الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ملوك العشق بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


تخفي الانچيري أسفل الغطاء ووقفت علي ساقيها محاولة أخفاء خۏفها اما هو فدلف

إليها ونظرا لها بشك قائلا أثناء غلقة للباب
بتعملي ايه هنا
طنط كريمان قالتلي أني من النهارده هتبقي ديه أوضتي يعني
عشان أتجوزنا 
حدثتة بتوتر ملحوظ جعله ينظر لها بعدم أهتمام وتقدم وجلس علي
مقعده وامسك بالاب يكتب عليه بعض الأشياء اثناء قوله

وهو أنتي مسميه اللي حصل ده جواز 
بلعت لعابها بتوتر
تقصد ايه 
أغلق شاشة الاب ورمقها بطرف عيناه
أقصد أن اللي حصل مجرد صفقة كنت عايز اكسبها وأنتي كذالك مظنش أنك أتجوزتيني عشان عجبتكوالا عشان خۏفتي من أبوكي
تنهدت بعمق وحاولت النظر إليه قائلة بصوت مرهق من البكاء
صفقة طبعا مانت لزم تقول كده لأني رخصت نفسي لما عارضت بابا ووافقت علي طلبك
شكلك ذكية وبتفهمي 
ردف ساخرا منها اما هي فبلعت الغصه من حلقها وأكملت
وأظن أنك أنت التاني ذكي وعايز تفهم أنا ليه عملت كدة ووافقت عليك
وقف أمامها وعقد ذراعيه أمام عضلات صدره العريض يرمقها بعين متعطشه لسماع الجواب
بالظبط كده ايه اللي يخلي معيدة بالجامعة أنسانة مثقة متربية أنها تعارض أبوها وتوافق أنها تتجوز واحد بالطريقة دية غير لو كان وراها سر بتحاول تدارية بجوازتها
تتنهدت ببعض الأرهاق وقالت ببحة متوتره
لو قولتلك الحقيقة هتفهمها وتقدر حكايتي
أدرك أنه علي موعد لسماع جواب لم يكن يخطر له علي بال وأكتفي بكلمة واحده
الحكم بعد السماع
شعرت أنها امام قاضيها الذي يود الأستماع إلي دفاع الأتهام ليعلن حكمه تلك الحظة سقطط دمعتاها وذاد انين قلبها وقالت بعين انزلتها ارضا من شدة خذلانها
طول مانا تحت بفكر في السبب اللي ورا موافقتك بس متوقعتش أن السبب بالۏساخة ديه لاء وأمي بتقول عليكي متربية ومثقفة أومال لو جاهلة ومش من عائلة كنتي عملتي ايه
رفعت عيناها پانكسار قابل شراسة عيناه وقالت
لحظة الضعف اللي حصلتلي مبتفرقش بين مثقفة وجاهله والا لبنت متربية أو بنت عاصية اللي حصلي كانت لحظة ضعف ممزوجة بالثقة ثقة بنت في شاب خطيبها وهيتجوزها
سؤال واحد أتجوزتيني ليه
عاود سؤالة باشد قسۏة جعلتها تبلع لعابها وتجيبه بصوت مهزوز
مفيش سبب معين أنا خۏفت أروح معا بابا لأني لو رحت معا كان هيحبسني في البيت ومش هيخرجني منه
حرر ذراعيها بحذفة للوراء وعلي وجهه تعتلي بسمة ساخرةمصطحبة بكلماته 
أنا مش مچرمة يا جبران أنا بنت وثقة في حبيبها راجلها اللي المفروض كانت هتبقي مكتوبة علي أسمة كمان أيام أيوة غليط وغلط فظيع كمان هتحاسب عليه منكم ومن ربنا بس أنا مأجرمتش لما وثقة المچرم الحقيقي هو اللي استغل الثقة دية وغدر بيا وعشان متقولش عني بسټغلك تقدر تطلقني حالا وكل واحد يروح لحالة
صق علي أسنانة بغرازة وقال
هو أنتي لسه مستغلتنيش 
تقصد ايه
أقصد أنك بجوازك مني أستغلتيني يا رؤية ودلوقتي لو اطلقتي هترجعي تعيشي
حياتك وعمر ماحد هياجي ويسالك أنتي ليه مش عذراء لان ساعتها رؤية هانم
هتقولهم لأني كنت متجوزه بس أنفصلت عن المغفل اللي أتجوزتة
تنهدت بحزن قائلة
أسفة بس والله العظيم مكنت أقصد حاجة جوازي منك
أمسكها بقسۏة مجددا من ذراعيها قائلا بضيق
أنتي تعرفي أني أقدر دلوقتي أخدك علي بيت أهلك وقولهم علي حكايتك واطلقك قدام الكل ومحدش هيقدر أنه يلومني بس أنا مش هعمل كده عارفه ليه لأني متعودتش أفضح بنت حتي لو كانت السکينة علي رقبتي مش أنا اللي أكشف سر
ربنا ساتره بس ده مش معناه أني هسامحك وأسيبك بسهولة كدة لاء أنتي متعرفنيش كويس عشان لو كنتي تعرفيني كويس مكنتيش لعبتي معايا العبة القڈرة دية
قال مالدية وحذفها بكامل قوته فوقعت فوق الفراش تسند علي ذراعيها باكية بشهقات مرتفعة مثل الصغار المتألميناما هو فنظر لها بضيق وغادر الحجرةليطفئ نيران ڠضبة بأي شئ خارجي
وبعد نصف ساعة تقريبا
دلفت رؤية بقلب ينفطر من البكاء إلي حجرة الملاكمة الخاصة بجبران بعدما سألت الخدم عن مكان تواجدة
وحينما

نظرت إليه وجدتة مثل الذئب الجريح 
يصدد لكمات متتالية بقوة كادت تمزق الغطاء الخارجيه لعمود الملاكمة وتتطاير
من فوق جبينه قطرات العرق المنصبة بغزارة فوق وجهه أستجمعت رؤية بعضا من شجاعتها وتحركت إليه حتي وقفت بجواره تنظر بحزن أكثر إلي كفوفة المچروحة وبهي الډماء
من فضلك أسمعني لزم تسمع الحقيقة
تصلبة تعاقيد وجهه و صك علي أسنانة بقسۏة 
وكيلك الله لو مخرجتي هنسي أنك واحدة ست وهعملك معاملة رجالة أنا اللي حايشني عنك أني أنا اللي قررت الجواز منك لوله كده كان زماني ليا تصرف تاني معاكي
تحذيره كان يبرز كم الڠضب المكنون داخلهامام عيناها التي ذادت بكاءكان قلبها ينقبض بين الحين والأخر من شدة الأسي الذي يحاوط عالمهاو حاولت التحدث رغم تحذيره
عارفة أني غلطانه وأستاهل اللي يحصلي بس أقسملك بربي أني مكنتش عايزه ادخلك في مشكلة ملكش ذنب فيها كل الموضوع حصل بالصدفة لو مكنتش وافقت عليك قدام بابا كان هيخدني البيت ويضربني ويقعدني من شغلي صدقني مكنش قصدي احطك في لعبة زي ديه وأهو أنا ببرئك من كل حاجة لو عايز تطلقني معنديش مشكلة تقدر تطلقني حالا وأوعدك أني همشي من غير ماعملك أي مشكلة
فور أن ردفت بتلك الكلمات أستدار إليها وأمسكها بقوة من ذراعيهايخاطب عيناها بنظرات كالهيب الشمس في وسط النهار قائلا
أنتي بدأتي العبة أنما أنا اللي هقول أمتي تنزل كلمة النهاية مش علي أخر الزمن هبقي لعبة في أيد واحده أنتي الحد دلوقتي متعرفيش مين هو جبران المغازي
أنت بتوجعني
أرتعشت پألم برز من عيناهالكن دموعها لم تشفع لها لدي صلابة قلبه الجش
عارف أني بوجعك ولسه هوجعك أكتر أنتي أختارتي تكوني مراتي يعني أسيرة عندي لباقي عمرك وسلاسل أسرك مش هتتفك من حولين أيديكي غير بخروج روحي من جسمي 
والحد ما يحصل كدة هتكوني مراتي قدام الكل 
أنما بيني وبينك مش
أكتر من واحدة بتقضيلي مصالحي وتبسطني لما أكون مضايق يعني من الأخر كده أداة تسمع وتنفذ من غير نقاش
حديثة الجاف جفف حلقها من المياةوجعله وجهها يصبح شاحبا وجدته يحرر يداها من قبضاته و ذهب إلي باب الحجرة وأغلقه بالمفتاح وأستدار إليهايطالعها من الأعلي للأسفل بنظرات هزت جبال صمودهاخصيصا عندما قال بعين تشبة شراسة الذئاب
ودلوقتي بقي أنا مضايق وعايز أتبسط يا 
رؤية هانم
نزع الهيكول الذي كان يرتدية وحذفة أرضامما برز عضلات جزعة العلوي التي ذادتها رهبة وجعلتها تتراجع إلي الوارء 
أنت عايز ايه مني لو قربتلي هصرخ 
حذرته بوجة مهتز مثل فهي لن تقبل بأن تصبح أداة للمتعةلكن جميع محاولات تحريرها أنتهت بفشل زريع رفعت عينيها وبراكين ڠضبها تتقاذف بحممها أمام عيناه التي أتسعت ببسمة ماكرة ويبدؤ أنها راقت له حينما تمردت 
كده بقي أسمع صوت الصړيخ بمزاج
أنا غلط مرة ومش هغلط مرة تانية يا جبران
واللي بتفكر فية مش هيحصل سامع مش هيحصل
شكلك بتخلطي الأموار يا هانم أنا مش غلطة وقربي منك حلال أنتي مراتي وكلك علي بعضك بتاعتي من أول شعرك الحد ضفر رجلك ملكي 
وأقدر بكل سهولة أخد منك اللي أنا عايزة برضاكي أو غصبن عنك
كانت عيناها ترتعش بمياة الخۏف المختلطة بالحزن فكل كلمة قالها كانت الحقيقة التي تحاول الفرار منها لكنها لم تظل صامته أمامة وباحت بصوت مهتز بقدوم بحة البكاء
عارفة أنك جوزي وليك حقوق عليا ومش هقدر امنعك من أنك تاخد حقوقك بس هسالك سؤال ياتره هتكون 
مبسوط وأنت بتاخد حقك من جسد من غير روح هتبقي مبسوط وأنت بتجبرني علي حاجة مش هقدر أكون فيها أنسانه لأني هكون فيها
مجرد لعبة صامتة بتعمل فيها اللي أنت عايزة
ياتره ده هيرضي كبريائك ورجولتك لو أحتياجك لجسمي هيخليك تحس أنك راجل اتفضل خد حقوقك أنا خلاص مش ناوية أغضب
ربنا أكتر من كدة ربنا ابتلاني بيك عقابني بيك وأنا هكون قد الأبتلاء والعقاپ وهصبر بس مش هسمح أنك تهدمني كأنسانة يا جبران
كانت تتطاير براكين الحمم من بؤبؤ عيناه البنية قوة ردودها والثقة التي برزت من عيناها جعلته يصب ڠضبا عما سبق خصيصا عندما وجدها تتحرر من يده وأمسكت بسحاب ثوبها بجسد يرتعش من البكاء بقول 
ياله مستني ايه أنا أهو قدامك اتفضل كمل وخد حقوقك كلها 
حديثها جعله يشعر أنه حيوان جائعيسعي لألتهام لحم فريسته مما جعله يضرب الحائط جوار رأسها بقوة جعلتها ترتعش خوفا
حقوقي هاخدها لما يجيلي مزاج يا رؤية ودلوقتي أختفي من قدام لأني مش طايق أشوف وشكوأنتي قولتيها أنا ابتلاء ربنا ليكي وربنا يسترها عليكي من بلائي
اعطاها ظهره وعاود لكم عمود الملاكمة لكن تلك المرة بأشد ڠضبا اما هي ركضت من عندهإلي حجرتها ودلفت إلي المرحاض وتوضأت وخرجت وظلت تصلي لوقتا طويل حتي غفت فوق سجادة الصلاة وبعد ساعتين تقريبا عاد جبران إلي حجرته وفور أن فتح الباب وجدها أمامه غافيه فوق سجادة الصلاة هيئتها البائسة لم تشفق لها لديةفقط أصدر تنهيدة محيرة وأغلق الباب عليها ودلف إلي حجرة الضيوف ليقضي الليلة داخلها
ومر

الليل وفي تمام الساعة الثامنة صباحا كانت تجلس رؤية في جامع الأزهرفقد أستيقظت
منذ ساعة وقررت القدوم إلي هنا لتستشيار أحد الشيوخ في أمرها
وكانت الأستشارة من نصيب شيخ شائب يبلغ من الدهر السبعون كانت تجلس أمامه مثل العصفورة الجريحة تبكي بدون صوتوهي تفصح عما حدث بينها هي وحازم في الشقة 
يتبع
قلبي المسكين وقع سجين ظلم الحب
أين أنت يا قاضي الغرام لتفصح عن عقۏبة 
حبي هل نبض قلبي ملايين النبضات ليسجن
في نهاية المطاف خلف أسوار جبران الغريب عن
نبضي 
بعد ساعة تقريبا عادت رؤية إلي قصر المغازي بهيئة مرهقة من البكاءوفور أن دلفت من بوابة القصر الحديدية وجدت جبران يقف علي مرمي بصرها بوجة شديد الأنفعال الذي جعلها تبلع لعابها بقلق خصيصا عندما لمحته يلوح لها بأصابعة لتاتي إليه أخذت نفسا عميقا فرغته في الهواء وبدأت السير إليه وبعد دقيقة ونصف تقريبا أصبحت أمامه
كنتي فين!
أ أنا ك كنت
أنتي لسه هتأتئيلي أنطقي كنت فين بدل
ماكسرلك دراعك في أيدي
هقولك أنا كنت في الأزهر كنت محتاجة أستشارة الشيوخ في موضوعي كنت عايزه أعرف اعمل إيه عشان اكفر عن غلطتي
ولما أنتي مؤمنه أوي كده مسمعتيش عن حاجة أسمها أستاذان الزوج قبل أي خروجه وإلا أنتي بتحرفيه الدين علي مزاجك يا هانم
مفكرتش أن الموضوع يهمك
من لحظة مابقيتي مراتي و كل حاجة عنك بقيت تهمني كل كبيرة وصغيره عنك لزم أعرفها حتي النفس اللي بتتنفسيه لزم تاخدي أذني عليه مش أنا اللي مراتي تمشي علي مزاجها يا رؤية هانم 
عاتبته بنظرة أنكسار 
حاضر أوعدك أن بعد كده قبل ماخرج هقولك بس دلوقتي سيب دراعي عشان أنا تعبانه لوحدي ومش قادره أقف علي رجلية
فبلاش بقي تذودها عليا بالله عليك يا جبران
أذودها هو أنا لسه عملت حاجة 
ياله غوري علي أوضتك وعالله رجلك تخطئ بره بوابة
 

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات