الثلاثه يحبونها بقلم شاهندا
هسيبك أبدا.
أغلقت رحمة فمها على الفور..وهي تحبس انفاسها ليبتسم بداخله على مظهرها البرئ كالملاك..الرائع كالأطفال..ثم أخذ نفسا عميقا يتمالك به نفسه قبل أن يقول
عقدت رحمة حاجبيها وكادت أن تقول شيئا ولكنها تذكرت تهديده لتزم شفتيها حنقا ..لتكاد أن تفلت ضحكة من شفتيه وهو يلاحظ رد فعلها..ليقول بإبتسامة
نظرت إليه بغيظ..تجاهله وهو يقول
طبعا مراد كان عايز يطلق بشرى ويبعدها خالص عن حياتنا..بس ساعتها
العيلة كلها كانت هتقف قصاده..و بتمثيلية بسيطة بشرى كانت هتطلع نفسها ضحېة وهتسبب له مشاكل كبيرة..ورغم إنه أدها بس هو فى غنى عنها..كان لازم عشان يطلقها نوقعها فى شړ أعمالها..وده اللى حصل..نصحته يومها بتركيب كاميرات فى شقته ولإنى واثق إن بشرى متهورة ولازم هتغلط..كنت مستنى غلطتها دى..بس للأسف مكنتش متوقع إن غلطتها هتبقى إنتى ضحيتها..يوم ما كلمتنى وجيت شفتك..يمكن ڠصب عنى إتجمدت وماضى بحاله بيظهر أدامى..بيفكرنى بعذاب سنين..لكن مع الفرق..وهو إنى المرة دى كنت واثق مية فى المية إنها لعبة قڈرة من بشرى اللى متعرفش بإنى عرفت لعبتها اللى لعبتها زمان لإن الفكرة دى كانت أكيد فكرتها..ولإنها غبية كررتها وهي متعرفش إنى إتأكدت من برائتك بنفسى..بس كان لازم أبين إنى صدقت لغاية ماأشوف آخرة لعبتها دى إيه..ورغم وجعى للألم اللى ظهر فى عيونك كنت واثق إنى هعرف أداويه بس لما نرجع بيتنا..نزلتى من هنا وجريت على أخويا أفوقه وأتأكد إنه كويس..وخرجتلها وأنا عارف ومتأكد إنها مش هتسيبنى أخرج بالساهل وهتقول حاجة تدينها وفعلا..بشرى حفرت الحفرة بس هي اللى وقعت فيها..ومعانا دلوقتى تسجيل يوديها فى ستين داهية مش بس يسجنها أو يخلى العيلة تغضب عليها..لأ..دول لو شافوه هيشربوا من ډمها كمان..وساعتها هنخلص كلنا من شرها.
طيب حقى فين
كادت أن تنطق ليرفع حاجبيه فإلتزمت الصمت وهي تزم شفتيها مجددا ليبتسم قائلا
إتكلمى..مش هعاقبك..مټخافيش.
تراجعت رحمة بظهرها قائلة بحنق
وهخاف من إيه يعنى
ليرفع حاجبه مجددا لتقول بإضطراب
ما علينا يعنى..حق إيه سيادتك بقى اللى بتدور عليه
أسرعت تضع يدها على فمه قائلة
بعيد الشړ عنك يايحيي ..متقولش كدة تانى..أنا من غيرك أموت.
خاېفة علية..يبقى لسة بتحبينى يارحمة.
أطرقت برأسها قائلة فى حزن
ليه بس
نظرت إلى عمق عينيه قائلة
لإنك كان لازم تصارحنى بكل حاجة بتحصل فى حياتك..يمكن لو كنت صارحتنى مكناش بعدنا عن بعض..إنت مش آخد بالك إنى كان ممكن يجرالى حاجة من صډمتى اللى خدتها فيك لتانى مرة
بعيد الشړ عنك ياحبيبتى..بس إنتى معاكى حق ..فى دى أنا غلطان وبتأسفلك..وأوعدك إنى أقولك على كل حاجة بتحصل معايا من النهاردة..أنا مش مستعد أخسرك من تانى بعد ما خلاص لقيتك يارحمتى.
إبتسم يحيي قائلا
إنتى وهاشم فى عيونى يارحمتى.
أنا وهاشم والبيبى اللى فى بطنى يايحيي.
إنتى بتقولى إيه يارحمة
إتسعت إبتسامة رحمة قائلة
بقول إنى حامل يايحيي.
عقد يحيي حاجبيه قائلا
بس إنتى قولتيلى...
قاطعته قائلة
قلتلك اللى سمعت الدكتور فى الإمارات بيقولهولى..لما تعبت وهشام ودانى ليه وقاللى بعد عمل التحاليل..إن عندى عيب خلقى
فى الرحم يخلينى عقيمة..الدكتور اللى إكتشفت دلوقتى وبعد حملى وكلام الدكتورة هنا..إن هشام أكيد كان متفق معاه..عشان أفقد الأمل نهائيا فى إنى ست طبيعية.. ممكن تتجوز
من تانى وتخلف وتعيش زي باقى الستات..فأرضى بحالى وأكمل معاه.
قال يحيي وقد بدأت ملامحه تنفرج سرورا
يعنى أنا هجيب طفل منك يارحمة
اومأت رحمة برأسها قائلة
طفلة ..قلبى حاسس إنها طفلة يايحيي..بنوتة صغيرة تكون أخت لهاشم..عشان ياخد باله منها.
قال يحيي بسعادة شعت من عيونه
ولد أو بنت..نعمة وفضل من ربنا.. الحمد لله..
إنتى خليتينى
النهاردة أسعد واحد فى الدنيا يارحمة.
كان الجميع يجلسون مجتمعين لأول مرة ..كانوا فرحين بتجمعهم ولم ينغص عليهم سعادتهم فى جلستهم تلك سوى خبر إستطاعة بشرى الهروب من محبسها بمساعدة ذلك المأفون فتحى ..قبل أن يستطيع رجال يحيي القبض عليه ولكن بشرى هي من إستطاعت
وإحنا فين ياحاج..نجيبهالك متكتفة لحد عندك وننحر رقبتها قصادك.
قال يحيي بحدة
ملوش لزوم الكلام ده دلوقتى..نلاقيها بس وهتاخد جزائها على كل عمايلها السودة وغلطاتها فى حق ولاد الشناوي كلهم..وخصوصا مراد.
تنهدت الحاجة آمال قائلة
مراد.. ياضنايا ياإبنى.. الله يكون فى عونه ..ده كان عايش مع شيطانة ..الحمد لله إنه خلص منها.
لتقول رحمة بقلق
صحيح..هو مراد راح فين يايحيي
مرر يحيي يده فى رأسه قائلا بتوتر
راح العربية يجيب موبايل بشرى منه ..جايز نلاقى فيه حاجة تفيدنا.
ليدلف مراد فى نفس الوقت وعلى وجهه ظهرت ملامح خيبة الأمل وهو يحمل الهاتف يناوله ليحيي قائلا
آخر رقم كلمته كان واحد إسمه مجدى..ده الكوافير بتاعها.
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول
كوافير إيه بس اللى هتكلمه فى الوقت ده..أكيد مش هو..أو يمكن مسحت الرقم.
لتتنحنح نجاة قائلة بتوتر
تسمحولى أتكلم..
أشار لها الحاج صالح بالكلام..لتستطرد قائلة
بنتى لبنى قالتلى إنها فى آخر زيارة لبشرى هنا سمعتها بتكلم واحد إسمه مجدى وإنها أول ما شافتها..إتخضت ووشها إصفر..أنا مرضتش أقول لحد..إفتكرت إنها أوهام أطفال..ومحبتش أعمل مشاكل ..بس الواضح إن مجدى ده مش الكوافير بتاعها زي ما حضرتك بتقول ياأستاذ مراد..
لينظر يحيي إلى الهاتف قائلا بغموض
مش هيلحق يارحمة..مش هيلحق.
كانت بشرى مع مجدى..تقول بحنق
شفت يامجدى ..عملوها فية الكلاب ..كل ده عشان إكتشفوا إنى بحبك إنت..معرفش عرفوا إزاي بس..أكيد العقربة رحمة ليها إيد فى الموضوع ده..تعرف يامجدى..حبسونى فى مخزن قديم مع الفيران..وحرمونى من الأكل والله أعلم كانوا هيعملوا فية إيه تانى..لولا فتحى كنت مت.
زاد ..ليقول پغضب لما حدث لها على أيدي هؤلاء القذرين
إهدى بس يابشرى..إنتى دلوقتى معايا وفى ..مفيش أي حاجة ممكن تإذيكى..ياما قلتلك سيبك منهم وخليكى معايا أنا..إتطلقى من مراد وتعالى نتجوز..وكفاية الفلوس اللى معايا..بس إنتى اللى مرضتيش..عموما ملحوقة..أما مراد و يحيي فوعد منى هنتقملك منهم واحد واحد..هموتهم كلهم وأريحك من أرفهم..إصبرى بس وهتشوفى.
قالت بغل
أيوة يامجدى ..موتهم وريحنى منهم..وساعتها هبقى ليك لوحدك..إنت وبس..وفلوس عيلة الشناوي كلها هتكون لينا.
نظر إليها مجدى لثوان يتفحص ملامحها ثم قال بحيرة
غريبة يابشرى ..إشمعنى دلوقتى وافقتى على موتهم..رغم إنى عرضت عليكى قبل كدة الإقتراح ده ورفضتى.
قالت بإضطراب
عشان..يعنى..زمان..زمان مكنش فيه حاجة ممكن تحرمنى منك..موتهم أو حياتهم مكنتش تفرق معانا كتير..دلوقتى ياهما ياإحنا..وطبعا هختارنا إحنا ياحبيبى.
إبتسم مجدى قائلا بحنان
قلب حبيبيك..يلا بقى روحى ياحبيبتى..إدخلى الحمام وخدى شاور يريح جسمك وبعدين تعالى هتلاقينى محضرلك أحلى أكل..لأحلى بشرى.
إبتسمت وهي تومئ برأسها إيجابا لتتجه إلى الحمام..تدلف إليه ثم تنظر إلى مجدى الذى أرسل لها هوائية لتبتسم وهي تغلق الباب خلفها..لتختفى تلك الإبتسامة مباشرة وهو تقول پحقد
ماشى يامراد إنت ويحيي..بتتفقوا علية..طيب مبقاش بشرى إن ما إنتقمت منكم.....كلكم.
كان مجدى يعد صينية الطعام لبشرى..ويضع زهرة حمراء فى فازة صغيرة بالمنتصف تماما.. حين رن هاتفه يعلن عن وصول رسالة ما..أمسك هاتفه يفتح تطبيق الواتس آب..ليجد أنها رسالة من هاتف بشرى..عبارة عن فيديو ما مازال قيد التحميل..ليعقد حاجبيه بحيرة..يتساءل عن مرسل هذا الفيديو وهو يعلم أن الهاتف ليس بحوزة بشرى وأنها تركته بالمنزل حين أخذها كل من مراد ويحيي إلى هذا المخزن القديم..كاد أن يذهب إلى بشرى يشاركها هذا الفيديو بعد أن تكونت لديه فكرة عن مرسله..حين إستوقفه ذلك الفيديو الذى حمل الآن تماما ففتحه رغما عنه..لتظهر بشرى وهي تتوسل ليحيي أن يتزوجها..تنطق حروفها بعشقه..ليشعر مجدى بالخېانة..نعم لأول مرة يشعر بالخېانة حقا..فعيون بشرى وكلماتها
الآن وفى هذا الفيديو اللعېن تنطق بالحب..الحب الواضح والصريح..وليس هذا العشق المزيف الذى كانت توهم به مراد من قبله..والآن توهمه به..والذى لولا رؤيته لنظرات الحب تلك الآن وحروفها التى تنطق به..ماأدرك قط
أنها كانت تخدعه..فالفرق واضح وقاطع..ليشعر بطعڼة نجلاء فى قلبه من تلك التى أحبها بلا حدود ..ولو كانت طلبت روحه ماتردد فى منحها
إياها بصدر رحب..ليكتشف فى النهاية أنها مخادعة ..خدعته..فأصبح مثل غريميه تماما.
ألقى الهاتف من يده بقوة لينكسر بشدة ويتحول إلى حطام..إحمرت عيناه من الڠضب..يشعر بكيانه يتحطم..بروحه تذوب ألما..لتتحول عينيه فجأة إلى عيون خالية من الحياة وكأنهما قطعتي ثلج باردتين ..وهو يتجه بخطوات بطيئة خالية من الروح إلى حجرته..حيث توجد بشرى..حبيبته..وخائنته الوحيدة.
....دلف إلى الحجرة فى نفس الوقت الذى خرجت فيه بشرى من الحمام.
كانت شروق تشعر بالقلق على مراد الذى إختفى منذ الأمس..تحاول الإتصال به كل دقيقة..فلا يرد على مكالماتها ليزداد قلقها عليه..حتى أصبح هاتفه مغلقا تماما..لتشعر شروق بالخطړ..تتصل بيحيي فيخبرها أنه يبحث عنه بدوره وعندما سيجده ..سيطمئنها عليه..ولكن هذه الكلمات لا تطمأن بالها أبدا ..تريد أن تخرج بنفسها لتبحث عنه ولكن أين تبدأدق جرس الباب لتسرع إليه وتفتحه بلهفة..لتقف متجمدة من مرأى مراد..يقف أمامها بهيئة مزرية..فلقد نمت لحيته وظهر اللون الأسمر حول عينيه.. وتبعثر شعره ..إلى جانب تجعد ملابسه..لتدرك أن هناك أمرا جللا قد حدث..خاصة ومراد يقف هكذا.. ينظر إليها بإنكسار وقد تهدلت كتفاه.
قالت
شروق بصوت منخفض
أيوة يايحيي..هو بخير متقلقش عليه..نايم جوة أهو.
إستمعت إلى يحيي قليلا ثم قالت بحزن
انا كدة فهمت ..متقلقش..مش هسيبه خالص..
إستمعت إليه مجددا ثم قالت
مش عارفة يايحيي..إذا كان هيوافق ولا لأ..عموما أنا هقوله وربنا يقدم اللى فيه الخير.
لتغلق الهاتف ثم تنظر بإتجاه باب الحجرة بحزن على حال زوجها وسبب تلك الحالة التى هو عليها.. قبل أن تأخذ تلك الصينية التى أعدت عليها الإفطار لمراد..وتتجه إلى تلك الحجرة لتبعد عن عيونها الحزن وهي تفتح الباب لتجد مراد مستيقظا.. يجلس فى السرير ويستند إلى الوسادة لتبتسم قائلة
صباح الخير يامراد.
قال مراد بنبرات حزينة
وهييجى الخير منين