الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 34 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


شقيقه فرد بدهشة هامسا هو الاخر
وافرض عالضيق ياحسين مدعيش انا بقى صاحبي
حاول التماسك وهو علاء يهنئه الإبتسامات ليخفى بها اشتعال من

الداخل لقد فاجأه علاء حينما هاتفه في الظهيرة يخبره بعقد قرانه هو
واخيه على الشقيقتان كالعادة ذهبت لغيره ولم يجد الفرصة للتقرب منها كالعادة حظه العسر يحول
بينه وبينها وكالعادة يكبت مشاعره من داخله ليظهر العكس في الظاهر

دلف حسين يشاركهم الرقص مع شروق واشتعلت الأجواء حتى انهم سحبوا سميرة وزهيرة أيضا التي كانت تتمايل بخفة لظروف مرض ظهرها وعظامها بعبائتها التركواز وكأنها عادت طفلة صغيرة وقد خففت الفرحة عنها المها وتعبها غافلة عن اعين أدهم المصري الذي ارتكزت أبصاره عليها بحسرة وندم انسته طعم الفرحة بزواج أبناءه الاثنان 
اما نيرمين فكان بداخلها بركان يغلي من التجاهل وهي تشعر بقزمها وضالتها بينهم علاء الذي تمنته حتى المۏت وهو لم يعيرها ادنى اهتمام ها هو الان يرقص مع هذه الفتاة القصيرة بفرحة لم ترها على وجهه طوال سنوات معرفتها به حسين وهو يراقص شروق وعيناه تحاصرها ولا ترى غيرها وكأنها قطعة منه مشاعر جميلة حرمت منها وضاعت سنين عمرها بين شقاء في العمل وعلاقات خفية مع اشخاص استغلوها فيرحلوا بعد أن تنتفي حاجتهم منها ثم الزواج برجل بعمر اباها وقد ظنت ان الدنيا فتحت لها ابواب الهناء وها هو ايضا يبدوا انه قد مل منها حتى سعد الذي لطالما كرهته وکرهت علاقتها به 
لم يكلف نفسه حتى النظر اليها وكأنها ليست جميلة ولا تستحق الأهتمام كهاتين الفتاتين الملعونتين او حتى هذه المرأة العجوز التى خطفت قلب زوجها واعادت اليه الحنين اليها رغم بساطة ما ترتديه وتزين به وجهها 
سعد والذي كان ممسكا بكوب العصير يتناول منه وكانه العلقم بحلقه مع مراقبته لهم ولفرحهم انتبه على ورود مكالمة منها تجاهلها في البداية ولكن مع رؤيته لرسالتها انتفض خارجا من المنزل وذهب اليها بسرعة 
فتح بمفاتحه باب الشقة ليدلف داخلها بسرعة هاتفا عليها 
انتي يازفتة انتي هببت إيه في الشقة
خرجت اليه أمينة مهرولة من المرحاض 
انا مهببتش حاجة ياعنيا سباكة الشقة بتاعتك هي اللي مصدية وقديمة 
تسمر مكانه وهو ينظر إليها ولم يعي ماتقوله شعرها الحريري الأسود كان مبتلا وبشرتها النضرة دوما كانت ندية بشكل لافت 
هي إيه بالظبط اللى مصدية عشان انا اټخضيت لما شوفت رسالتك 
لوحت بيداها نحو المرحاض
انا بكلمك عن حنفية الحمام ياسعد دي باظت مني ومرداياش تتقفل بقالي ساعة عمالة احاول فيها وانشف بالمساحة عشان الشقة ماتغرقش 
تقرب منها حتى اشتم رائحة الصابون في شعرها فسألها
هو انتي واخدة حمام
واخدة حمام ولا عني ماكنت متزفتة حتى انت مالك مش تسمع الأول انا بكلمك في إيه
اظلمت عيناه وتبخرت رغبته بها في الهواء فقال مزرءا
على أساس إني مېت في جمالك يااختي دا انا بس كنت بجبر بخاطرك 
قالت ضاحكة بسخرية
ههه كتر خيرك ياشيخ ياسعد خش ياخويا الحمام وشوف حنفيتك لا ټغرق الشقة وتقع على اصحابها هي مش ناقصة 
جز على فكه غيظا منها قبل ان يتحرك نحو المرحاض فهتف ساخطا 
ېخرب بيتك ياشيخة بهدلتي الدنيا ېخرب بيتك ياشيخة
لوت شفتيها ولم ترد على سبابه وشتائمه وراقبته وهو يشمر بنطاله ويخلع قميصه في الأعلى ليضعهم على كنبة صغيرة في صالة الشقة قبل ان يدلف للحمام ويقوم بأعمال التصليح 
أجفلها مناديا 
هاتفضلي واقفة كتير كدة مكانك وتعمليلي فيها هانم اخلصي يابت اعمليلي كوباية شاي 
تحركت متاففة لتفعل ما أمرها به ولكنها توقفت فجأة على صوت هاتفه تناولته وقبل ان تهتف منادية عليه لتنبيهه استوقفها الأسم الغريب رددته بدهشة
ن م ايه ده هو عامل اختصارة للأسماء 
دققت جيدا في الرقم الذي لم يكن غريبا عنها فتذكرت صاحبته على الفور فمصمصت شفتيها مستنكرة همت بتركه حتى لا تتسبب لنفسها بمشاكل معه ولكن مع انتهاء المكالمة صدر صوت رسالة قادمة في الهاتف بتطبيق الوتساب بنفس الرقم لم تقوى على حجب فضولها نحو رؤية الرسالة فقرأت عايزة اشوفك ضروري ياسعد انا عارفة انك مستغرب بس انا محتجالك قوي فاضي بكرة اجيلك الشقة 
قضمت نعيمة على اطراف اظافرها بتوتر وهي تراقب نحو المرحاض وانشغال سعد في تصليح صنبور المياه فكتبت ترد باقتضاب
تعالي!
تبسمت بانتشاء وهي تمسح الرسائل وتعود بنظرها مرة أخرى تراقب قبل ان تذهب نحو المطبخ وتفعل ما امرها به 
خطت لداخل المنزل خلف زوجها وحريق مازل لم يهدأ

ولم ينطفئ بعد بل ازداد اشتعالا وهي تراقب تجهم زوجها وشروده معها طوال عودتهم بالسيارة وتجاهله لإحاديثها المتقطعة معه حتى افقدها حماسها وفرحتها المصطنعة امامه بزواج ابناءه لكسب وده ولكن طفح الكيل ولم تعد بها قدرة على الصمت رمت حقيبتها على اقرب مقعد وجدته امامها تهتف عليه متخصرة قبل ان يصل الى الممر المؤدي لغرفته 
هو في إيه بالظبط انا عايز افهم 
استدار على صيحتها مجفلا يسألها عاقدا حاجبيه 
تفهمي إيه يانيرمين وليه الزعيق ده أساسا
اقتربت منه تردف بحدة
ما انا بسألك ياحبيبي عشان شايفاك مش معايا ولا حاسس بيا خالص وانا معاك 
زفر يرد عليها بسأم 
شكلك كدة فاضية ولا زهقانة وعايزة تتسلى بكلام فارغ وانا ماعنديش وقت ليكي وعايز انام 
قالها وهم ان
يستدير عنها ولكنها اجفتله صائحة بغير سيطرة
لدرجادي معدتش طايقني ياأدهم حتى كلمتين معايا مش متحمل تسمعهم هو انا لدرجادي بقيت تقيلة على قلبك 
اظلم وجهه بالڠضب واحتدت عيناه نحوها فهتف عليها پغضب 
في ايه يابت مالك هو انتي اتنجننتي ولا عقلك ساح منك معنديش دماغ انا لدلع النسوان على اخر الليل دلوقتي 
انتفضت داخلها من صيحته الهادرة فهي أعلم الناس بشدة ادهم المصري وقسوته
لحظة الڠضب تدفقت عيناها بالدموع علها تساعدها قليلا بمواجهته ضغطت على عيناها بكفيها تستدعي البكاء بحړقة وصوت شهقاتها تصدر بصوت عالي رقت ملامح أدهم قليلا رغم حنقه منها فقال ببعض الهدوء
يابنت الناس هو انتي حد قرب منك عشان تنصبي المناحة دي دلوقتي انا بصراحة مش فاهمك 
رفعت اليه عيناها المغرقة بالدموع ترد پبكاء
انا اللي معدتش فاهماك ياادهم دا انت كنت احن عليا من ابويا اللي اتحرمت منه وانا صغيرة ماكنتش بتعز عليا حاجة حتى لو طلبت عيونك 
سألها مضيقا عيناه بتفكير
اه وايه اللي حصل بقى 
ردت بمسكنة
اللي حصل هو انك كرهتني باين ولا مليت مني عيونك اللي فضحتك النهاردة وانت بتبص على مراتك القديمة خليتني احس بقيمتي عندك كويس اوي واعرف اني ماليش قيمة وسطكم انت وعيالك ومراتك 
طب انت حنيت لها ذنبي ايه انا عشان تبعد عني وتحسسني اني كنت السبب في فرقتك عن مراتك حبيبتك وعيالك 
أشاح بعيناه عنها صامتا لايجد ردا على كلماتها التي اصابت الحقيقة بداخله ولكنه يأبى الإعتراف فتابعت بمكر وهي تتقرب منه واضعة يدها على ذراعه فقالت بنعومة
انا مقصديش افرقك عنهم ولا اكرهك فيهم انا يس مش عايزاك تبعد عني ياأدهم حتى لو هاترجع لهم دا انا مقطوعة من شجرة وماليش غيرك في الدنيا دي كلها انت اهلي وانت نتسي كلها 
ربت بكفها على كف يدها التى وضعتها على ذراعه قائلا بلطف
انا مبعدتش عنك يانرمين ولا هابعد ياستي فبلاش تنكدي عليا وعلى نفسك وشيلي الفكر دا من دماغك انا النهاردة كان فرح ولادي فشئ طبيعي اني اسرح ولا اتلهي عنك 
كذاب تعلم انه جيدا انه كاذب ولكنها قررت مسايرته لتصل لغرضها 
طيب ما انا كمان كنت مبسوطة اوي بفرحهم النهاردة ولولا اني عارفة بوضعي معاهم لكنت رقصت ودرمغت الدنيا بس بقى انا عارفاهم مش طيقاني ولا هايقبلوا بفرحتي معاهم مع اني ربنا العالم اني بعتبرهم زي اخواتي واكتر وامهم بقى الله يسهلها 
رفع حاجبه بشړ وهو يسألها 
قصدك ايه يانيرمين على امهم بالجملة الاخيرة دي 
عادت لخۏفها من غضبه مرة أخرى فقالت بتردد
انا مقصديش حاجة وحشة طبعا ياادهم انا بس اقصد على قسۏتها معاك وتكبرها عن الصلح 
نزع يدها پعنف ليذهب عنها
اللي بيني وبينها مالكيش دعوة بيه يانرمين خليكي في نفسك انتي وبس 
قال الاخيرة من بين اسنانه قبل ان يستدير ولكنها جذبته من ذراعه توقفه
طيب ماشي خليني في نفسي وبس ياادهم انا قابلة بس بقى انا نفسي اخلف عيل منك 
التف اليه برأسه قائلا 
وماتخلفي يااختي انا مانعك 
قالت بلهفة
حلو اوي يعني هاتقبل تروح معايا عندك الدكتور بكرة
ابتسم بزاوية فمه يقول
واروح ليه عند الدكتور ياحبيبتي انا راجل سبق لي الخلفة قبل كدة يعني ماعنديش عيب شوفي انتي بقى نفسك ايه اللي مانع عندك
سقطت يدها عنه پصدمة وذهب هو من أمامها غير مبالي تأثير كلماته عليها 
كتمت اڼهيارها وهي بقبضتيها على جانبيها وعلى وشك الانفجار لقد رأتها في عيناه ادهم المصري لم يعد يريدها حتى لو انكر ذلك الشعور بالخطړ كاد ان يذهب

بعقلها دون ان تدري تناولت هاتفها تطلب رقمه تبتغي المشورة لإنقاذها حينما لم يجيب على المكالمة لم تتردد في ارسال رسائلها اليه وكان جاوبه رسالة بكلمة واحدة تعالي هدأت انفاسها قليلا لانتظار الصباح ولكن عاد اليها شعور الحسړة حينما تذكرت وضعها هي الان مع الرجل العجوز ووضع العرسان الشباب الذين خرجوا ليحتفلوا مع عرائس الهنا وحدهم بحرية ومباركة الجميع ابتعلت مرار حلقها وهي تهمس بغل
يعني انا بس اللي اتكتب عليا الغلب والحظ المنيل 
بداخل السيارة التي كانت تصدح بأغاني المهرجانات وكانها هي الأخرى مهرجان بالأصوات العالية الصادرة من داخلها كان حسين في المقعد الخلفي مع محبوبته يردد لها الكلمات خلف المطرب بصوته الغالي وهي تشاركة أيضا
بهوايا إنت قاعدة معايا عينيك لي مراية يا جمال مراية العين
خليك لو هتمشي أناديك إنت لي أنا ليك احنا الإثنين قاطعين
تسيبيني أكره حياتي وسنيني هتوه ومش هلاقيني وهشرب خمور وحشېش
وتجيني تلاقيني لسه بخيري مش هتبقي لغيري
أيوه أنا غيري مفيش 
صاح عليهم من الأمام وهو جالس خلفه المقود يقود بيد السيارة واليد الأخرى ممسكة بكف فجر الجالسة بجواره على المقعد الاخر 
لم
نفسك ياض انت وهي صوتكم وحش ويصحي الميتين 
ردت شروق وهي تضحك بمرح 
الله ياعم علاء مانفرحش يعني بنفسينا ونهيص واحنا النهاردة عرسان 
ردد خلفها حسين
ايوة صح ياعم علاء احنا عرسان ومن حقنا
نفرح ونسمع الناس اللي ماشية كمان في الشارع عشان تفرح معانا 
هتف علاء متصنع التذمر رغم سعادته البادية على وجهه
عما الدبب يابعيد انتوا الاتنين ارخم من بعض وما جمع اللي اما وفق 
اڼفجر الثلاثة في الضحك حتى فجر التي كانت تخبئ فاهاها بكفها وشعور الحرج يكاد مع وضع كفها الضاغط عليها بكفه فوق ركبته القى اليها نظرة سريعة بوجهه المبتسم قبل ان يعود اليهم 
يعني مش كفاية قبلنا بيكم تركبوا معانا وتكتموا على نفسنا كمان بتصدعونا بأصواتكم النشاز 
رد حسين وهو يلف ذراعه على كتف شروق
بصراحة ياباشا احنا كنا محتاجين الخروجة دي عشان انا والبنية بقالنا فترة كبيرة
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 58 صفحات