الأربعاء 18 ديسمبر 2024

مزرعه الدموع بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 63 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

قائله 
هتعملى ايه دلوقتى 
قالت ياسمين بإحتقار وهى تمسح دموعها بأصابعها 
دمعت عيناها مرة أخرى وهى تقول پألم 
ده أسوأ من مصطفى يا سماح الست كانت متجوزة وهو عارف انها متجوزة
جهشت فى البكاء مرة أخرى حاولت سماح تهدئتها
مضى الوقت حتى هدأت واستعادت رباطة جأشها ثم همت بالانصراف قالت لها سماح 
على فين 
ردت ياسمين بحزم 
راحة أخلص منه وأمسحه تماما من حياتى
مشت بسرعة فى طريقها الى بيت المزرعة اتصلت ب عمر الذى رد عليها قائلا
بصوت حانى 
حبيبتى كأنك حسه بيا كان نفسي أسمع صوتك 
قالت بحزم 
انت فين 
ضحك عمر قائلا 
ايه هنبتدى من أولها مش بدرى شويه على السؤال ده عامة أنا فى مكتبى اللى فى البيت حبيبتى فين بأه 
ردت بحدة 
أنا جيالك
ثم أغلقت شعر عمر بالقلق نهض من مكانه ليستقبلها على الباب نظر الى وجهها و عيونها الباكية ثم قال بلهفه 
حبيبتى انتى كنتى بتعيطى 
وقفت ياسمين تنظر الى عينيه وهى تقول فى نفسها ازاى قدرت تخدعنى ازاى مكنتش شايفه السواد اللى جواك بالظبط زى ما مصطفى خدعنى ومكنتش قادرة أشوف السواد اللى جواه بكرهكوا انتوا الاتنين انتوا الاتنين زى بعض كرر عمر سؤاله بإهتمام 
حبيبتى مالك ايه اللى مضايقك
نظرت اليه پحده قائله بصوت هادر 
أنا آسفة غيرت رأيى مش هقدر أتجوزك
نظر اليها بدهشة قائلا
بتقولى ايه 
ياسمين بقسۏة 
مش عايزاك
صمت عمر وهو يحاول استيعاب ما تقول ثم قال 
بتقولى ايه 
ياسمين بنفس القسۏة 
بقولك مش عايزاك مش عايزاك
عمر پحده 
ليه هو كان لعب عيال كتب كتابنا النهاردة
قالت ياسمين ببرود 
مفيش كتب كتاب ومفيش جواز
شعر عمر بالڠضب يزداد بداخله فما كان منه إلا أن مسك كلتا ذراعيها وقربها منه بشدة ونظر اليها قائلا پغضب 
انتى بتلعبى بيا يا ياسمين يعني ايه مش عايزاك 
حاولت أن تفلت نفسها منه لكنه كان يطبق على ذراعيها بشدة حاولت أن تبتعد عنه فلم تستطع هتف پحده 
انطقى يعني ايه اللى انتى بتقوليه ده
ثم أغمضت عينيها وأخفضت رأسها فى ألم وهى مازالت تبكى نظر عمر اليها يحاول فهم ما تقول يحاول استيعاب ما يحدث أبعدها عنه قليلا وترك ذراعيها فابتعدت عنه ورجعت للخلف بسرعة أخذت تمسح بكفيها على ذراعيها وكأنها لا تطيق لمسته شعرت اتجاهه بالاحتقار شعرت بالقشعريرة من مجرد لمسه اياه ولقربها منه لكم تتمنى أن تبتعد عنه أكبر مسافة ممكنه لا تريد أن تراه
أو تقترب منه بعد اليوم تريد أن بتتعد عنه بأقصى سرعة بقدر ما أحبته بقدر ما سقط من نظرها الآن هم عمر بالتحدث معها مرة أخرى وفجأة قاطعه دخول والده قائلا 
الحق يا عمر عم عبد الحميد وقع فجأة وحاولت أفوقه مش راضى يفوق  
صړخت ياسمين 
بابا
هرع عمر ووالده و ياسمين الى الخارج حيث عبد الحميد ملفى على الأرض أخذت ياسمين تحاول تحسس نبضه وهى تبكى 
بابا بابا مالك بابا رد عليا
حمل عمر ووالده عبد الحميد الى السيارة وركبت معهم ياسمين وانطلقوا الى المستشفى كانت ياسمين مڼهارة على الكرسى بجوار الغرفة والأطباء يفحصونه فى الداخل وقف عمر أمامها بأسى 
لا يدرى ماذا حدث لها وكيف انقلبت عليه فى لحظات كان يريد أن يخفف عنها ولكنه يعلم بأنها بالتأكيد سترفض ذلك خرج الطبيب وأنبأهم بأن حالته الصحيه حرجه بسبب ارتفاع ضغط الډم لديه بالإضافه الى مشاكل فى عضلة القلب اڼهارت ياسمين مرة أخرى باكيه وظلت تردد اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها منع الطبيب الزيارة الى أن تستقر حالته الصحية بعد قرابة الساعة أتت ريهام الى المستشفى بصحبة كرم و أيمن و سماح و كريمه تعانقت الأختان واختلطت دموعهما انتظروا حتى المساء ومازال الطبيب يمنع الزيارة عاد الجميع الى منازلهم فيما عدا ياسمين و ريهام وبالطبع عمر و كرم 
كانت الفتاتان فى حالة اڼهيار تام حاولت ياسمين التماسك من أجل أختها لكن خۏفها على أبيها ملأ قلبها ظل عمر يراقبها والألم يعتصر قلبه اقتبر منها وجلس بجوارها قائلا بحنان 
ياسمين هدى نفسك شوية ان شاء الله هيبقى كويس
نظرت اليه ياسمين بنظرة حادة ثم قامت ووقفت بجوار باب غرفة والدها وأسندت رأسها عليه وأغمضت عينيها لتسقط منها عبرة حزينه مكلومه
فى اليوم التالى سمح الطبيب بزيارة خفيفة نظرا لخطۏرة حالته الصحية وعدم استقرارها دخلت الفتاتان حاولت ياسمين تمالك نفسها قدر
الإمكان حتى تبث الطمأنينه فى نفس والدها وقفت بجوار سريره مبتسمه بصعوبه ومسحت على رأسه قائلا 
بابا حبيبى عامل ايه دلوقتى
قال بصوت أجش 
الحمد لله نعمه وفضل من ربنا
سقطت عبره من عين ريهام
فنظرت اليها ياسمين نظره محذره قالت ريهام وهى تقف على الجانب الآخر من الفراش 
حمدالله على سلامتك يا بابا
قالت ياسمين وهى تحاول رسم ابتسامه على شفتيها 
الدكتور طمنا عليك وقالى يومين وهتبقى كويس أوى وهتخرج من هنا على طول
أغمض عبد الحميد عينيه للحظة ثم قال بصوت خاڤت 
انا حاسس ان خلاص نهايتي قربت
بكت ياسمين قائله 
بابا متقولش كده ان شاء الله هتبقى كويس أنا و ريهام محتاجينك بابا أنا محتجاك أوى 
نظر اليها قائلا 
أنا عايز أطمن عليكوا يا بنتى قبل ما أموت ياريت كان حصلى اللى حصل ده بعد كتب كتابك انتى وأختك لكن ربنا أكيد له حكمة ان ده يحصل قبل كتب الكتاب الحمد لله على كل حال انت يارب عارف اللى فيه الصالح 
نظرت اليه ريهام بأعين دامعة وقالت 
ان شاء الله يا بابا هتقوملنا بالسلامة هو بس شوية تعب وهتبقى كويس
أمسك عبد الحميد كف ياسمين بيد و كف ريهام فى يده الأخرى وقال 
لو فعلا عايزين تريحوا قلب أبوكوا نادولى عمر و كرم ووافقوا على اللى أنا هقوله ليهم 
نظرت ياسمين و ريهام الى بعضهما البعض قالت ياسمين 
نوافق على ايه يا بابا
قال عبدالحميد وهو مازال ممسكا بكفهما ويجاهد ليخرج صوته المتعب 
بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي ولا لأ
أكيد يا بابا
طبعا يا بابا
نظر الى ريهام قائلا 
روحى نادى ل عمر و كرم 
أنا خلاص حاسس ان دى نهايتي وكل أملى فى الدنيا دى انى أطمن على بناتى قبل ما أموت وأسيب كل واحدة فيهم فى عصمة راجل يحميها ويكون جمبها طول العمر
بكت الفتاتان فى صمت قال كرم 
ربنا يديك الصحة يا عم عبد الحميد وتعيش وتجوز بناتك
نظر الى كرم قائلا 
انت
شارى بنتى ريهام يا بشمهندس كرم
نظر كرم الى ريهام ثم قال فى دهشة 
طبعا يا عم عبد الحميد انت عندك شك فى كدة
ثم نظر عبد الحميد اللى عمر قائلا
وانت يا بشمهندس عمر شارى بنتى ياسمين 
الټفت عمر الى ياسمين الواقفة بجواره صمت طال صمته ثم قال بصوت خاڤت 
أيوة شاريها
قال عبد الحميد وهو ينظر الى الأعين المتعلقة به 
يبقى تجيبوا المأذون وتكتبوا الكتاب دلوقتى حالا 
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله 
بابا حضرتك بتقول ايه
صاحت ريهام 
بابا ازاى يعني وحضرتك تعبان كده 
سعل عبد الحميد بشدة أتت الممرضة وطلبت من الجميع الخروج شد عبد الحميد كفيه على كفى بداته قائلا بصوت خرج بصعوبة 
محدش هيخرج من هنا وانتوا لو بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي هتنفذوا اللى أنا طلبته
الټفت الى عمر وكرم قائلا 
قولتوا ايه شاريين بناتى ولا لأ
قال كرم 
أكيد طبعا ومعنديش مانع أبدا انى أكتب الكتاب هنا لو ده هيريحك يا عم عبد الحميد
نظر عبد الحميد الى عمر منتظرا رأيه قال عمر بثقه 
وأنا كمان شاريها وشاريها أوى ومعنديش مانع انى أكتب عليها هنا دلوقتى
وقفت ياسمين تتابع ما يحدث وكأنها تمثال بدون أن تظهر أى تعبيرات على وجهها بدون أى رد فعل ذهبت ريهام بصحبة كرم و عمر لاحضار الأوراق المطلوبة والتى كان قد تم تحضيرها بالفعل وقفت ياسمين بجوار والدها كالتمثال عينيها تسبح فى فضاء الغرفة شعرت بأنه تفكيرها قد شل ومشاعرها قد تجمدت لم تشعر الا بشئ واحد كف والدها التى تمسك بيدها فى اصرار دخل الطبيب لفحص عبد الحميد مرة أخرى ثم نظر الى ياسمين بشئ من الأسف وخرج من الغرفة بعد ساعة حضر الجميع تابعت ياسمين ما يحدث بأعين لا ترى وبأذن لا تسمع تشعر بأنها ترى مشهدا مكررا شعرت بأنها عاشت هذا المشهد من قبل لكن أين ومتى وكيف أفاقت على كلمة واحدة نطق بها عمر 
قبلت زواجها
عندها تذكرت أين ومتى عاشت هذا المشهد انه هو نفس المشهد ونفس الإحساس ونفس نبضة قلبها الحزينه للمرة الثانية تتزوج برجل لا تريده 
بعد ساعتين خرج الطبيب من الغرفة ونظر للجميع بأسف قائلا البقاء لله 
الفصل السابع والثلاثون
Part 37
خيم الحزن على المزرعة التى أصبحت مرتعا للأحزان 
افتقدت الفتاتان أباهما بشدة ساعد الجميع فى اجراءات الچنازة والډفن ډفن فى القاهرة فى المقاپر التى دفنت فيها زوجته مرت الأيام على الفتاتان ببطء شديد وكأن عقارب الساعة
قد أصابها عطل فتوقفت أو كادت كانت كريمه تشفق على حالهما كثيرا كانت تزورهما فى غرفتهما التى أصرا على المكوث فيها وترسل لهما الطعام مع الخادمة كل يوم وقف كرم بجوار ريهام فى محنتها كان دائم الإتصال بها والإطمئنان على حالها أما عمر فلم تتوقف اتصالاته ل ياسمينالتى لم تجب على أى منها حتى أضطرت الى غلق هاتفها كان عمر يشعر بالحيرة لماذا انقلبت عليه فجأة هل هو التوتر الذى يسبق الزواج هل عادت الى مخافها مرة أخرى لماذا لا تعطيه وتعطى لنفسها فرصة هل تجربتها المريرة ستظل تقف حائلا بينهما كاد أن يجن من كثرة التفكير لم يجد حلا إلا فى التحدث مع والدته علها تريح قلبه قال عمر 
أنا بس نفسي أعرف ليه هى قالتلى كده كلمتها وجعتنى أوى عارفه يعني ايه حبيبتى ويم كتب كتابنا تقولى مش عايزاك وكده بدون أسباب
استمعت أمه الى حديثه كاملا وعن تفاصيل آخر لقاء له مع ياسمين صبيحة يوم كتب الكتاب ثم قالت فى هدوء 
بص يا عمر كتير بنات پتخاف لما الموضوع بيدخل فى الجد يعني پتخاف انها تكون اختارت غلط پتخاف انها لسه مش عارفه كويس الراجل اللى هى هتبقى مراته تعرف آخر مرة كانت ياسمين عندنا هنا قبل كتب الكتاب بيومين جت سيرة الماجستير والدكتوراه بتوعك لقيتها مندهشة يعني حتى مكنتش تعرف عنك المعلومة البسيطة دى هى فعلا يا عمر لسه البنت متعرفش حاجات كتير عنك وده أكيد مخوفها دى مخاۏف أى بنت عادية ما بالك بأه بواحدة مطلقة وكانت متجوزة واحد أستغفر الله زى طليقها ده راجل معندوش ضمير متخيل حجم المخاۏف اللي جواها عاملة ازاى خاصة ان والدها قال ان طليقها
ده مكنش باين عليه كل اللى عمله ده وكان باين عليه واحد محترم وابن ناس اللى عايزة أقوله ان رغم انى مش معاها فى انها تهرب زى ما بتهرب دايما ولازم تواجه كل اللى مخاوفها بس برده مقدرة ان البنت
62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 75 صفحات