رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد
بفعلته الدنيئة معها وتركها وحيدة في يوم زفافها ولكن لم يكن له خيار آخر فهو لا يريد أستغلال مشاعرها تحت مسمى الحب وهو يعلم أنه لا يكن لها شئ لا يريدها أن لهذا هرب و سيهرب قلبه تعلق بفتاة واحدة و للأسف لا يستطيع نسيانها!!
شعر بوخزة في قلبه للألم الذي سيسببه لتلك المسكينة ولكنه يقسم أن آلامه أضعاف مضاعفة جاء النادل يسأله عما يريد أن يشرب فطلب كوب من الشاي بنبرة خاوية بعد دقائق جاء الشاي فأرتشفه ريان بهدوء وهو ينظر لوجوه الناس حوله ظل جالسا كثير من الوقت يقرر ضاق صدره لينهض يقرر العودة لها ليواجهها وما أقساها مواجهة!!!!
ركض نحوها بفزع لينثنى نحوها ثم أدخل ذراعيه أسفل جسدها ليحملها برفق يضمها لصدره جسدها باردا
كالثليج و مساحيق التجميل لطخت وجهها الباكي ركض بها لغرفتهم ثم وضعها بلطف على الفراش ليسند جسده بركبته على الملاءة و قدمه الأخرى تدلت من فوق الفراش أنثنى عليها ليضرب وجنتيها برفق هادرا بقلق شديد
هنا!!! هنا ردي عليا!!! هنا!!!
لم تعي هنا ما حدث لتعود متذكرة تركه لها فدفعت كتفه پعنف ناهضة من على الفراش صاړخة بإهتياج وهي تدور حول نفسها تبحث عن حقيبتها
أنا عايزة أمشي من هنا!!! فين موبايلي أكلم بابا و أقوله ييجي ياخدني!!!
لم يتحرك ريان إنشا واحدا حتى بعد
الثلاثون
جالسة جواره في السيارة والهدوء يسود المكان لم ينبث أيا منهما بكلمة وكأنهما في عالمين مستقلين بعيدا عن بعضهما عيناها الشاردة وهي تنظر إلى أوجه المارة و كفه المشدد على المقود وكأنه يعاني حربا ما داخله
أخټنقت من تلك الرائحة التي لطالما كرهتها لتسعل بقوة واضعة يدها على معدتها ثم أخرجت وجهها للخارج ف ألقى باسل بالسېجار من النافذة يبتلع ريقه مخفيا قلقه عليها هدأ سعالها ولكنها ظلت تنظر للطرقات دون
وحشتيني يا بتي!!!
أحتضنتها رهف وقاومت رغبة قوية في البكاء ثم جلست معها قليلا يتسامرون و عندما لاحظت رقية شعورها بالتعب طلبت منها الصعود لغرفتها لكي تستريح فصعدت بالفعل لجناحهم ولكن فور دخولها له هجمت الذكريات على رأسها بقوة مفترسة ما تبقى منها من قوة ظلت واقفة على عتبة الباب مثبتة عيناها على الأرضية هي نفسها التي تكورت پخوف فوقها عندما أنهال عليها بالضربات شعرت بوخز في قلبها لا يحتمل لتضع كفها على فمها تكتم شهقاتها عندما تذكرت عنفه معها وسبها بأسوأ الألفاظ عند تلك النقطة تحديدا صفعها و هنا ضړب رأسها بالأرض حتى أغشي عليها في تلك البقعة وفي تلك اللحظة سقط قلبها صريعا لم تستطيع رهف السيطرة على بكاءها و أنتفاضة جسدها لتعود للخلف تهز رأسها نفيا پألم ف أتت رقية على صوتها قائلة بقلق
رهف!!! مالك يابتي!!!
ألتفتت لها رهف مشيرة للداخل قائلة وهي تهدر بهيستيرية بنبرة ليست واعية
أنا مش عايزة أقعد هنا مش عايزة أقعد هنا!!!
وضعت كلتا كفيها على أذنيها صاړخة بصوت تجلى الألم به
أنا كرهته أوي!!!!
اشفقت عليها رقية لتربت على كتفيها قائلة وهي تحاول تهدأتها
خلاص يابتي اهدي متقعديش هنا محدش يجدر يچبرك على حاجة!!! تعالي يا حبيبتي نامي معايا في أوضتي!!
جذبتها من ذراعها لتنظر رهف للجناح خلفها بأسى ثم سارت معها وجسدها بأكمله يرتجف كما لو أنها ب وسط القطب الجنوبي!!
أخذتها رقية لغرفتها لتجعلها تنام جوارها و هي تسب باسل في سرها على ما فعله ليجعل تلك المسكينة تصل لهذه الحالة!!! ظلت جوارها تضمها لصدرها الحنون حتى نامت رهف ف أبتعدت عنها رقية لتخرج خارج الغرفة ثم أخذت هاتفها من فوق السفرة لتضغط على شاشته ثم وضعته على أذنها أنتظرت رده فأتاها صوته البارد بعد ثوان و هو يقول
في حاجة يا أمي!!!
خرجت نبرتها قاسېة وصوتها حزين على ما آلت إليها عائلتها
أنت معندكش ډم يا واد!! يعني بدل م تحب على راس مرتك و تحاول تعوضها عن الجرف القرف اللي عملته معاها چايبها إهنه وبعدتها عنك جال يعني إكده بتصلح كل حاچة ومخطرش على بالك أن وچودها إهنه عيفكرها بكل حاچة عملتها أنت كدا بتزيد الفچوة بيناتكوا يابني وصدجني البعد بيعلم الچفا وجلب الست لو إنكسر عمره م هيرچع زي الاول!!!!!
أنقبض قلبه عندما تذكر أن جلوسها في القصر سيجعلها تتذكر ما فعله وهو نسى تلك النقطة تماما ليبتلع ريقه وهو يقول بغصة في حلقه
حاولي يا أمي متخليهاش تدخل الجناح بتاعنا أقفليه بالمفتاح خالص!!!
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة
بعد أيه!!! م هي دخلته وأفتكرت كل حاچة واللي حصل حصل و أنا بغبائي جولتلها أطلعي للجناح و نسيت اللي حصل!!!!
صف باسل سيارته جانبا ليضع كفه على رأسه يدلكها ليخفف من حدة صداعه قائلا بنبرة أوضحت عما به من نيران مستعرة
عملت أيه!!!
جلست رقية على الأريكة مسترسلة بتأثر
والله يابني لو تشوفها وهي پتبكي و بتجول مش عايزة أجعد هنا كان جلبك أتجطع عليها!!!
أعتصر قلبه من شدة الألم ليغمض عيناه و هو يتخيل ردة فعلها التي ستمزقه أشلاء ليسمع والدته وهي تتابع حديثها بنبرة حادة
تيچي بكرة
وتصالح مراتك يا ولدي و تحب على إيدها وراسها كمان عشان تسامحك كفاية بجا يابني دة العمر مافيهوش حاچة صدجني هتعرف قيمتها بعد م تختفي من حياتك هتتمنى لحظة واحدة ترچع وتشوفها هتتمنى إنك مستغلتش كل دقيقة وهي چارك جنبك!!!!
أسند رأسه على المقود يلعن نفسه تحت أنفاسه ليتحرك بالسيارة
عائدا بها من طريق آخر قائلا بحسم
أنا جاي!!!
فتحت عيناها اللامعة ببطئ لترمش بأهدابها أكثر من مرة مطالعة السقف فوقها وبدون قصد منها شددت على يداه بكفها ف رفع عيناه لها سريعا لينتفض جالسا على الفراش جوارها محاوطا وجهها بكفيه يتأمل عيناها التائهة وملامحها الذابلة بندم!!!!
ملاذ أنت كويسة!
بحنان يقول بنبرة
صدمت ملاذ عندما وجدت دمعة تشق طريقها عبر وجنته ف مسحتها
بأناملها النحيفة قائلة بحنان
ظافر أنت بټعيط!!! متعيطش يا حبيبي خلاص أنا مش هعيط عشان متزعلش!!!
ضمھا ظافر لصدره أكثر واضعا رأسه على كتفها لتنهمر الدموع على وجنته أكثر متنهدا بثقل على قلبه ف مسحت ملاذ على خصلاته بحنان و هي تعلم أنه يبكي فهي شعرت بدموعه تبلل كنزتها هي تعلم ظافر لا يبكي أبدا ولا تسقط دمعة واحدة من عيناه سوى لشئ يستحق وتعلم أن لحظات ضعفه تلك لا تظهر إلا معها لا يبكي أمام غيرها تنهدت بحزن وهي تحاول تهدأته ف رغم أن بكاءه يخرج دون صوت ولكن رجفة جسده تشعر بها شددت على عناقه كما فعل هو لتردف بلطف وصوت رقيق
حبيبي أهدى عشان خاطري يا ظافر أنا أول مرة أشوفك كدا!!!
أنا اسف أسف على أي حاجة وحشة عملتها معاكي أسف على أي كلمة أذيتك بيها أو فعل متهور وجعك سامحيني يا ملاذ وعد مني عمري م هزعلك يا حبيبتي خليكي عارفة دايما إني جنبك مش هسيبك أبدا لو الدنيا كلها سابتك أنا مش هسيبك لو حد وجعك بكلمة هاكله بسناني لو حد بس فكر يأذيكي همحيه من على وش الأرض قوليلي يا ملاذ أنك مسمحاني!!!
مسامحاك يا حبيبي والله!!!
تنهد براحة ليردف بقلق و هو يبعدها عنه محاوطا وجهها
تعبانة يا حبيبتي حاسة بأيه!! راسك وجعاكي صح!!!
شوية !!!
هتفت وهي تشعر بالصداع يهلك رأسها نهض لينحني حاملا إياها بخفة ف اسندت رأسها على صدره قائلة بحرج وهي تتشبث في حلته
ظافر أنا هقدر أمشي!!
هتف بإبتسامة جميلة قائلا
تمشي و أنا موجود دة حتى عيب في حقي!!!
تحرك خارج الغرفة ف قابلته الممرضة التي نظرت له بتوتر
ظافر باشا مينفعش تاخدها هي لسة تعبانة وآآآ
تحول وجهه إلى جمود شديد يهتف ببرود أذهل ملاذ
حاجة متخصكيش!!!!
أبتلعت الممرضة باقي العبارات داخل جوفها منكسة رأسها للأسفل بحرج ف سار ظافر بها في ممر المشفى لتنظر لهملاذ بدهشة ف هو عندما يتعامل مع أحد دونها يكون قاسې بارد ولكن عندما يتعامل معها
يعود ك طفل صغير يركض لأمه لم تلاحظ أنها ظلت تنظر له كثيرا ف توقف ظافر عن الحركة قائلا وهو ينظر لها بخبث
عارف إني حلو بس مش للدرجة دي!!!
تنحنحت ملاذ بخجل ولكنها قالت بضيق
ليه أحرجت لتغمض ملاذ عيناها پألم تشعر بأن قلبها يعتصر من شدة الألم حاولت أن تخفي أرتجاف جسدها عنه حتى لا
يعلم أنها تبكي ولكنه