الأربعاء 18 ديسمبر 2024

مزرعه الدموع بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 50 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

خطوه دلوقتى حبيتى أكلها بكره تحبيها
ابتسمت كريمه قائله 
بس انت رهيب يا عمر حد يتعزم عند واحد صحبه وياخد باقى الأكل وهو نازل
ضحك عمر بشدة قائلا 
نفس اللى قالهولى أيمن
قالت كريمه فى سرور 
ربنا يسعدك يا حبيبى وينولك اللى فى بالك
قبل عمر يدها قائلا 
يارب يا ماما
فى صباح اليوم التالى وقفت كرم على باب مكتب ريهام كان قد تحاشى الذهاب الى العمل ورؤيتها منذ أن انفعلت عليه فى مكتبه بسبب كلماته وقف أمام المكتب فنظرت اليه ثم عادوت عملها فى صمت تنحنح وشعر بالحرج قليلا هو يقول 
أنا آسف على الكلام اللي قولتهولك آخر مرة فى مكتبي
نظرت اليه صامته فأكمل قائلا 
أنا مكنش قصدى أهينك أو أجرحك وأنا عارف وواثق انك بنت محترمه وفعلا كلامى مكنش يصح أقولهولك
أومأت ريهام برأسها ثم عاودت مزاولة عملها 
تفرس فيها كرم قائلا 
يعني خلاص سمحتيني
نظرت اليه قائله 
خلاص محصلش حاجه 
ابتسم وقال قبل أن يغادر مستنى البريد فى مكتبي
أحضرت ريهام البريد وهى تبتسم فى نفسها
فجأة سمع الجميع أصوات هرج ومرج خرجت ياسمين من مكتبها لتستطلع الأمر وجدت أعد العمال يجري فى اتجاه وعامل آخر قادم مهرول من نفس الطريق فأوقفته ياسمين قائله 
لو سمحت ايه اللى حصل 
قال الرجل وهو يلهث 
عامل ايده اتحشرت فى ماكنه طحن الحروب جه البشمهندس عمر يساعده قامت الماكنه طايله ايده هو كمان
أصاب ياسمين الفزع وشعرت بقلبها يهوى على الأرض أسرعت ياسمين فى اتجاه مخزن الأدوية وأحضرت شنطة الإسعافات الأولية ثم ذهبت مسرعه فى الإتجاه الذى ذهب فيه العامل رأت عدة عمال متجمعين خارج المبنى وأحد العمال يقف على الباب يمنعهم من الدخول أسرعت وصړخت فيه قائله 
عديني بسرعة
أفسح الرجل لها الطريق دخلت لتجد رجل نائم على الأرض وحوله رجلين بحثت بنظرها عن عمر فلم تجده ذهبت اليهم لتجد يد الرجل فى حاله يرثى لها فلقد أجهزت الماكينه على كفه والرجل فقد وعيه من شدة الألم خفق قلبها بقوة ترى ماذا أصاب عمر وأين هو الآن هل أصيب مثله چثت بجوار الرجل الفاقد الوعى وأخرجت من الحقيبه التى تجملها قماشة طويلة ربطت بها رسغه بقوة لكى تقلل من الډم الذى يفقده قال لها أحد الرجلين مش هتربطى كف ايده اللى پتنزف دى نظرت اليه قائله 
لأن عظم كفه كله مكسور المفروض ميتحركش لحد ما الإسعاف تيجي تشيله زى ما هو كده 
ثم قالت بلهفه 
فين البشمهندس عمر جراله حاجه 
سمعت حركة خلفها نظرت لتجد عمر وقفت فى هلع وهى تنظر الى قميصه الأبيض الذى صبغ باللون الأحمر الدامى كان يمسك قطعه قماش ويضغط بها على كفه هتفت قائله بصوت مرتجف 
انت كويس
نظر اليها يتأمل الخۏف واللهفة على وجهها ونظرات عينيها الدامعه والتى تنتقل بسرعة ولوعه بين وجهه وكفه قال بصوت خاڤت 
متخفيش
ازداد لمعان الدموع فى عينيها وكررت سؤالها وكأنها لم تسمع اجابته 
انت كويس ايدك حصلها حاجه 
أزاح عمر قطعة القماش ليريها چرحا صغيرا فى يده ونظر اليها قائلا 
الحمد لله ربنا سترها معايا  
فى تلك اللحظة حضرت سيارة الإسعاف ونقلوا العامل اليها وأمر عمر رجلين من رجاله بالذهاب مع العامل الى المستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته
تعالت صوت سرينه سيارة الإسعاف
وهى تبتعد لتغادر المزرعة الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى يتفرس فى وجهها ويراقب كل خلجاته قالت له ياسمين وهى تحاول استجماع شتات نفسها 
لازم تطهر الچرح وتربطه متستهونش بيه
لمعت عيناه وابتسم لها قائلا بصوت هامس 
خاېفه عليا 
تحاشت النظر اليه وقالت 
أنا هروح أكمل شغلى بعد اذنك
أوقفها قائلا 
عارفه أنا كنت بدأت أيأس وأحس انى مش ممكن هعرف أخليكي تحبينى 
ثم ابتسم قائلا 
بس أنا دلوقتى اطمنت
شعرت بأن وجنتيها سارتا جمرتين مشتعلتين ونظرت اليه قائله بتوتر وبصوت مرتجف تدافع عن نفسها 
لو كان أى حد مكانك كنت هقلق برده يعني مش حاجه خاصه بيك انت
أخفض رأسه قليلا ونظر فى عينيها مباشرة قائلا 
أنا مش صغير يا ياسمين أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي 
شعرت بالإرتباك خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى 
أيوة اهربى العادة
كانت بالفعل تعلم أنه محق محق فى الأمرين محق فيما رآه فى عينيها ومحق فى أنها تهرب 
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه 
عمر ايه اللى حصل ايه الډم ده
نظرت الى يده هاتفه 
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا 
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
هتفت فى لوعه 
چرح بسيط أمال ايه الډم ده 
قال شارحا 
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه 
قالت كريمه بقلق 
وهو فين دلوقتى
قالت عمر بأسى 
الإسعاف جم خدوه من شوية وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر كان قد انتهى من ارتداء ملابسه فتح الباب ليجد ايناس أمامه سالته قائله بصوت ناعم 
عمر انت كويس ايه اللى طنط بتقوله ده
قال عمر 
محصلش حاجه الحمدلله
قالت ايناس بعتاب 
وانت مالك ومال العامل كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق 
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى أقف أتفرج عليهم 
حاولت امتصاص غضبه قائله بصوت ناعم 
أنا بس كنت خاېفه عليك أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر 
شكرا يا ايناس 
أمسكت يده المصابه قائله 
مش هتروح للدكتور يشوفهالك 
نزع يده من يدها قائلا 
ان شاء الله يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل فسأله عمر بإهتمام 
ايه أخباره دلوقتى 
قال الرجل 
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته قال الرجل الذى بصحبة عمر 
ده أبوه ودى أمه
اقترب عمر من الرجل قائلا 
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل 
يارب يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها 
يا عيني عليك يا ابنى ايدك راحت يا ابنى  
الټفت عمر اليها قائلا 
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه 
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده واحنا ناس على أد حالنا 
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا 
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت 
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه 
قال عمر شارحا 
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد
ربنا يكرمك ويكفيك شړ طريقك ويباركلك فى صحتك وعفيتك يا قادر يا كريم
تأثر عمر للغاية من حالة والداه طلب من الرجل الذى بجواره أن يبقى فى المستشفى معهما و قام بحجز غرفة لهم كمرافقين للمريض
عاد عمر الى المزرعة خرج عمر من السيارة فأقبل عليه أيمن قائلا 
الحق يا عمر مخزن العلف ۏلع
صاح عمر فى فزع 
ايه ۏلع 
قال أسمن شارحا وهو ينهج 
أيوة بس متقلقش الرجاله طفوه
أسرع عمر الخطى الى مخزن العلف ليجد جزء كبير من العلف المخزن احترق تماما وتحول الى رماد نظر الى الرجال اللذين يحملون طفايات الحريق الصغيره وقال بلهفه 
حد اټصاب 
قال له أحد الرجال 
لأ
يا بشمهندس متقلقش محدش كان فى المخزن
أقبل أيمن ليقف بجوار عمر فالټفت اليه عمر قائلا 
عم عبد الحميد فين مش المفروض يكون فى المخزن 
قال أيمن فى حيره 
من ساعة الحريقه وهو مظهرش
قال عمر بإستغراب 
غريبه
ضړب أيمن كفا بكف قائلا 
سبحان الله حادثتين فى المزرعة فى يوم واحد
تركه أيمن وذهب ليبحث عن ياسمين لكنه قابل عمته وهى مقبله نحوه قائله 
ايه اللى حصل يا عمر
قال عمر وهو يسرع بالإنصراف 
هحكيلك بعدين يا عمتو
أمسكته من ذراعه لتوقفه وقالت بحنق 
حړق المخزن وهرب مش كده 
نظر عمر اليها وقال بدهشة 
تقصدى مين 
قالت پحده 
أقصد عبد الحميد اللى انت سلمته مفاتيح مخزن العلف ووثقت فيه بس عشان بنته تبقى حبيب القلب
شعر عمر بالڠضب وحاول الانصراف قائلا 
بعد اذنك يا عمتو 
أوقفته مرة أخرى قائله 
أكيد عمل كده لصالح أى مزرعة من المزارع المنافسه خاصة بعد ما عرفوا جودة العلف اللى بقينا بنستخدمه دلوقتى مش بعيد يكونوا ادوه رشوية عشان يحرقلنا المخزن وواحد جعان زى ده ما هيصدق طبعا فرصة وجاتله لحد عنده
صمتت قليلا ثم قالت بحزم 
لازم تبلغ عن عبد الحميد عشان يتسجن
نزع عمر ذراعه من يدها ونظر اليها بصرامة ثم غادر دون أن ينطق بكلمة 
الفصل الواحد والثلاثون
Part 31
ذهب عمر للبحث عن عبد الحميد لكنه وجد ياسمين تقف أمام مبنى سكن العمال وتتحدث فى هاتفها ويبدو عليها التوتر انهت مكالمتها اقترب منها قائلا بإهتمام 
فى ايه يا ياسمين والدك فين 
نظرت اليه قائله بتوتر 
كلمته دلوقتى
قال لها عمر 
ازاى هو معهوش موبايل
قالت ياسمين شارحه 
ريهام معاه
سألها عمر بإهتمام 
طيب هو فين وليه ساب المخزن ومشى 
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبه ونظرت اليه بحيره قائله 
بيقول ان فى حد اتصل بيه على موبايل ريهام وقالها انك طلبت إن بابا يروحلك على المستشفى اللى فيها العامل اللى اټصاب ريهام كانت خلصت شغلها فراحت معاه
قال لها عمر بدهشة 
أنا مطلبتش من حد انه يبلغ والدك بكده ولا طلبت انه يروحلى على المستشفى 
قالت ياسمين فى دهشة 
أمال مين اللى كلمه وعلى موبايل ريهام كمان يعني حد عرفنا
قال عمر فى حيره 
أنا أصلا معرفش رقم ريهام
قالت ياسمين فى ضيق 
ايه اللخبطة دى بأه
هدءها عمر قائلا 
متقلقيش لما ييجى والدك هنفهم منه كل حاجه
هم بأن ينصرف لكن نظر اليها قائلا فى حنان 
تعالى اعدى عندنا فى بيت المزرعة لحد ما والدك وأختك يرجعوا
نظرت ياسمين اليه قائله بحرج 
لأ شكرا أنا هطلع أوضتى أستناهم
أومأ برأسه قائلا 
طيب براحتك ولما ييجى والدك خليه يجيلى أنا هناك عند المخزن
أومأت برأسها فى صمت عاد عمر الى المخزن ليتفحص الأضرار التى لحقت به وجدت والده وعمته و أيمن و كرم هناك فى المخزن استقبله كرم قائلا 
فين عم عبد الحميد لسه مظهرش 
قال عمر 
جاى فى الطريق
قالت مدام ثريا بحنق 
وكان فين حضرته وسايب المخزن ليه ومشى مش قولتلك يا عمر هو اللى ورا الموضوع ده
قال عمر بنفاذ صبر 
لما ييجى هنعرف منه الحكايه
ما هى الا نصف ساعة وجاء عبد الحميد
49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 75 صفحات