الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


انها معرفة من ناس قرايبنا وكان صعبان عليا حالها وامها التعبانة يعني مش قريبتي ياعم دي كانت مجرد معرفة وراحت لحالها يعني ماعدتش اعرف عنها حاجة 
ثم أردف بغل
هو لدرجادي الجدع ده عرف يلف دماغك من قاعدة واحدة 
ظهر الڠضب على وجه علاء وهو يرد عليه بحدة 
انا مش عيل صغير ياسعد
عشان يجي حد ويلفني بسهولة 

صمت الاخر يشيح عنه بنظره فأجفله

علاء بسؤاله 
الا صحيح ياسعد لما قابلك عصام زمان عشان يوسطك مابيني وبينه ماقولتليش انت ليه على الموضوع ده 
تحركت بتوتر مرددا
هااا
حانقة غاضبة تهز اقدامها بعصبية تحت الطاولة الجالسة عليها أمامه في المطعم الشهير والذي كان قد وعدها منذ فترة قريبة لصحبتها في زيارته وفي أعلى الطاولة كانت مستندة عليها بمرفقيها وهي تستمع لتبريره بأعين متوسعة كبركتي عسل
بلونهم مكورة شفتيها كالأطفال على وجهها الذي تخضب بحمرة قانية من الڠضب هيئتها الشهية اخرجته من تركيزه بضع مرات فازداد ڠضبها منه وازدادت رؤيتها تسلية بعيناه وهو يكبت ابتسامة ملحة بصعوبة عن وجهه 
يابنتي زي مابقولك كدة هو دا كل اللي حصل 
برقت عيناها اكثر تهتف 
ياسلام وانا بقى عيلة صغيرة ولا هبلة عشان اصدق حاجة زي دي 
رد بابتسامة مستترة
صغيرة دا إيه بس ياشوشو دا انت عاقلة وست العاقلين كمان 
قالت غاضبة 
بلاش أسلوبك ده معايا ياحسين عشان انا حساك بتسخر مني ومن كلامي 
لم يستطع كبح ابتسامته وهو يردف
أسخر من مين بس يابنتي هو انتي في حد يقدر يسخر منك برضوا ياقمر
ارتخت ملامح وجهها قليلا ولكنها قاومت الضعف امامه فقالت بإصرار
طب قولي الحقيقة واعترف ان كانت البنت دي حب قديم ولا انت عملت معاها علاقة وانا هاصدقك واسامحك لو قولت الحقيقة 
حب او علاقة!! هههه
دون ارادته دوت الضحكة بصوت عالي قبل أن يكبتها بوضع كفه على فمه راقبته لعدة لحظات وهو يقهقه بصوت مكتوم ولا يستطيع التوقف مما اثار استيائها اكثر فنهضت عن كرسيها پعنف
ماشي ياحسين خليك انت كدة اضحك مع نفسك وانا ماشية وسايباك 
امسك بمرفقها يوقفها بحزم قبل ان تذهب
استني بقى واقعدي ياشروق الناس بتبص علينا اقعدي بقى عيب 
أجفلت على النظرات الفضولية حولها فجلست مضطرة وهي تطحن اسنانها غيظا
هما دقايق بس ياحسين هاقعدهم ولو فضلت فيهم تتكلم وتضحك بأسلوبك الساخر ده مني و من عقلي هاقوم واسيبك وابقى دور بعد كدة بقى على حاجة تصالحني بيها عشان انا مش هاسمحلك نهائي وان شالله حتى تتفسخ 
اوعي تكمليها لازعل بجد وربنا 
قاطعها بجدية حقيقية بوجه ذهب عنه المرح فتابع جديته بصوت أجش ممسكا بكفها
انا مش بستهزأ بيكي انا بس شايف ان الموضوع كله هزار ومش مستاهل لخناقة مابينا انا وانتي 
رقت قليلا من نبرته فقالت ببعض الرزانة
انت شايفه موضوع مش مستاهل و انا شايفة العكس يبقى تفهمني الحقيقة 
يابنتي ما انا قولتلك كانت لعبة هزار من واحد صاحبي حب يعمل فيا مقلب مع مجموعة من الزملا لما كنا في حفلة لشركة السياحة اللي كنت بشتغل فيها الأول قبل ما استقل وافتح شركة لوحدي ودا كان في سهرة مع وفد سياحي صاحبي ده زق البنت الخوجاية دي تيجي ترزل عليا وفي نفس الوقت كان هو بيصور اللي حاصل 
سألته بشك
يعني الموضوع رزالة بس ومافيش أي حاجة تاني
هز رأسه بالنفي وهو يبتسم بسعادة
وحياة غلاوتك عندي مش أكتر من كدة دا صاحبي عمل المقلب دا مخصوص نكاية فيا عشان انا كنت دايما مقفل وسطهم 
طب وانا إيه اللي يخليني اصدق
حدق بعيناها الجميلتان يقول بصدق رأته جليا في عيناه 
عشان انا مش هانكر لو كنت كدة فعلا الموضوع ده مر عليه اكتر من سنتين يعني مكنتش لسة شوفتك ولا عرفتك عشان تتحسب عليا خېانة بس انا اللي مستغربه بجد هي ازاي وصلتك الصورة!
أهي وصلتني وخلاص 
يعني مش هاتقولي على المصدر 
قالت بتحدي
لأ مش هاقول ياحسين عندك مانع 
رفع حاجبه بتسلية
ماشي ياشروق المهم بقى انتي صدقتيني ولا لسة برضوا مصممة عاللي في دماغك 
هزت كتفها وقالت بدلال
مش عارفة
ازداد اتساع ابتسامته فقال بمرح وهو يشير بيده للنادل
بس انا عارف مدام اتكلمتي كدة باسترخاء نسبي يبقى بدأتي تحني نكمل عتابنا بقى واحنا بنتغدى تحبي اطلبلك إيه
مع قرب انتهاء اليوم الدراسي وخروج الطالبات من غرفة الحاسبات بعد انتهاء حصتها معهم وقفت تلملم أشيائها وتضعهم بحقيبتها
اليدوية قبل ان تنصرف هي الاخرى وتعود لمنزلها وسط انهماكها وصل لأسماعها صوت صفير من الفم بصوت خفيض رفعت راسها لتتبين مصدره ناحية الباب المفتوح بمواربة صغيرة ولكنها لم تجد احد فعادت لما تفعله فتكرر الصوت مرة أخرى
واثنان وهي ترفع عيناها ولا تجد سوى الهواء زفرت بغيظ وهي ترجح بانها معاكسة من إحدى الطالبات لتستفزها

فتناولت عصا خشبية تستخدمها ساعة الضرورة في التدريس وذهبت لتفاجأ من يشاكسها رفعت يدها الممسكة بالعصا بتحفز وهي تمسك بمقبض الباب لتفتحه لتباغت من يقف خلفه لتفاجأ بشهقة انثوية ضاحكة 
حاسبي يا ابلة فجر انتي صاحبتك ولا إيه
فغرت فاهاها بشهقة هي الأخرى مشتاقة لصديقتها التي ارتمت عليها تعانقها
سحر!! وحشتيني يامجنونة وحشني جنانك 
سحر وهي تشدد عليها بذراعيها وهي تقهقه بمرح
مش اكتر مني يا فجر وربنا مش اكتر مني 
بشويش ياجماعة على نفسكم دول اخرهم اسبوعين فراق مش سنين يعني 
نزعت فجر نفسها عن صديقتها مجفلة على هذا الصوت الساخر لشاب يقف خلف سحر مباشرة لم تراه هي في خضم انشاغلها بمعانقة صديقتها سوى الان نظرت لسحر باستفسار فوجدتها تبتسم بسعادة فسألتها بمشاكسة
اوعي تقولي انك معرفتهوش والنعمة ازعل منك 
رفغت فجر عيناها اليه مرة اخرى فهزت براسها ضاحكة حينما تذكرت ملامح وجهه
لا ماتزعليش مني ياسوسو انا دلوقتي حالا افتكرته من الصور اللي انتي بعتيهالي
استاذ رمزي صح
قالت الاخيرة وهي تشير اليه بسبابتها اومأ اليها هو قائلا 
صح فعلا يا انسة فجر 
رحبت فجر بمصافحته الودودة وانتقلت عيناها لسحر التي تورد وجهها بفرحة جعلت ملامحها تبدوا كامرأة اخرى شديدة الفتنة والجمال 
طب إيه هانفضل هنا واقفين عالباب والطالبات يبصوا علينا تعالوا ندخل جوا الغرفة على الاقل نقعد بدل الوقفة 
دلف لداخل منزله المتواضع پغضب حارق تتبعه شياطينه حتى أنه لم يلتفت للطفلة الصغيرة التي كانت جالسة على الاريكة الخشبية والخاصة بوالدته تشاهد التلفاز هتفت بمرح
خالي سعد ازيك ياخالي 
لم يسمعها ولم يرها أيضا وهو يسرع بخطوات ناحية غرفته والتي بمجرد دلوفه إليها صفق بابها يغلقه بقوة اجفلت الطفلة ذات السبع سنوات منتفضة وجعلت والدتها تخرج من داخل المطبخ سائلة وهي تجفف يداها
إيه الصوت ده هو في حد دخل عندنا هنا يامروة
ايوة ياماما خالي سعد ودخل على اؤضته وقفلها عليه كمان من غير مايعبرني ولا يرد عليا حتى 
تمتمت المرأة وهي تخطو ناحية الغرفة
خالك سعد!! مش بعادة يعني يجي بدري كدة
طرقت بخفة على باب الغرفة فوصلها صوته من الداخل
مش عايز اشوف حد 
انا اختك لبنى ياسعد 
لم تكمل جملتها حينما قاطعها صارخا بصوت جهوري يصم الاذان
قولت مش عايز اشوف حد ابعدوا عني بقى ابعدوا عني 
ارتدت عائدة لوالدتها في مطبخهم الصغير وهي ترتجف
اخويا سعد ماله ياما
سالتها نشوى بهدوء وهي متربعة على ارضية المطبخ تنزع بيدها ريش الدجاجة المذبوحة
مالوا اخوكي يابت
بصوت مرتعش وهي تتربع امامها على الارضية
دخل اؤضته زي القطر واما خبطت على باب الاؤضة عشان اشوفه او اسلم عليه صړخ عليا خضني وقعد يقولي ابعدوا ومش عايز اشوف حد فيكم هو ماله ياما
نشوى وهي تعيد الدجاجة داخل إناء المياه الساخنة قبل ان تخرجها مرة اخرى وتكمل ما تفعله
يعني هايكون ماله يعني دا واد نكدي ېموت لو ملاقاش حاجة ينكد بيها على نفسه وعلى اللي حواليه لا هو وصغير راضي ولا حتى بعد ما كبر وربنا فتحها عليه راضي عيل فقري 
بس انا خۏفت اوي من شخطته فيا يااما هو انا باجي عندكم كل يوم عشان الاقي منه المعاملة العفشة دي 
قالت نشوى بتحدي
ليه ياعين امك هو انتي قاعدة في بيته دا انتي قاعدة في بيت ابوكي ومع امك مش مع مراته سيبك منه يابت ومن قرفه واستني كدة لما اعملك طبق ملوخية تاكلي صوابعك وراه على مرقة الفرخة دي عشان ترمي بيها عضمك ياعين امك 
اندمجت لبنى مع والدتها في حديث الطعام الشهي وتناست سعد وما يفعله فسالتها
طب مش كان احسن ياما تخلي سيد الفرارجي ينضفها بالمرة بدل تعب القلب ده
ردت نشوى باقتناع
في بيتنا احسن يابنتي عند سيد الفرارجي اكيد هاينقصها من حوايجها!
وبداخل غرفته كان كالبركان الثائر بنيران الحقد صوت انفاسه الهادرة مسموعة بوضوح داخل فضاء الغرفة ترتعش مقلتيه باضطراب وهو يستعيد بذاكرته وجه غريمه من وقت أن سمع بإسمه والذي عاد الان بعد كل هذه السنوات لينبش في الماضي الذي تظل اثاره عالقة بذهنه ولا تتركه حتى بنومه من
أحلام تقبض على لتذكره دائما حينما يغفل أو يحاول المضي قدما بحياته فلا ينسى ابدا ماحدث بوقتها ولا ينسى ما سبقها من سنوات كان يتألم وېحترق فيها صامتا ولا

يشعر به أحد نشأته الصعبة وهو صغير حينما كان فقيرا معدما الضئيل الذي لالطالما أغرى أقرانه الصغار في الحارة ليتنمروا عليه فيسحقوا ضعفه بالإهانة والاعتداء لولا وجود علاء المصري الذي كان رغم صغر سنه يقف بوجههم لمناصرته واخذ حقه وقت الزوم كان مصدر حماية وأمان له أحبه كشقيق لم تلده أمه رغم شعور النقص الذي كان ينموا بداخله مع نمو فقد من الله على علاء بالخلقة الحسنة الرجولي الخشن منذ صغره بالأضافة لمال ابيه وحسبه ونسبه عكسه هو الذي كان يرى النقص في كل شئ حوله لكنه كان يكيف نفسه ويتعايش مع هذا الشعور البغيض بفضل تواضع علاء معه الذي كان يغدق عليه بالحنان الأخوي بما يخفف عنه لكن مع دخول مرحلة الجامعة وتعرف علاء على هذا المدعو عصام ابن الطبيب الشهير انقلبت حياته لمرار وهو يرى نمو الصداقة بينهم بتكافئ مذل له بل ومهين وهو يرى التفاف الاصدقاء حولهم من فتيات وشباب وكأنهم نجمان متلألان الكل يتهافت على التعرف اليهم وهو بينهم على الهامش وغير مرئي اطلاقا وتمر السنوات وتتطور العلاقة ليحتل هذا العصام مكانه في الحارة ايضا بعد الجامعة فيأسر قلوب الطبقة الفقيرة من اصدقاء وجيران لهم وكأنه فرد نشأ وتربى بينهم وهو على حاله دوما غير مرئي ولا أحد يشعر به ولا أحد يسمع صمته حتى اتى هذا اليوم حينما راها بسيارته هي حب عمره وحلم حياته في سيارته فكانت هي الفرصة 
التمعت عيناه فجأة وهو يعيد بعقله ماحدث قديما ويقسم بداخله على النجاة وان
كان الله انقصه من نعم كثيرة انعم بها على غيره فقد ميزه هو بالدهاء والذكاء وكما نجح قديما فلابد له من النجاح
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات