الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ورد الحناين بقلم ميمي عوالي

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

انتم الاتنين ماعندكمش موانع لكن ده اكيد بسبب مايعلموش غير ربنا سبحانه وتعالى
طب هل ده هيتغير يعنى هل لو رجعتم لبعض هتخلفوا طبعا العلم عند الله بس اللى فهمتوا منك أن الدكاترة قالوا صعب يعنى المشكلة هتفضل هى هى من غير حل
طب سيبك من ده أهله والزن اللى كانوا بيزنوه هل هينتهى هيبطلوا هما يتكلموا يعنى على الموضوع ده طبعا مش هيحصل يبقى اللى هنبات فيه هنصبح نلاقيه
طب بعيدا عن كل ده هتقدرى تنسيله أنه اتجوز غيرك هتقدرى ترجعى لحضن كان ضامم غيرك ياصفية
صفية وهى تنهض بدموع كفاية انت عاوز منى ايه
اسماعيل عاوزك لما تفكرى ماتفكريش بقلبك بس دخلى عقلك فى الحوار ياصفية اقوللك اقعدى مع على واتكلمى معاه
صفية بسخرية ومش خاېف أن قلبى يحنله وارجعله تانى
اسماعيل بجمود تبقى انقذتينى
صفية من ايه
اسماعيل من انى اوهبلك عمرى وقلبى وانتى قلبك لسه معاه انا لما عرضت عليكى الارتباط كان لما فهمت منك أن اللى باقى فى قلبك لعلى حب العشرة وانا صرحتلك بحبى فى الوقت ده بالذات عشان تحسى بالقوة وانك مش ضعيفة قدامه 
انتى لسه صغيرة وجميلة والف مين يتمناكى لازم تفهمى ده كويس 
صفية بدهشة افهم ايه
اسماعيل انك مرغوبة ياصفية صدقينى لو بصيتى حواليكى هتلاقى نظرة الاعجاب فى اللى حواليكى انتى شخصيتك جميلة بتاخد القلب 
صفية بشرود انا ماباقيتش عارفة انت عاوز توصللى ايه
اسماعيل مش عاوزك ترجعى لعلى على أنه الاختيار الوحيد عاوزك تفردى جناحاتك وتطيرى حتى لو هتحطى على غصن تانى غير غصنى بس تبقى مبسوطة من جواكى وسعيدة
لتشرد صفية فى سنوات عمرها التى قضتها بصحبة على وكم كانت ساعات سعادتهما محدودة ومقتصرة على تواجدهما بمفردهما دون أن يشاركهما احد من أهله فوقتها كانت سعادتها تقفز من فوق أعلى الجبال أحبته وأحبها ولم يكفيه حبها ولم يصمد لها حبه لتتنهد صفية بصوت عالى وهى تنتبه بأنها أصبحت وحيدة بالغرفة فقد لملم اسماعيل أوراقه وانصرف وتركها لتفكيرها لتنصرف هى الأخرى إلى مكتبها 
فى منزل حكيم مساءا
يجلس الجميع يتناولون طعام العشاء بين مشاغبات نوارة ووالدها وكانت ورد تتابعهم بابتسامة واسعة وهى تراقب صفية وشرودها بين فينة وأخرى
ورد وهى تميل هامسة باذن صفية مالك ياصافى ايه اللى واخد عقلك
صفية وهى تنتبه على حديث ورد ابدا هبقى احكيلك بعدين
لتنظر ورد الى حكيم وهى لازالت تهمس لصفية هو حكيم قاللك حاجة
صفية لسه
لتزوى ورد بين حاجبيها لتكمل صفية بس عرفت
ورد بدهشة من مين 
صفية بعدين هحكيلك بعد العشا
حكيم بتنمر وهو ينظر إليهما بتتفقوا على مين يا بلاوى
صفية بدعاية عليك ياحبيبى طبعا هو احنا لينا غيرك
حكيم وهو ينظر بمكر لورد انا قلبى وعقلى كله لورد الجناين
ورد ضاحكة لأ العب غيرها 
حكيم وهو يدعى الدهشة ايه ده هو انتى غيرتى خطة الاسعار
ورد بمشاكسة وهى تنهض وتلملم المائدة بمساعدة صفية اومال لأ اومال طبعا البورصة كل يوم فى حال ياصديقى
حكيم وهو يوجه الكلام لنوارة عاجبك كده 
نوارة وهى تجرى من أمامه انا مع اللى هيكسب يا بأبى
ليخرج حكيم رأسه ذات اليمين وذات اليسار بقلة حيلة ويقول وهو يتجه لغرفته انا معايا قضية محتاجة اقعد اراجعها شوية ياريت لو فنجان قهوة يا ورد من فضلك
ورد باستنكار انت هتقفل على نفسك من دلوقتى بقى ده اللى اتفقنا عليه
حكيم بدفاع انا بس هراجع حاجة على ما انتو تخلصوا اللى هتعملوه
ورد بغيظ روح ياحكيم روح مافيش فايده
صفية بسخرية وهى تصف الاطباق بألة جلى الصحون ايه هرب منك برضة
ورد بتنهيدة حكيم هيفضل حكيم طول عمره اللى فى دماغه فى دماغه
صفية وهى تضع يديها على خصرها وتسأل ورد بحدة زائفة وانتى بقى عرفتى من امتى
ورد بابتسامة من شهرين
صفية باستغراب شهرين ازاى وهو لسه رايح لبابا امبارح
ورد پصدمة هو اسماعيل سافر لعمى
صفية باستنكار وهى تنظر لورد بنصف عين انتى بتتكلمى على ايه واضح أن مواضيعنا مختلفة
ورد بلجلجة طب قوليلى انتى الاول وانا مش هخبى عليكى حاجة 
لتنفخ صفية وهى تجلس على كرسى وتستند على مائدة المطبخ الصغيرة وتقول هقوللك بس انتى كمان ماتحكيش لحكيم حاجة دلوقتى لغاية ما اخد قرار نهائى
ورد ماشى قولى
لتقص عليها صفية كل ما قد دار بينها وبين اسماعيل وبعد أن فرغت من حديثها سألت ورد قائلة انا ليه حساكى كنتى عارفة
ورد بابتسامة انا فعلا كنت عارفة بس ماقلتلكيش لأن حكيم كان عاوز الخطوة دى تيجى من اسماعيل بصى ياستى اسماعيل طلبك من حكيم من شهرين وقال له أنه بيحبك وعاوز يرتبط بيكى بس حكيم كان رأيه أن يسبب اسماعيل يقرب منك بشويش عشان تقدرى تاخدى قرار عن اقتناع سواء بالموافقة أو بالرفض
أما بقى موضوع أن على عاوز يرجعلك فده عرفناه امبارح بالليل وبصراحة حصل مشكلة بينى وبين حكيم بسببها
صفيه بدهشة وليه بقى
ورد لأن حكيم قال لوالدك يرفض وانا هاجمته وقلتله أن مش من حقه أنه ياخد قرار بالنيابة عنك وشدينا شوية بس فى الاخر قاللى أنه هياخد رأيك النهاردة واديه هرب على أوضته
صفية امممم فهمت بس انتى هاجمتيه ليه انتى شايفة انى أوافق ارجع لعلى 
ورد بحزم لأ طبعا
صفية الله اومال ايه
ورد المبدأ فى حد ذاته كل واحد لينا له شخصيته المستقلة لازم تاخدى قرارك بنفسك عشان ماترجعيش ترمى مسئولية التبعية على اكتاف حد تانى
صفية يعنى عاوزانى انا اللى اقول لأ
ورد برضة لأ انا عاوزاكى تفكرى وتاخدى قرار وانتى مقتنعة بيه هل انتى عندك استعداد ترجعى لعلى تانى
صفية دون تردد لأ
ورد هو ده اللى انا عاوزاه عاوزة عمى لما يرد عليه يقول له صفية رفضت ترجعلك مايقوللوش اخوها مش موافق عاوزاكى تقفلى الباب بنفسك ماتسيبيهوش موارب وكل شوية يدخللنا ريح تمرضنا وتضايقنا واحنا فى غنى عنها
حكيم وهو يستند بكتفه على باب المطبخ وفيها ايه يعنى لو كنتى فهمتينى قصدك ده من امبارح بهدوء بدل الزعابيب اللى طلعتيها على جتتى من غير داعى
ورد وهى تلتفت إليه بغيظ علموكم فى بلدكم انك تقف تتسنط كده
حكيم وهو يرفع يديه لأعلى اتسنط ايه انا لقيت نفسى هنام وماعملتيليش القهوة قلت اجى اعملها انا سمعتكم بس هو ده اللى حصل 
ورد بسخرية امممم وسمعت من اول فين يامتر
حكيم وهو يحك رقبته باحراج ويجلس أمامهم من اول ماكانت بتحكيلك على اللى حصل فى المكتب ياسيادة المستشار
صفية وانت ايه رأيك ياحكيم
حكيم بحنان دى حياتك انتى وقلبك انتى وانتى الوحيدة اللى تقدرى تاخدى قرار فى الموضوع ده زى ماقالت ورد
صفي انا عاوزة رأيك مش قرارك ياحكيم
حكيم لو على رأيى طبعا انا شايف أن رجوعك لعلى درب من الجنون لانك هتبقى عاملة زى اللى عارف ان الجحر مليان تعابين ورايح يحط أيده ورجله كمان جواه
أما بخصوص اسماعيل فهو كان صريح معاكى فى كل كلمة قالها لك اسماعيل تعب واټصدم فى حياته زيك يا صفية 
اسماعيل صاحبى من حوالى عشرين سنة من واحنا فى أولى جامعة أخلاقه عالية
جدا وعلى فكرة مش سهل ابدا انك تلاقيه يتدخل فى حياة حد لكن انا لما لقيته بيتكلم معاكى ولاحظت اهتمامه بيكى وبحياتك لمحت فى عينه لمحة حب وتمنى ليكى
لو عن نفسى هجوزهولك وانا مغمض لكن الوضع هناهيختلف لظروفكم انتم الاتنين انتى كانت ليكى تجربتك وهو كمان كان له تجربته وانتو الاتنين خرجتم مجروحين
هو شايف انك عوض ربنا ليه لكن لو انتى ياصفية مش شايفه كده يبقى بلاش انتى اختى وحيييتى ويهمنى سعادتك لكن كمان يهمنى سعادته وإسماعيل لو حس لحظة انك اتجوزتيه وانتى لسه قلبك مع على هتبقى ضربتيه فى مقټل
صفية بدفاع انت عارف ان اختك لايمكن تعمل كده
حكيم بحنان عارف ياحبيبتى بس برضة واجبى انى انبهك وحبيت أن اسماعيل هو اللى يتكلم معاكى بنفسه عشان تقدرى تفهمى دماغه كويس
وعموما خدى وقتك وفكرى براحتك بس لازم تردى على الحاج النهاردة فى موضوع على وياريت لو تعرفينى قرارك النهائى
صفية انا كلمت بابا من بدرى وبلغته رأيى 
حكيم بدهشة وماقلتليش يعنى
صفية وهى تقلده مانت برضة ماكنتش قلتلى يعنى
حكيم نظام واحدة بواحدة ماشى ادينى المفيد قلتيله ايه
صفية قلتله انا لا يمكن ارجع لعلى تانى
حكيم بابتسامة واسعة يجذبها إليه ويقبل رأسها قائلا عوض ربنا هيبقى اكبر بكتير أن شاء الله 
لتومئ صفية برأسها وهى تقول أن شاء الله
ورد وهى تحاول تغيير الموضوع وان شاء الله هنروح كلنا الشغل بكرة متأخرين ياللا انت وهى عاوزين ننام
صفية وهى تنظر للساعة المعلقة أمامها الساعة لسه ماجاتش عشرة
ورد وهى تشهق بصوت عالى نوارة مختفية من ساعة العشاء ربنا يستر ماتكونش عملت کاړثة من كوارثها
ليسرع الجميع إلى غرفة الاطفال ليجدوا نوارة وبيدها كتابها الذى يحوى القصص المصورة وتجلس أمام زين وهو بفراشه الهزاز وهو يوليها كل اهتمامه بينما هى تقرأ له قصة ما مع حركات تمثيلية بيدها ووجهها لتتحول معالم وجه زين مع كل حركة وكأنه يفهم ما تقصه عليه 
ليقف الجميع بباب الغرفة مشدوهين مما يحدث أمامهم بينما يضم حكيم ورد بيده ويقبل رأسها هامسا المنظر ده مابيفكركيش بحاجة 
ورد بحب بيفكرنى لما كنت صغيرة وتقعدنى فى المرجيحة اللى فى الجنينة وتقعد تحكيلى حواديت انت وصفية عشان مااعيطش وأسأل على بابا وماما الله يرحمهم
صفية وهى تدخل الغرفة وتغلق الباب أمام وجههم طب ياللا اتكلوا على الله انتو وذكرياتكم وسيبوا العيال لعمتهم عشان عاوزين ننام
لتمنعها ورد سائلة إياها طب مش تقوليلنا الاول قررتى ايه
صفية بكرة أن شاء الله ارد عليكم
فى مكتب المحاماة باليوم التالى
كان هناك اجتماع دورى يعقده حكيم وإسماعيل لبقية زملائهم الذين يعملون تحت إشرافهم أو تحت التمرين
وكانت القاعة تحوى الجميع ماعدا صفية والتى كانت تبحث عنها عينا اسماعيل فى كل لحظة وظن أنها سوف تمتنع عن الحضور إلى المكتب بسبب تصريحه بحبه إياها 
فكان يجلس معهم بجسده أما روحه وعقله وقلبه فكانوا يحلقون بعيدا عنه حتى أنه قد شعر بضيق فى أنفاسه واجتاحه ڠضب شديد من نفسه ومنها
حتى سمع طرقات على باب الغرفة لينفتح وتطل منه صفية برأسها تعتذر عن تأخرها وتبرره بأنها كانت تجلب لهم بعض الاحتياجات المكتبية وأخذت توزع على الجميع وتعطى لكل منهم طاقم راقى يحتوى على قلم و نوت وحافظة ملفات غاية فى الذوق العالى ولاحظ اسماعيل أنها فوتته ولم تعطيه مثل الباقين رغم أنها أعطت مثله لأخيها واحتفظت لنفسها باكثر من نسخة ولكنه لم يعلق على الأمر واعتبر بأنها بذلك تغلق باب الحوار فيما بينهم 
ليستكمل حكيم الاجتماع وسط نظرات اسماعيل اللائمة لها والتى تتعمد عدم النظر إليه رغم أنها جلست بمقابله وجها
10 

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات