلس والده سمير وهى تتبادل أطراف الحديث مع كلا من الجدة وآمال تعرفت على الفتيات وهى تمنى نفسها برؤية تلك المنشودة التي خطفت قلب ابنها. يأتيها اتصال منه أكثر من مرة وهى تنهى الاتصال. 

والده سمير بهمس وهى تغلق المكالمة ما تصبر يأبني اشوف البنت .
آمال فى حاجه حبيبتي
والده سمير ها اصل ابنى ربنا يباركلى فيه بيرن من بدرى قلقان عليا معلش مضطرة امشى وارجع البيت .
آمال اتفقنا هنتغدى سوا انهارده ما فيش اعزار .
والده سمير وانا مايهونش عليا زعلك حبيبتي بكرة بإذن الله اجى واتغدى معاكي على الأقل اكون بلغته وبالمرة اجهزه غداءه اصله ما يحبش يأكل غير من ايدى 
ماجده بابتسامه ربنا يباركلك فيه حبيبتي. 
والده سمير يارب عن اذنكوا ياحبايبى .
آمال هستناكى بكره اوعى تتاخرى أو ما تجيش
والده سمير وانا اقدر اتاخريالا مع السلامة .
بعد رحيلها تتحدث ماجده إلى آمال لطيفه اوى قريبتك ياآمال وقريبه من القلب .
آمال ناهد والده سمير طيبه وفى حالها طول عمرها .
ماجده فكرينى تانى معلش تقربلك ايه
آمال بضحكه بنت بنت عم اخت خاله جدتي 
ماجده ها
آمال هههههههههههه هههههههههههه قريبتى ياماما قريبتى 
عاد سمير إلى منزله بسرعه البرق ينادى على والدته عيناه تبحث عنها فى كل مكان .
سمير معقوله من الصبح ولسه ماجاتش قرايب مين دول ال طلعونا فجأة كده!
يجلس على المقعد فى البهو ينتظرها بفارغ الصبر وهو من الحين إلى الآخر ينظر إلى ساعه يده وهو يضرب على يده بقلق .
سمير روحتى فين بس روحتى فين 
يمر بعض الوقت وهو على جلسته يقف بتحفز وهو يرى والدته تدخل شارده تحدث نفسها
ناهد والده سمير وبعدين بقى انا انهارده شفت رحاب ومروة وحنان والتلاته بسم الله اللهم بارك قمر طيب ماشفتهاش انهارده وعزمت نفسى تانى عندهم بكره وبعدين لوماشفتهاش بكره مش هينفع اعمل بارده واعزم نفسى تالت وبعدين وبعدين بس لاقيتها اعزمهم انا وأصر انها تيجى اتعرف عليهم واقولهم.
والده سمير بدراميه لا يمكن أبدا لازم تيجوا وتنورونى وكمان اتعرف على قمرنا اسماء بجد كان نفسى اشوفها ياحبيبتى .تتابع وهى تبتسم على ذكاءها ايوه هو ده الكلام المظبوط واللله وعرفت تختار ياسمره عيله وجمال ومعروفين بأخلاقهم يعنى البت هتطلع وحشة لمين لا وكلهم الحمد لله ربنا كرمهم بالذرية مروة ورحاب الاتنين حوامل وحنان عندها اولاد .
تمر من جواره غير واعيه له وهو ينظر وهى تتحدث الى نفسها وتتفاعل مع حديثها ببلاهه ينادى عليها لا تجيب .
والده سمير ياه ياما نفسي اشيل اولادك يابنى والعب معاهم واصړخ واقول جننتونى ومراتك تكون ونيس ليا فى وحدتي فى البيت الطويل العريض ده ياه على جمال جو العيله عندهم كلامهم سوا ضحكهم مناقرتهم ربنا يديم عليهم محبتهم لبعض يارب .
سمير من الخلف وصلتى لحد فين
ناهد بخضة سلاما قولا من رب رحيم سمير ايه ال رجعك بدرى كده يابنى مش بعادة لاتكون تعبان .
سمير ال رجعنى التليفون ال ارن ومحدش يرد لا وبنكسل
المكالمه كمان ياناهد 
والدته يابنى المقاپر لها حرمتها برضه ازاى ارد وانا بقرا الفاتحه لنناه اجلال ها ينفع يعنى 
سمير وهو يكتم حنقه فلقد اړتعب عليها بحق وبعد ما قرينا الفاتحه روحتى فين ياناهد ما هو مش معقول من الظهر للعصر بتقرى الفاتحه ده لو هتقراى البقرة كانت خلصت فى ساعتين .
والدته لا طبعا هو انت نسيت

ولا ايه ! مش قولتلك رايحه ازور قرايبى اصل رحمى.
سمير مش مرتحلك ياماما مش عارف ليه فى قبيلة فئران بتتخانق هنا قالها وهو يشير على صدره
والدته بادعاء الحده ولد عيب ماما 
سمير ممكن اعرف مين قرايبك دول 
والدته وهى تربط على كتفه صدقنى هتعرفهم بس اتاكد الاول دول هيبقوا يهموك اكتر مايهمونى بعدين .
سمير وهو ينظر لها يحاول الوصول إلى معنى كلماتها فى موضوع كنت عايز اتكلم مع حضرتك فيه .
والدته قول يانور عينى خير موضوع ايه
سمير انا هعمل برايك واخطب ايه رايك 
والدته لنفسها يبقى البنت نجحت فى تحرياتك ياقلب امك فاضل تحرياتى انا ياحبيبى الف الف مبروووك ده اليوم ال بستناه.
سمير بابتسامه اتواصل مع أهلها نطلب ميعاد للزيارة!
والدته مافيش مشكله بس استنى يومين كمان واقولك رأى النهائى
تتركه وتصعد الدرج ينظر لها بحيرة 
سمير ماما هو فى ايه ! حضرتك كنتى مستعجله اكتر منى !
والدته وهى تلتفت له استخارة ياحبيبى الاول ده جواز وكمان اخد رأى المرحوم ابوك برضه انت عايز تتجوز من غير موافقته ! وده ينفع ياابنى 
سمير بحاجب مرفوع وده هيحصل ازاى 
والدته هيزورنى فى الحلم 
سمير يكاد يجن يجاريها حتى يعرف ماذا هنالك .
سمير هيطول علينا
والدته لا ماتقلقش بكره بعد الغداء الرد هيوصلنى 
سمير وهو يكتم ضحكته بصعوبه من قله حيلته معها اشمعنا الغداء ماينفعش فطار 
والدته مواعيده كده هنعمل ايه كان ممكن اخلص انهارده معاه بس حظك وحش ماشفتهاش بس ماتقلقش العينه بينه وان شاء الله هيوافق 
سمير على مين 
والدته العروسه يابنى لا انت مش مركز خالص اكيد جعان هغير واجهزلك الاكل حالا .
تكمل الصعود وهى تدندن وتتمايل قليلا فى حركتهايااام العروسه سمعينا زغروته يام العريس بكره نفرح ونهيس 
سمير من الاسفل يضرب كف بالآخر هى ماما راحت تقرا الفاتحه لنناه إجلال ولا لسامية جمال!
فى الرواق الخاص بالمشفى المتواجد به غرفه صالح تسير مع صديقاتها خلف زملائهن بقلق. يقفن أمام الباب بعد أن طرق أحدهم عليه يخرج كارم ناظرا لهم بابتسامه صغيره ينتظر أن يتحدث أحدهم بما يريد
أحد الشبان السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
كارم وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أحد الشبان حضرتك احنا نبقى زمايل صالح فى الكليه وكنا عايزين نطمئن عليه لوينفع !
كارم بابتسامه اهلا وسهلا بيكم يابنى اكيد ينفع لحظه من فضلكم 
يدخل إلى الغرفه يحادث زوجته بوجود زملاء صالح بالخارج 
سامر بابا انا هروح ارحب بيهم ليتركهم ويرحل 
علياء وهى تنظر إلى صالح انت كويس مش هيكون فى تعب عليك 
صالح بابتسامه ضعيفة ما تقلقيش عليا ياست الكل بعدين العيال دى يشكروا أنهم جم اصلا ده انا هاريهم ضر يقاطعه حمححمه والدته وهى تشير بعينيها على والده 
صالح متابعا هاريهم دفاتر محاضرات وملازم ياحج.
كارم يبتسم على ولده بقله حيلة يارب تعقل ياصالح يابنى وتطمئن قلبى من ناحيتك
صالح اطمئن يابابا وماتقلقش 
علياء دخلهم ياكارم بس مش كلهم اتنين اتنين علشان الدكتور .
يهز كارم رأسه بتفهم عندك حق 
وصالح يرفع جزعه العلوى عن الفراش ووالدته تساعده وهى تضع وساده خلف ظهره ناظرا للباب بترقب وهناك سؤال واحد فقط يجول فى خاطرة ياترى انتى معاهم يااسماء ياترى لسه فى أمل
وبالخارج سامر يرحب بهم حتى وقع نظر على اسماء اتجه لها مسرعا .
سامر اسماء اهلا بيكى اخبارك ايه واخبار الدراسه 
اسماء أبيه سامر اهلا بحضرتك انا الحمد لله بخير والدراسه اهو ربنا يسترها 
صديقتها متصدقهاش دى موس 
يضحك سامر بخفه على تعليق صديقتها واسماء تحظرها بعينيها 
سامر الجماعه كانوا هنا الصبح ليتابع وهو يراقب رد فعلها ماجتيش معاهم ليه 
اسماء بصدق اعزرنى يا أبيه معرفتش ال حصل غير من البنات فى الكليه 
سامر المهم انك جيتى هيفرح لما يشوفك
تنظر له اسماء وهى تعقد حاجبيها ترى لما تشعر بأنه يلمح لشئ ما فى هذه اللحظه يخرج كارم متحدثا
.
كارم ياجماعه تقدروا تتفضلوا بس من فضلكوا اتنين اتنين علشان تعليمات الطبيب
سامر يالا ياااسماء ادخلى معايا 
اسماء مش مشكله ياابيه انا هستنى دورى .
قالت وذهبت من أمامه تجلس جوار صديقتها على أحد المقاعد تحت استغراب سامر الشديد. يعود مرة أخرى إلى الغرفة شارد يشير له صالح بالتقدم منه 
صالح هامسا جات معاهم 
سامر اه
صالح وايه رد فعلها ايه 
سامر بتهرب سالت عليك وكانت قلقانه ركز انت بس مع زمايلك وهى شويه وهتدخل .
يجلس بعدها سامر على الأريكة بقلق من تلك المقابلة .
بعد وقت ليس بكثير تدخل اسماء وجوارها صديقتها بعد طرقهم الباب وسماح علياء لهم بالدخول .
علياء معقول اسماء عاملة ايه ياحبيبتي.
كارم اخبارك ايه يابنتى 
اسماء وهى تهز رأسها بابتسامه صغيره الحمد لله الف سلامه على صالح وان شاء الله يتم شفاءه على خير 
علياء اللهم امين ياحبيبتى تمسكها من يدها 
علياء تعالى تعالى صالح شوف مين جاى يطمئن عليك 
يقف سامر من مجلسه يتابع هذا اللقاء عيناه لا تنحاز عن أخيه وصالح فى عالم آخر شاردا فى تلك الواقفه أمامه 
اسماء بحرج الف سلامه عليك 
صالح بتيه الله يسلمك يااسماء .
يتابع برجاء أكثر منه سؤال ملاك والجماعه كانوا هنا من بدرى 
اسماء اسفه انا عرفت متأخر 
صالح بنبره حزينه ارتجفت عليها قلب اسماء هو خلاص الوقت اتاخر 
نظرت له لا تعرف ماذا تجيب يغمض هو عينيه بحسره فلقد إجابته نظرتها الخاوية
صديقتها الف لا باس عليكى حمدا الله بالسلامه 
صالح بصوت متحشرج شكرا ليكم 
صديقتها لا شكر على واجب احنا زملاء وده حقك علينا 
علياء كلك ذوق ياحبيبتى 
اسماء بابتسامه صغيره هادئه الف سلامه عليك يا صالح.
صالح بابتسامه هادئه الله يسلمك يا أسماء
أسماء بعد اذنكم استأذن انا علشان الوقت 
لترحل بعدها مسرعهوكارم وعلياء يصلانها إلى خارج الغرفه يشكرنها ويحملان السلام لذويها 
بالداخل يجلس سامر بالقرب من صالح الشارد يسأله .
سامر انت كويس
صالحتصدقنى لو قولتلك انى دلوقتى بس ال بقيت كويس .
سامر مش فاهم 
صالح بتنهيده أنت عارف ايه ال وصلنى للحالة دى 
سامر بانتباه لا
صالح السبب الرئيسى ال وصلنى للمرحله دى من التعب بيتلخص فى اتنين ملاك واسماء يتابع بضحكه موكا وسمسمه اه يا سامر انا عرفت متأخر انى ماليش غيرهم صحابى من صغرى وكانوا اكتر اتنين انا اذيتهم . واحده كنت بعمل ال اقدر عليه علشان بس اشوفها بتبكى وزعلانه وهى كانت اكتر وحده محتاجه للى يطمئنها ويطبطب عليها اه كنت بزعل عليها اخر اليوم واضايق من نفسى بس بعد ايه كانت بكت وخلاص واوعد نفسى انى مش هضايقها تانى وارجع مرة تانى ازعلها وساعات اضړبها مهما كانت اسبابى ملاك مكنتش تستاهل منى المعاملة دى ابدا . كنت محتاج اطلب انها تسامحنى وانا هعوضها عن كل لحظه اذيتها فيها كل لحظه كانت محتاجه اخ ومالقتهوش انا كنت خلاص هضيعها واضيع نفسى بسبب شيطانى .
والتانية كنت بشوفها وهى بتتعلق بيا يوم بعد يوم. كان ممكن اوقف ده من البدايه بس ماوقفتهوش بالعكس لحد ما وصلنا للجامعه بقت قدامى البنت ال الكل نفسه يتقرب منها الجميلة الهادئه الخلوقة الذكية الممنوعه تخيل لما
 

92  93  94 

انت في الصفحة 93 من 127 صفحات