الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 36 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


ياولا تعبت قلبي 
فتح اجفانه بغتة وأشرق وجهه بابتسامة مرحة وهو يتناول كف يدها 
الف

بعد الشړ عليكي ياست الكل من تعب القلب 
لكزته بقبضتها حانقة
يعني انت صاحي من زمان بقى وبتستهبل عليا يازفت انت
طب واصحى انا ليه بقى واتحرم من الدلع بتاعك ها قوليلي كدة يازوزو قوليلي 
على صوت ضحكاتها وهي تحاول التملص من ذراعيه

ايوة ياخويا اعملهم عليا بكرة تستكفى ودلعها هي بنت سميرة دي 
والنبي ولا الف واحدة يغنوني عن دلع انتي ياست الكل ياقمر 
ازدادت ضحكاتها ولكنها اجفلته
طب خلاص بقى واض سيبني عايزة اقوم صاحي ياخويا فايق ورايق باين عليها السهرة كانت صباحي مع حبيبة القلب على التليفون بعد مارجعت من مشوارك متاخر 
نزع ذراعه عنها وقال بجدية
ابدا والله
ياامي دي حتى ما ردت على أي اتصال مني معرفش ليه
نهضت من جواره وهي ترد 
تلاقيها بس تعبت ونامت قوم انت بس وصحصح دا النهاردة الجمعة ودي مش عادتك تتأخر كدة في النوم 
ليه هي الساعة كام 
الساعة عشرة ياحبيبي 
قالتها وهي تتحرك للخروج وهو نهض مجفلا يتناول هاتفه
يانهار ابيض كل دا سيباني نايم ياامي طب الحق اتصل بيها اشوف مالها دي مارنتش ليه هي كمان
خاطبته زهيرة قبل ان تخرج من غرفته 
علاء ماتنساش ياحبيبي بعد ماتخلص كلامك في التليفون مع فجر تتصل باخوك عايزاه يجيني
سألها 
عايزاه في ايه ياماما
قالت بقلق 
يعني مش حاجة بعينها انا بس عايزاه يجي وخلاص 
اومأ بسبابته على الناحيتين من وجهه بابتسامة حنونة
من عنيا الجوز ليكي عليا لو مجاش بنفسه اسحبهولك انا من قفاه
بابتسامة انارت وجهها
تسلملي عيونك ياروح قلبي 
وفي الشقة المجاورة وبداخل غرفتها اتاها اتصاله وكأنه نجدة من السماء لتنهض من جوار ابنة عمتها التي كانت نائمة بجوارها على الفراش سارت على أطراف اصابعها حتى دخلت الشرفة اجابته بصوت خفيض 
ايوة ياعلاء صباح الفل والورد ياحبيبي 
عارفة وربنا عارفة بس اعمل أيه بقى ما انت ماتعرفش اللي حصل
عمتي ياعلاء وصلت امبارح وانا مكنتش قادرة اتنفس حتى من الإحراج وانا معاهم ربنا وحده اللي عالم الليلة دي عدت عليا ازاي 
ازاي بس ياعلاء ماكنش ينفع طبعا ارد عليك انت بالذات وانا متحاصرة بوجودها حواليا دي نظراتها غريبة اوي ناحيتي 
حاضر ححاول طبعا بس انت ماتزعلش مني ياروح قلبي 
روح قلبك برضو ياأبلة فجر
انتفضت فجر وهى ترى ابنة عمتها امامها على باب الشرفة والتي تابعت بغمزة من عيناها 
هو انت بتكلمي حبيب القلب 
هزت رأسها بتوتر وهي تنهي المكالمة سريعا ثم التفتت لها قائلة 
هو انتي صحيتي من امتى ياسميحة
ضيقت الفتاة عيناها وردت بابتسامة ماكرة
بتقفلي السكة في وش خطيبك يافجر عشان ماسمعش كلامكم وكمان عايزة تلهيني
ألهيكي!
قالتها فجر بتعجب من سماجتها فسميحة ابنة عمتها هذه والتي تزوجت عن عمر السادسة عشر وهي تشبه شقيقتها الراحلة في بعض الملامح الدقيقة بوجهها ولكن ليست برقتها ولا رقيها تعاملها بتبسط ولا تراعي فرق العمر بينهم والذي يتعدي السبع سنوات تزعجها منذ الأمس بالأسئلة الفضولية والأحاديث الخاصة وكأن بزواجها قد قفزت لعمرها واصبحت صديقتها فجأة !
سكتي وسرحتي في إيه تاني ياابلة فجر هو لدرجادي كلامه حلو
قطبت فجر حاجبيها دهشة واستنكار قبل ان ترد ببعض الحكمة
هو انتي
مش متجوزة برضوا ياسمحية يعني أكيد جربتي 
زمت سميحة شفتيها بحنق تجيبها
ياختي هما شهرين بس اللي اتخطبت فيهم وكنت ساعتها انا بجهز نفسي وهو بيجهز الشقة بالعافية كنا بنشوف بعض خطڤ كدة وبعد الجواز هما برضوا شهرين وسافر ياختي على الخليج وسابني يعني مالحقناش حتى نعرف بعض 
رقت ملامح فجر نحو الفتاة التي في عمر الطالبات بمدرستها ولكنها لم تستطع كبح السؤال الذي يلح بداخلها منذ الأمس 
معلش ياسميحة في سؤالي بس انا بصراحة كان نفسي اعرف هي فاتن ماټت ازاي
ردت سميحة بعفويتها 
الله يرحمها اختي يارب ويبشبش الطوبة اللي تحت راسها انا عرفت من امي انها ماټت بحمى شديدة اصل انا كنت صغيرة اوي ساعتها لما شوفت امي بتسحب فاتن وهي تعبانة مشقادرة تفرد طولها وخرجت بيها توديها المستشفى وبعدها بقى مارجعتش على بيتنا غير بكفنها 
التمعت عيناها فجر وهي تتذكرها وترسم بعقلها هذا المشهد وكانها تراه امامها وتشعر بألمها انتفضت فجاة على صيحة سميحة
برضوا مش هاتحيكيلي عريسك كان بيقولك إيه
حدقت اليها بجزع هذه الفتاة المزعجة لا تشبه فاتن على الإطلاق ولا حتى بالملامح 
بملامج متجهمة اقترب من ابيه الذي كان يتحدث في الهاتف وهو جالس

على إحدى الارائك وعيناه مثبتة على شاشة التلفاز 
صباح الخير ياابو علاء 
الټفت اليه أدهم ونحى
الهاتف عن أذنه بعد ان استأذن محدثه في الناحية الاخرى قبل ان يرد ببشاشة 
صباح الفل ياحبيبي لابس كدة ورايح فين 
رد بغموض 
ورايا مشوار مهم عايز اعمله المهم بقى انا حاسس الجو هدوء يعني هو انت مافيش حد معاك
رد أدهم بابتسامة
لا مافيش حد معايا ياحسين باشا نيرمين استأذنتي تزور واحدة قريبتها عيانة 
اومأ برأسه بملامح مغلفة لا توحي بشئ تابع ادهم 
ماتتأخرش بقى في مشوارك ياحسين عايز اقعد معاك يابني شوية 
دا النهاردة الجمعة 
تحرك للخلف وهو يتحدث بوعد 
اخلص بس مشواري ياابو علاء وانا هاجيلك واقعد معاك قعدة طويلة كمان بس اخلص مشواري 
ترك ابيه يكمل مكالمته واستدار هو للخروج بوجه جامد يتصاعد الڠضب من كل خلية يريد التأكد بنفسه من صدق المعلومات التي اخبره بها حودة 
وبعدها لا يلومن المخطئ الا نفسه على حصد نتائج أفعاله
قبل دقائق 
استيقظ حسين على صوت هاتفه المزعج ينبئه بورود مكالمة رد بصوت ناعس 
الوو ايوة ياحودة عايز ايه عالصبح 
وصله الصوت الاهث 
ايوة ياحسين باشا في حاجة مهمة اوي عايزة اقولهالك 
اعتدل عن الفراش بجذعه قائلا بلهفة 
معلومات إيه ياحودة هي البت دي خرجت ولا الواد سعد عمل حاجة تاني 
رد الاخر بقلق
لا دي ولا دي ياحسين باشا دا حاجة غريبة كدة انا مستغربلها وو 
قاطعه بحدة 
انت لسه هاتوقوق ماتخلص قول يابني انت في إيه
بصراحة كدة بقى انا شوفت الست نيرمين داخلة العمارة اللي فيها شقة سعد واما راقبتها لقيتها بتدخل شقة سعد بعد ما فتحتها بمفاتح كام معاها في شنطتها !
انتفض واقفا عن الفراش فقال بحزم
انت متأكد من كلامك ياحودة 
والله ياباشا زي ما بقولك كدة هو انا هتوه عنها 
تأجج بالڠضب وعقله يدور فى عدة سيناريوهات فقال 
اسمع ياحودة انا عايز اعرف البت دي بتعمل ايه في الشقة فاهمني
ازاي بس هو انا هاعرف منين بقى 
قال مشددا وهو يتحرك بغير بغرفته كالأسد الحبيس 
اتصرف ياحودة ولا شوف أي طريقة انا عايز اعرف البت دي دورها ايه مع الكلاب دول وليك عليا ازودك بالفلوس اللي تغنيك عن الشغل والمرمطة 
وفي الجهة الأخرى 
وقف حودة بوجه ملثم يترقب حركة الأشخاص الخفيفة في هذه المنطقة النائية خلف البناية القديمة المتشققةو الموجود بها شقة سعد يبحث عن منفذ يمكنه من الصعود والدخول بداخل الشقة لقد وعده حسين بالمال الوفير الذي سيمكنه من تأسيس مشروع جديد يعيش بعائده ولكن هذا رغم اغرائه يأتي بالمرتبة الثانية لديه فهو متشوق لكشف حقيقة سعد مع هؤلاء النساء ويبدوا انه قد وجد الطريقة !
بخفة الفهد تسلق على إحدي مواسير الصرف مستغلا عدم ثقل وزنه حتى تمكن من الصعود الى الشرفة الإسمنتية سقط بداخلها ولحسن حظه كانت نافذتها مفتوحة دلف من خلالها بحرص الى داخل غرفة النوم مشطها سريعا بعيناه فانتبه على هذه الأصوات الصادرة عن قريب خطى بخطواته حتى اصبح خلف الباب الذي فتحه بمواربة ليرى هاتان المرأتان واقفتان بوسط الصالة الضيقة جذبه حديثهم فتناول هاتفه ليتقط الصور ويسجل ثم يرسل الرسائل تباعا لحسين الذي طلب منه ان يتابع معه مايحدث لحظة بلحظة 
وعند نيرمين التي هدرت على امينة حانقة وهي تدفعها للخلف
ماتحلي بقا عني يابت مالك انتي باللي بعمله ولا اهببه مع سعد إيه ياعنيا رجعتي تحنيلوا تاني بعد مارماكي زي الكلبة زمان 
صدرت ضحكة ساخرة من امينة وهي ترد
احن لسعد! طب بذمتك انتي مصدقة نفسك وانتي بتقوليها سعد دا كان فترة وعدت من حياتي وانا صغيرة لما كنت زي الغرقانة بدور على قشاية تسندني وتخرجني من جو امي والرجالة اللي
كانت داخلة خارجة عندها مكنتش لسة عرفت الدنيا على حقيقتها سعد ياحبيبتي كان بيضحك عليا بكلامه المزوق والناعم وانا من هبلي كنت فاكراه هايتجوزني في حلال ربنا ويبعدني عن امي وقرفها لكن انتي بقى ياعنيا ايه حجتك عشان تمشي معاه في سكته هاا 
هزت رأسها بعدم احتمال وهي تنفي 
سكة مين يامجنونة انتي انا مش فاهمة انتي عملالي تحقيقي ليه اساسا هو انتي لدرجادي الغيرة من ناحيتي لدرجادي بتحقدي عليا عشان انا اتجوزت راجل غني واستريحت وانت فضلتي في المرمطة والفقر ايه ذنبي انا ان كنتي اتجوازتي واحد بياع البرشام ورد سجون

كل واحد بياخد اللي يستحقه انا ربنا خلقني حلوة وجميلة وانتي ربنا خلقك وجمالك على قدك ايه ذنبي فيها دي بقى 
صدرت ضحكة امينة بصوت عالي ورقيع مستهزئة بما قالته
هو انتي لسة برضوا فيكي الانعرة الكدابة دي يانيرمين فاكرة زمان لما كنتي تلبسي الدهب الصيني قدام الناس وتقولي دا حقيقي ولا افكرك احسن بالحلق الكبير النحاس اللي كنتي بتفتخري بيه قدام البنات في
المصنع على اساس انهم هبل ومايعرفوش الفرق فاكرة الحلق يانيرمين 
قالت الاخيرة وهي تخرجة من جيب عبائتها البيتية وتلوح به امامها 
جحظت عيناها نيرمين وتدلى فكها بعدم تصديق همت لتتناوله ولكن امينة ابعدته عن مرمى يديها وهي تقول بمرح
عارفة يانيرمين لما لقيته في كيس المخدة وانا برتب اوضة النوم جوا استغربت قوي انه لسه عايش معاكي بس اسغربت اكتر لما عرفت انك ماشية مع سعد بقالك سنين ههههههه 
رفعت نيرمين يدها نحو القرط تريد تناوله باڼهيار فتلاعبت بها امينه وهي تبعده عنها باستمتاع وتابعت
الا قوليلي صح هو انتي عرفتي توقعي الراجل الكبير دا ازاي ها ومين دلك على سكته اساسا سعد برضوا ههههه
هتفت عليها بتشجنج 
كفاية بقى ياامينة والا وديني لاكون حاكية لعلاء عالسر اللي بينك وبين سعد!
توقف امينة فجأة عن ماتفعله تسألها پصدمة وعدم تصديق
سر إيه انا مافيش بيني وبين سعد أسرار 
ردت نرمين وقد شعرت أنها قد اصابت هدفها 
لأ في والسر الخطېر دا هو اللي خلاكي تقبلي تتجوزي البرشامجي وخلى سعد يقطع صلته بيكي اوعي تفتكري اني مكنتش فاهماكي اينعم انتي وسعد ماحدش فيكم كان نطق بحرف بس انا ولبنى اخت سعد فهمناها لوحدنا لما اختفيتي فجاة عن الشغل عند البيه اللي اسمه عصام صاحب علاء لبنى اخت سعد حكتلي بنفسها انها في مرة سمعت اخوها وهو بيحذرك وينبه عليكي في التليفون عشان ماتعتبيش بيتهم تاني ولا تعتبي الشارع حتى عندهم لعلاء ولا الدكتور عصام حد فيهم يشوفك وساعتها هاتروحي في داهية 
تسمرت امينة مكانها وشحب وجهها ليقارب صفار المۏتى فقالت بصعوبة
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 58 صفحات