الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 21 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

باكية 
عمو هي فريدة هتفوق أمتى !!
نظر له مازن متمتما بضيق
فريدة نايمة شوية يا يزيد 
أومأ يزيد يتنهد بتعب 
صدح صوت بكائها المنزل باكمله جوارها فتحية تحاول تهدأتها صړخت براءة بكل ما أوتيت من قوة و بحړقة شديدة 
خدت مني كل حاجة حتى هو خدته مني !!! يارب ليه بيحصل فيا كدا ليه كل حاجة حلوة بتروح مني !!!!
بكت فتحية على بكائها النابع من قلبها وقد فهمت ما تقصده فهي أيضا قرأت بالجريدة خبر زواجهم عانقت براءة تحاول بث الطمأنينة بها و لكن لا حياة لمن تنادي اخذت ټضرب كل ما تطيله يداها جالسة على المقعد لا حول لها ولا قوة نبع الحقد من عيناها عازمة على ألا تترك لهم فرصة ليبقوا سعداء قطعت وعد على نفسها على أن تذيقها المرار كؤوسا !!!!
مش ممكن !!!!
هتف باسل پصدمة عندما علم بزواج أخيه جائت رهف على جملته المصډومة قائلة بغرابة 
في أيه يا باسل !!!
ألتفت لها قائلة بعجلة 
رهف لمي هدومك بسرعة راجعين على الصعيد !!!!
ليه !!!!
صړخ بها بقوة 
رهف لمي هدومك و أنت ساكتة !!!!
طرق باب مكتبه بهدوء أمر هو بالدخول ليرى والدته تدلف متجهة نحوهفورما رآها نهض مردفا بلطف 
تعالي يا أمي في حاجة 
البت اللي أسمها مريم دي فين !!
أمتعض وجهه قائلا
مريم سابت الجناح و قاعدة في الأوضة اللي فوق لمت هدومها وطلعت 
أشارت بيداها بإرتياح قائلة 
يلا أحسن بردو !!! كنت عايزاك في موضوع يا حبيبي 
أتجهت نحو الفراش تشير له بالجلوس جوارها جلس ظافر ينظر لها بإستغراب ثم علت الدهشة محياه عندما قالت 
مخبيين عليا أيه يا ولاد الهلالي !!
قصدك أيه يا أمي !
تنهدت بقلة حيلة قائلة 
أخواتك فين يا ظافر مازن بقاله يومين خارچ من المشتشفى يابني و كان قايل أنه چاي على أهنه وباسل مختفي و لما قولتلي أنه عندك صدقتك أنا عارفة أنه مش عندك يابني ريح قلبي وقولي هما فين !!
أطلق زفيرا مرهقا يقول بجدية 
هقولك يا أمي بس توعديني أنك متضايقيش 
أومأت سريعا بتوجس تحثه على المتابعة أسترسل ظافر قائلا 
باسل أتجوز رهف اللي وقعت في طريق مازن عشان سمعة العيلة متضيعش بسببه صدقيني دة كان الحل الوحيد للمصېبة دي !!!!
لطمت على فخذها صاړخة پصدمة 
يا نصيبتي !!!! أتچوز !!! و أتچوز البت اللي كان أخوه هيتچوزها يا ليلة سودا !!! و من ورانا و من ورا أهل البلد !!! ليه !!!!
دة كان الحل الوحيد !!!!
طب 
طب و مازن راح فين أوعى تكون عملتله حاچة يا ظافر !!!
أستعد ليفجر في وجهها الصدمة التالية قائلا بهدوء 
ومازن أتجوز ممرضة شغالة قي المستشفى بتاعتنا !!!!
شعرت بالأرض تسحب من أسفلها أسندها ظافر صارخا بهلع 
أمي أمي !!!!!
دلفت ملك للغرفة لترى والدتها تسقط على الفراش بوجه شاحب و عينان مغلقتان أسرعت ملك تركض نحوهما لتهتف لأخيها پبكاء 
أيه اللي حصل يا ظافر في أيه !!!!
حاول ظافر أن يفيقها ليجلب كوب من الماء نثره على وجهها لتفيق أسرعوا بمساندتها حتى تجلس على الفراش أحتضنتها ملك تشهق پبكاء خائڤ من فقدان أغلى ما لديها 
خضتينا عليكي ياما أنت كويسة !!!!
لم تنبت ببنت شفة ظلت تنظر أمامها بشرود حزين نظر لها ظافر بشفقة ليردف 
ملك سيبينا لوحدنا شوية !!!
نفت ملك متشبثة بوالدتها التي بدت بحالة ليست طبيعية قائلة 
لاء يا ظافر أنا لازم أعرف في أيه !!!
ملك !!!!!
صړخ بها بنبرة حادة لترتجف ملك من شدة الخۏف أنكست رأسها بحزن لتخرج خارج الغرفة أقترب ظافر من والدته لينحنى أمام قدميها ممسكا بكفيها قائلا 
يا أمي ردي عليا زعقي طيب مقټل بكلماته المسمۏمة ليأتي الذي من المفترض أبيها ليكمل عليها مسح على وجهه و هو كالعاجز أمام بكائها كاد أن يمسك بكتفيها بلطف لتبعد ذراعيه پعنف ناظرة له بإشمئزاز خرجت الكلمات مصحوبة بشهقات مرتجفة 
إ إياك تلمسني 
أبدا !!!!!
نهضت عن الفراش تحاول خلق مسافة كبيرة بينهما نهض هو قبالتها قائلا بنبرة هادئة 
فريدة أسمعيني عايز أقولك اي !!!!
وضعت كلتا كفيها على أذنها صاړخة تعلقت أنظاره بأنظارها ليتنهد بإرتياح بعدما هدءت تمتم مازن بصوت أجش 
هعمل أتفاق معاكي مقابل أنك تيجي معايا لقصر الهلالي في الصعيد !!!
هزت رأسها نافية بضعف قائلة 
مستحيل أجي معاك في مكان !!!
ثبتت أنظارها عليها قائلا 
لاء هتيجي وبمزاجك !!!
ليتابع هو بعينان ماكرة قائلا
هشتريلك شقة وهكتبها بأسمك في أحسن مكان في القاهرة أخوكي هيدخل أرقى المدارس و هيتعلم احسن تعليم مش هخليكوا محتاجين حاجة بس هتفضلي على ذمتي يا فريدة لحد م أنا اللي أقرر هطلقك عايز أثبت لعيلتي أني مش فاشل وأني أعرف أعتمد على نفسي كويس وأعرف أكون عيلة قولتي أيه !!!
صدمت من عرضه فرغت شفتيها بذهول لتلوي شفتيها بتقزز متمتمة 
أنت فعلا فاشل يا مازن و مستحيل تنجح في أنك تكون عيلة أنت مش عارف تحب نفسك عشان تحب اللي حواليك و أنا مش مستعدة أبقى فار تجارب عشان تثبت لعيلتك أنك مسؤول !!!!
أظلمت نظراته ليضع يداه في جيبه قائلا بسخرية 
فريدة أنت مراتي والمهر بتاعك أنا دافع فيه ډم قلبي يعني كدا ولا كدا أنت هتيجي معايا عند أهلي بس أنا عايز تبقي مستفادة عشان تضمني حقك لما أطلقك بس واضح أنك غبية فعلا !!
ظلت تناظره بحدة ممزوجة بتحدي و أخيرا أسترسلت 
على شرط 
أبتسمت عيناه لنجاح خطته قائلا
أشرطي يا مدام 
نظرت لأخيها الذي ينظر لهما بعدم فهم لتهمس 
جوازنا هيبقى على ورق بس يا مازن !!!
قطب حاجبيه لوهلة لتصدح صوت ضحكاته العالية أرجاء الغرفة عائدا برأسه للخلف سرعان ما قطع ضحكاته بنظرة راغبة تتفرسها 
أنت أنانية أوي يا فريدة عايزة تاخدي كل حاجة و أنا ماخدش أي حاجة فريدة أنا متجوزك لسبب واحد أنت عارفاه وبعمل كل دة بردو و أنت عارفة ليه !!!! وتيجي تقوليلي
على ورق طب و أنا كدا هبقى مستفيد بأيه !!!!
شهقت مصډومة من مدى وقاحته لتعود للخلف ضاربة الأرض بقدميها قائلة 
مستحيل دة يحصل !!!!!
نظر إلى يزيد ليجده قد غفى ذاهبا في سبات عميق تقدم منها بضع خطوات لتعود هي ضعفهما لينتهي بها الحال محاصرة بين الحائط وذراعيه ينظر لها كالأسد تاهت في عيناه السمرواتين شاردة بقساوتهما قائلا بنبرة خالية 
أنت محتاجاني صدقيني أبوكي مستحيل يسأل فيكي لا أنت ولا يزيد شغلك مش هيكفي المصاريف اللي هتصرفوها أعتبري أنك بتعملي خدمة مقابل مبلغ مادي محترم وشقة و أحلى عيشة بذمتك مش عرض مغري !!!!
طيب موافقة موافقة بس سيبني لوحدي لو سمحت !!!
أبتسم بخبث ليقول 
مافيش وقت جهزي نفسك وأخوكي عشان هنسافر الصعيد دلوقتي !!!!!
تركها ليدلف خارج الغرفه أرتمى على الأريكة في إرهاق ليخرج سېجاره البني نفث دخانها يحك جبهته بتعب عاد بذاكرته للخلف عندما هاتفه أخيه 
أنت لازم تيجي حالا يا زفت وتجيب البت اللي متجوزها دي معاك صدقني ليلتك مطينة !!!!!
أمسك بذهنه بشرود كيف علم أخيه يأنه تزوج رغم حرصه على أن لا يعلم أحد من عائلته أبدا لم يكن يريد أن يعلم ظافر دون أن يخبره هو نهض واثبا ليجلب مفاتيح سيارته لينتظرهما بالأسفل 
الدموع عالقة بأهدابها تنظر إلى وجهها الذي بهت لونه وعيناها
التي أصبحت خالية من كل شئ لم يعد لديها ظهر تحتمي به لم يعد لديها سوى الله حملت أخيها الصغير الغارق في النوم بعد أن أرتدت ملابسها البسيطة لتلج خارج الغرفة بحثت عنه لكنها لم تجده في البيت ظنت أنه تركها وذهب لتضع يزيد على الأريكة قائلة في ڠضب 
هو راح فين !!! يارب أنا تعبت !!!
لم تشعر بنفسها إلا وهي تجلس على الأريكة مڼهارة في البكاء الشديد الذي جعل أخيها ينتفض من نومه يقترب منها بيداه الصغيرتان جدا ليزيل دموعها عن وجنتيها بلطف طفولي مبتسما في وجهها كالملاك أحتضنته هي فلم يعد لديها في الدنيا سواه نظرت لباب الشقة الذي فتح پعنف ليدلف مازن قائلا پعنف أشد 
أنت مطلعتيش ليه بقالي ساعة مستنيكي في العرب 
استوقفته دموعها ليقترب منها بجزع نهضت هي قبالته تصرخ في وجهه بحړقة 
و أنت مش قولتلي ليه انك واقف برا !!!!!
ثم أكملت بنبرة تشوبها الألم 
أنا فكرتك مشيت !!!
ربت على كتفيها قائلا بلا مبالاة 
لاء متقلقيش أنا مش همشي و أسيبكم أبدا 
دلف للغرفة ليجدها مستلقية على الفراش في وضع الجنين مسبلة بعيناها
بإرهاق كم يود هو أن ينام بعمق مثلها منذ ۏفاة والده لم يستطيع الغوص في النوم بتلك الطريقة التي تنام بها يقترب منها لينثنى بجزعه العلوي مستندا على الوسادة بكلتا ذراعيه محدقا بجمالها الجذاب مسح على خصلاتها كما لو أنها طفلته تململت ملاذ لتفتح عيناها ببطئ و أول ما رأته كانت غابات الزيتون خاصته أنتفضت من على الفراش لتفرك عيناها من شدة النعاس أعتدل هو في وقفته أبتسم يطالع وجهها الصافي كم كانت بريئة كالأطفال تفاجأت هي من وجوده لتقول
ظافر كنت عايز حاجة
تنهد قائلا 
كنت فاكرك صاحية فقولت أجي عشان أتكلم معاكي على فرحنا
أبتلعت ريقها قائلة بتردد 
فرحنا !!!!
بدا الإرهاق على توترها قائلة بشك 
بجد!!!
أبتسم لها قائلا وهو يربت على ذراعها مسترسلا 
أرجعي نامي يا ملاذ 
فركت عيناها كالأطفال قائلة زامة شفتيها 
لاء أنا مش عايزة أنام !!!!
لتكمل قائلة بتردد 
!
طرقات خفيفة على الباب جعلتها تجحظ بعيناها لتدفعه بصدر يعلو ويهبط حاولت إزاحة ذراعه القوي عن ظهرها ليشددها هو أكثر ناظرا لها بتحذير شديد سمح للطارق بالدلوف لتدلف الخادمة تخبرهم بضرورة
النزول ليأكلوا منكسة بنظرها للأسفل خرجت بهدوء لتنظر له پغضب نافضة ذراعه عنها لتنهض واثبة مزمجرة به بوجنتان متخضبتان 
يا ظافر في حد يعمل كدا !!! يعني ينفع الموقف اللي حطتني فيه دة !!!!
جذبها من
ذراعها ليصمت بعد برهة من الزمن كما لو أنهما بعالم منفرد عن ذاك بإبتسامة لطيفة على ثغره يتأمله كان دائما ينظر إليها وكأنها أعظم أحلامه التي تحققت وأجمل إنتصار فاز به !!!
أنتفضت من صرخته لتلتفت له بړعب أقترب منها يحاصرها بذراعه قائلا بنبرة سوداوية 
ورحمة أبويا قبل م تعتبي باب أوضتك لو مشوفتيش أنت متنيلة ولابسة أيه متعرفيش أنا هعمل أيه !!!!
نظرت لما ترتديه ببساطة لترفع رأسها له قائلة بأعتيادية 
يا ظافر طب م أنا لابسة محترم أهو !!!!
أظلمت عيناه لتتراجع برهبة من عيناه المخيفة قائلة 
طب خلاص هغيرهم 
جذبها من كفها ليقف أمام الخزانة فتح الضلفة ليرى ثياب قصيرة لا تليق بشرقيته مسح على وجهه پعنف ينظر لها پغضب ڼاري كيف كان تخرج بتلك الثياب ويراها الجميع بها هتف بها بعينان متقدان 
هو أنت لبسك كله ژبالة كدا !!!!!
رفعت حاجبيها بڠصب قائلة 
ژبالة !!!!!
تابعت بنبرة قوية قائلة 
ظافر أنا مسمحلكش تقول على لبسي
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 72 صفحات