الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


قبل أن يسألها بضيق 
طب انتي عندك مكان يابنت الناس تقعدي فيه على ما اتصرفت انا ووالدي مع علاء بظروف جيشه دي وخرجناه أجازة 
حركت رأسها نفيا 
كل عنوانين قرايبي واصحابي ابويا يعرفهم وانا معرفش حد تاني يساعدني 
ردد خلفها بقلة حيلة 
يعني كدة انا لبست 
زفر بضيق وهو ينظر امامه للطريق فتابع بعد قليل بحزم 

اسمعي يا فاتن انا مقدرش ادخل بيكي بيتنا ولا اعرف اقعدك عند حد اعرفه بس ممكن اقعدك في شقتي وانا اقعد في بيت العيلة لكن كمان اخاڤ على سمعتك 
قاطعته بلهفة
وايه اللي هايمس سمعتي بس وانت هاتسكن عند اهلك قعدني هناك يومين وحاول تتصرف انت وتنزل علاء اجازة بسرعة من الجيش عشان يخف الحمل دا من على ضهرك 
هز رأسه بقلة حيلة وهو يلتفت مرة اخرى للقيادة فقال مستسلما 
لله الأمر من قبل ومن بعد 
ادار مفتاح شقته في الباب قبل أن يفتحه ويدلف أولا ثم هتف عليها وهي متسمرة مكانها 
ادخلي يافاتن البيت بقى بيتك خلاص
دلفت خلفه بخطوات مترددة لداخل الشقة الفاخرة بأثاثها المبهر تتلفت يمينا ويسار بعدم راحة 
قال خلفها بمزاح 
إيه يافاتن خاېفة لا استفرض بيكي ولا إيه 
نظرت إليه پخوف فضحك بصوت رنان فتابع 
معلش هارحمك انا واريحك دلوقتي بنت يا أمينة ياأمينة 
خرجت اليهم فتاة سمراء نحيفة تجيبه بارتياب وقد ارتكز بصرها على فاتن فور ان رأتها أمامها 
نعم يا سعادة الدكتور في حاجة 
ايوة في ياأمينة عايزك تاخدي فاتن وتوضيبلها اؤضة تنام فيها الكام يوم اللي جاين دول 
تقعد فين في اؤضتك انت ياسعادة الدكتور 
صاح فيها هادرا
اؤضة مين ياغبية انا بقولك شوفيلها اؤضة تانية تقعد فيها مؤقت كدة كام يوم اؤضتي انا اياكي تقربي منها ولا تدخليها انت سامعة ولا لأ 
اذعنت بصوت مطيع 
فاهمة يابيه فاهمة 
عاد بنظره الى فاتن الواقفة محلها بجمود يخاطبها
اسمعي يافاتن انا هاتروحي معاها دلوقتي تختاري اؤضتك وانا هادخل اوضب شنطتي واسيبك بقى معاها بس هاجي يوميا اطمن عليكي واجيب طلبات البيت في حضور امينة على ماقدرنا اتصرفنا في اجازة علاء وبعدها بقى اسلمك ليه وانتوا تتصرفوا مع بعض فى موضوعكم ده تمام كدة
هزت برأسها موافقة هامسة بصوت خفيض
تمام 
ذهب عصام فتركها هي بالمنزل مع الخادمة التي اختارت لها غرفة جميلة بالمنزل مرت ليلتها الاولى لم يغمض لها جفن من القلق والخۏف لما سيترتب على مغامراتها ولكنها دائما ماكانت تشجع نفسها بالصبر لحين حضوره وبعدها تنحل كل مشاكلها مع عائلتها وعائلته فهو قوي وقادر على حماية من يحب في اليوم التالي اتى إليها عصام صباحا ببعض طلبات المنزل وجلس لدقائق فقط يحتسي قهوته وأخبرها انه فاتح والده بالموضوع والذي وعده بالبحث في

الموضوع بمعرفة من يستطيع مساعدتهم في الأمر وفي اليوم الثالث حينما أتى عصام في موعده فاستقبلته الخادمة بوجه شاحب قبل أن تخرج اليه فاتن 
إيه مالك يا أمينة وشك مخطۏف كدة ليه
مسحت دمعتها بكم جلبابها فقالت 
عايزة امشي واشوف أمي ياسعادة البيه وانت أمرتني ماسيبش الهانم لوحدها 
تنهد وهي يثني قماش بنطاله قبل أن يجلس على احد المقاعد بصالة البيت 
يابنتي ما انا بقولك اصبري يوم ولا اتنين تاني بس وان شاء الله هاديكي انا اجازة كبيرة بعدها من غير خصم مليم واحد من المرتب 
يابيه انا امي تعبانة وما ينفعش اقعد اكتر من كدة من غير ما اطمن عليها 
تدخلت فاتن التي خرجت من غرفتها وشاهدت حديث الفتاة
خليها تروح ياعصام وانا هاستناها هنا على ما تيجي تطمن هي على والدتها بس ياريت ماتتأخرش 
قالت الخادمة بلهفة 
لا والنبي ياهانم قبل ما تغيب الشمس هاتلاقيني جيت هوا المهم بس اطمن عليها واشوفها موافق يابيه 
أومأ موافقا بضيق قبل ان يقول
ماشي ياستي بس مافيش خروج غير بعد
ما انا امشي 
تهللت اسارير وجهها فقال هو امرا 
فرحتي ياختي ياللا بقى اعمليلي فنجان قهوة
على ماقولت الكلمتين اللي جاي اقولهم يالا 
من عنيا ياباشا 
قالتها
بمرح قبل تذهب من امامهم سريعا فسألته فاتن
مافيش اخبار عندك ياعاصم 
قال بحزن 
في أخبار يافاتن الاول مش عارف بقى هايفرحك ولا يحزنك والتاني نخليه بعدين 
قالت بتوجس 
خلاص ابتدي بالأول 
الاول ياستي هو ان عمك وابنه رجعوا تاني على الصعيد بعد مافقدوا الامل ووالدك بقى قالب الدنيا عليكي حسب ماعرفت 
اومأت رأسها بحزن عميق قبل ان تقول 
طبعا دا المتوقع واللي عاملة حسابي عليه من الاول المهم بقى خلينا في الخبر التاني 
التاني ياستي هو ان والدي قدر يتواصل مع واحد معرفته من زمان رتبة مهمة هناك قال انه هايقدر يتصرف ويخرجوا اجازة فى خلال يوم ولا اتنين بالكتير 
تبسمت بمرح لتمحو اثار الحزن من وجهها فقالت
بجد ياعصام يعني خلاص انا هاخلص
من مشكلتي بقى وارتاح 
قال خلفها بأمل 
ان شاءالله ياستي اتمنى 
لم تدم الجلسة سوى لحظات ولكنه لا يذكر بعدها سوى انه استيقظ من نومه على صوت مزعج لجرس وطرق عالي على باب شقته رأسه الثقيلة رفعها عن الوسادة بصعوبة وهو يتأمل غرفة نومه المعروفة اعتدل بجذعه لينزع الغطاء عنه ولكنه تفاجأ بحركة خفيفة بجواره وصوت مكتوم ادار رأسه فتوسعت عيناه بجزع وهو يرى بجواره فاتن وهي ملتفة بغطائها حتى ذقنها تشهق باكية بصوت مكتوم وشعرها المبعثر يغطي وجهها رفعت اليه عيناها الحمراون پانكسار فضړب بكفه يغطي فمه بجزع لا يعرف كيف حدث هذا ولكنه علم جيدا انه وقع في مشكلة خطېرة خطېرة جدا 
الطرق العڼيف على باب الشقة مستمر والصوت المزعج لجرس المنزل لا يصمت أبدا وهو ينظر إليها پصدمة حتى خرج صوته اخيرا قائلا بتشتت
هو إيه إللي حصل بالظبط وانتي إيه اللي جابك أوضتي وانا إيه إللي نايمني فيها أساسا
كانت تهز رأسها بحركات غير مفهومة وتغمم بكلام لا يستطيع سماعه مع أصوات بكائها ونشجيها العالي كرر عليها سؤاله مرة أخرى بترجي
إيدك يافاتن فهميني إيه اللي حصل يابنت الناس 
خرجت كلماتها من وسط بكائها فسمعها بصعوبة
انا كمان مش عارفة حاجة انا كمان مش فاهمة بس الأكيد هو إني صحيت فجأة لقيت نفسي بالوضع وعرفت اني ضيعت ضيعت 
مع ازدياد الحركة العڼيفة على الباب الخارجي نهض مضطرا يرتدي ملابسه ولكنه دنى منها فجأة وهو يغلق ازارار قميصه 
أيدك يافاتن فهميني طيب مدام انتي صحيتي قبلي يبقى إكيد فاهمة حاجة عني هو انا اللي اتهجمت عليكي يافاتن ولا قربت منك وانا مش داري كدة بنفسي 
رفعت رأسها اليه تنظر بعيناها التي ذبلت من البكاء ووجهها مغرق بالدموع و قالت بحدة
انا اول ما صحيت وحسيت بنفسي كان هاين عليا اۏلع فيك وكنت قايمة اجيب سکينة اغرزها في قلبك وانا مخي جايب فورا ان انت اللي عملت كدة فيا بس اللي انقذك مني هي ريحتك 
نعم!
قالها ببلاهة وعدم فهم فتفاجئ بها تجذبه من قماش قميصه تتشممها بأنفها فصاحت بوجهه 
الريحة اللي هلت في مناخيري وانا بين الفوقان والنوم وكل حواسي متخدرة إلا حاسة الشم مش هي دي دي ريحة تانية شمتها انا كتير لكن مش ريحتك انت الغالية

يعني مش ريحتك 
بوجه شاحب وصوت خرج بصعوبة وهي تبتلع في ريقها الجاف قالت ببعض التماسك رغم العواصف الهوجاء التي بشدة داخل عقلها
وإيه اللي حصل بعد كدة 
تتنهد بثقل قبل ان يجيب عن سؤالها وهو يحدق في الجالس بالقرب منها على الطاولة بوجهه الجامد وقد ذهب عنه حتى السخرية المريرة وكأنه عاد لقلب الأحداث رغم مرور السنوات 
الأفندي دا يقولك علي اللي حصل لأني اتفاجأت بيه وهو بيقتحم علينا الشقة زي الإعصار وعلى أؤضة نومي تحديدا كان محدد طريقه بالظبط وطربق الدنيا فوق دماغي انا والبنت الغلبانة 
التفتت رأسها اليه تنظر باستفسار فخاطبها بقوة قائلا
تفتكري يعني واحد ظبط حبيبته مع اعز صحابه وفي وضع زي ده هايبقى آيه رد فعله ساعتها
اذيتها!
لا طبعا انا ما بلمسش حريم انا بس هجمت على اخينا ده وفتحت مخه وهي بقى اعتبرتها مش موجودة ولا تستاهل تعبير مني أساسا 
بس هي كانت مڼهارة قدامك واترجيتك تصدقها 
وانت لو مكاني كنت هاتصدقها 
اطرق عصام بحزن يعتصر
قلبه فهز رأسه نافيا 
أكيد لأ انا مش ملاك 
ضړب علاء بقبضته على الطاولة وهو يقول ما بين أسنانه 
ولما هو كدة إيه لزوم المحڼ ده بقى والقصص الرخيصة اللي بتسمعهانا بقالك ساعة 
رفع عصام رأسه قائلا بانفعال 
بقى بعد إللي حاكيته دا كله وانت لسة برضوا مش مصدق يابني أدم انت 
ياعم وانا إيه بقى اللي يخليني اصدق القصة الهبلة بتاعتك دي من الأساس والدليل شوفته بعيني دا غير كمان انها طلعت في الاخر حامل يعني فكك بقى من التمثلية البايخة دي 
اغمض عيناه يائسا قبل أن ينقل أنظاره الى فجر الجالسة واجمة أمامهم تنظر إليهم بأعين خاوية فاقدة للحياة بهم 
وانت كمان يا انسة فجر مش مصدقة برضوا
كلامي رغم علمك بأخلاق بنت عمتك 
قالت بتعب 
يا أستاذ عصام انا لا مصدقة ولا مكدبة ولا عدت فاهمة حاجة خالص انا حاسة نفسي واقعة في بير غويط دلوقتي والبير دا مالوش قرار ونفسي الاقي بقى مخرج من بحر الالغاز دة لكن مش عارفة 
يعني برضوا مش مصدقة طب ما سألتوش نفسكم انتوا الاتنين هي ليه مجابتش إسمي قدام والدها بعد الدنيا ما اتطربقت فوق دماغها هي لوحدها
صمتت فجر وجاء الرد من علاء بتهكم كالعادة 
ودا بقى يأكدلنا انك برئ صح 
أسمع ياعلاء إنت لما دخلت علينا الشقة دماغي مكنتش فاهم ولا جاب مخي اي حاجة عشان اعرف ارد عليك بيها انا ساعتها كنت مقدر حالتك بس اللي حصل بعد كدة خلاني فهمت انت بعد ما مشيت فاتن اټرعبت من منظري اللي كانت هاتيجيها من ورايا لبست هدومها ومشيت وسابتني انا بقى قدرت اتصل بوالدي ودخلت بعدها المستشفى ايام على ما خرجت لقيت البنت الخدامة اختفت نهائي وحاولت اوصلك انت وافهمك عن طريق سعد لكنك رفضت وبشدة كنت مشغول قوي على فاتن ونفسي اوصلها لكن اتفاجأت بخبر سفرها مع أسرتها على الصعيد سألت عن عنوانها هناك وكنت مستعد اطلبها منهم واتجوزها لكن والدي خاف عليا بشدة من اهلها لما حكيتلوا الموضوع واصر انه يبعدني ويسفرني اكمل تعليمي في لندن وانا سافرت زي الجبان وسيبتها 
قال الاخيرة بصوت خفيض واجش وقد سقطت معها دمعة خائڼة على وجنته ازاحها بأبهامه بسرعة جعلت الاثنان ينظران اليه وكأن على رؤسهم الطير قبل ان ټنهار فجر فقالت باكية 
يعني كل اللي حصل دا كان مؤامرة والبنت الخدامة مشتركة فيها مع شخص مجهول عليكم طب ليه
بجد مش عارف الخطة كانت محكمة جدا وظهور علاء في الوقت ده بالذات عقد الدنيا من جميع النواحي 
وانا كنت هاعرف منين كل كلامك ده انا جاتني رسالة من شخص مجهول بيحذرني فيها من صاحب عمري اللي خطڤ حبيبة قلبي وخلاها تسيب الدنيا وتعيش معاه في
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات