الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 49 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

ثم
وضع كفه على الباب ليردف بنبرة حانية
طيب متعيطيش لو سمحتي!!!!
إزداد صوت بكائها ونشيجها أكثر ليتابع بنبرة لطيفة
أنا مكنش قاصدي أعايرك يا حبيبتي أنا أصلا لآخر نفس فيا هتفضلي مراتي ومش هسيبك لو حصل أيه!!!!
نهضت لتفتح الباب پعنف فوقفت قبالته صاړخة بقسۏة
و أنا بقا هطلق منك ومش هتشوف وشي تاني أبدا!!!!!
طيب ممكن تهدي!!!
أرتعشت شفتيها من شدة البكاء لتحدق بعيناه الدافئة لتهتف برجاء
سيبني يا باسل عشان خاطري كفاية لحد كدا انا والله مش هعرف اسامحك على اللي عملته!!! الطلاق هو الحل لينا احنا الاتنين!!!!
تحولت عيناه الدافئة إلى أخر جامدة و ملامحه اللطيفة لثانية خالية من الحياة ليبعد كفيه عنها قائلا بنبرة باردة
دة أخر كلام عندك!!!
أومأت هي ببطئ ليضغط على أرنبة أنفه يحرك رأسه إيجابا هاتفا بنبرة خاوية
و أنا مش هغصبك على حاجة هطلقك يا رهف!!!!!
سقط قلبها أرضا لجملته الأخيرة فشعرت بالډماء تهرب من جسدها هربا وهي تراقب صفحات وجهه شعرت بقشعريرة عصفت بجسدها من تخيلها أنها ستبتعد عنه للأبد لتزدرد ريقها لشدة جفافه فشعرت بغصة في حلقها و كأنها تحارب البكاء بصعوبة ليتها تخبره ألا يفعل تخبره أن وجوده كوجود الأكسجين برئتيها لا تستطيع الإستغناء عنه ولكن يبقى كبريائهما حاجزا بينهما تعالت ضربات قلبها عندما هتف بهدوء
بس مش دلوقتي أصبري أسبوع أكون جهزت أوراقي عشان أسافر وبعدين هطلقك ومش هتشوفيني تاني أبدا!!!!
إرتخاء غريب في عضلات جسدها وكأنها على وشك فقدان الوعي لتومأ له بشرود دلف باسل خارج الغرفة صاڤعا الباب خلفه ثم بعد دقيقة سمعت صڤعة باب الشقة أستندت على الحائط جوارها لتضع رأسها عليها مغمضة عيناها بقوة لتنهمر الدموع على وجنتيها پألم 
جلس مازن في شقته بالزمالك واضعا أوراق شركته على قدميه يقلب فيهما بكثب نظر لساعته ليجد الساعة قد تعدت الثالثة عصرا و هو يعلم أن عملها ينتهي الواحدة ظهرا لينتفض ملقيا بأوراقه أرضا ثم أمسك بهاتفه ليغمض عيناه پعنف عندما وجده صامت و منير الذي هاتفه عشرات المرات!!! ضغط على أسنانه بقسۏة ثم عبث بالهاتف ليضغط على أسمها بإبهامه وضع الهاتف على أذنه وكل خلية بجسده تتأهب للصړاخ عليها ولكن صډمه التسجيل الصوتي يخبره بأنه مغلق هاتف منير الذي فورما سمع صوته هتف بلهفة
مازن بيه أخيرا بتصل بحضرتك من بدري المدام كل دة لسة مخرجتش و المفروض الشيفت بتاعها خلص من زمان تحب أدخل أسأل عليها!!
لم يجيب سوى بكلمة واحدى أباحت عن النيران المتأججة بقلبه
أنا جاي!!!!!!
أغلق معه ليبدل ملابسه بأول قميص وبنطال وقعت عيناه عليهما ثم أمسك بمفتاح سيارته
وهاتفه لېصفع باب الشقة ثم تجاوز الدرج ركضا قفز مستقلا سيارته ليتحرك بسرعة مائتان وقلبه يخبره بأنها ليست بخير لهث پعنف فقلبه عاد يؤلمه مجددا وقد نسي أن يأخذ دوائه !!!
وقف أمام المشفى ليركض له منير هاتفا بقلق
مازن بيه أنا حاسس أن في حاجة غلط!!!!
ترجل من السيارة ليدفعه من كتفيه ثم ركض لمدخل المشفى ليقف أمام موظفة الإستقبال متمتما يحاول إلتقاط أنفاسه
فريدة الهلالي فين!!!!
نظرت له الفتاة بتوتر لتلتقط الهاتف الأرضي ثم أجرت مكالمة سريعة لتعود له قائلة بحرج
هي في مكتب دكتور إياد يافندم الدور الأخير آخر اوضة على الشمال!!!!!
صدم مازن من حديثها لتشتعل عيناه تقذف جمرا ليركض في الممر يصعد بالمصعد 
قبل نصف ساعة وقفت فتاة تبلغ من العمر واحد وعشرون عاما ذات خصلات بنية طويلة و عينان بنفس اللون تجلس على مقعد المشفى البارد لا تتوقف عن شهقات البكاء التي تخرج عنوة من فمها تنحني بجزعها العلوي للأمام واضعة يدها على قلبها تطمئنه بأنه سيكون بخير وستدلف لتحتضنه بأقوى ما لديها رفعت رأسها سريعا لتقف على قدميها عندما خرجت فريدة من غرفة الطوارئ جوار إياد الذي أزاح كمامته يمسح حبات العرق التي تكونت على جبينه لينظر إلى الفتاة قائلا بجمود دهشت فريدة له
أزاي تسكتوا والمړيض قلبه متدهور بالطريقة دي للأسف القلب عنده مقدرش يستحمل البقاء لله!!!!!
لم تستوعب الذي قاله لتجحظ عيناها واضعة كفيها على فمها بړعب أنهارت أرضا و أنهارت معها دموعها كالشلالات لتقترب فريدة منها بعطف ثم ربتت على خصلاتها بشفقة قائلة
أهدي يا حبيبتي!!!!
أرتمت الصغيرة في أحضانها تهتف پقهر
والله مكنش معايا فلوس اعمله العملية صدقيني ماما ماټت و هو كمان ماټ انا مش عارفة اعمل أيه!!!!!
نظر لهم بتأفف ليفقد أعصابه عليها قائلا بنزق
أحنا مستشفى هنا مش جمعية خيرية أنزلي ادفعي مصاريف المستشفى و خدي ابوكي و امشي!!!!
لم تستطيع المدعوة ب ليلى أن ترد عليه لسوء حالتها او لربما لم تسمعه من الأساس لترفع فريدة أنظارها له پصدمة تقلصت ملامحها بإشمئزاز قائلة بحدة
أنت مين سمحلك تتكلم معاها بالطريقة دي وبعدين المستشفى دي مش بتاعتك عشان تعمل كدا!!!
نظر لها بضيق ليشير بها بأصبعه و هو يتحرك تجاه غرفته
تعالي ورايا!!!!
نظرت
فريدة للفتاة ذات الملامح البريئة لتقول و هي تحاول التهوين عليها
سيبك منه دة مريض نفسي أصلا انت عندك كام سنة!
أجابت ليلى بصوتها العذب
!!!21 
أومأت لتتابع بتساؤل
طيب هتعملي أيه!
مسحت دمعاتها قائلة
هكلم عمي ييجي!!!
أومأت فريدة ثم قالت
أخيرا يا فريدة كنت مستني اللحظة دي من زمان أوي يا حبيبتي أنا عارف انك بتحبيني و أنك مڠصوبة على اللي اسمه مازن دة انا كنت بحس كدا من نظراتك ليا زمان صدقيني يا فريدة مش هتلاقي حد يحبك أدي جوزك مسافر ومش هيعرف حاجة و آآآآه!!!!!
لم تتركه فريدة يكمل حديثه لتجذبه من تلابيبه ثم دفعت بركبتها في معدته فتكور الأخير أرضا پألم شديد نهضت فريدة لتعبر من فوقه و هي تحاول الوصول للباب لكي تستنجد بأحد و لكنه أمسك بقدمها فتعثرت لتسقط مرتطمة بالأرضية ليزحف هو لها ممسكا برأسها 
هتف مازن پعنف و هو يقترب منه وعيناه تلمع بوميض مخيف
أطلع الدور الرابع أخر اوضة في الممر و هات ابن و أطلع على المخزن بليل يا منير يبقى هناك!!!!!
أومأ له منير سريعا ثم تقدم ليفتح له باب السيارة الأمامي ليضع هو فريدة على المقعد جواره ثم جلس بمقعده أمام المقود ليسابق الرياح في سرعته متحها نحو شقته وزع نظراته بينها وبين الطريق ليجدها ساكنة تنظر أمامها بملامح جامدة و الدموع تسقط من عيناها تألم قلبه لحالها ليمد أنامله قابضا على كفها و هو يقول
فريدة!!!
دلف لمكتب أخيه بخطوات ثابته ليجده قابع فوق كرسيه ينظر للأوراق بيده بأهتمام ليرفع أنظاره له بدهشة تحولت لتفهم و هو ينهض متقدما منه ولكنه لم يشعر سوى بلكمه جعلت وجهه يلتفت للجهة الأخرى ليضغط على أسنانه بقوة و فكه ينبض بحدة أقترب باسل منه ممسكا بتلابيبه ليهتف بحدة
الضړبة دي عشان كنت عارف مكانها و مقولتليش!!!!!
نظر له ظافر ببرود شديد ليبتعد عنه باسل و هو يشعر پألم شديد أستوطنه ليخرج من المكتب صاڤعا بابه بحدة ألتفت ظافر ليثبت كفيه على مكتبه منحنيا يجزعه العلوي يحاول السيطرة على غضبه و عدم الذهاب له لتحطيم وجهه من كثرة الضړب فيعود و يقول أنه حقه فلو كان هو من أختفت زوجته بعيدا عنه شهور عديدة و أخيه يعلم مكانها كان فعل أكثر
بكثير!!!!!
جلست رهف على الأريكة أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الكارتونية بإبستمتاع تحاول أن تنسى عدم وجوده و
ما قاله لها نظرت للباب الذي فتح فجأة بالمفتاح الذي أخذه منها بالصباح لتعود ناظرة لشاشة التلفاز ببرود زائف سمعت بعد قليل صوت باب الغرفة المجاورة لغرفتها ېصفع پعنف لتنتفض هي مكانها بړعب نهضت
متجهة نحو المطبخ لتبدأ بطهي الطعام ببرود تضع جوارها هاتفها الذي أنبعث منه صوت إحدى المطربات لتدندن هي معها تحاول أن ترفع صوتها لكي تثير غيظه و بالفعل وجدته بعد قليل يخرج من الغرفة متجها له ليصيح پغضب
أقفلي الزفت دة مش عارف أنام!!!!
أعطته ظهرها وظلت تدندن مع الموسيقى دون أن تبالي به خطى باسل نحوها بإنفعال ثم أمسك بالهاتف ليوقف الموسيقى لم تكترث رهف بل ظلت على حالها تغنو بصوتها الذي لا يصلح للغناء أبدا و كأن الموسيقى لازالت مفتوحة وقف جوارها ثم أغمض عيناه بعصبية ليقبض على أحد الأكواب الزجاجية بقسۏة صارخا
رهف!!!
نظرت له ببرود لتبتعد عنه متجهة إلى حوض غسيل الأوانئ بصمت شديد فألقى هو بالكوب أرضا ليسقط متناثرا لأشلاء فأنتفضت هي بړعب ملتفتة له سرعان ما أتجه نحوها جاذبا ذراعها له بقسۏة ېصرخ بوجهها حتى أشتدت عروقه
إياكي بعد كدا و أنا بكلمك تسيبيني و تمشي!!!!!
نظرت له بتوجس لتومأ له سريعا فغضبه تقسم أنه سيلتهم الأخضر و اليابس لينفض هو ذراعها قائلا بنظرات باردة
أعتذري حالا!!!!!
أشتعلت عيناها ڠضبا لتقول بهدوء
لاء!!!!!
ألقى عليها نظرات جعلتها تقول سريعا لكي يذهب من أمامها
أسفة!!!!!
ألتفت مبتعدا عنها ليذهب نحو غرفته ليرتطم الباب بإطاره بقوة لټضرب هي قدميها بالارض متمتمه بخفوت
غبي و رخم و رزل و مغرور و مناخيره في السما انا مش عارفة بحبه ليه!!!!!
أكملت طهي الطعام ثم بعد نصف ساعة وضعته على طاولة الطعام لتتجه له ثم فتحت الباب بحذر لتجده يتحدث في الهاتف عن أمور العمل عقدت ذراعيها معا امام صدرها تنتظر لكي ينهي محادثته ظلت على وضعها دقيقتان لتزفر بضجر فألتفت هو لها بجمود يشير بأصبعه لكي تنتظر و بالفعل أنهى مكالمته ليجلس على الأريكة قائلا بنبرة خالية من المشاعر
عايزة أيه!!!
أردفت هي بنبرة مماثلة
الأكل جاهز!!!!
مش جعان !!
قال و هو
يعبث بهاتفه لتنظر له پصدمة قائلة
مش جعان أزاي أنت مكلتش من أمبارح!!!!
رفع أنظاره لها يقول بهدوء
كلي أنت!!!
تنهدت بحزن أخفته فهي تكره الجلوس على طاولة الطعام بمفردها فهذا يجعلها تتذكر تلك الأيام التي كانت وحيدة بها لا يوجد سوى ملاذ جوارها ألتفتت للباب لتخرج من الغرفة دون أن تعلق ثم ذهبت لغرفة الطعام و لم تشعر بدموعها التي سقطت على وجنتيها بخيبة أمل جلست بمقعد جانبي أمام طبقها أمسكت بالملعقة تعبث بمحتوياته وهي أيضا لا تشعر بشهية للطعام نظرت لطبقه في المقعد الأمامي لتتنهد پألم ولكن توسعت عيناها عندما وجدته يجلس على مقعده ليبدأ بتناول طعامه بصمت حانت على ثغرها أبتسامة جانبية ثم بدأت هي أيضا تلوك الطعام في فمها فنظرت لعابيره الهادئة تستشف إن أعجبه أم لا ولكنها كالعادة وجدت غموضا تام وكأنها تفك شفرة لتزفر بضيق وهي تتساءل
عجبك!!!!!
أومأ هو ببساطة لتبتسم ببراءة لتمسك بملعقتها ثم بدأت الأكل بشراهة طالعها بطرف عيناه ليبتسم هو بنظرات عاشقة لم تلاحظها رغم أنه بالفعل لا يريد أن يأكل ولكن مظهرها الحزين و هي تخرج من غرفته جعلته يذهب ورائها على الفور دون تردد الجلوس أمامها و رؤيته وهي تأكل
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 72 صفحات