الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 69 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

مجددا واسرع بعدها يتحرك بخطا حذرة نحو أحد أركان الغرفة يتخفي خلفها .. وبالفعل كما توقع لم تكن سوى ثواني معدودة حتى رأى باب الخزانة ينفتح وتخرج منه ببطء .. تتلفت حولها برأسها لتتأكد من رحيله وعندما لم تجد أحد غيرها بالغرفة خرجت بكل اطمئنان واسرعت ركضا نحو الفراش حيث توجد فوقه علبة دميتها المفضلة وراحت تخرجها من علبتها وتمسكها بين يديها وهي تضحك بسعادة غامرة وتقفز فرحا .
خرج هو وتسلسل ببطء من خلفها وعلى
حين غرة انحنى وحملها فوق ذراعه وهو يقول ضاحكا 
مسكتك يا مكارة .. بتستخبي مني !
أصدرت هي صړخة عالية مڤزوعة وسرعان ما تحولت لضحكة عالية لكن لم تدم ضحكتها كثيرا حيث زمت شفتيها بحزن وقالت 
لا أنا زعلانة منك يابابي عشان قولتلي هتيجي مع جدو الصبح ومجيتش 
دنى منها ولثم شعرها ووجنتها بلطف هامسا في اعتذار حقيقي 
عقدت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها للأمام ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنها كإشارة على رفضها لأعتذاره فضحك هو ورد غامزا بعيناه البندقية 
طيب اوعدك مش هتتكرر تاني 
التفتت له وقالت بنظرة قوية تماما كنظرة أمها 
وعد !
أماء لها بالإيجاب وهو يبتسم فسكنت قليلا ثم ابتسمت هي الأخرى بدورها وراحت ترتمي عليه تعانقه وهي تهمس بنبرة تسلب العقول 
أنا بحبك يابابي ومقدرش ازعل منك خلاص 
أثرت قلبه بكلماتها ونبرتها التي تسلب عقله جعلته يحلق في السموات وسط أفضل شعور يمكن أن يداهم أي أب .. فلم يشعر بعاطفته سوى وهي تدفعه لتقبيل شعرها وجبهتها ووجنتيها ثم يضمها لصدره بقوة ډافنا وجهه بين ثنايا شعرها هامسا بنبرة انبعثت من صميم قلبه 
وأنا بعشقك ياهنايا وفرحة وسعادة بابي .. ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك دايما إنتي وماما 
دامت عناقها لأبيها للحظات طويلة حتى ابتعدت عنه ونزلت من فوق ذراعيه لتبدأ في إخراج دميتها من الكيس الشفاف الذي يحاوطها وهي تضحك بحماس لكن سرعان ما عبس وجهها عندما راحت تبحث عن بطل الكرتون وحبيب الدمية رابونزل لتقول بحزن 
فين يوجين يا بابي ! 
غضن حاجبيه باستغراب ورد بجهل 
مين يوجين ده !! 
ردت بكل براءة وحزن 
ده الولد اللي بتحبه رابونزل 
استحوذ عليه السكون الممزوج بدهشته من ردها لكن ما ابتسم بزيف ورد محاولا تخطي الأمر 
بتحبه !!! .. لا هي حلوة وحدها كدا 
لم تنتبه لعبارة والدها وكانت منشغلة بشعر الدمية الطويل وقالت بتلقائية وهي تبتسم 
عارف يابابى دي شعرها سحري أول ما تغنيله بينور .. اوريك 
هز لها بالإيجاب فراحت هي تمسك بالفرشاة الصغيرة الخاصة پالدمية وأخذت تسرح لها شعرها كما كانت تشاهدها في الكرتون وبدأ صوتها الجميل يظهر وهي تغني برقة 
ياوردة المعي .. خلي القوة .. يرجع اللي كان اللي ضاع زمان .. خففي الچروح .. رجعي اللي فات يرجع اللي كان .. يرجع اللي ضاع .. ضاع من زمان
توقفت بعد انتهاء الأغنية ولم
تجد شعرها يضيء فراحت تصيح وتبكي بحزن 
شعرها مش بينور ليه !!! 
قهقه عاليا واجابها من بين ضحكه محاولا تهدأتها 
ياحبيبتي دي عروسة مش حقيقية .. شعرها هينور ازاي لما تغنيلها بس 
هنا پبكاء حقيقي 
طيب إيه رأيك اغنيلك أنا لغاية ما تنامي 
هنا باعتراض وحزن 
لا أنا شعري مش سحري زيها ومش هينور 
رفع أنامله وراح يغلغلها بين خصلات شعرها الكستنائية الحريرية وهو يبتسم ويقول
بحب 
إنتي شعرك أحلى منها ياحبيبتي .. وأجمل شعر شفته في حياتي 
اختفى حزنها وتطلعت إلى أبيها تهمس باسمة 
بجد يابابي ! 
طبعا ياروح بابي 
عانقته بحب ودفنت وجهها بين ثنايا صدره بينما هو فأخذ يمرر أنامله بين خصلات شعرها ويدندن
لها بأغنتيها المفضلة ولم تدم طويلا حتى وجدها غطت في سبات عميق بين ذراعيه ! .........
دخل غرفة جلنار وأغلق الباب خلفه ببطء ثم تلفت برأسه حوله بحثا عنها ولم يلبث ثواني حتى سمع صوت رذاذ المياه داخل الحمام فابتسم بلؤم وتقدم إلى الحمام بتريث حتى وقف أمامه وسكن تماما للحظات ثم رفع يده وطرق بخفة فوق الباب فسمع صوتها الناعم من الداخل وهو تقول بنبرة قوية 
نعم يا هنا .. إنتي لسا صاحية ياحبيبتي مش قولتلك روحي نامي وبابي ممكن يتأخر
سكت للحظة ثم هدر بصوته الرجولي المميز 
طيب وياترى ماما مطولة في الحمام ولا لا .. عشان بابي بيزهق 
ارتفعت البسمة الساحرة فوق شفتيها وردت عليه من الداخل بدلال 
لو هتزهق امشي 
رفع حاجبه مستنكرا ردها وأجابها بخبث ولهجة تقصد كل حرف جيدا 
طيب وامشي ليه وأنا ممكن ادخل عادي جدا 
اتسعت عيناها مذهولة ولم تلبث ثواني لتفق من دهشتها جراء جملته الجريئة حتى وجدت مقبض الباب يلتف وهو يقول من الخارج بلهجة لعوب كلها استمتاع ومكر 
هااا ادخل ! 
صړخت من الداخل بفزع وهي تهنيه بتحذير وخجل شديد 
لااااا .. خلاص طالعة أهو 
ضحك بخبث ورد بمتعة 
هعد لخمسة لو مطلعتيش أنا مش مسئول بقى 
جلنار سائحة به بغيظ 
عدنان بلاش وقاحة !
تجاهل عباراتها وقال ببرود وهو يضحك 
الخمسة قربت تخلص وده مش في صالحك يا رمانتي 
ياخسارة .. كنت خليتها لغاية تلاتة 
طالعته مبتسمة بغيظ واندفعت نحوه تلكزه في كتفه بخفة هاتفة 
شعرت بالبرودة تسري فوق جلدها تزامنا مع حركة أنامله المتمرسة وارتجفت بخجل عند وقوف يده فوق عقدة المنشفة فهتفت مسرعة
حتى تنقذ خجلها تقول بفرحة 
عدنان النهارده حسيت بأبننا بيتحرك أول مرة 
انخفضت يده تلقائيا واجفل نظره إلى بطنها يقول بلهفة وسعادة 
إنتي خلتيني اسعد راجل في الدنيا ياجلنار .. ادتيني أجمل بنوتة ودلوقتي شايلة ابني وولي العهد 
ابتسمت له بغرام وهمست وهي تقترب بوجهها منه أكثر حتى تلفح أنفاسها الساخنة صفحة وجهه 
لا مش معقول هنا ده أنا لسا سايبها نايمة قبل ما آجيلك !
ضحكت رغما عنها ثم صدح صوت الخادمة بدرية من خلف الباب وهي تقول بأدب 
جلنار هانم أنا آسفة لو ضايقتك .. بس نشأت بيه كان بيسأل عليكي وبيقول عايزك 
ضيقت عيناها وردت في قلق 
هو كويس يا بدرية 
كويس الحمدلله متقلقيش هو تقريبا عايز يتكلم معاكي في حاجة 
جلنار 
طيب يابدرية روحي إنتي وأنا جاية وراكي 
انتشلت جسدها من بين براثن عدنان واتجهت نحو الخزانة تخرج ملابسها وتعود للحمام لكي ترتدي ملابسها أما هو فجلس على حرف الفراش متأففا بحنق ويتمتم 
يعني أنا هلاقيها من هنا ولا من نشأت
بعد مرور نصف ساعة تقريبا خرج عدنان من غرفة نشأت ينوى الرحيل .. تحرك بخطواته السريعة تجاه الدرج وقبل أن يخطو أولى خطواته فوق الدرج سمع صوتها من الخلف تقول 
مالت شفتيه لليسار ببسمة ماكرة ثم استطرد 
ليه ! 
زادت من حميمية لمساتها ونبرتها أصبحت أكثر إثارة وهي تهمس بكل دلال يليق بزهرته الحمراء ونبرة منخفضة حتى لا يسمعهم أحد 
وحشتني وعايزة أنام في حضنك الليلة دي 
ابتسم باتساع ومال عليها يتمتم بنظرة فاقت وقاحته منذ قليل 
إنتي متأكدة من طلبك ده يارمانتي !
ضحكت برقة وهزت بالإيجاب تقول بجرأة ودلال أكثر لا تليق بتلك المرأة التي كانت ترتجف من خجلها منذ قليل 
متأكدة جدا كمان 
رفع حاجبه بمكر ضاحكا ثم أجابها باسما 
طيب روحي وأنا هكلم آدم أقوله على كام حاجة بخصوص الشغل وجاي وراكي 
تحركت من أمامه وسارت تجاه الغرفة ثم التفتت برأسها له عند الباب وقالت باسمة بنعومة جعلت لعابه يسيل على أثرها 
متتأخرش !
ثم فتحت الباب واختفت داخل الغرفة عن أنظاره .. بقى هو مكانه متسمرا لم يفيق من تأثير نبرتها ولا نظرتها السحرية .. اخفض نظره بهاتفه
الذي بيده وسرعان ما وضعه بجيبه وقال بلهفة 
يتحرق الشغل كله .. بلا شغل بلا قرف ! 
ثم اندفع مسرعا نحو غرفة زوجته وفتح الباب ودخل ثم اغلفه خلفه ومد يده يغلقه بالمفتاح فضيقت عيناه وسألته بحيرة 
بتقفل بالمفتاح ليه ! 
رد غامزا بلؤم 
تحسبا لأي هجوم من أطراف العدو .. والبيت هنا مليان أعداء 
قهقهت عاليا وماهي إلا لحظات حتى انغمسوا معا يقضون ليلتهم الخاصة وسط أجواء العشق والسعادة التي تغمرهم ! .......
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ............
معقول الجمال ده كله ليا لوحدي 
ابتسمت بخجل ولم تجيبه فقط بسمتها الساحرة كانت تجيب بدلا عنها .. لكن خرج صوتها بعد لحظات معدودة وهي تسأله بحيرة 
أنت مش رايح الشغل ! 
حاتم باسما 
تؤتؤ حابب النهارده اقضى اليوم معاكي 
استدارت ودنت منه
تلثم وجنته برقة دون حرف واحد بينما هو فمد يده بجيبه وأخرج كارتين عبارة عن تذاكر طائرة لمدينة كاليفورنيا
وقال بحنان 
ده تذاكر الطيارة عشان نرجع كاليفورنيا زي ما كنتي عايزة وبما إن المشروع خلاص انتهى فمفيش مانع نرجع تاني لشغلنا هنا 
هدأت بسمتها قليلا وجذبت الكروت من يده ثم تطلعت بعينها وقال في رزانة وحب 
بس إنت كنت بتقول إنك راح تنقل كل شيء لهون وإنك حابب تضل بمصر وما ترجع لكاليفورنيا .. شو اللي غير رأيك هلأ ! 
حاتم بنبرة جادة 
سعادتك أهم عندي يانادين وطالما إنتي حابة ترجعي هناك مفيش مشكلة 
ابتسمت وأظهرت عن أسنانها البيضاء ثم ألقت بتذاكر الطائرة فوق الفراش بأهمال واحتضنت كفيه بدفء متمتمة 
وأنا كمان بتهمني سعادتك .. وبدي ياك تعرف إن سعادتي مرتبطة بوجودي جمبك مش بالمكان اللي راح ضل فيه .. وأنا هلأ خلاص اتعودت على مصر وحابة كتير إني ضل هون وما بدي ارجع على كاليفورنيا 
حاتم بصوت رجولي قوي 
نادين لو بتقولي كدا عشان ااااا.......
كتمت على فمه بكفها تمنعه من استرسال الحديث وتقول باسمة بنظرة ثاقبة 
مشان أنا بحبك .. وقولتلك ما عاد يفرق معي المكان أهم شيء تكون إنت جمبي وهاي هي أكبر سعادة لإلي .. وإذا ما بدك ياني اتضايق عنجد لا تفتح هاي الموضوع مرة تاني لإني حتى أنا ما راح اقدر سافر واترك الخالة فاطمة بعد ما اتعلقت فيها بهاي الدرجة
رفعت نظرها له فوجدته نائم في سبات تام وأنفاسه منتظمة .. شعره الأسود الكثيف مشعث مما جعله أكثر جاذبية ابتسمت وهي تتذكر ليلة الأمس كيف كانت تعبث بشعره باستمتاع وسط مزاحهم وضحكهم ولحظاتهم الرومانسية .. لا تصدق
تلك الجرأة التي كانت تستحوذها بالأمس والآن هي تتلون بالأحمر خجلا ! .
عدنان اصحى يلا كفاية .. آدم بيرن عليك من بدري 
أجابها بصوت ناعس 
اعملي التلفون سايلنت وسيبك منه 
قهقهت بخفة ثم مالت عليه وطبعت قبلة ناعمة فوق وجنته ولحيته هامسة 
يلا بقى قوم بلاش كسل احسن اجبلك هنا وهي بتعرف تصحيك كويس أوي 
ابتسم وهو مغمض عيناه على أثر قبلتها ثم تمتم بلؤم واستمتاع 
طيب كام بوسة تاني كمان عشان اقوم 
ضحكت وبسذاجتها لبت طلبه وأخذت توزع قبلاتها الناعمة على وجهه وهو مغمض عيناه ويبتسم بسعادة وحين توقفت فتح عيناه الماكرة وقال بعينان تلمع برغبة 
دوري بقى 
اعتدل بظرف لحظة وغار عليها يكبلها بيديه حتى لا تفر هاربة منه .. ولم تجد هي أمامها مفر سوى أن تصيح منادية على ابنتها فهي الوحيدة التي ستنقذها منه لكنه كان أسرع منها وكتم على فمها بيده ضاحكا ويقول 
هشششش يعني لما ربنا هاديها عليا ومبوظتش علينا الليلة عايزة تندهيها 
ابعدت يده عن فمها وقالت بضحكة مغلوبة 
طيب ابعد عني بقى 
هدر بعناد مبتسما 
مش قبل ما اخد دوري 
مال عليها وكان على وشك أن ينل منها وسط ضحكها ومحاولاتها للتملص من بين يديه لكن صوت طرق الباب والعبرة الطفولية وهي تقول بكل براءة 
مامي .. بابي يلا اصحوا 
الټفت برأسه تجاه الباب وهو يتنهد بعدم حيلة بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقالت بخبث لكي تثير غيظه أكثر 
حبيبة مامتها جات 
عدنان جازا على أسنانه بغيظ 
ماشي ياجلنار .. هسيبك بس عشان هاخدك مشوار 
مشوار إيه ! 
عدنان بغمزة جذابة 
مفاجأة
بعد مرور ساعات طويلة نسبيا ..........
تلفتت جلنار حولها باستغراب بعدما توقفت السيارة وقالت بعدم فهم 
احنا جينا بيتنا ياعدنان !!! 
أجابها وهو يفتح الباب وينزل من السيارة 
ماهي المفاجأة هنا ياحبيبتي يلا انزلي 
قادت خطواتها خلفه بعدما خرجت من السيارة وفور دخولها للمنزل توقفت متسمرة بدهشة وهي ترى كم التغيرات التي أحدثها بالمنزل لتقول له بانبهار 
الله ياعدنان البيت شكل بقى جميل أوي 
ضمھا إليه وقبل شعرها متمتما
الحمدلله إنه عجبك .. بس مش دي المفاجأة تعالي معايا فوق وبعدين نبقى نكمل وافرجك على بقية التغيرات اللي عملتها في البيت 
سارت معه مبتسمة يصعدون الدرج حتى وجدته يتحرك بها لإحدى الغرف المغلقة والتي من المفترض أنها ستكون لطفلهم الثاني .. فتسمرت مكانها بذهول فور تخيلها لشكل المفاجأة لكنه ابتسم وحثها على استمرار السير معه وعند الباب تركها وابتعد عنها ليفتح الباب ثم يتقهقهر للخلف لكي يترك لها أسبقية الدخول .
تملكها الذهول وهي تتنقل بنظرها بين أرجاء الغرفة الصغيرة .. أصبحت مكتملة من كل شيء ذلك الفراش الصغير لابنهم وأيضا يوجد مهد صغير وخزانة عصرية من اللونين الأبيض والأسود معا والوان الحوائط ملائمة تماما لصبي .. حتى أن الغرفة امتلأت بالالعاب من قبل قدومه .. كل شيء كان كما تمنت بالضبط وأثاث الغرفة على ذوقها تماما .
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح 
الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك 
هزت رأسها بالنفي واردفت بسعادة غامرة 
تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي 
ضحك
ورد بشوق وحماس 
طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت 
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو 
طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي 
تنفس الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر 
زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي 
عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية 
بتمام الساعة السابعة مساءا ..........
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا 
أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم 
ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو 
ليه اتأخرت كدا ياحبيبي 
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما 
معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله 
أردف آدم بمرح 
احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا .. المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى 
اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس ! 
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه 
عندما تتحدث الخبرة ! 
تنفست أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية 
هاتي ياسماح العشا يلا 
والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي .. ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا 
كل منهم التقط كف من كفيه وقبل ظاهره بلطف هامسين بالتناوب 
ويخليكي
لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف ..........
كان يجوب الطرقة
إيابا وذهابا أمام الغرفة لا يطيق الانتظار حتى يدخل ويراها وبين كل لحظة والأخرى يطرق طرقة قوية على الباب في محاولة منهم للاستعجال .. عند الطرقة الأخيرة فتحت جلنار الباب له ووقفت كالسد المنيع تقول بحزم 
نعم ! 
آدم متوسلا 
خليني ادخل أشوفها لحظة واحدة ياجلنار 
جلنار برفض قاطع وعدم تأثر بتوسله 
مينفعش هي خلاص خمس دقايق وتخلص اصبر بقى 
تأفف بصوت عالي ويأس وهمت هي بأن تغلق الباب وتدخل لكن سألته باهتمام وحماس 
عدنان فين يا آدم 
أجابها بحنق ولا مبالاة 
مع هنا تحت 
اتسعت بسمتها الغامضة بالنسبة له ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب لتتركه بالخارج يتحرق شوقا لرؤية زوجته وهي بفستان الزفاف ! .
وبالفعل لم تكن سوى دقائق معدودة حتى خرجوا جميعهم من الغرفة وأخرهم كانت جلنار التي أشارت له بالسماح بالدخول إليها .. فأشرق وجهه وأضاءت عيناه من السعادة والحماس وفورا اندفع للداخل يغلق الباب خلفه ليتقدم منها بخطوات هادئة .. يراها تقف توليه ظهرها وهي بفستان الزفاف الذي يأخذ مساحة كبيرة من حولها .. الشوق يأكله أكل لكي يرى وجهها فالتف حولها حتى وقف أمامها ورأى أجمل وجه يمكن أن يراه على الأطلاق .. كانت هي تتطلعه ببسمة خجلة لا تقوى على النظر بعيناه من فرط حيائها أما هو فكانت عيناه لا تحيد بالنظر عنها يتأملها وهو يبتسم باتساع ولوهلة شعر بأن الدموع ستصعد لعيناه من فرط السعادة فراح يقترب منها ويضمها في عناق حميمي ډافنا وجهه بين ثنايا رقبتها وهو يهمس 
مش مصدق إنك خلاص بقيتي مراتي يامهرة أخيرا ياحبيبتي 
ردت هي بصوت خاڤت يملأه الحياء برغم عبارتها التي تحوي على بعض من الجرأة 
وأنا فرحانة أوي يا آدم 
ابتعد عنها ودنى منها يلثم جبهتها ووجنتيها وهو يتمتم 
إيه الجمال ده بس أنا مش قادر اشيل عيني من عليكي
تطرقت رأسها أيضا وهي تضحك بخجل بينما
هو فتابع بمرح يملأه مكره 
ما تيجي نروح على بيتنا ونسيبنا من الفرح والكلام الفارغ ده .. احنا مش خلاص كتبنا الكتاب واتجوزنا كفاية بقى
انتشلهم من بين لحظاتهم الأولى والغرامية طرق الباب مصحوبا بصوت سهيلة صديقتها وهي تقول بضحكة مكتومة وكأنها متعمدة قطع لحظاتهم معا 
يلا ياعرسان المعازيم مستنين تحت 
تأفف بعدم حيلة ثم قال مازحا 
إيه رأيك نلغي الفرح خالص يامهرتي 
انطلقت ضحكتها عاليا ليدنو هو منها ويلثم جانب ثغرها بلطف .........
انطلقت من هنا صيحة وهي تهز قدم أبيها هاتفة 
بابي .. مامي جات أهي 
رفع نظره إلى حيث تشير ابنته بأصبعها فاستقر نظره على زوجته وهي تسير نحوهم بدلال غائصة في ثوبها الأسود الذي جعلها أثنى صاړخة الجمال .. نزل فكه للأسفل بانبهار فلم يكن يتوقع أنها ستظهر لهم بكتلة الجمال المرهقة للأعصاب تلك .. وكأن بطنها المرتفعة لم تزيدها إلا جمالا بذلك الثوب الأسود وشعرها الذي يتلائم مع لون الثوب .
مال على أذن ابنته وهمس بعين لا تحيد عن زهرته الحمراء 
مامي احلى من العروسة نفسها ياهنون بس اوعي تقولي لعمو آدم كدا 
ضحكت الصغيرة وهزت رأسها بالموافقة ثم سألت بعفوية وسط ضحكها 
طيب ينفع أقول لمامي 
أجابها بعدم تركيز مرددا دون انتباه 
ينفع 
وقفت جلنار أمامهم وهي تبتسم برقة وعيناها تلتقط نظرات عدنان الهائمة بها وبلحظة وجدت ابنتها تتعلق بثوبها وتقول بضحكة ساحرة 
مامي بابي بيقول إنك احلى من العروسة نفسها 
نقلت
نظرها بين ابنتها وعدنان وردت باسمة بخجل بسيط 
بجد ! 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع ثم تابعت أمها وهي تجلس على المقعد المجاور لأبيها وكانت على وشك أن نجلس بجوارهم لكن جذبتها إحدى صديقاتها للعب معهم وبقوا والديها بمفردهم ! .........
لغاية ما يخلص الفرح ممنوع تتحركي من جمبي نهائي ياجلنار مفهوووم 
لم تنزعج بل بالعكس ابتسمت بتلذذ وردت عليه بغنج مثير 
مفهوم يابيبي 
اغمض عيناه يحاول تمالك رغباته عنها ثم هتف بتحذير حقيقي 
بلاش شغل الدلع ده أنا متمالك نفسي بالعافية أساسا 
قهقهت عاليا لكن بسبب صوت الموسيقى الصاخبة لم يسمع صوت ضحكتها سواه وتمتمت بنفس دلالها 
وأنا لو مدلعتش عليك هدلع علي مين يعني ! 
ابتسم لها وسأل بتعجب 
عرفتي إزاي ياهنايا !
هنا بكل براءة ودفء 
عشان بيفضل ساكت معاك وبينام علطول لكن مع مامي بيفضل يعيط كتير لغاية ما ينام 
ضحك بخفة على شدة ملاحظة ابنته وذكائها الطفولي ولم يلبث للحظة حتى وجدها تقترب منه وتقبل أخيها من رأسه ثم تعانق أبيها هاتفة بدلال مماثل لدلال أمها 
بس أنا بحبك اكتر يابابي وبحب يزيد كمان 
ضمھا إليه أكثر وراح يمطرها بوابل
من قبلاته هامسا بكل حنان وحب 
وأنا بعشقك ياروح بابي 
ابتعدت ولثمت وجنة أبيها هي أيضا لتسمعه يقول بعد ذلك بجدية بسيطة 
يلا بقى ياحبيبتي روحي نامي عشان بكرا أول يوم مدرسة ومينفعش نتأخر 
قفزت فرحا بحماس وقالت بموافقة دون أي اعتراض 
أيوة بكرا أول يوم مدرسة 
ثم عانقت أبيها مجددا وقالت باسمة 
تصبح على خير يابابي 
وانتي من أهله ياحبيبتي 
تابعها بنظراته وهن يراها تندفع لخارج الغرفة ركضا تقصد غرفتها .. انخفض بنظره إلى صغيره ودنى إليه يلثم جبهته بحب مبتسما ثم استقام واقفا به وتقدم نحو مهده الصغير يضعه به بكل حرص وبتلك اللحظة تحديدا خرجت جلنار من
الحمام بعدما انتهت من حمامها الدافيء واتسعت عيناها بدهشة وهي تسأله 
نام !! 
هز رأسه بالإيجاب فضحكت هي واقتربت منه تقول بخفوت 
نفسي أفهم بينام بالسرعة دي معاك إزاي .. ده أنا بيغلبني لغاية ما ينام .. واضح إنه هيطلع متعلق بيك أوي
رأته يبتسم دون أن يتحدث وبنظرة مميزة لأول مرة تراها بعيناه فغضنت حاجبيها وتقدمت منه أكثر تسأله بحيرة 
في إيه ! 
إنتي اسرتيني ياجلنار .. عملتي فيا كدا إزاي ! .. رغم كل السنين دي ورغم كل اللي مرينا بيه حبك في قلبي كان بيزيد مش بيقل وڼار شوقي ليكي عمرها ما انطفت .. إنتي وهنا ويزيد أجمل هدية من ربنا ليا .. وهفضل أحمد ربنا واشكره طول حياتي إني مخسرتكيش 
ابتسمت بغرام وطالعته بعينان تهيمان عشقا ثم همست بنبرة انسدلت كالحرير ناعما وصوبت سهمها بيساره 
وكيف تتخلى الزهرة الحمراء عن عقاپ ! 
دنى إليها واستند بجبهته فوق خاصتها هامسا بصوت يفيض بالعواطف الجياشة والعشق الذي لا ينتهي أبدا 
ندى محمود توفيق
تمت الكلمة اللي فعلا اقدر اقول أن كل المتابعين يقدروا يقولوا لقد هرمنا من أجلها 
دمتم سالمين ياحبابيي في عمل جديد بإذن الله .. وانتظروا الغلاف قريب أوي يعني خلال الأيام القادمة 
لنالقاءقريبإنشاءالله
 

68  69 

انت في الصفحة 69 من 69 صفحات