الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 29 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


علاء مبكرا حتى يحظى بمقابلة مع مجنونته التي انزوت معتكفه بعيدة عنه منذ الأمس عله يستطيع لقاءها او يفوز بتوصيلة لها ولوالدها بسيارته ارتدي سترته السوداء ثم تناول مشط صغير يسرح به على شعره بعجالة وقبل ان يتناول ساعته تفاجأ بورود مكالمة على هاتفه برقم غريب وما ان فتح الاتصال حتى فوجئ بصوته المعروف 

الو ياعلاء انا عصام 
رد بخشونة 
نعم ياسي زفت بترن عليا بصفة ايه وليه ثم المهم بقى واللي عايز اعرفه دلوقتي حالا انت جبت
نمرتي منين وعرفتها ازاي قولي 
وصله الصوت الحانق 
ياعم مش وقت اسألتك دي دلوقتي وان كان على نمرتك فانا جبتها من سجلات المستشفى لما دخلت بابراهيم يوم الحاډثة المهم بقى اني عندي ليك خبر بمليون جنيه 
قاطعه سائلا 
نعم يافندم خبر إيه بقى اللي بمليون جنيه عشان انا عايز اعرف
عرفت مكان البنت الخدامة ياعلاء او بمعنى اصح عرفت عنوانها 
انت بتتتكلم بجد ياعصام 
والله زي مابقولك كدة 
انا نازل من بيتي دلوقتي حالا اروح على العنوان مع اللي هايدلني 
طب استناني بقى عشان جاي معاكم 
هاستناك فين انا خارج حالا عشان الراجل مستنيني 
وانا لابس وجاهز يابني ادم قولي اجيلك فين وبسرعة 
بعد نصف ساعة تقريبا وبداخل سيارة عصام وعلى الكرسي الامامي بجوار السائق كان جالسا علاء والرجل الغريب جالسا في الخلف وعصام يتولى مهمة تعريف علاء به
اهو ده بقى يبقى عم متولي ياعلاء كان بواب العمارة اللي فيها شقتي القديمة يمكن تفتكره 
تطلع علاء اللى الرجل الخمسيني بجلبابه البلدي الفضفاض وعمامة رأسه البيضاء على بشړة وجهه السمراء بذقن خفيفة مطعمة بالشعيرات الفضية 
افتكرته طبعا هو كان اياميها شباب اكتر من كده كان نحيف على كدة 
رد الرجل بتفكه 
اياميها كنت لساتي جاي من البلد وشقيان لكن دلوك تخنت بقى من الراحة والقعدة على الكرسي 
اومأ له علاء بابتسامة خفيفة قبل ان يتوجه لعصام سائلا 
ايه الحكاية بالظبط فهمني 
رد عصام وهو ينقل بصره اليه والى الطريق
شوف ياسيدي انا شوفت عم متولي بالصدفة في مستشفى حكومي وانا رايح ازور واحد صاحبي هناك اتكلمت معاه ودردشنا شوية اثناء ما انا بوصي صديقي الدكتور يهتم بيه ومن غير تفكير لقتني بسأله عن البنت امينة رغم انه زمان مكانش يعرف بعنوانها بس المرة دي لقيته بيجاوبني وييقولي على عنوان بيت جوزها ودا عرفه بالصدفة لما كان رايح يزور واحد من

قرايبه في المنطقة اللي هي اتجوزت فيها 
الټفت علاء يسأل الرجل
انت متأكد من كلامك ده ياعم متولي
اجابه
الرجل بثقة
طبعا يابيه متأكد امال ايه دا انا اعرفها من وسط مية 
اومأ علاء برأسه وهو يلتفت لعصام فقال بحماس وهو يفرك بيداه على فخذيه
على خيرة الله زود السرعة شوية والنبي ياعصام خليني نوصل لبنت الابالسة دي 
بعد قليل كانت السيارة متوقفة بمنطقة فقيرة انتشرت فيها المنازل بطريقة عشوائية معظمها مبني بالطوب الجيري والباقى يكاد يسند نفسه من السقوط على رؤس اصحابه فور ان ترجل الثلاثة من السيارة التي غاصت بالمياه الموحلة حتى بللت احذية الثلاثة بالإضافة لتبقع اطراف بناطيل الاثنان رغم محاولاتهم الحثيثة برفعها اما العم متولي فتمكن من حفظ جلبابه الفضفاض برفعه عاليا حتى ظهرت ساقية حتى الركبة ولم يبالي وهو يتقدم امامهم نحو البيت المذكور قال عصام وهو يضع منديل ورقي على انفه
الريحة هنا صعبة قوي وكأنها ريحة چثة متحللة 
رد العم متولي بعدم اكتراث
دا تلاقيه بس كلب ولا قطة ميتين في الخړابة القريبة دي انت مش واخد بالك من الژبالة اللى ظاهرة في مدخلها ولا ايه
نظر عصام نحو البيت المشار اليه من العم متولي فاشاح عيناه فورا وهو يجاهد لعدم التقيوء امامهم 
ياساتر يارب دي ژبالة بجد وفعلا واضح ان في كلب مېت هناك 
رد علاء بابتسامة ساخرة
معلش يادكتور اصلك مش متعود على المناظر الۏحشة دي فممكن تستنانا هناك في العربية على ما نخلص مشوارنا بدل ما يغمى عليك ولا حاجة واحنا خايفين عليك لا تتعب 
حدجه عصام بنظرة حانقة قبل ان يرد 
لا ماتخافش ولا تقلق عليا ياحبيبي انا هكمل طريقي ومشواري معاكم عادي قال يغمى عليا قال 
ازدادت ابتسامة علاء بنظرة اغاظت عصام الذي جاهد لضبط اعصابه وعدم الشجار معه فقال العم متولي وهو يتوجه ناحية منزل بابه اخضر 
هو دا البيت يابيه بيت امينة وجوزها 
يتبع 
الفصل الثالث 
طرق العم متولي للمرة االذي لا يعلم عددها على باب المنزل الذي بهت لونه الأخضر ولا احد مجيب وكانه لا يوجد به احياء قال عصام المتأفف من الرائحة 
الظاهر كده مافيش حد في البيت ده ماتيجوا نروح ياجماعة ونبقى نيجي في وقت تاني 
القى علاء نحوه نظرة حانقة قبل ان يلتفت الى العم متولي ويسأله
انت متأكد ياعم ان هو دا البيت نفسه ولا يمكن غلطلت في العنوان
رد الرجل 
طبعا يابيه متاكد عشان بيت قريبى هناك في الشارع اللي وراه وانا في كل مرة باجي عنده بعدي عليه ولو عايزيني اجيبلك قريبي هو كمان نسأله مافيش مانع 
بتسالوا على مين يا بهوات 
قالتها المرأة الواقفة بالقرب منهم
على باب البيت الملاصق لبيت امينة الټفت اليها الثلاثة مجفلين على صوتها ليجدوها امامهم متكئة على الحائط بعباءة منزليه خفيفة نصف شعرها الأمامي ظاهر من ربطة رأسها وزينة وجهها صاخبة بالالوان تولى العم متولي الإجابة عليها 
احنا جاين نسال على اصحاب البيت ده يا ست ما تعرفيش بقى هما
راحوا فين عشان احنا بنخبط بقالنا فترة ومحدش بيرد 
ردت المرأة وهي تقيم الاثنان علاء وعصام بنظرات متفحصة من منبت شعرهم حتى احذيتهم الغالية الثمن والتي تطلخت بالطين 
لهو انت متعرفش باللى حصل
سألها علاء مجفلا رغم استيائه من جراة نظراتها 
مالهم اهل البيت وايه اللي حصل معاهم بالظبط
لوكت بعلكتها بداخل فمها وهي ترد عليهم بتمهل 
ازاي بس ما تعرفش يابيه دا فتحي اتقبض عليه من يجي ست اشهر پتهمة تعاطي واتجار بالبرشام 
ردد خلفها عصام 
اتجار بالبرشام!! طب احنا عايزين مراته هي فين
رفعت المرأة حاجبها الرفيع باستهجان وهي تسأله
انتوا عايزين امينه طب ليه
اردف خلفها بلهفة مما اثار ارتياب المرأة
ايوة بالظبط كده هي امينة دي فينها بقى
صك علاء على فكه وهو يليقيه بنظرة محذرة حتى يصمت واكمل على قوله ببعض الكياسة
يا ست احنا من جمعية بتراعي الناس الفقرا والباشا اللي جمبي ده عايز يساعدها 
مالت رأس عصام وهو ينظر اليه ببلاهة وعدم استيعاب ليفاجأ بالمرأة تقترب منه بعبائتها الضيقة تطبق بيدها على قماش قميصه الابيض قائلة بلهفة
طب ما انا كمان عايزة مساعدة يا بيه دا انا شقيانة في خدمة البيوت وجوزي بيطلع عينه في السواقة على كام ملطوش ولا هي المساعدة ما تجوزش غير على امينة 
تدلي فكه واتسعت عيناه برهبة يحاول تخليص

يده منها وهو لا يعرف بما يجيبها يرجوا المساعدة من علاء الذي ينظر اليه بتسلي بابتسامة مستترة استدرك العم متولي بفراسته فقام بابعاد المرأة قائلا
يا ست ابعدي شوية خلي الراجل ياخد نفسه معلش بقى يا عصام 
قالها متولي وهو يرى جزع الاخير بنظره لكم قميصه المبتل فقالت المرأة ببعض الحرج
سامحني يا بيه اصلي كنت بغسل هدوم الواد 
صاح بړعب
هدوم الواد!!
تابعت بترجي
ايوة يا بيه هدوم الواد دا انا ايدي باشت من كتر الغسيل لو تتعطف عليا جمعيتكم وتجبولي غسالة يبقى كتر خيركم
هتف عليها متولي باستنكار
يا ست بيقولك جمعية يعني اجراءات وشغل كتير وبحث عن حالتك في البداية جاوبينا الاول على سؤالنا وبعدها نشوف امرك 
زفرت المرأة حانقة من الرجل فقالت بامتعاض 
امينة مش هاتلاقوها هنا عشان هي اساسا من ساعة ما جوزها اتحبس وهي بتبات عند امها وبتيجي هنا زيارت بس توضب البيت او تاخد لها هدمات تلبسهم هناك 
سألها علاء 
طب ما تعرفيش عنوان بيت امها دا فين بالظبط
شهقت رافعة حاجبها مرة اخرة 
انتوا كمان هاتروحولها بيت امها هي لدجادري اسمها مهم عندكم في الجمعية
صاح عليها العم متولي 
خبر ايه يا بت ما تجاوبي عالسؤال وخلاص لزوموا ايه الرط دا كله
ردت باستنكار
ماهو انا معرفش بيت امها دا فين عشان اقول 
مسح علاء بكف يده على صفحة وجهه شاعرا بخيبة الأمل فاتفاجأ بعصام وهو يخاطب المرأة بلطف 
طب ممكن يا مدام لما توصل هنا امينة تتصلي بالرقم اللي انا هاكتبهولك دلوقتي تبلغيني
شهقت بفرحة وهي تراه يخرج من جيبه ورقة صغيرة يدون عليها بالقلم الحبر رقم الهاتف
هو دا رقم تليفونك يابيه
كشړ بوجهه اليها وهو يناولها الورقة 
حضرتك دا رقم الجمعية مش رقمي وعلى العموم انتي فاهميهم حالتك واكيد هما هايتصرفوا معاكي 
لمست بأصابع يدها على كفه الممدودة بالرقم بجرأة اثارت ارتعابه وهي تخاطبه بنعومة
تسلم الايادي يا باشا 
بلع ريقه وهو يحرك قدميه هربا منها وذهب معه علاء ايضا العم متولي استأذن منهم لزيارة قريبه اما هي فأخرجت هاتفها الصغير من جيب تتصل برقمها فوصلها الصوت المتعب
الو يا راوية عايزة ايه
ردت بلهجة مائعة
الو ياست أمينة ياللي طلعتي ميه من تحت تبن بقى بتعرفي الناس النضيفة دي وتخبي عليا جارتك حبيبتك 
تقصدي ايه ياراوية
بفناء المدرسة وعلى اريكة خشبية ضمتهم الاثنتان اسفل الشجرة الكبيرة سألتها بمرح
قالك إيه ياقطة عيدي كدة اللي قولتيه دا من تاني 
ردت فجر بتذمر
واعيد من تاني ليه ياختي هي اغنية
هزت سحر رأسها بابتسامة خبيثة
لا ما انا وداني بايظة النهاردة عيدي والنبي 
لكزتها
بقبضتها على ذراعها 
لا انتي بتستهبلي ياسحر ولاودانك بايظة ولا حاجة انتي بس عايزة ټحرقي دمي وخلاص 
هتفت عليها بصوت ينبض بالفرح
واحړق دمك ليه بس ياعبيطة انتي هو احنا كل يوم بنلاقي رجالة بتقول الكلام الحلو ده ولا حتى بنلاقي ابلة فجر تستجيب ووشها يحمر كمان يابنتي دا تطور كبير قوي مكناش نحلم بيه 
اشاحت فجر عنها وجهها تداري عنها ضحكتها وقد لامست كلمات سحر ما تشعر به بالفعل فتابعت سحر 
لا بقى دا انت شكلك كدة واقعة على بوزك بتبعدي وشك وتداري ضحكتك عني ماخلاص اتكشفتي ياقطة وسرك بان 
التفتت اليها فجأة تسألها بقلق
بجد ياسحر يعني انا فعلا بحبه بقى ولا دا مجرد فرحة من اهتمام راجل بيا
ردت سحر بجدية
ماهو ياقلبي لو ماكنش الراجل ده ليه مكانة في قلبك مكنتيش انتي حسيتي بكلامه ده ولا وشك الحلو ده نور من الفرحة 
تابعت بتشتت
طب ازاي دا بس يحصل وانتي بنفسك عارفة اللي فيها يعني وكدة 
قصدك يعني على حبه القديم
لفاتن 
سألتها فأومأت برأسها توافق فردت سحر
بقولك ايه يافجر ماتسيبي الماضي ياحبيتي وارميه ورا ضهرك عيشي اللحظة يابنتي وانسي بقى انا مش قصدي تنسي فاتن طبعا انا بس عايزاكي تفتكري كويس مدام اكتشفتي بنفسك برائة علاء يبقى شيلي كمان من دماغك حكاية تأنيب الضمير عشان انتوا الاتنين مابتغلطوش والحي ابقى من المېت 
شردت فجر وهي تنظ للبعيد تفكر في كلمات سحر فاصطدمت عيناها بعينن اخرى تنظر نحوهم من نافذة مفتوحة لإحدى الفصول وكأنها تراقبهم
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 58 صفحات