الجزء الاول من صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت علي
باب الغرفة وهو يوصده خلفه نظرت إلي ذلك الثوب الحريري فقامت بخلع المعطف لتبدله بذلك الثوب وقامت بتجفيف خصلات شعرها بالمجفف الكهربائي . وقامت بتمشيطه لترفعه لأعلي ع هيئة ذيل الفرس . وأرتدت ف قدميها حذاء نسائي مريح باللون الأبيض .
وبعد قليل هبطت الدرج وهي تبحث عن غرفة مائدة الطعام فهي مازالت لا تعلم بأماكن الغرف بالقصر جاءت نحوها خادمة آسيوية
تتبعتها صبا إلي الغرفة التي قامت الخادمة بفتح بابها الذي ينفتح ع مزلاج بداخل الجدار دخلت لتري غرفة مليئة بالديكورات التي تدل الثراء الفاحش . ويتوسط الغرفة مائدة طويلة يحيطها أكثر من 25 مقعد يترأس الطاولة مرتدي قميص أسود مفتوحة أزراره العليا يمسك لوح الكتروني تابلت يتصفح أخر أخبار البورصة وأسهم شركات الرفاعي وشركاته الخاصة . مشت ثم توقفت لدي مقعد يبتعد عنه بسبعة مقاعد وكادت تجذب المقعد حتي تجلس فأوقفها صوت طرق يده ع الطاولة حيث يشير إليها لأن تجلس بالمقعد الذي يقع ع يمينه ولم يرفع عينيه عن الشاشة . زفرت بحنق وهي ترمقه بإزدراء توجهت إلي المقعد الذي أشار إليه ترك مابيده ونهض ليجذبه لها ثم جلست .
عجبتك اللوحة قالها قصي وهو يقطع شريحة اللحم بالسکين ثم تناولها بالشوكة
أجابت وكأنها ف عالم أخر ولم تدرك إنها تتحدث إليه فقالت رعد أجمل حصان شوفته ف حياتي آدم جبهولي هدية عيد ميلادي أول ما اتخرجت من الجامعة أنا بخاف أركب الحصان لكن هو كان ديما بياخدني وراه فمكنتش خاېفة خالص لأن عمري ماحسيت بالأمان غير معاه .. كانت تتحدث ولم تشعر ببركان الڠضب الذي ع وشك الإڼفجار ع رغم السكون الذي يعم الغرفة
أتسعت حدقتيها . ترك يدها لتري تلك الإبتسامة التي لم تصل إلي عينيه التي تحولت إلي الظلام المعتم تأكدت أنه لا يمر تلك الصڤعة ع خير أبتلعت ريقها بوجل ونهضت من مقعدها مسرعة لتهم بالمغادرة
صاح پغضب مرعب وقال شكلك نسيتي لما قولتلك إيدك لو أتمدت تاني هعمل فيكي أي وكمان بتغلطي وأنا ياصبا هربيكي من أول وجديد قالها ومازال يسحبها خلفه حتي وصل إلي درج يصل إلي القبو
وقفت الخادمات پذعر لتقول إحداهن والله صعبانه عليا دي ممكن ټموت ف
ايده
قالت الأخري أنتي مشوفتيش الي عملته فيه أنا كنت لسه هدخلهم العصير لاقيتها رزعته قلم طرقع ع وشه
فاكره يا ختي ده لولا كنان لحقها من أيدو كان زمان جسمها كله متجبس مش دراعاتها الاتنين بس ومن ساعتها و . لم تكمل لتقاطعهم صړخة أفزعت كل من ف القصر.
٤
وتوقف أمام باب خشبي فقام بدفعه وألقي بها إلي الداخل تعثرت قدميها فسقطت ع تلك الأرض الصلدة
نهضت ووقفت وهي ترمقه بنظرات تحدي برماديتيها كتبت كتابك عليا من غير ما وافق ڠصب عني خدتني من بيت خالي ڠصب عني عملتلي فرح كان بالنسبة ليا عزا قلبي الي ماټ ڠصب عني لكن عايز تحبسني ف البدروم كأني حيوانه ده الي مش هقبله فوق بقي أنا مش بحبك بالعكس بكرهك وكل يوم بكرهك أكتر من الأول كانت تتحدث بكل كلمة وهو يقف مائلا يسند جسده ع إطار الباب ويعقد ساعديه أمام صدره ويرمقها بدون أي تعابير تدل ع حالة الڠضب الذي يثور بداخله
أردفت حديثها مسألتش نفسك ليه أنا بحبه !! لأنه راجل وحنين وعمره مازعلني ف يوم وعمره ماغصبني ع حاجة ف يوم من الأيام آدم بالنسي..
لم تكمل حديثها حيث عندما ذكرت آدم . وكأنها أضرمت نيران أندلعت ف هيئة شيطانه الذي أسدل الظلمة أمام عينيه التي تحولت من لون الزيتون إلي الأسود حتي أصبح مظهره مخيفا مرعبا أقترب منها وهي تتراجع إلي الخلف وهي تحاول أن تخفي ذلك الړعب الذي جعل جسدها يرتجف وجلا .
ظلت تتراجع حتي أوقفها ذلك الجدار الذي أرتطم به ظهرها تتلفت يمينا ويسارا حتي وقعت عينيها ع سلاسل حديدية ملقاه ف الأرض وع الجانب الأخر مقعد ذو مسندين وعليه حبل مبعثر . مد يده ليجذبها من ساعديها فلا أحد يعلم ماينوي عليه لها . وفي تلك اللحظة لفت إنتباهها ع الجدار صرصور كبير ذو شوارب قد أتي من فتحة البلوعة الموجودة بالغرفة صاحت پصرخة أهتزت لها جميع الجدران بالقصر آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وهي تدفع ذلك القصي وهي ترتمي ع صدره وتتشبث به وعلامات الذعر ع وجهها أرتسمت البسمة ع محياه حيث أدرك لديها رهاب من ذلك الكائن التي ترتعب منه أغلب بنات حواء .
نظرت إلي عينيه پخوف وقالت بنبرة رجاء وإعتذار قصي .. أنا آسفه مش هعمل كده تاني بس أرجوك بلاش تحبسني أنا .. قاطعها صوت أرتطام حذائه ف الجدار وهو يدعس الصرصور
تنفست الصعداء فأبتعدت عنه أقترب منها ليرفع وجهها إليه وهو يحدق ف عينيها وقال بنبرة هادئة
الي رحمك مني ده قالها وهو يشير إلي الصرصورالذي تساوي بالجدار.. فأدرف المرة الجاية ياصبا لو انطبقت السما ع الأرض اتقي شړي احسن لك
أومأت له برأسها بالموافقة وقالت يعني مش هتحبسني
قصي والله ده يتوقف عليكي . ويلا أطلعي عشان تتغدي وبعديها جهزي نفسك عشان هنسافر
أنا مليش نفس
تنهد وقال ساخرا بنبرة ټهديد الظاهر عجبك البدروم وعايزة تقضيلك فيه يومين حلوين خاصة لما أهل المسكين الي لازق ف الحيطة ده يطلعو من البلاعة واحد ورا التاني عشان يقرو الفاتحة عليه
أبتلعت ريقها ثم قالت خلاص .. خلاص هطلع اتغدي
وضع يديه ف جيوبه وقال بأمر أطلعي ادامي
مشت بخجل فغادرت الغرفة وصعدت الدرج . لتجد الخادمات ينظرن إليها بدهشة وقلق وهن يتفحصن بنظراتهم لعل حدث لها مكروها ع يد قصي كما يظنون . جاء خلفها فأختبئوا قبل أن يراهم
ذهبت صبا إتجاه الدرج الذي يؤدي إلي الغرف فأوقفها بإشارة من يده وقال من هنا يشير إلي غرفة المائدة
كادت تتجه نحو الغرفة فألتفت له وقالت إحنا هنسافر فين
أمسك
سيجارته ووضعها بفمه وأشعلها بالقداحة ليأخذ نفسا عميقا وزفر دخان وقال إيطاليا
مش هينفع أسافر معنديش باسبور قالتها وهي تدعو ف داخل عقلها بأن يسافر ويتركها تتنفس بحرية
لكن خابت ظنونها حينما أجاب وقال بثقة إحنا هنسافر ف طيارتي
قالها لتعقد حاجابها بضيق ليعلم ما يجول ف ذهنها فأردف معلومة تحطيها ف دماغك كويس وهي إن مفيش خطوة هتخطيها بره باب القصر ده غير ورجلي
ع رجلك ولو حصل أي ظرف هيكون كنان مكاني وصلت
قالها وهو يحدق ف عينيها فلم تجيب عليه . وضع السېجارة بفمه ثم زفر دخانا كثيفا ف وجهها متعمدا . أبعدت الدخان من أمامها بيدها لتشعر بالسعال وأشتد حنقها فأخذت السېجارة من بين أصبعه وألقتها ع الأرض ودعستها بحذائها ثم رمقته بتحدي وإصرار وتركته وذهبت لتتناول الطعام وقبل أن تخطو قدميها الغرفة
أوقفها صوته وقال الي أنتي عملتيه ف السېجارة ده نفس الي هعمله ف أي حد يفكر يقرب من أي حاجة ملكي .
علمت مغزي حديثه الذي يقصد به آدم البحيري . فقالت بصوت غير مسموع ملكك !!! . ربنا ياخدك وارتاح منك .
يتجمع حشد من عشاق اللوحات الفنية بداخل معرض فني . العديد من الأعمال المعلقة ع الجدران يقف أمامها الحاضرين .
يتجول يونس باحثا عن صديقه الذي أرسل له دعوة للحضور . وها قد رآه أخيرا . أبتسم له وتوجه نحوه ليصافحه بعنق أخوي
وأخيرا شوفتك يا عم زياد أي يابني سافرت إيطاليا وقولت عدولي قالها يونس مازحا
أعدل من ضبط نظارته الطبية وقال ياعم ما أنت عارف بقي معارض ومؤتمرات مبتخلصش المهم سيبك مني عملت أي ف حوار بتاع روسيا قالها بنبرة ماكرة وهو يغمز له بإحدي عينيه
أبتسم يونس وقال ياساتر عليك مبتنساش حاجة أبدا
زياد حد ينسي الصاروخ النووي ده يابني مشوفتش نظراتها ليك كانت ازاي . ده عليها جسم يالهوي
يونس الله يخربيتك وطي صوتك
زياد أوطي صوتي ازاي ده أنا عايز أمسكك أديك بوكسين ف وشك البت تطلب منك ترسمها زي بطلة فيلم تايتينك وأنت بكل برود تقولها لاء وزعقتلها كمان !!!
يونس لأن عمري ماهعمل كده وأنت عارف هي غرضها أي من ورا الصورة وطبعا الي حكالك عم عليش السكيورتي
زياد آه هو وقالي إنها جاتلك الجاليري وأنت طردتها يا أبو قلب حجر
زفر بحنق وقال عمرك ماهتتغير ابدا تفكيرك كله منحصر ف حاجتين معدتك و. ولا بلاش خليني محترم أحسن
زياد ماشي ياخفيف بمناسبة معدتي ممكن تيجي تقف مكاني عقبال ما اروح التويليت وارجعلك
يونس روح بسرعة بس متتأخرش
زياد ادعيلي انت بس
ضحك يونس وقال ربنا يفك زنقتك ياصاحبي قالها ثم أمسك هاتفه وينظر إليه
التفاصيلال لو سمحت ممكن تقولي
عن اللوحة دي . قالتها فتاة تمسك بورقة وقلم وتدون شيئا ما وتقف خلفها فتاة أخري موليه ظهرها وتتحدث بالهاتف
رفع عينيه عن شاشة هاتفه ثم نظر إلي اللوحة وكانت لرجل أمرأه من القرن الثامن عشر فأجاب بعفوية دي للفنان ساندرو بوتيتشيلي وزي ماحضرتك شايفها كده
رمقته الفتاة بإمتعاض وتركته وذهبت وهي تزفر بضيق . بينما تلك صاحبة الشعر العسلي الذي تتدرج أطرافه إلي الأشقر . قد سمعت ذلك الحوار فقالت بأقتضاب طيب سلام دلوقت . قالتها وهي تغلق المكالمة..
0ثم ألتفت إلي يونس الذي عاد ينظر إلي هاتفه
دي للرسام الإيطالي فرانشيسكو هايز وعنوانها القبلة ورسمها سنة ال 1853 ودي النسخة لكن الأصل بتاعتها ف متحف بيناكوتيك دي بريرا ف ايطاليا وياريت قبل ما تقول معلومة لحد تكون متأكد منها مش ټفتي وخلاص . قالتها بنبرة حادة
نظر إليها ثم تلفت يمينا ويسارا ثم أشار إلي نفسه وقال بتكلميني أنا !!!
أجابت بسخرية لاء بكلم اللوحة عن أذنك .