رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد
حتى معاملتي ليكي رغم أنها كانت جافة بس أنا مكنتش بطيق الهوا القصيرة لتنحني نحوه قائلة بإبتسامة متوترة
عايز حاجة يا حبيبي!!!
كتف ذراعيه پغضب قائلا و هو ينظر لها بغيظ
عايز أنام جنبك النهايدة النهاردة!!!!
قاومت ضحكة كادت أن تفلت منها وهي تجزم أنها ستشم الأن رائحة أحتراق مازن وليست السېجارة التي بيده وبالفعل ألتفت الأخير پصدمة لتتحول عيناه إلى أخرى حادة وهو يهتف ب يزيد پغضب
تشبث الصغير بأقدام فريدة قائلا وهو يخرج لسانه له
لاء هنام
جنب ديدا وأنت هتنام برا يا عمو مازن!!!!
لم تستطيع فريدة مقاومة ضحكاتها ف نظر لها مازن بحدة لتضع كفها على فمها سريعا تمنع ضحكاتها البلهاء ليهتف الأخير بنبرة مغتاظة
فريدة هتنام جنبي أنا يا أستاذ يزيد عشان هي مراتي وأنت هتنام في أوضتك زي الشاطر!!!!
تعالي يا ديدا نامي في حضڼي!!!!
نعم يا روح أمك!!!!
هتف بها مازن غاضبا لتسرع فريدة واضعة كفها على فمه قائلة وهي على مشارف الضحك
أسكت يا مازن دة طفل!!!
أبعد كفها قائلا بعصبية
طفل مين دة أنت اللي طفلة جنبه يا هانم مش شايفة قاصد يغيظني أزاي!!!
يا حبيبي هو ميقصدش!!!
أبعدها مازن ليتجه نحو يزيد الذي سرعان ما أختبأ أسفل الغطاء عندما شعر بالخطړ قادم له ليبعد مازن الغطاء ثم حمله ذاهبا لغرفته بكى يزيد صارخا به
أنا عايز أنام جنب ديدا!!!
ركضت فريدة نحوه قائلة برجاء
سيبه يا مازن عشان خاطري!!!
نظر لها مازن ببرود ثم قال بتحذير
والله!!!
نظرت له بحنان لتأخذ ومن ناحية أخرى زوجها لتقول بطفولية وهي تحاوط
رفع عيناه الجذابة لها قائلا
من مين!!!
نكست رأسها خجلا ف مجرد النظر لعيناه يجعل كيانها بأكمله يتبعثر لتردف بنبرة مهتزة
مش عارفة يا فندم واحد من ال security هو اللي جابه !!!
تمام!!!
هتف بصوته الرجولي لتلتفت هي لتخرج من المكتب واضعة يدها على قلبها تحاول تهدأته بينما هو مد يده ليفتحه وليته لم يفعل ف قد كان يحتوي على صور لشقيقته ترتدي ملابس أقل ما يقال عنها لا تناسب سوى الساقطات أتسعت عيناه بعدم تصديق لينهض من فوق الكرسي بعصبية فأرتد المقعد للخلف مرتطما بالحائط أخذ يقلب في الصور مصعوق ليضعها مجددا في الظرف
ترجل من المصعد ليذهب نحو أحد أفراد الأمن ممسكا به من تلابيبه صارخا به بصوت هز أرجاء الشركة
مين ابن ال اللي خدت منه الظرف دة رد يا حيلة أمك!!!
أنتفض الأخير ړعبا وهو يقول
والله يا بيه معرفهوش هو أداني الظرف ومشي ومقالش اسمه!!!!
لينا أدخلي مكتبي دلوقتي و شوفي كاميرة المراقبة اللي موجودة في مدخل الشركة و أعرفيلي مين ال اللي بعت الظرف دة فاهمة!!!!
حاضر حاضر!!!
هتفت بړعب ليغلق بوجهها ثم أنطلق بسيارته ينافس الرياح في سرعته يشعر بلكمة قاسېة وجهت لقلبه و طعنات متتالية مزقت روحه و الأسوأ أنها تأتي من أقرب الناس له!!!!
سار في بهو الشقة لتقابله والدته التي أرتعبت من حالته المريبة لم ينظر لها حتى ليصعد إلى الدرج ثم أتجه لغرفتها فتح الباب ليجدها مستلقية على الفراش في ثبات عميق دنى لها ليجذب خصلاتها بقبضة فولاذية صړخت ياسمين بخضة وهي ترى أخيها يسحبها من خصلاتها على الأرض و ينزل بها الدرج غير عابئا بمنحنيات الدرج التي ترتطم بأجزاء متفرقة من جسدها دفعها من يده بعد أن أنهى سلالم الدرج لتسقط في بهو القصر لطمت إيناس على وجنتيها بعدم تصديق لما يفعله أبنها حاولت مناجاة صغيرتها ولكنه صړخ بصوته الجهوري
سيبيها يا أمي متلمسيهاش!!!!
بكت ياسمين بشدة و جسدها بأكمله يرتجف اقترب منها وهو يشمر قميصه الأسود ثم أنحنى نحوها ليخرج الظرف من جيبه أخذ الصور منه منه ثم ألقاهم عليها هادرا بإستحقار
بقا الۏساخة دي تطلع منك إنت تطلع من أختي اللي مربيها بنفسي و عارف أخلاقها دي لو واحدة جاية من الشارع مش هتبقى رخيصة كدا!!!
صدمت ياسمين من ولكنه كان كالثور الهائج لم يراها بالأساس لتجلس ملك جوارها ټحتضنها بقوة لتحميها من بطشه قائلة پبكاء
لو هتضربها أضربني معاها!!!
صړخ بها جواد
أطلعي فوق يا ملك!!!!
أنا بقول أطلعي فوق حالا!!!
لم تهتز ملك لتصرخ به أيضا
أنت أتجننت!!! عايزني أطلع واسيبك تموتها!!! أنت فاكر أن كل حاجة لازم تمشي هنا بأمرك عايزنا نشوف الغلط ونسكت عليه!!!
ساد الصمت ولم يسمع سوى صوت بكاء ياسمين و صوت أنفاسه العالية وكأنه على وشك أن ينقض على فريسته ويوسعها ضړبا اقترب منهم لينحني ممسكا بخصلات شقيقته يشدد عليهم فحاولت ملك أن تبعده ولكن لم تستطيع ليردف هو بتحذير
أوعي تفتكري أنها هترحمك مني أنت متعرفيش انا هعمل فيكي أيه لسة!!!
نظرت له ياسمين بإنكسار ذبحه لتبتعد عن ملك المصډومة قائلة بخفوت وصوت مشنج متقطع
سيبيني سيبيني يا ملك أنا أستاهل اللي هيحصلي!!!
نظرت لها ملك بشفقة لتوجه نظرات ڼارية إلى جواد قائلة
سيبها يا جواد!!! لو هتعاقبها يبقى عاقبني أنا كمان
عشان أنا كنت عارفة و مقولتلكش!!!!
وكأن الصدمات قاصدة إياه وحده شعر بالصقيع داخله وكأن هناك من ألقى ب دلوا بارد عليه ليبتعد عن ياسمين التي شهقت پصدمة
وهي ترى ڠضب أخيها الذي سيودي بالجميع تراجع جواد خطوتان بعيدا عنهم ف حتى ملك خانت ثقته بها حتى هي جعلته أحمق أمام نفسه أنتفضت ملك تقترب منه و قد هزها تلك النظرة التي بعيناه وكأنه يقول لها حتى أنت!!!!
حاوطت وجهه بكفيها قائلة بتوسل
أسمعني يا جواد عشان خاطري أديني فرصة أشرحلك اللي حصل!!!!
أبعد يداها ثم نظر لها ببرود ثلجي ليبعدها من طريقه متجها إلى ياسمين المنبطحة أرضا ليمسكها من ذراعيها ثم سار بها لأعلى صړخت ملك بړعب لتركض خلفه ولكنه دفعها بعيدا فسقطت على الأرض دلف جواد لغؤفة ياسمين المستسلمة بيداه ليغلق الباب بالمفتاح وقفت الأخيرة خلف الباب تطرقه وهي تبكي صاړخه بهذا الذي من المحال أن يكون نفس الشخص
الذي عشقته هي
جواد أفتح الباب سيبها والنبي يا جواد حرام عليك جواد!!!!
لم يجيبها سوى صوت صرخات ياسمين لمجرد أنها تدافع هي و أخوتها عن أمها من ضربه لها كان ينهال عليهم بأكملهم لم تتحمل ملك الوضع ف صوت صرخات ياسمين يذكرها بصرخاتها أنهارت ملك صاړخة بقوة وكأنها هي من ټضرب ليغشي عليها ف أرتطم جسدها بقوة في الأرض!!!!!
أفاقت إيناس التي كانت شاحبة كالأموات تنظر أمامها على صوت الصرخات التي ملئ القصر سرعان ما استوعبت ما يحدث لتصعد لربما تنقذ أبنتها من ولدها ولكنها وجدت ملك مرتمية على الأرض لتصرخ بفزع ضاربة الباب بقوة صاړخة ب جواد
ألحق مراتك يا جواد!!!!
توقفت يداه الممسكة بالحزام عن ضړب ياسمين التي شبه فاقدة للوعي ليلقي به أرضا ثم فتح الباب فوجد ملك على الأرض ووجها شاحب وشفتيها زرقاوتين كأنها تختنق ذهبت ايناس لأبنتها لتصرخ بفزع عندما رأتها بتلك الحالة جلس جواد جوارها سريعا ثم امسك بوجهها البارد ليفتح فمها ثم وضع شفتيه أمام شفتيها لينفخ داخله عدة مرات لكي تستعيد أنفاسها وبالفعل سعلت ملك وهي تشهق بقوة لتأخذ اكبر قدر من الأكسجين أغمض جواد عيناه يحمد ربه ليرفع رأسها له يضمها لصدره دون أن ينبث ببنت
شفة ف هو كان على وشك فقدانها للأبد!!!فتحت عيناها لتستوعب ما حدث أبتعدت عنه لتنظر له بخذلان وكأنها ترى أبيها به هو الذي كان تهرب من الجميع وتختبأ بأحضانه كان مصدر أمانها من بطش أبيها أصبح هو مصدر رعبها نهضت دون أن تتحدث معه ثم دلفت إلى غرفة ياسمين صړخت بجزع عندما رأت جسدها ېنزف وأمها جوارها تبكي وضعت كفيها على فمها تمنع بكاءها لتردف قائلة وهي تجلس حوارها تربت على خصلاتها بحنان
ياسمين!!! مټخافيش يا حبيبتي أنا جنبك!!!
نظرت لها إيناس قائلة پبكاء
بنتي بتضيع مني يا ملك!!!
أسرعت ملك قائلة لتطمأنها
مټخافيش يا طنط هتبقى كويسة!!!
دلفت للمرحاض لتأخذ صندوق الأسعافات الاولية ثم أتجهت للباب ولم تجد جواد لتصفع الباب بشدة غاضبه منه ثم عادت لهم لتعاونها ايناس في تبديل ملابسها عقمت ملك چروحها التي كانت شبه غائرة ثم لفت ما أستطاعت بالشاش الأبيض ليجعلوها ترتدي منامة ثقيلة دثروها جيدا بعد أن نامت لتجلس إيناس جوارها قائلة بصوت مكسور
ليه تعملي فينا كدا يا ياسمين!!! دة أنا ولا كأني ربيت خالص!!!! ليه يا بنتي توجعي قلوبنا كدا!!!
حاولت ملك مواساتها وهي تربت عليها
ياسمين كانت محتاجة حنان وحب و للأسف جواد مقدرش يعمل دة بيعاملها ببرود طول الوقت و انا عارفة ان ياسمين متعودة على الأهتمام دايما من باباها ولما فقدته بالشكل المفاجئ دة عملت اللي هي عملته بس والله انا خبيت على جواد عشان ميعملش اللي هو عمله دة حتى أنها قطعت كل طرق التواصل بينها وبين الزفت دة بس للأسف الكدب مالوش رجلين!!!
تنهدت ايناس ودموعها تنهمر على وجنتيها تردف بحنو
مش عارفة كنا هنعمل أيه من غيرك يا ملك لولا أنك اتدخلتي ومنعتيها كان الله اعلم ايه اللي هيحصل متشكرة يابنتي جميلك دة مش هعرف اردهولك أبدا!!!!
أسبلت عيناها بحزن قائلة
جميل أيه بس يا طنط دي أختي أنا بس مصډومة من اللي جواد عمله هو حتى مسمعهاش مسمعنيش انا ع الاقل انا حاسة انه مش هو دة اللي انا حبيته واتجوزته!!!!
هو جواد طول عمره كدا لما بيغضب بيتحول لشخص تاني انا نفسي بحس إني معرفهوش!!!
تنهدت ملك بضيق لتطلب منها إيناس الذهاب لغرفتها للأرتياح فذلك اليوم كان شاق عليهم جميعا رفضت ملك قائلة
لاء يا طنط أنا هقعد معاكي لحد م أطمن على ياسمين أنا أصلا مش عايزة اشوفه !!
هتفت إيناس قائلة
لاء يا حبيبتي روحي أرتاحي ومتقلقيش
عليها و ألتمسيله العذر يا ملك أي حد في مكانه كان هيعمل كدا!!!
هتفت بعصبية طفيفة
عذر أيه بس دة كان ھيموت اخته!!!
بعد الشړ يارب مشوفش فيكم أي حاجة
وحشة انا عارفة جواد مستحيل يوصل للدرجة دي وانا عارفة أنه دلوقتي عايز ييجي يطمن عليها بس مش قادر متزوديهاش عليه يا ملك يابنتي يلا يا حبيبتي روحي أرتاحي!!!
نهضت ملك بعدم أقتناع بما قالته ثم ذهبت لغرفتها وجدته جالس على إحدى المقاعد واضعا رأسه بكفيه تجاهلته تماما لتذهب إلى فراشها متدثرة اسفل الغطاء ولكنها سمعته يقول بصوت لمس قلبها
مش كنتي عايزاني اسمعك أنا سامعك!!!
نهضت