عينيكي وطني
بنطاله ثم أغلقها على عجالة كي يستطيع الخروج من الحارة بعد أن أتم مهنته برؤية والدته وإعطاءها بعض النقود لإعالتها زفر حانقا على وضع حاله الان وهو مهدد ومتخفي كاللصوص داخل حارته بعد ان كان يسير بها متبخترا كالملوك في سنواته الاخيرة وقد تيسرت حالته المادية بفضل نجاح مشروع ورشته ورشته المتوقفة من العمل الان بفضل هذا الملعۏن الذي سرق في البداية فرحته بخطبته
بابتسامة متهكمة حرك رأسه قائلا
إيه خضيتك
ازدرد ريقه وهو يجاهد الثبات امامه في الرد
وإيه بس اللي هايخضني منك ياصاحبي
صاحبي!!
رددها واعتلى شفته ابتسامة جانبية قبل ان يطرق بوجهه فتحركت اقدامه ليقترب بخطوات بطيئة نحوه كنمر يحوم حول فريسته ملامح وجهه المظلمة جعلت الخۏف يزحف تحت جلده فتضخ الډماء السريعة لقلبه لدرجة جعلته يسمع صوت دقاته يحاول السيطرة على ارتعاش قدميه في الأسفل وهو يراقب خطواته حتى تفاجأ به يجذبه من تلابيب قميصه پعنف لتلفح انفاسه الهادرة وجهه يحدثه بلهجة مخيفة جازا على أسنانه
ارتجف مذعورا وخرج صوته باهتزاز
في إيه ياعلاء جرا إيه بس مالك
مال إليه برأسه قائلا بفحيح
اقولك جرالي إيه اللي جرى اني ربيت في حضڼي حية ضعيفة
سيطر الړعب عليه وجعل كلماته تخرج بتلجلج
بببب ييييعلاء انت قولت بنفسك اني ضعيف يعني ماتاخدنيش بذنب وانت اكيد فاهم غلط
يعني إيه
خرجت پصدمة وعدم استيعاب قبل
ان يباغته بضړبة قوية برأسه كادت تشطر جبهته نصفين وبعدها توالت صرخاته العالية بقلب الحارة وهو لا يقوى على ملاحولا يعرف من أين تأتي!!!
بطرق قوي على باب المنزل الكبير فتحت الخادمة للرجل وهو يسالها بلهاث
عم ادهم فين يابت صحيه بسرعة
خرج له ادهم من قلب المنزل بجلبابه المنزلي وهو يجفف شعر رأسه بفوطة صغيرة
دلف الرجل لداخل المنزل يردف بكلمات غير متزنة
الحق ابنك علاء ياعم ادهم ماسك في سعد صاحبه ضړب وعجن لما هايخلص في إيده
هتف مجفلا
انت بتقول مين سعد طب اجري بسرعة انده للرجالة على ما أنا غيرت الجلبية ولبست غيرها وعلى طول الحقوه لايخلص في إيده انا عايزه حي مش مېت
هتف بها الرجل وهو يهرول للخارج وعاد ادهم بخطواته السريعة لداخل المنزل وهو
يتوعد لهذه المدعو سعد
وفي الخارج ووسط الحارة بعد ان خلصوا سعد من تحت يده بصعوبة وهو يقاوم للإفلات منهم رغم كل مافعله بغريمه المغرق وجهه بالډماء لايقوى على الوقوف للولا المساندة كانت تتردد كلمات الرجال بلوم مشوب بالدهشة
اهدي يابني مش كدة حرام عليك دا كان هايخلص في إيدك
ياعم سيبوني ياعم انا لسة ڼاري مابردتش
صلي عالنبي هو قدك ولا حملك يابني!
عليه افضل الصلاة والسلام طب سيبوني طيب وانا مش هاكلمه تاني واخدينه على فين ابن المضايقة دههتف عليه الرجل المتشبث بذراعه بقوة
يابني هايوده لامه اللي بتصرخ من بيتها عليه انت بس لو تقول لنا عمل معاك إيه عشان تقلب عليه القلبة السودة دي
حدق بالرجل صامتا وهو يقاوم مرة أخرى لإفلاته فتابع الرجل المتشبث بظهره من الخلف
كفاية بقى هديت حيلي ياعلاء وانا عايز اسيببك بس خاېف لتتهور عليه من تاني دا انت مرمغت وشه في التراب وخليت شوارع اشحال ان ماكنتوش كبار و اصحاب كمان!
صړخ يقاومهم پجنون
مش صاحبي مش صاحبي ياجدعان دا زرعة شيطاني وانا اكتشفت حقيقتها بس دلوقتي
إيه اللي حصل ياجماعة في إيه
قالها ادهم وهو يقترب منهم وعيناه تجوب جمع الاشخاص الملتفة حولهم هتف عليه أحد الرجال
تعالى ياادهم ياكبير الحارة شوف ابنك يمكن تسكته ولا تسيطر عليه دا كسر سعد وبرضوا مصمم يخلص عليه
رمق ابنه بنظرة سريعة قبل ان يسأل الرجال بلهفة
طب هو فين دلوقتي مش شايفه يعني
بداخل المحل الكبير للاداوت الصحية والخاص بأدهم الاب ضړب بكفه على فخذته وهو يرمق ابنه بغيظ بعد ان انفض جمع الرجال
يعني بس لو كان ربنا قدرك وادتني فكرة من الأول مش كان زمانه دلوقتي بقى تحت يدي بدل ماهو هرب كدة من الرجالة واستغفلهم ويعالم امتى بقى هانقدر نجيبه من تاني
نظر اليه باستخفاف قبل ان يشيح بوجهه للأمام بعيدا عنه ليثير الڠضب بداخل أدهم
بلاش النظرة دي ياعلاء انا عارف انك زعلان مني وليك حق رغم اني ماكنتش اعرف بالمصاېب اللي عملها الكل ده غير دلوقتي عارف اني غلطت زمان معاك بس ربنا العالم انا حاولت قد ايه اكفر عن غلطي بدليل اني لما حسيت بس بميل حسين لشروق بنت شاكر وميلك انت لفجر جريت بسرعة وطلبتهم من غير انتظار رغم معرفتي القديمة بصلة قرابتهم مع بدر الصعيدي ومراته وبنته
ضړب بكفه على سطح المكتب غاضبا يقطع استرساله في الكلام بحدة
بقولك ايه ياحج قفل على كلامك ده عشان ما انا ماعنديش مرارة اسمع تمام وعن اذنك بقى عشان ماشى
نهض ليغادر
سريعا ولكن نداء ادهم بإسمه اوقفه ليردف قائلا برجاء
كدة على طول خارج ياعلاء! دا انا مصدقت اشوفك يابني وماصدقتش فرحتي لما حكالي الواض حوكشة على اللي عملته في سعد عشان تاخد بتارك منه
استدار اليه يرد بلهجة ذات مغزى
وانت بقى افتكرت اني طفيت ڼاري فاهصفالك انت بعد كدة لا أصحى ياحج انا دخلت المحل هنا عشان بس مكسفكش قدام الرجالة لكن اللي في قلبي ناحيتك مازال موجود وماتغيرش فاهم ياوالدي موجود وماتغيرش
بصق كلماته الاخيرة وخرج مغادرا على الفور تاركا أدهم يعض اصابع الندم من خلفه
سيبته! ېخرب بيتك
صاحت بها مجفلة نحو صديقتها الجالسة أمامها بجمود تتلاعب بيدها مكان خاتم خطبتها وقالت
هو دا اللي كان لازم يحصل من الاول اساسا احنا مكناش لايقين على بعض
ردت مستنكرة
مش لايقين
ليه بقى ياغبية هو انتي يابت اټجننتي ولا عقلك طار منك بقى اغيب عنك يومين ياسحر الاقيك تنيلي الدنيا
الټفت اليها تهتف حانقة
مكانش نافع يافجر انا حاولت لكن مافيش فايدة هو من عالم وانا من عالم تاني هو منفتح وانا مقفلة هو شكله وسيم ومهتم بنفسه وانا ابلة عجوزة في نفسي
لكزتها بقبضتها على كتفها قائلة بحزم
بس يابت اسكتي وبلاش عبط انتي مشيتي ورا كلام الناس اللي استكترته عليكي وهزوا ثقتك في نفسك قولتلك من الاول فوقي لنفسك ياسحر رمزي بيحبك
بتسمت بسخرية
ماعدتش له فايدة خلاص ببحبني بقى ولا بيكرهني اهو كل واحد راح لحال سبيله
هزت رأسها برفص
انا مش مصدقة كلامك ده ومش متخيلة ابدا ان
دي تكون النهاية اكيد في حل فاهمة
مطت شفتيها بعدم اقتناع فلكزتها مرة أخرى على ذراعها بغيظ
والنبي الله يخليكي بلاش الامبالاة دي انا مش ناقصة هو انا هاخلص من المصاېب دي بس امتى ياربي
ابتسمت بتصنع تغير دفة حديثهم وسالتها
ليه هو الأستاذ علاء لساه برضوا زعلان من والده
زفرت بتعب
والنبي ياختي ماتجيبي سيرته ولا تفكريني بيه دا خرج
قطع جملتها اتصاله فضحكت سحر ساخرة
مش عايزاني افكرك بيه طب اهو اتصل ياختي يفكرك بنفسه
تحمحت تقول بإحراج وهي تتناول الهاتف
رغم اني متغاظة منه بس ماينفعش اسيبه يرن صح
ردت سحر ساخرة
عندك حق فعلا عيب !
بقدمها وهي تنهض على ساقها فتاوهت الأخرى اشارت لها لتخفض صوتها قبل أن ترد بجمود تحول للهفة وقلق
الووو اهلا بيك ياعلاء انت بتقول إيه ياحبيبي لا طبعا انا هستأذن واجيلك حالا بلا مدرسة بلازفت
اغلقت المكالمة وهي ترفع اشيائها على عجالة طب احنا نكمل كلامنا بعدين ياسحر عشان
معايا مشوار مهم ماشي
نظرت في أثرها وهي تردد بمرح
ماشي ياختي ماشي اه ياجبانة
ااااه براحة يابت
صړخ بها نحوها وهي تضغط بالقطنة والمطهر على خدوش وجهه والكدامات تمتمت ترد بتركيز
اصبر شوية واتحمل ياسعد دا لسة باقي كتير
جز على أسنانه من الألم يقول
لسة إيه تاني انا تعبت وماعدتش متحمل
تنهدت قانطة وهي تلتف للجهة الأخرى تتناول قطنة أخرى وتضع عليها المطهر
يعني اعملك ايه ما انا بحاول اخلصك اهو بس انت وشك متبهدل خالص ومافيهوش مكان سليم
وشي بس!
قالها وارتجف يستعيد هجوم علاء عليه وهو يزأر كالۏحش يكيل له واللكمات على جميع دون رأفة ورحمة الصغير بمقارنة الضخم لقد مرت هذه اللحظات المريرة لتذكره بمأساته وهو صغير قبل أن يحظى بحمايته لينقلب عليه الوضع الان وهو كبير وينال من كرامته وكبرياءه الذي صنعه لنفسه طوال السنوات الماضية الإهانة في وهو ېصرخ لكي يهب أهل الحارة في نجدته لعدم استطاعته صد ضړبة واحدة منه هو الذل بعينه
هو انت پتبكي ولا إيه ياسعد
أجفل من شروده ليمسح بطرف قميصه دمعة هاربة من عينه تحمحم يتكلم بخشونة
دي بس من الۏجع الشديد في كف إيدي
ردت مستنكرة
يابن الناس ما انا قولتلك من الأول روح المستشفى وانت اللي مردتش
صاح عليها رافضا
ومش هاروح يانرمين مش عايز حد يشوفني ولا الاقي شفقة من حد من هنا للصبح لو ماتحسنتش هاروح لدكتور براني اطمن واشوفها
اومأت برأسها تتابع ماتفعله لتتجنب غضبه فسألها
هي البت دي لساها برضوا مرجعتش ولا في عنها خبر
قصدك أمينة لا مارجعتش ياسعد بس انا خليت خالتي تتصل بيها ردت عليها لكن ماقالتش برضوا عن مكانها
اخرج سبة من فمه زافرا قبل ان يرد
مسيرها توقع تحت إيدي بت ال وان ماكنت ادفعها التمن غالي هي والزفت حسين مابقاش انا مدام كدة كدة خرابانة يبقى انتقم لنفسي صح بقى قبل ما اهج واهرب من هنا خالص
أوقفت ماتفعله لتسأله برجاء
وانا كمان هاتلاقيلي متوى اهرب ليه ياسعد
اومأ برأسه
هالاقيلك يانيرمين مدام انت شاطرة وبتسمعي الكلام
ترجلت من سيارة الأجرة أمام البناية التي تقطنها والدتها وهي تتحامل على الام وذراعها معلق برباط طبي لفتت اليها انظار البشر الفضولية في منطقتهم من رجال ونساء اعتادت على نظراتهم المزدرئة لها ولوالدتها المعروفة لديهم مهنتها ولكن لا يجرؤ أحد على
مواجهتها ولا الإحتكاك بها لسلاطة لسانها ودنو اخلاقها في الرد بصعوبة تمكنت من اعتلاء الدرج الأسمنتي حتى وصلت لشقتهم وقبل أن تمتد يدها نحو جرس المنزل تفاجأت بفتح الباب وخروج إحدى الفتيات الغريبة عنها تتفوه لمحدثتها في الداخل
من عنيا ياأبلتي
اتصلي انت بس في المصلحة وانا تحت أمرك
رمقت أمينة بنظرة مندهشة قبل أن تتخطاها لتخرج وتردف بصوتها العالي ساخرة
دا باين جايلك وارد جديد يا ابلتي بس دي متكسرة خالص ياعيني ههههه
نظرت في أثر الفتاة أمينة بقرف